أنس الرشيد

أومأ فرنسيُّ لفتاةٍ عربيةٍ في مقهىً باريسيّ؛ لا يراها إلا هوَ... إلا أنها أشاحتْ بوجهها عنه؛ وأسقطتْ كبرياءه.. فسأل نفسه: - أتعرفُها؟.. - لا. ولكنها.. تعرفني من لحن القول؛ فأنا فرنسي وكفى. - هاااأنتَ تتكسّرُ أمامها؛ كعطرٍ فرنسيّ؛ ضاعت في الدربِ روائحه. لكن قل لي: ماذا أعجبك بها؟ - لسانُها...
في بيتِ نزار قباني، حكى درويشُ عن قَمَرٍ ضمهما؛ ليتجادلا حكايةَ الشعرِ.. قال على لسانِ نزار: منذُ تركتُ دمشقَ تدفّقَ في لغتي بردى، واتسعتُ أنا شاعرُ الضوءِ .. والفُلَّ لا ظلّ .. لا ظلّ في لغتي أنا العفويّ، البهيّ أُرقِصُ خيلَ الحماسةِ فوقَ سطوح الغناء وتكسرني غيمه. صورتي كتبت سيرتي، ونفتني إلى...
مَنْ الشخصُ الغريب النائمُ في نعشِ درويش؛ فهو كحبَة قمحٍ عاد ثانية ليشيَع نفسه؛ ويصحح ما تبقى في قصيدةٍ جاءت من الإحساس بالمجهول .. هنا ننبش الذاكرةَ -في الطريقِ إلى نعشِ محمود- عن مفهوم الشعر بصفته تجربة دائمة لشيءٍ لا يبين منه إلا جزؤه العلوي . ونعني هنا أننا في محاولة للاكتمال بصورة دائرية...

هذا الملف

نصوص
48
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى