محمد عمار شعابنية

لا شيْءَ يُقنعني سوى أنّي أحبّك يا صديقْ وأُحبّ فيك الصمتَ.. والإصغاءَ... والشِّعْرَ الذي ينسابُ كالعسَلِ المُصفـّى وأُحبّ فيك إذا أنا واكبتُ ركْبَ الأصدقاءْ ألقاك صَفـّا وأحبُّ .. لكني أراكَ فقدْتَ ظِلَّك يا ولدْ فلنا معًا أسَفٌ شديدْ و لك الجَلَدْ المتلوي في16 ديسمبر2019 محمد عمار شعابنية
كن رقما غدا ... سيصير أمسًا ثمّ يطوي الوقت بعد الغدْ فكنْ سَبْتـًا إذا قرّرتَ أنْ تغتالَ يوْم أحَدْ وكنْ في سائر الأيام يوما يحتفي به كامل الأسبوعْ ولا يمسى على عطـََشٍ ولا يجري إليه الجوعْ غدا سيصير نـسْيـًا فلتكنْ يا أيها اليوم المضاف إلى دمي رقما مُضاءً يشتهيه عددْ محمد عمار شعابنية...
كـلّمتني الأرضُ: قـُلْ للطّـين لا تـَعرضْ على الصحْراء ماءً خوْفَ أن يـُصبح غـوْرًا أو سرابْ فأنا مُـذْ جاءني آدمُ مطرودا من الجـنّة لم أهربْ بذاتي من خرابْ لأرى دوني خرابْ دوْرتي منتظـمهْ ولي القـوّةٌ.. لي ما لا يُـرى في كوْكبٍ غيْري ولي في ما تـرَوْن...
لم تكْبُ أغنية على شفتي ولا زلّ القصيد.. لم أرتجلْ لغْوا يحاسبني عليه غد بليد فأنا وريثُ كتابتي وأنا أسير ربابتي وأنا الذي ذبح النشار من الوريد إلى الوريد لي نملة في القلب أتركها إذا فرَكتْ حبوب النبض تفعل ما تريد لي ما أقول إذا كتبتُ وما كتبت لكي أقولَ هوى جديد وأسير بين الناس يلتحفون أمنيةً...
في يدي صورةٌ لم تُسجّلْ ملامحها نظرةً من تطفّل عيْنيَّ في سِرّها وتلَصّصها منذ خمسين عامْ هي منّي ولكنها ـ وهْيَ تُشبهني ـ لم أعُدْ في السنين التي قد تخطّتْ حدود الكهولة أشبهها شَعْرها فاحمٌ وأنا أسقط الوقت أسْوَدَ شَعْري وألبَس رأسي بياضَ الجليدْ وجهها لا أرى فيه ما يخدش العمْرَ... إذ في...
سَلامٌ منْ جنُوبٍ يشْرِبُ العَطَشَا على وَسَطٍ كَظِيمٍ ليْسَ ميْسُورًا ولا وَسَطَا... عَلى أفْياءَ مَجْرَدَةٍ عليها السّوس كان سَطَا... على الشُّطَّانِ جائعَةٍ إلى مَوْجٍ بلا زَبدِ على بحّارَةٍ ظَمِئُوا إلى بحْر بهم بَطَشَا... على الفَلاّحِ والمَلاّحِ والكَدّاحِ في بَلَدِي... على نَمْل...
الدّم الآن يجري.. ويجري .. ويجري..فلا تـُوقفوهْ ! فهو يجري غزيرا في القلوب التي آلمتـْكم كثيرا وهو يجري مطيرا في حقول الحروب التي تعجز الأرضُ عن مَحْوِ أخطارها وارتجاجات أوزارها فإلى مَن إذا مسّكُم جمرُها تشتكونْ ؟ وإلى مَن إذا ولـْوَلتْ ريحُها في مدائنكم تشتكونْ؟ وهي في عنفها حين جاستْ وحاستْ...
للماء جراح لا تُحصيها الأبحرُ والأنهارِ والماء يئنّ إذا سالْ ويبوح بما يحمِل من أوجاعْ وإذا أصبح ثلجا يتعرّى للبرد ِ ويدخل في ثوب بياضْ كالميّتِ، لا يأكلُ.. لا يشرَبُ.. والماء يموت جريحا إنْ جاعْ محمد عمار شعابنية المتلوي في 14 نوفمبر 2019
الخيول التي تدخل البحرَ يعرفها الحوتُ من عَهْدِ نوحْ والخيولُ التي تتوضأ بالدّفء في حَوْض ماءِ فسيحْ قبل أن تتَمطّطَ سِـيقانـَها وتـُكـَحـَّلَ أجفانـُها بالضياء المُمَدّد في أعْيـُنِ اللاّزَورْدْ وهي سبّاحةٌ بين جزْرٍ ومَدْ ومدى زُرقةٍ لا يحُدْ.. بعدَ حِين ستخرجُ للبَرِّ كي تستريحْ...
الأساورُ أغلى أحْلى أَمِ اللهُ غلـّى وحلـّى جمالا على مِعْصمَيْكْ ؟ أنت ِ أدرى بأنّ الذي كان أبدع خلْقَكِ من عـَلـَق لا يُفضّل خلْقا عليْكْ يا صباحاً على شرْفةٍ في الجزائرِ يا زهرةً في ربيع الأمازيغِ يا مُهرةً يتغنّى بها العرب الفاتحون وجْهـُكِ الورْد والياسمين وجهـُكِ الجهْرُ والسّرُ السحرُ...
تظل الكتابة هاجسا إبداعيا يسعى من ورائه صاحبه إلى تحقيق الإضافة والتفرّد والتميّز في ما ينتجه من نصوص سردية أو شعرية فيحرس من نص إلى آخر على تجاوز منجزه السابق بمنجز جديد ، غير أن ذلك لا يمكن أن يتحقق بالنيّة المجردة بل يحتاج إلى استعدادات نفسية وفكرية وفيزيائية أيضا مرتبطة بذات الكاتب ومتصلة...
كان القراء والنقاد ومتابعو الحركة الأدبية في تونس يتطلعون منذ أواسط ستينيات القرن الماضي إلى تصفح ما ينشره أعضاء نادي القصة بالعاصمة من أعمال سردية هم على علم مسبق بعناوينها ومضامينها قبل إصدارها في كتب , وكانت أغلب الإصدارات متشابهة في أشكالها ومضامينها التي لم تتخلص في البداية من عرض صفحات من...
العنوان هو اليافطة الأساسية والمعرف الوحيد لكل إنتاج مهما كان نوعه ، والرواية إنتاج لا مادي يوفّره خيال الكاتب بصياغات تعبيرية لسرد أحداث وضمان تواصل سياقاتها إلى نهاية النص بتراكيب لغوية تراوح بين القص والوصف والحوار والتحليل في أماكن وأزمنة ملائمة لوقوع الأحداث وترتكز على الأسلوب الحكائي...
لو " لَمْبَدُوزاّ" تُجيرُ الشعبْ إن حرَقَ = وكان ضيـَّعَ نصفًا منه قد غــرِقَ ولمْ يعُدْ في بلادي ساكنٌ أَحَـــدٌ = تـُصـْغي إلى صوْته الحيطان إن نطــًـقَ لمـَا استقال وزيـرٌ واحـدٌ ولـَمَـــــــا = في مجلس كان من أصواتِنا انبثــقَ تبكي على ما أصاب الشعبَ نائبــةٌ = ولن ترى نائبًا من حِشـمةٍ...
يشكو القصيدٌ إذا تأخّر شاعِرُهْ عن رسم أغنية تظل تخامرُهْ ويقول إنْ لمْ يكترثْ بي ساعةً سأكون سهُدا في الكرى وأشاجرُه حتى يعانقني ويكتبني ويقـْــــــ ــرَأني وفي شوق أبيتُ أسامرُهْ من أي لفْظ فيّ أرميني على قلبٍ إلى لغتي تنطّ مشاعرُه لكأنني ماءٌ تعطّش نهرُه أو أنني قمح دعتْهُ بيادرُه إني لأهجر...

هذا الملف

نصوص
190
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى