سونيا الفرجاني

عندما كنت في الأربعين سقطتْ ملائكة من السماء. كان الطبيب حزينا لأمر يخصّه فلم يجبُرها ولم تعد. وفي العام الذي سقطتْ فيه ملائكة أخرى كنت أيضا في الأربعين أذكر كان الليل أصفر وكنتُ ألوّن نافذة الغرفة بفرشاة مهترئة لاشيء يتبعني إلاّ وجهك النحيل وصوت ندائي في سراديب بعيدة. انكسرت أصابع الملائكة...
أريد أن أقود شاحنة كبيرة مفتوحة، وبلا لوحة رقمية، أسلك بها طرقا محاذية للنهر فلا أرى صورتي عليه ولا ظل نرسيس الخائف من حمامة نائمة على الشجرة، أو أسلك طرقا محاذية للبحر لا أعرف فيها أحدا ولا ألوّح بسلام لغير الحوت البعيد يظهر نقاطا متحركة، تُحرّك كفّي. لا أريد أن يكون لي اسم أنثى سأغير اسمي أو...
في المِغطسِ كنتُ أنزلُ الماءَ بحذر ... وأبردُ تسمَّرتُ قليلاً... شعرتُ في لحظة... أنّي إناءٌ صغيرٌ يحملُ أقلامَ خشبٍ ملوَّنة على رفٍّ مطليٍّ بالأحمر في روضةِ أطفالٍ في حيّ أثرياء خِفتُ من نفسي ...متى صرتُ أقلاماً ملوَّنة؟ وكيف تخشَّبتُ وقلَّمَ الأطفالُ طولي وشكلي هل أدخلوا ساقي في مبراةٍ أم نهدي...

هذا الملف

نصوص
33
آخر تحديث
أعلى