زهرة ظاهري

في ذاك الركن المقابل لشرفتها..كان يقف كل يوم لبعض الوقت..يدخن سيجارته ويمضي..الزمن كان على عين المكان.. يسجل حضوره اليومي في نفس اللحظة التي تخرج فيها الى شرفتها..وكانها كانت على موعد مع وقفته..تلك الوقفة التي تتكرر كل يوم دون ان يتبادلا تحية الصباح او يبادر احدهما بالسؤال ..والشارع لا يزال...
"أجوس خلال الذاّكرة .. كلّ مامرّ علينا ، لحظات الصّفو القليلة ولحظات ارتباكي.. أذكر أن قلت لي مرّات عديدة "أعشقك " حين كنت أردّد " كم أحبّك ".. أذكر أنّك كنت في كلّ مرّة و لتنتشلني من تعبي وثقتي المهزوزة بالحبّ تخبرني بأن كل الأشياء متغيّرة أما الحبّ فهو الحقيقة الوحيدة الثّابتة .. كنت أصدّقك...
حين كنا أطفالا صغارا كم كنت أنا وإخوتي نبتهج بحلول رمضان .. أذكر أنه كان يأتي عادة في فصل الصيف حين يكون الطقس شديد الحرارة و ساعات النهار طويلة جدا .. و كنت كلما بدأت ليالي الصقيع تنقشع رويدا رويدا ويبدأ البرد يودع أجسامنا الصغيرة وبيتنا الهش أبادر أبي بالسؤال : متى يأتي رمضان ؟ كان أبي يعرف...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى