عبدالله حسين

أعرفُ انك ِلاتعرفين من الاعياد شيئاً إلا عيدينِ، عيد الفطرِ وعيد الأضحى وأعرفُ أنكِ ترقبينَ الهلالَ وتتلمسينَ صورةَ بيت اللهِ، بيتُ اللهِ الذي لم تُفتَح لكِ بابه، لقد كثرت الأعياد وهاهم يهنئون زوجاتهم حبيباتهم أمهاتهم على الدوام ِ كثرتْ الورود وكثُرت القصائد و التهاني وصارللمرأةِ اكثرِ من يومٍ...
هذا اليوم مناسب لتبادل التهاني أيها الزملاء تعالوا نجتمع مع بعض نتبادل التحايا ونتبادل القُبل وننفضُ من اكتافنا طباشير السنين تعالوا نرسمُ داراً ودارين ودورا ونسكن فيها تعالوا نرسمُ نهراً نرسمُ زورقاً ويركبُ فيه جارنا نوري ليصطادالسمكَ تعالوا نرسم شجرة فيها ثمر لتأكل منه سلمى تعالوا نضمد...
أشياء كثيرة اغض النظر عنها وأخرى أدير لها ظهري اغض النظر عن اولائك الذين يشتمونني بقلوبهم وعن الذين يتحدثون عني بسوءٍ في أحلامهم اغض النظر عن مايدور بين حمامتين تعارفتا للتو وعن السائق الطائش ومايرميه على وجهي من اتربة اغض النظر عن مايفعله الصبيّة في الأسواق المزدحمة اغض النظر عن تصرفات جاري...
مرَ يوم على يومك وانا مازلتُ ابحثُ عن كلماتٍ لأرثيك فيها. مرَ يوم وأنا ابحثُ في جيوبِ الذاكرة لعلي أغترف بعضاً من كلماتٍ لأنثرها على السطور. يوم مر وان ابحث عن طريقة ٍ لاخبرك انكَ مازلت معي وأنني مازلت اسمعُ وقع خطاك ومازلتُ اتحسس يدك الدافئة وأنتَ تمرر اصابعك بين فروة رأسي ومازلتُ اشم رائحة...
بلا شك سيحمل ُالأطفالُ حقائبهم المدرسية ِ ذات صباح آمن دون ضجيج دون دخان دون وباء بلاشك ستفتح الشوارع ُ صدرها للمارة ِ وتبتسم لهم عن بعد ِ بلا شك سيعودُ صوتُ فيروز يصدح ُ في المنازل ِ و المحال ِ وفي مذياع ِالسياراتِ بلا شك سيولد ُ وطن ٌ جديدٌ يحضن ُ أولاده في كل موجة ِ برد !
كان عليّ أن أكون اكثر رشاقةً لإتلافى الضربات الموجه صوب وجهي كان عليّ أن لا امتهن مهنة معلم لم ادخر منها سوى بقايا طبشور عالقة في جيوب الخيبة كان ينبغي ان لاافرط في السهر والتدخين هناك ليالي كثيرة في طريقهن اليّ كان عليٌَ أن لااثقَ بظلِ شجرةٍ خريفٌ يسكن بالجوار. كان عليّ أن أكون واقعياً...
لا اخرج لنزهةٍ بعد انتصاف الليل ولا استبدل اوكسجين بآخر اخرجُ لأعد مصابيح المدينة من منهم إنطفأ ومن منهم ينتظر! اخرج لأرى الارصفة كيف تتوجع صداعاً أثر ضربات الشمس لأرى القنافذ كيف تهرول ليلأ أرى القاطرات محملة بهموم البشر لأرى كم شهاباً يتساقط من السماء وامسح ذرات الغبار العالقة على نبتةٍ أثر...
أن تومئ لمن هم في قاع ِالبحر ِ وانت على ظهر اليابسة الشعر أن تمر َفوق رأسكَ غيمةٌ فتعصر ها لتبتل تربة المجاز الظلام أن تحدقَ ملياً في عز النهار ولا ترى شعرةً لمن هم حولك السفر أن تراقبَ سرباً من الطيور ِ لحين وصوله نقطة التلاشي الاختناق أن تبحثَ عن الأوكسجين وانت تعيشُ في كل هذا الفضاء...
سينطفئ ُ عمرك شمعة أثر شمعة وستدرك حينها انك أصبحت رماداً لذلك الخيط سيبتلعك الفراغ يوماً وتكون صديقاً حميماً للمقاهي والطاولات سيأتي يوماً وتفر كل الحمائم التي اطعمتها وتبقى وحيداً تنثرُ البذار على الارض ستعد الغيوم العابرة غيمة بعد غيمة وتنتظر قطرة مطر ترويك ستقف يوماً بوجه الرياح وتفتح ُ...
كان حرياً بك ياهشام أن تتريثَ قليلاً وإن تبقى مرتدياً قميصكَ الابيض وتوزع ابتساماتك على مرضاك! كما يوزعُ المعلمُ حلواه على التلاميذ كان بأمكانك أن تظلَ متقداً وتنير الظلمة التي خلفها اخوتكَ وكان حريا بك أن تبقى تربت على كتف اولاد شموعك التي انطفأت لكنك فضلت انطفاءً اخيراً واخترت مسكناً بعيداً...
لا اخرج لنزهةٍ بعد انتصاف الليل ولا استبدل اوكسجين بآخر اخرجُ لأعد مصابيح المدينة من منهم إنطفأ ومن منهم ينتظر! اخرج لأرى الارصفة كيف تتوجع صداعاً أثر ضربات الشمس لأرى القنافذ كيف تهرول ليلأ أرى القاطرات محملة بهموم البشر لأرى كم شهاباً يتساقط من السماء وامسح ذرات الغبار العالقة على نبتةٍ أثر...
الرمال التي لا ترسمُ على ظهرها أقدام المارة لارتنتمي للشواطئ ولا تعرف وجهة السفن. ....... موبوؤون قبل ان تأتي الجائحة وللكمامات بقية. .... كل الذين دنوا مني في حالة السكون صاروا ريشاً مع أول هبة ريح. ...... اريدُ أن أدسَ رأسي في الماء لإهرب لبرهة من هذا الضجيج. ...... اريدُ أن اهمسُ لنفسي بنفسي...
لا اخرج لنزهةٍ بعد انتصاف الليل ولا استبدل اوكسجين بآخر اخرج لأعد مصابيح المدينة من منهم إنطفئ ومن منهم ينتظر! اخرج لأرى الارصفة كيف تتوجع صداعاً أثر ضربات الشمس لأرى القنافذ كيف تهرول ليلأ أرى القاطرات محملة بهموم البشر لأرى كم شهب يتساقط من السماء وامسح ذرات الغبار العالقة على نبتة أثر فوضى...
أعرفُ نورساً كل ما مرَ فوق جسر الأئمة رمى فتات خبز ورحل..! ....... الجسد الذي إرتقى للكرة ِ في قفزته ِ الأخيرة نزلَ للأرض ِ بلا رأس ٍ بلا شِباك..!! ...... كل الذين مروا في شوارع رأسي تلاشوا ! ولا وجود لشيءٍ غير أوراق صفراء وذكريات تتقاذفها الريح ! ...... كقصب ٍ أنا يتمايل ُ مع كُل ِ هبة ريح...
لم يكن عمراً كان رحى طحنت كل الايام لم تكن سنةً كانت محرقةً مليئة بالموت ِ والدخان لم يكن حقلاً كان وكراً للسنابل ِ الفارغة لم يكن شارعاً كان بريداً عاجلاً لنقل ِ الجثث لم تكن ثورةً كانت حلماً تبخر عند اليقظة لم يكن وطناً كان تابوتاً طويلأً جداً لم يكن موجاً كان عطاساً للحوت ِ لم يكن...

هذا الملف

نصوص
31
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى