مجدي جعفر

( 1 ) رغم كثرة الكتابات القصصية التي تناولت القرية المصرية ، إلا أن معظمها جاءت مسخا مشوها للقرية ، اللهم إلا عددا قليلا من الكتاب ” أصحاب القامات العالية ” الذين تماسوا مع القرية بأجوائها وناسها ، بأحلامها وانكسارتها – في علاقة حميمة – فكانت أعمالهم شديدة التميز وشديدة الثراء والتفرد ، وأحسب...
صغاراً كنا حين مددنا أكفنا للشمس ، عراة قفزنا في النهر لنمسك بقرصها المستدير اللامع .. بعيدة تلك الأيام بُعد الشمس عن الأرض.. كأسماكٍ خرجنا من النهر وأقراص الشموس على أكفنا الصغيرة ، نجرى وقطرات ضوء تتسَّاقط من أجسادنا ، وكلٌ أحكم قبضته على شمسه وخبأها في مكان أمين ليخرجها في الليل !! في الليل...
(1) بدت لنا على غير عادة النساء العربيات – والبدويات على وجه الخصوص – ممصوصة كعود قصب ، يابسة كعود حطب ، كادت الرياح أن تذروها – لولا أن اتكأت على جدار البيت وراحت تتفحصنا واحداً تلو الآخر بعينيها الضيقتين من خلف ” البرقع ” ! .. لم تزل آثار السفر على وجوهنا ، و الحقائب أثقلت كواهلنا ، والعرق ينز...
في البراح الواسع أمام الدار، تجلس الجدة، فاردة ساقيها لشمس الصباح وبجوارها راديو العائلة العتيق، لا يتحول مؤشره عن إذاعة القرآن الكريم، ومسبحة في يدها لا تمل من فر حباتها ومصحف متآكل غلافه، مفتوح أمامها لا تقلب صفحاته أبداً، وكتاكيت صغار تتقافز حولها، ودجاجات تنقر في الأرض، ونساء عجائز يأتين،...

هذا الملف

نصوص
94
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى