لم أعُدْ أخجل من فتح المواقع الإباحية .. بل والجَهْر بأنني أستمتع بها .. وليقلْ لي أحدكم ماهو الجُرم الذي أرتكبه؟ .. وبحقِّ مَن ؟
ماالمشكلة في التحديق بلوحة إعلاناتٍ معلّقة في الشارع لحسناءَ تشرب القهوة ؟ .. ياسيدتي أنتِ جميلة وقهوتكِ طيبة ولذيذة بدون أن أشربها .. صوّروني معها لو سمحتم .. واجعلوها خلفية لصورتي الشخصية .. بدون أن تبحثوا عن خلفيتي الثقافية والعقائدية
ماالعيب إذا ما تأمّلتَ امرأة جميلة قبل أن يحلّ عليك سلطان النوم ؟.. عسى ولعلّ أن تزوركَ في أحلامك .
وحتى في نهارك .. اذا اصطدمتَ بالقبح .. وأطبق عليك التجهّم .. وأحاط بك القنوط .. ولم تعد تسمع إلا التأفّف .. وسُدّت عليك المنافذ .. ورُفعت في وجهك رايات المنع والحجب والحظر ..
إشارة حمراء في طريقك كانت قصيرة .. وأصبحت تطول كأنها صارت حكماً مؤبداً مدى الحياة .. طريقك مسدود !
وانقطعت الكهرباء عند الإشارة الضوئية الحمراء .. وصارت حركة السير بأمر الشرطي الذي يسمح بالمرور لغيرك.. أما أنت فانتظر .. لا تطفئ محرّك السيارة لأنّ كهرباءنا قد تأتي فجأة فتعاود السير .. انتظر فقط .. لا تتذمّر ولا تزمّر بالزمور
ماالضرر عندها لو لجأتَ إلى هاتفك الجوال؟.. فتفتح صفحة من الجمال الذي لن تراه إلا بالصور ... حواري تدعوكَ إليها .. أن تعال إلى أحضاننا .. بأصواتٍ ناعمة وتنهّدات مثيرة .. وابتسامات عريضة .. في جناتٍ غنّاء مسموحٌ فيها كل شيء ... كبحّارٍ ضائع وظهرت عليه حورية البحر!
.. ألن تشعر بعدها بالراحة والسكينة؟ .. ألن تشعر بعدها بأنك مهمٌّ ومرغوب .. في زمنٍ رغب فيه الجميع عنك؟ .. ألن تتمنى أن تطول وتطول شارتك الحمراء ؟
ألا يُعتبر ذلك علاجاً لك .. وترويحاً عن نفسك .. يا (علي بن الجهم )؟.. فلا تصِف بعدها (هاروناً) بأنه كلبٌ حافظٌ للودّ.. وتسقط من مفرداتك أوصاف التيوس والوحوش ..
حتى ولو كنت في غابة الحياة وبين الذئاب .. تفتح عينيك فترى نفسك في غابة من السيقان الطرية .
صدّقني عندها ستنتظر زوال الإشارة الحمراء سعيداً .. فالإشارات الخضراء بين يديك
لماذا ينصح الأطباء مريضهم الغني بالسفر إلى جزيرة هادئة أو إلى أوربا كعلاجٍ لانهيار اعصابه ؟.. وتستكثرون أنتم عليّ الصّفْن والتأمّل في بعض الصور أحملها في جيبي .. إنه تخديرٌ لأعصابي وليس بمخدّرات .. إنه سُكر ونشوة بدون كحول .. والله لم أصرف عليهنّ قرشاً .. بضاعةٌ للعرض فقط !
إذا شاهدتَ منظراً جميلاً ألا تمجّد الخالق؟
انا لا أخون أحداً .. ولا أعتدي على محصّنات ومحرّمات !.. ولا أشهّر بجارة أعرابية ولا مواطنة محميّة .. ولا بأحد بنات بني عبس.
الوردة الملوّنة تسمح لك أن تراها .. بل وتحبُّ ذلك .. هي تحبُّ الاستعراض في الشمس وتنكمش في الظلام .. وقد تسمح بأن تشمّها .. لكن قطفها له مقدّمات وشروط وجوائز وموانع .. كلنا نعرف ذلك ونمتثل للأمر
نحن المتفرّجون الفقراء لا نفكّر بالسفر إليكِ أيتها الجميلة ولا نفكر بالإعتداء عليكِ .. دعونا نرى فقط .. ونحلُم بصمت..
إذا تفرّجنا على الذهب المعروض في محلات الصاغة .. لا يعني أننا سنسرقه ..
وإذا تفرّجنا على مطاعم النجوم الخمس .. وموائدها المفتوحة .. لا يعني أننا سنلعن خبزنا اليابس.. ونكسر الزجاج المقسّى ونسرق اللقمة من الفم الذي يمضغها ..
وإذا شاهدنا حقيبة مليئة بالأوراق النقدية في أحد الأفلام .. لا يعني أننا سنترك راتبنا الشهري ونهزأ به .. ونسطو على أحد البنوك..
البعض قد يفعل ذلك ..
هذا ما ستقولونه .. ولذلك المطلوب منك أن تتصومع وتتبرقع وتتقمّط وتتأبّط لحاف جدّتكَ الموروث.. تتغنى ببراغيثه وتحكحك مواضعها .. وتشمشم أبوال بعيرها .. وتلعق بقايا لبنها الخاثر ... لأن مجرّد التفكير بما ليس لك هو بداية الجُرم.
لكنني سأجيب بأنّ ما أقوم به هو نوعٌ من الاطّلاع .. قضية تحديد موقف فقط .. ومعرفة السّواء الذي نعيش فيه .. كأنك تشاهد ناطحة السحاب فتعلم جُنيبها أن بيتك ذي الطابقين ليس عالياً..
ومشاهدة الذين نزلوا إلى القمر ليست كفراً .. لأننا لن نسرق أقمارهم !.. قد نتعلّم منهم ذلك ؟... لا أظن وأنت أيضاً..
دعونا إذن نستبيح مواقعهم.. ليست العلمية بل الإباحية فقط ... فهذا ممكن .. ونحن فحولٌ في ذلك ويشهدون لنا ... فنهتك حرماتهم افتراضياً !..
مساكين .. تركوا نوافذهم مفتوحة فبصبصنا على نسائهم رغماً عن أنوفهم .. فليسجّل التاريخ ذلك بأحرفٍ من نطاف الخيول الأصيلة!
مواقعهم العلمية تعذبنا وتشعرنا بالتخلف العلمي والتقني .. والهوة الشاسعة بين ما نحن وبين ماهم عليه .. فلا لغة نتقن من لغاتهم .. ولا مساهمة علمية نشارك بها .. ولا حتى تعليق على ما يقومون به .. وهم يعرفون ذلك فرسموا لنا صورة رجل مبتسم أو متجهم وصورة يد توحي بالموافقة .. فقط اضغط عليها إن قرأت .. لا وقت لديك للقراءة ؟ .. لا تحبّ التعلّم ؟.. إذن تفرّج على الصور الإباحية فقط ..
إن انتخاب ملكة جمال الكون له فائدة تتمثل في الحصول على مقياس الجمال لهذا العام .. فتعطي معدّلاً للجمال الذي تشاهده .. أو الذي تملكه .. ولن تطلّق ليلتها زوجتك إذا لم تحقّق واحداً بالألف من المعدّل المطلوب .. لأنك تعلم علم اليقين أنك أنت أيضاً لا تساوي فلساً في سوق الرجال .. ولست إلا غطاءً لطنجرةٍ مكتحلة بالسّواد على مواقد الحطب.
إنه نوعٌ من تحديد الموقع على الخارطة .. وهذا لا يعني شطب الحدود والكفر بالأوطان ..
والفرنجة وفّروا علينا ذلك العناء .. وزوّدوا هواتفنا بما يحدّد موقعنا إنْ نظرنا إلى نسائهم... لكنّهم عنا قصداً غافلون .. وعندما أرى جماهير المتلصّصين على مواقعهم أهلل طرباً .. كلهم عرب وعرب .. ونحن لها إن غاب زوجها!
لكن مع كل تلك البطولات أصرّ على تلك المواقع لجماهيرنا ..فهي غذاء الروح .. ويجب أن تكون مُتاحة أكثر .. ومعروضة في الساحات العامة .. بشكلٍ سينمائي فاضح ومتواصل .. خيرٌ من حضور فيلم عربي لمدة ساعتين نقتل فيها وقتنا ونحن ننتظر تلك القبلة للبطلة .. ويعتبرون ذلك فناً مسموحاً .. إذ أن التعري بدءاً من اللباس الوطني مسموحٌ شرعاً وقانوناً..
والله كنت أدخل للسينما من أجل ذلك الحبِّ الرخيص .. وأما باقي الفيلم فهو تبرير ومقدّمات لذلك المشهد المنتظر على أحرّ من الجمر .. فتصبح (نادية لطفي ) فتاة أحلامنا .. و(فريد شوقي) وحشنا الكاسر.. وعنترنا العصري الذي قد يحرّر القدس بعد أن ينتهي من الشيشة في قهوة الماوردي .
ويأتي الزعيم أوالعكيد .. فيخلع (باب حارتنا) في جزئه السابع بعد الألفين ... ويستلّ خنجره المطعوج ليحمي بنت حارته المغناج .. لماذا يكون التمثيل متأخراً نصف قرن على الأقل عن الواقع المعاش؟.. وهل سيكون الجزء الأخير من ( باب الحارة ) على أبواب الأندلس الإسلامية أم عند حدود الصين العربية؟
في النهاية أقول لقد استباحونا من الأعماق.. من الجذور .. دعونا نستبيح مواقعهم الإباحية.. ندمن عليها .. نتجمهر في فتحها .. نشغّلها لهم ... نهتك حرماتهم ولو في أحلامنا .. على أقل تقدير .. نقتل وقتنا الميت سلفاً بين نسائهم .. نرفع راياتنا بين أجسادهم الرخيصة..
أدمنوا عليها يا بني أمي .. فهي أقل ضرراً من شيشاتكم ومسكراتكم و مخدراتكم ومفخخاتكم .. هي مفخخة نعم وقد تنفجر لكن بلطف .. لا تقتل عشرات المدنيين الآمنين .. بل قد تقتل شعوباً وأجيالاً بكاملها .. لكن لا يذكرها شريط الأنباء إذ لا يمكن إحصاء عدد الضحايا...
استبيحوا مثلما تستباحوا .. فالعين بالعين .. لقد استباحوا أرضنا وجيوبنا وعقولنا وأحلامنا .. أكثيرٌ علينا أن نستبيح صور بعض نسائهم فقط !.. على سبيل التحدّي .. ليس إلا.
وهناك بشرى سارة لمن يتابع المواقع الإباحية بشغف .. لقد أفردوا صفحات أبطالها عربيّات وعرب .. صرنا أبطالاً عالميين .. ويسألونك .. هل تريد صوراً وأفلاماً من منطقتك؟
لا تستغرب .. فلاحقاً قد تشاهد فيلماً إباحياً بطله أنت أو زوجتك أو أختك .. فهم يرونك حتى في مرحاضك .. لذا أطفئ النور .. اقطع الكهرباء عندما تحب .. وحتى عادتك السرية لم تعد سرية!
عذراً .. لن أتابع لأن الشرطي يأمرني بالسير .. فلم يبق غيري واقفاً على الإشارة الحمراء .. وأعطاني مرحى لأنني (ملتزم ) بنظام المرور
د. جورج سلوم
********************
ماالمشكلة في التحديق بلوحة إعلاناتٍ معلّقة في الشارع لحسناءَ تشرب القهوة ؟ .. ياسيدتي أنتِ جميلة وقهوتكِ طيبة ولذيذة بدون أن أشربها .. صوّروني معها لو سمحتم .. واجعلوها خلفية لصورتي الشخصية .. بدون أن تبحثوا عن خلفيتي الثقافية والعقائدية
ماالعيب إذا ما تأمّلتَ امرأة جميلة قبل أن يحلّ عليك سلطان النوم ؟.. عسى ولعلّ أن تزوركَ في أحلامك .
وحتى في نهارك .. اذا اصطدمتَ بالقبح .. وأطبق عليك التجهّم .. وأحاط بك القنوط .. ولم تعد تسمع إلا التأفّف .. وسُدّت عليك المنافذ .. ورُفعت في وجهك رايات المنع والحجب والحظر ..
إشارة حمراء في طريقك كانت قصيرة .. وأصبحت تطول كأنها صارت حكماً مؤبداً مدى الحياة .. طريقك مسدود !
وانقطعت الكهرباء عند الإشارة الضوئية الحمراء .. وصارت حركة السير بأمر الشرطي الذي يسمح بالمرور لغيرك.. أما أنت فانتظر .. لا تطفئ محرّك السيارة لأنّ كهرباءنا قد تأتي فجأة فتعاود السير .. انتظر فقط .. لا تتذمّر ولا تزمّر بالزمور
ماالضرر عندها لو لجأتَ إلى هاتفك الجوال؟.. فتفتح صفحة من الجمال الذي لن تراه إلا بالصور ... حواري تدعوكَ إليها .. أن تعال إلى أحضاننا .. بأصواتٍ ناعمة وتنهّدات مثيرة .. وابتسامات عريضة .. في جناتٍ غنّاء مسموحٌ فيها كل شيء ... كبحّارٍ ضائع وظهرت عليه حورية البحر!
.. ألن تشعر بعدها بالراحة والسكينة؟ .. ألن تشعر بعدها بأنك مهمٌّ ومرغوب .. في زمنٍ رغب فيه الجميع عنك؟ .. ألن تتمنى أن تطول وتطول شارتك الحمراء ؟
ألا يُعتبر ذلك علاجاً لك .. وترويحاً عن نفسك .. يا (علي بن الجهم )؟.. فلا تصِف بعدها (هاروناً) بأنه كلبٌ حافظٌ للودّ.. وتسقط من مفرداتك أوصاف التيوس والوحوش ..
حتى ولو كنت في غابة الحياة وبين الذئاب .. تفتح عينيك فترى نفسك في غابة من السيقان الطرية .
صدّقني عندها ستنتظر زوال الإشارة الحمراء سعيداً .. فالإشارات الخضراء بين يديك
لماذا ينصح الأطباء مريضهم الغني بالسفر إلى جزيرة هادئة أو إلى أوربا كعلاجٍ لانهيار اعصابه ؟.. وتستكثرون أنتم عليّ الصّفْن والتأمّل في بعض الصور أحملها في جيبي .. إنه تخديرٌ لأعصابي وليس بمخدّرات .. إنه سُكر ونشوة بدون كحول .. والله لم أصرف عليهنّ قرشاً .. بضاعةٌ للعرض فقط !
إذا شاهدتَ منظراً جميلاً ألا تمجّد الخالق؟
انا لا أخون أحداً .. ولا أعتدي على محصّنات ومحرّمات !.. ولا أشهّر بجارة أعرابية ولا مواطنة محميّة .. ولا بأحد بنات بني عبس.
الوردة الملوّنة تسمح لك أن تراها .. بل وتحبُّ ذلك .. هي تحبُّ الاستعراض في الشمس وتنكمش في الظلام .. وقد تسمح بأن تشمّها .. لكن قطفها له مقدّمات وشروط وجوائز وموانع .. كلنا نعرف ذلك ونمتثل للأمر
نحن المتفرّجون الفقراء لا نفكّر بالسفر إليكِ أيتها الجميلة ولا نفكر بالإعتداء عليكِ .. دعونا نرى فقط .. ونحلُم بصمت..
إذا تفرّجنا على الذهب المعروض في محلات الصاغة .. لا يعني أننا سنسرقه ..
وإذا تفرّجنا على مطاعم النجوم الخمس .. وموائدها المفتوحة .. لا يعني أننا سنلعن خبزنا اليابس.. ونكسر الزجاج المقسّى ونسرق اللقمة من الفم الذي يمضغها ..
وإذا شاهدنا حقيبة مليئة بالأوراق النقدية في أحد الأفلام .. لا يعني أننا سنترك راتبنا الشهري ونهزأ به .. ونسطو على أحد البنوك..
البعض قد يفعل ذلك ..
هذا ما ستقولونه .. ولذلك المطلوب منك أن تتصومع وتتبرقع وتتقمّط وتتأبّط لحاف جدّتكَ الموروث.. تتغنى ببراغيثه وتحكحك مواضعها .. وتشمشم أبوال بعيرها .. وتلعق بقايا لبنها الخاثر ... لأن مجرّد التفكير بما ليس لك هو بداية الجُرم.
لكنني سأجيب بأنّ ما أقوم به هو نوعٌ من الاطّلاع .. قضية تحديد موقف فقط .. ومعرفة السّواء الذي نعيش فيه .. كأنك تشاهد ناطحة السحاب فتعلم جُنيبها أن بيتك ذي الطابقين ليس عالياً..
ومشاهدة الذين نزلوا إلى القمر ليست كفراً .. لأننا لن نسرق أقمارهم !.. قد نتعلّم منهم ذلك ؟... لا أظن وأنت أيضاً..
دعونا إذن نستبيح مواقعهم.. ليست العلمية بل الإباحية فقط ... فهذا ممكن .. ونحن فحولٌ في ذلك ويشهدون لنا ... فنهتك حرماتهم افتراضياً !..
مساكين .. تركوا نوافذهم مفتوحة فبصبصنا على نسائهم رغماً عن أنوفهم .. فليسجّل التاريخ ذلك بأحرفٍ من نطاف الخيول الأصيلة!
مواقعهم العلمية تعذبنا وتشعرنا بالتخلف العلمي والتقني .. والهوة الشاسعة بين ما نحن وبين ماهم عليه .. فلا لغة نتقن من لغاتهم .. ولا مساهمة علمية نشارك بها .. ولا حتى تعليق على ما يقومون به .. وهم يعرفون ذلك فرسموا لنا صورة رجل مبتسم أو متجهم وصورة يد توحي بالموافقة .. فقط اضغط عليها إن قرأت .. لا وقت لديك للقراءة ؟ .. لا تحبّ التعلّم ؟.. إذن تفرّج على الصور الإباحية فقط ..
إن انتخاب ملكة جمال الكون له فائدة تتمثل في الحصول على مقياس الجمال لهذا العام .. فتعطي معدّلاً للجمال الذي تشاهده .. أو الذي تملكه .. ولن تطلّق ليلتها زوجتك إذا لم تحقّق واحداً بالألف من المعدّل المطلوب .. لأنك تعلم علم اليقين أنك أنت أيضاً لا تساوي فلساً في سوق الرجال .. ولست إلا غطاءً لطنجرةٍ مكتحلة بالسّواد على مواقد الحطب.
إنه نوعٌ من تحديد الموقع على الخارطة .. وهذا لا يعني شطب الحدود والكفر بالأوطان ..
والفرنجة وفّروا علينا ذلك العناء .. وزوّدوا هواتفنا بما يحدّد موقعنا إنْ نظرنا إلى نسائهم... لكنّهم عنا قصداً غافلون .. وعندما أرى جماهير المتلصّصين على مواقعهم أهلل طرباً .. كلهم عرب وعرب .. ونحن لها إن غاب زوجها!
لكن مع كل تلك البطولات أصرّ على تلك المواقع لجماهيرنا ..فهي غذاء الروح .. ويجب أن تكون مُتاحة أكثر .. ومعروضة في الساحات العامة .. بشكلٍ سينمائي فاضح ومتواصل .. خيرٌ من حضور فيلم عربي لمدة ساعتين نقتل فيها وقتنا ونحن ننتظر تلك القبلة للبطلة .. ويعتبرون ذلك فناً مسموحاً .. إذ أن التعري بدءاً من اللباس الوطني مسموحٌ شرعاً وقانوناً..
والله كنت أدخل للسينما من أجل ذلك الحبِّ الرخيص .. وأما باقي الفيلم فهو تبرير ومقدّمات لذلك المشهد المنتظر على أحرّ من الجمر .. فتصبح (نادية لطفي ) فتاة أحلامنا .. و(فريد شوقي) وحشنا الكاسر.. وعنترنا العصري الذي قد يحرّر القدس بعد أن ينتهي من الشيشة في قهوة الماوردي .
ويأتي الزعيم أوالعكيد .. فيخلع (باب حارتنا) في جزئه السابع بعد الألفين ... ويستلّ خنجره المطعوج ليحمي بنت حارته المغناج .. لماذا يكون التمثيل متأخراً نصف قرن على الأقل عن الواقع المعاش؟.. وهل سيكون الجزء الأخير من ( باب الحارة ) على أبواب الأندلس الإسلامية أم عند حدود الصين العربية؟
في النهاية أقول لقد استباحونا من الأعماق.. من الجذور .. دعونا نستبيح مواقعهم الإباحية.. ندمن عليها .. نتجمهر في فتحها .. نشغّلها لهم ... نهتك حرماتهم ولو في أحلامنا .. على أقل تقدير .. نقتل وقتنا الميت سلفاً بين نسائهم .. نرفع راياتنا بين أجسادهم الرخيصة..
أدمنوا عليها يا بني أمي .. فهي أقل ضرراً من شيشاتكم ومسكراتكم و مخدراتكم ومفخخاتكم .. هي مفخخة نعم وقد تنفجر لكن بلطف .. لا تقتل عشرات المدنيين الآمنين .. بل قد تقتل شعوباً وأجيالاً بكاملها .. لكن لا يذكرها شريط الأنباء إذ لا يمكن إحصاء عدد الضحايا...
استبيحوا مثلما تستباحوا .. فالعين بالعين .. لقد استباحوا أرضنا وجيوبنا وعقولنا وأحلامنا .. أكثيرٌ علينا أن نستبيح صور بعض نسائهم فقط !.. على سبيل التحدّي .. ليس إلا.
وهناك بشرى سارة لمن يتابع المواقع الإباحية بشغف .. لقد أفردوا صفحات أبطالها عربيّات وعرب .. صرنا أبطالاً عالميين .. ويسألونك .. هل تريد صوراً وأفلاماً من منطقتك؟
لا تستغرب .. فلاحقاً قد تشاهد فيلماً إباحياً بطله أنت أو زوجتك أو أختك .. فهم يرونك حتى في مرحاضك .. لذا أطفئ النور .. اقطع الكهرباء عندما تحب .. وحتى عادتك السرية لم تعد سرية!
عذراً .. لن أتابع لأن الشرطي يأمرني بالسير .. فلم يبق غيري واقفاً على الإشارة الحمراء .. وأعطاني مرحى لأنني (ملتزم ) بنظام المرور
د. جورج سلوم
********************