إنّ أهمّ ما يميّـز المثقّف "العضوي" عن المثقّف "التّقني" (أو المتخصّص) هو "الموقف" و إنّ أهمّ ما يميّـز الموقف هو المرجع الأخلاقي (على اعتبار الأخلاق مبعث كلّ فكر نقيّ و إنساني، و أنّ أهمّ ما في الأخلاق هو الفضيلة و العدالة و الحرية)
و لهذا السّبب بالذّات، تسعى الأنظمة المستبدّة إلى إفساد "المثقّف" لإفراغ الفكر (الموقف) من محتواه "الأخلاقي" (الذي لا يساعد على تفشّـي "الفساد الأخلاقي": الأب الشّرعي لكلّ استبداد سياسي و فكريّ و الضّامن الأساس لاستمراريّته).
ترى، ممّ يتشكّل نظام استبداديّ فاسد ؟
من مجموعة أقلّيات إيديولوجيّة و عرقيّة و ثقافيّة (غالبا ما تفتقد إلى حواضن شعبية متجذّرة) و من عُصب "ذات مصالح" ماليّة و فكريّة و سياسيّة، تتمركز حول السّلطة أو تمارسها بطرق غير شرعيّة و تمارس نفوذها في حماية "مجموعة منظومات قانونية" مُعدّة وفق تلك المصالح و في مؤسّسات مزيفة و عبر أجهزة دعائية و مالية و إيديولوجية (بنوك، مؤسسات تعليم، وسائل إعلام، أحزاب "ديكور"، منظمات و جمعيات و نقابات "شكلية"، الخ).
بماذا يمكن أن يُغري نظامٌ مستبدّ و فاسدٌ "مثقّفا فاسدا" "مهزوزا" ؟
بالترقية المهنية، بالمنصب الإداري، بالجائزة، بالتغطية الإعلامية، بصدارة المشهد "المزيّف"، "بالحماية الوهميّة من "صُدف التاريخ"، بامتيازات مادّية بسيطة و مشروطة بالولاء (مقارنة "بالخدمة الدعائية" التي يقوم بها هذا المثقّف لحساب نظام الأقلّية المستبدّ)
بالمقابل، ماذا يعطي المثقّف الفاسد لنظام مستبدّ ؟
الدّعاية الأيديولوجية، تبرير المواقف و الخيارات، تزييف الوعي و المعطيات، تلفيق التّهم و جلد الذات و المتاجرة بالأسئلة، ممارسة "النقد الانتقائي" بسلخ الظواهر و المفاهيم و القيم عن سياقاتها التّاريخية، بالدّفاع "الوهمي" عن قيم تمّ "إخضاعها" لمنظورات "مغايرة"، بتمييع القضايا المصيرية، بالإلهاء (وضع الأسئلة الهامشية مقام المركزية)، بالنّيل من رموز المثال و القدوة، "برسكلة" الفساد... الخ.
لطالما صادفتنا هذه النماذج "الممسوخة" و اعتبرتنا "ثوّارا" عائدين من ذاكرة عصر قرمطيّ أو بولشفي، بأحلام "جيفارية" و لطالما "قرأنا" تلك "السّخرية" (المنحطّة) التي يقابلون بها كل فكر نقدي حرّ أصيل و كلّ مختلف عن "تصوّرهم" المزيّف الذي لا يستطيع صنع موقف حرّ من واقع بائس هو تركة سلطة مريضة بذاتها و متخلّفة و "غير شرعية". و لكنّ التاريخ لا يحفل بمثل هذه "النماذج" التي أقصى همّها كان "طلب العيش" و لو "بسلام مزيّف" و في ظل شجرة "متعفّنة" و عقيمة "المعنى".
و لهذا السّبب بالذّات، تسعى الأنظمة المستبدّة إلى إفساد "المثقّف" لإفراغ الفكر (الموقف) من محتواه "الأخلاقي" (الذي لا يساعد على تفشّـي "الفساد الأخلاقي": الأب الشّرعي لكلّ استبداد سياسي و فكريّ و الضّامن الأساس لاستمراريّته).
ترى، ممّ يتشكّل نظام استبداديّ فاسد ؟
من مجموعة أقلّيات إيديولوجيّة و عرقيّة و ثقافيّة (غالبا ما تفتقد إلى حواضن شعبية متجذّرة) و من عُصب "ذات مصالح" ماليّة و فكريّة و سياسيّة، تتمركز حول السّلطة أو تمارسها بطرق غير شرعيّة و تمارس نفوذها في حماية "مجموعة منظومات قانونية" مُعدّة وفق تلك المصالح و في مؤسّسات مزيفة و عبر أجهزة دعائية و مالية و إيديولوجية (بنوك، مؤسسات تعليم، وسائل إعلام، أحزاب "ديكور"، منظمات و جمعيات و نقابات "شكلية"، الخ).
بماذا يمكن أن يُغري نظامٌ مستبدّ و فاسدٌ "مثقّفا فاسدا" "مهزوزا" ؟
بالترقية المهنية، بالمنصب الإداري، بالجائزة، بالتغطية الإعلامية، بصدارة المشهد "المزيّف"، "بالحماية الوهميّة من "صُدف التاريخ"، بامتيازات مادّية بسيطة و مشروطة بالولاء (مقارنة "بالخدمة الدعائية" التي يقوم بها هذا المثقّف لحساب نظام الأقلّية المستبدّ)
بالمقابل، ماذا يعطي المثقّف الفاسد لنظام مستبدّ ؟
الدّعاية الأيديولوجية، تبرير المواقف و الخيارات، تزييف الوعي و المعطيات، تلفيق التّهم و جلد الذات و المتاجرة بالأسئلة، ممارسة "النقد الانتقائي" بسلخ الظواهر و المفاهيم و القيم عن سياقاتها التّاريخية، بالدّفاع "الوهمي" عن قيم تمّ "إخضاعها" لمنظورات "مغايرة"، بتمييع القضايا المصيرية، بالإلهاء (وضع الأسئلة الهامشية مقام المركزية)، بالنّيل من رموز المثال و القدوة، "برسكلة" الفساد... الخ.
لطالما صادفتنا هذه النماذج "الممسوخة" و اعتبرتنا "ثوّارا" عائدين من ذاكرة عصر قرمطيّ أو بولشفي، بأحلام "جيفارية" و لطالما "قرأنا" تلك "السّخرية" (المنحطّة) التي يقابلون بها كل فكر نقدي حرّ أصيل و كلّ مختلف عن "تصوّرهم" المزيّف الذي لا يستطيع صنع موقف حرّ من واقع بائس هو تركة سلطة مريضة بذاتها و متخلّفة و "غير شرعية". و لكنّ التاريخ لا يحفل بمثل هذه "النماذج" التي أقصى همّها كان "طلب العيش" و لو "بسلام مزيّف" و في ظل شجرة "متعفّنة" و عقيمة "المعنى".