قدم الدكتور محمد سالم سعد والذي لا أعرفه ولم التقيه سوى عبر مقاله المنشور في صفحة ما بعد الحداثة ؛ قدم مقالا هاما عن تفكيكية دريدا وربما كانت أفضل مقالة تشرح تفكيكية دريدا ، وبالتأكيد عندما يفهم الانسان أمرا ما فإنه يستطيع نقده وتفكيكه أيضا . انطلق الكاتب من بيان أن التفكيك يتجه بشكل أساس الى نقد الطرح البنيوي وانكار ثبات المعنى في منظومة النص .... وتحويل مسار السلطة الدلالية إلى حركة الدال وتحليل الهوامش والفجوات والتوقفات والتناقضات والاستطرادات داخل النصوص بوصفها صياغات تسهم في الكشف عن ما ورائيات اللغة والتراكيب (####-Language) .
والنقطة الجوهرية في مقال محمد سالم هي أن هناك استحالة دائمة للتحديد الدقيق للتفكيك ولإجراءاته النقدية ﻷنها في صيرورة دائمة ، ومتحركة مع الطرح السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتحول دائما. ومع ذلك فأن الكاتب يقول بأن التفكيك لا يفقد شيئا من خصوصيته إذا قيل باستحالة تحديده . وأرى أن هذه النقطة جوهرية ﻷننا يمكننا أن نجادل بأن نسق النظرية إذا لم يتم تحديده على وجه الدقة فإنه يفقد-أول ما يفقد -خصوصيته ، بل ولنكن أكثر صراحة ؛ هل يمكننا اطلاق وصف النظرية على مجموعة من الانتهاكات الفكرية التي لا يمكن بحال أن تؤدي إلى نتيجة أو بديل عن ما تم هدمه . فما هو البديل الذي قدمته التفكيكية عن البنيوية؟ أليس هذا تساؤلا مشروعا؟ .
يقول أيضا على لسان تفكيكية دريدا في نقده للبنيوية أنها فشلت في "تحديد السمات الكلية لحركة الدوال ، ومراهنتها على تموضع البنى في أنساق تحيل إلى مدلولات متعددة نهائية ، وتوصف بأنها محددة ، فضلا عن عدم اعطائها منزلة فاعلة للمتلقي ، ﻷن النص عندها هو من يقدم المعنى إلى متلقيه ، ويمارس دور الفاعل والمفعول في الوقت نفسه ، فكسب المعنى من جانب المتلقي مرهون بما يتيحه النص ببنائه وأنساقه وحركة بنياته وانتظام تراكيبه" ، ولكن هل هذا التثريب يؤخذ على البنيوية؟ في الواقع إن الأزمة ليست في النظرية بل في واقع شروط امكانية المعنى ، فهي خصائص للنص والخطاب بشكل عام ، فنهائية المعنى متطلب أساسي لكي نخرج من توهمات الدادية من جهة وتحقيقا للغلق الفاعل ؛ أي أن نصل بالدال إلى انفتاح عملي وفعلي مع الواقع. كيف يمكن للنص أن يكون فاعلا وهو لا يصل إلى معناه النهائي بين المخاطب (بكسر الطاء) والمخاطب (بفتحها) ؛ وألا يوقعنا انعدام ذلك في عدمية اللا معنى واللا تواصل؟ كلها إذا اشتراطات جوهرية تحيط باللغة كلغة أي كأداة خطابية تحدث تفاعلات في عالم الواقع .
بعدها انتقل الكاتب إلى أهم المعطيات النقدية التي قدمها دريدا لمشروعه النقدي التفكيكي من خلال خمس نقاط :
1- الاختلاف Difference.
2-نقد التمركز critique of centricity.
3- نظرية اللعب Theory of play
4-علم الكتابة grammatology
5- الحضور والغياب presence and absence
وتحيل هذه العناصر مجتمعة إلى نتيجة مفادها: أن كل شيء مؤقت في المشروع التفكيكي ؛ ورغم ما يمكننا أن نوجه من نقد لهذه الإحالة كونها تفقد النص مزامنته الفاعلة وترحيل المعنى أو المعاني إلى مستقبل غير منقطع ؛ رغم هذا فسنتجه مباشرة الى نقاش أهم هذه النقاط.
يشير المصطلح الأول (الاختلاف) إلى السماح بتعدد التفسيرات انطلاقا من وصف المعنى بالاستفاضة ، وعدم الخضوع لحالة مستقرة ، ويبين (الاختلاف) منزلة النصية (Textaulity ) في امكانية تزويد القارئ بسيل من الاحتمالات ، وهذا الأمر يدفع القارئ إلى العيش داخل النص ، والقيام بجولات مستمرة لتصيد موضوعية المعنى الغائبة. ويذكرنا هذا بالكتب المقدسة التي لا تستهلك نفسها ، ولكن بعيدا عن ذلك ، من قال بأن القارئ بالفعل يعيش داخل النص ، ففي أفضل حالات التأويل للنص لابد أن تكون هناك مفاتيح لهذا التأويل وإلا فإن النص يفقد روحه القتالية ، وينفر منه القارئ نفورا لا عودة منه. إننا نلاحظ هذا النفور في انتكاسات الشعر الحداثوي الجديد ، الذي يقتصر قراؤه -هذا إذا كان له قراء- على تكتلات شديدة الشخصانية ، أي أن أغلب القراء هم أنفسهم الكتاب . وذلك ﻷن النص تجاوز حدود تفسيره وتأويله الى القفل المطلق للمعنى.
ويستطرد الكاتب بأن العمل التفكيكي يعلن "على لسان دريدا في صيغه التحليلية معاداته لكل المفاهيم التي تتسم بالبساطة ، والوضوح ، والفرادة ، والحضور الدائم ، والعزلة ، والتوافق ، والصياغة المطلقة ، وتواجد الحقيقة بشكل دائم ، والتواصل الدلالي ، ....... وغيرها من الدلالات التي مقتها دريدا وراهن على وأدها ، وعدم امتلاكها لجدية الطرح ، وفاعلية التطبيق ، فالمعاني يمكن تنميتها من خلال اختلافها وتأجيلها المستمر .....الخ" ، وهنا لابد من ملاحظة أن هذا العداء إذا كان صائبا نظريا فهو يفضي الى الفشل عمليا ، فمن خلال تخصصي في القانون لا يمكن وأد الحضور الدائم والصياغة المطلقة والتواصل الدلالي وإلا فإن حقوق كثيرة ستضيع ، صحيح أن ماقاله دريدا هو عين الإشكالية التي يحاول المشرع التخلص منها عبر وضوح النص والسياق وغلق المفاهيم ، إلا أن الرغبة في الحقيقة الدائمة هو الدافع إلى مراجعة التشريعات والقوانين . والقول بالعزلة هو قمة ما يبحث عنه العلم بانعزال النص ونهائية معناه حتى لا نضيع في غياهب الانتشار كما أسماه دريدا .
بالنسبة لنقد المركزية ، فقد فرق دريدا بين أهمية المركز بالنسبة للتركيب النصي ، وبين نقد التمركز ، فالمركز شيء إيجابي لحركة الدلالة والمعنى ، أما التمركز فهو شيء مفتعل يضفي المركزية على من هو ليس بمركز ، ويقود ذلك إلى احتكار التكثيف ، واستبداد النموذج. "إن الجدلية القائمة بين المركز والتمركز هي جدلية بين فعل السلطة والتسلط ؛ أي أن المركز يمارس سياسته في تنشيط حركة الدلالة ، وترتيب الأنساق ....، أما التمركز فيمارس تسلطه ونفوذه في الاحاطة ببعض مصادر انتاج المعنى وتفعيله كالعقل والكتابة والصوت والوجود....الخ.
ويستطرد الكاتب بأن سعي "دريدا لتقويض التمركز قاده إلى تحطيم كل المراكز ، وتفكيك أنظمتها بدءا من مركز كل شيء وهو (الإله) وهو سبب مركزي لكل الأحداث ، مرورا بمركز الحقيقة وانتهاء بمركز العقلانية . وتتحدد رؤية التفكيك لفلسفة الميتافيزيقا الغربية على أنها نظام مركزي من ناحية أن كل وحدة من وحداتها يرجع إلى مركزية (الإله) ، أو (الإنسان) ، أو (العقل) . وقد دخلت هذه المراكز الثلاثة في علاقة جدلية عبر مراحل تطورها وهي اربعة مراحل...:
1مرحلة العصر المسيحي المبكر إلى حد القرن الثامن عشر.
2-مرحلة القرن الثامن عشر وفلسفة التنوير إلى حد القرن التاسع عشر.
3- القرن التاسع عشرإلى منتصف القرن العشرين تقريبا.
4- المرحلة الأخيرة بدأت مع عام 1966 مع انبثاق معطيات دريدا النقدية.
وهنا لابد من التوقف حول نقد هذه التمركزات وهو جوهر ما يمكن أن يوجه للتفكيكية من انتقادات واسعة خاصة فيما يتعلق بتمركزي الإله والعقل ؛ فبهذا تكون التفكيكية قد جردتنا وجردت النص تماما من كافة التمركزات التي تحيل او تنبثق عنها تأويلات النص !!! سيقع النص في منطقة فراغ مفهومي كامل بانتزاعنا هذين التمركزين فهو كمركب بلا قبطان ، إن فكرة مركزية الإله في النص هي جوهر الكتب المقدسة ومنها وإليها ينطلق التأويل . هذا ناهيك عن أننا بانتزاع تمركز العقل نجرد النص تماما من فاعليته بل ونقع فيما كان ابتداءا نقدا في البنيوية وهي أن هذه الأخيرة لا تعطي منزلة فاعلة للمتلقي فالأنكى من البنيوية هي أن التفكيكية لا تعطي أي منزلة فاعلة لا للنص ولا لكاتبه ولا للمتلقي .
وأخيرا والكلام والنقد يطول ، ما البديل الذي قدمته التفكيكية ؟ إنها لم تقدم بديلا في الواقع بل أدخلتنا في اقصاءات تعسفية متتالية حتى بات النص غريبا عن فاعله ومفعوله. بل أن الأكثر إثارة للدهشة أن التفكيكية تصادر على نفسها بنفسها إذا طبقناها عليها نصيا.
والنقطة الجوهرية في مقال محمد سالم هي أن هناك استحالة دائمة للتحديد الدقيق للتفكيك ولإجراءاته النقدية ﻷنها في صيرورة دائمة ، ومتحركة مع الطرح السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتحول دائما. ومع ذلك فأن الكاتب يقول بأن التفكيك لا يفقد شيئا من خصوصيته إذا قيل باستحالة تحديده . وأرى أن هذه النقطة جوهرية ﻷننا يمكننا أن نجادل بأن نسق النظرية إذا لم يتم تحديده على وجه الدقة فإنه يفقد-أول ما يفقد -خصوصيته ، بل ولنكن أكثر صراحة ؛ هل يمكننا اطلاق وصف النظرية على مجموعة من الانتهاكات الفكرية التي لا يمكن بحال أن تؤدي إلى نتيجة أو بديل عن ما تم هدمه . فما هو البديل الذي قدمته التفكيكية عن البنيوية؟ أليس هذا تساؤلا مشروعا؟ .
يقول أيضا على لسان تفكيكية دريدا في نقده للبنيوية أنها فشلت في "تحديد السمات الكلية لحركة الدوال ، ومراهنتها على تموضع البنى في أنساق تحيل إلى مدلولات متعددة نهائية ، وتوصف بأنها محددة ، فضلا عن عدم اعطائها منزلة فاعلة للمتلقي ، ﻷن النص عندها هو من يقدم المعنى إلى متلقيه ، ويمارس دور الفاعل والمفعول في الوقت نفسه ، فكسب المعنى من جانب المتلقي مرهون بما يتيحه النص ببنائه وأنساقه وحركة بنياته وانتظام تراكيبه" ، ولكن هل هذا التثريب يؤخذ على البنيوية؟ في الواقع إن الأزمة ليست في النظرية بل في واقع شروط امكانية المعنى ، فهي خصائص للنص والخطاب بشكل عام ، فنهائية المعنى متطلب أساسي لكي نخرج من توهمات الدادية من جهة وتحقيقا للغلق الفاعل ؛ أي أن نصل بالدال إلى انفتاح عملي وفعلي مع الواقع. كيف يمكن للنص أن يكون فاعلا وهو لا يصل إلى معناه النهائي بين المخاطب (بكسر الطاء) والمخاطب (بفتحها) ؛ وألا يوقعنا انعدام ذلك في عدمية اللا معنى واللا تواصل؟ كلها إذا اشتراطات جوهرية تحيط باللغة كلغة أي كأداة خطابية تحدث تفاعلات في عالم الواقع .
بعدها انتقل الكاتب إلى أهم المعطيات النقدية التي قدمها دريدا لمشروعه النقدي التفكيكي من خلال خمس نقاط :
1- الاختلاف Difference.
2-نقد التمركز critique of centricity.
3- نظرية اللعب Theory of play
4-علم الكتابة grammatology
5- الحضور والغياب presence and absence
وتحيل هذه العناصر مجتمعة إلى نتيجة مفادها: أن كل شيء مؤقت في المشروع التفكيكي ؛ ورغم ما يمكننا أن نوجه من نقد لهذه الإحالة كونها تفقد النص مزامنته الفاعلة وترحيل المعنى أو المعاني إلى مستقبل غير منقطع ؛ رغم هذا فسنتجه مباشرة الى نقاش أهم هذه النقاط.
يشير المصطلح الأول (الاختلاف) إلى السماح بتعدد التفسيرات انطلاقا من وصف المعنى بالاستفاضة ، وعدم الخضوع لحالة مستقرة ، ويبين (الاختلاف) منزلة النصية (Textaulity ) في امكانية تزويد القارئ بسيل من الاحتمالات ، وهذا الأمر يدفع القارئ إلى العيش داخل النص ، والقيام بجولات مستمرة لتصيد موضوعية المعنى الغائبة. ويذكرنا هذا بالكتب المقدسة التي لا تستهلك نفسها ، ولكن بعيدا عن ذلك ، من قال بأن القارئ بالفعل يعيش داخل النص ، ففي أفضل حالات التأويل للنص لابد أن تكون هناك مفاتيح لهذا التأويل وإلا فإن النص يفقد روحه القتالية ، وينفر منه القارئ نفورا لا عودة منه. إننا نلاحظ هذا النفور في انتكاسات الشعر الحداثوي الجديد ، الذي يقتصر قراؤه -هذا إذا كان له قراء- على تكتلات شديدة الشخصانية ، أي أن أغلب القراء هم أنفسهم الكتاب . وذلك ﻷن النص تجاوز حدود تفسيره وتأويله الى القفل المطلق للمعنى.
ويستطرد الكاتب بأن العمل التفكيكي يعلن "على لسان دريدا في صيغه التحليلية معاداته لكل المفاهيم التي تتسم بالبساطة ، والوضوح ، والفرادة ، والحضور الدائم ، والعزلة ، والتوافق ، والصياغة المطلقة ، وتواجد الحقيقة بشكل دائم ، والتواصل الدلالي ، ....... وغيرها من الدلالات التي مقتها دريدا وراهن على وأدها ، وعدم امتلاكها لجدية الطرح ، وفاعلية التطبيق ، فالمعاني يمكن تنميتها من خلال اختلافها وتأجيلها المستمر .....الخ" ، وهنا لابد من ملاحظة أن هذا العداء إذا كان صائبا نظريا فهو يفضي الى الفشل عمليا ، فمن خلال تخصصي في القانون لا يمكن وأد الحضور الدائم والصياغة المطلقة والتواصل الدلالي وإلا فإن حقوق كثيرة ستضيع ، صحيح أن ماقاله دريدا هو عين الإشكالية التي يحاول المشرع التخلص منها عبر وضوح النص والسياق وغلق المفاهيم ، إلا أن الرغبة في الحقيقة الدائمة هو الدافع إلى مراجعة التشريعات والقوانين . والقول بالعزلة هو قمة ما يبحث عنه العلم بانعزال النص ونهائية معناه حتى لا نضيع في غياهب الانتشار كما أسماه دريدا .
بالنسبة لنقد المركزية ، فقد فرق دريدا بين أهمية المركز بالنسبة للتركيب النصي ، وبين نقد التمركز ، فالمركز شيء إيجابي لحركة الدلالة والمعنى ، أما التمركز فهو شيء مفتعل يضفي المركزية على من هو ليس بمركز ، ويقود ذلك إلى احتكار التكثيف ، واستبداد النموذج. "إن الجدلية القائمة بين المركز والتمركز هي جدلية بين فعل السلطة والتسلط ؛ أي أن المركز يمارس سياسته في تنشيط حركة الدلالة ، وترتيب الأنساق ....، أما التمركز فيمارس تسلطه ونفوذه في الاحاطة ببعض مصادر انتاج المعنى وتفعيله كالعقل والكتابة والصوت والوجود....الخ.
ويستطرد الكاتب بأن سعي "دريدا لتقويض التمركز قاده إلى تحطيم كل المراكز ، وتفكيك أنظمتها بدءا من مركز كل شيء وهو (الإله) وهو سبب مركزي لكل الأحداث ، مرورا بمركز الحقيقة وانتهاء بمركز العقلانية . وتتحدد رؤية التفكيك لفلسفة الميتافيزيقا الغربية على أنها نظام مركزي من ناحية أن كل وحدة من وحداتها يرجع إلى مركزية (الإله) ، أو (الإنسان) ، أو (العقل) . وقد دخلت هذه المراكز الثلاثة في علاقة جدلية عبر مراحل تطورها وهي اربعة مراحل...:
1مرحلة العصر المسيحي المبكر إلى حد القرن الثامن عشر.
2-مرحلة القرن الثامن عشر وفلسفة التنوير إلى حد القرن التاسع عشر.
3- القرن التاسع عشرإلى منتصف القرن العشرين تقريبا.
4- المرحلة الأخيرة بدأت مع عام 1966 مع انبثاق معطيات دريدا النقدية.
وهنا لابد من التوقف حول نقد هذه التمركزات وهو جوهر ما يمكن أن يوجه للتفكيكية من انتقادات واسعة خاصة فيما يتعلق بتمركزي الإله والعقل ؛ فبهذا تكون التفكيكية قد جردتنا وجردت النص تماما من كافة التمركزات التي تحيل او تنبثق عنها تأويلات النص !!! سيقع النص في منطقة فراغ مفهومي كامل بانتزاعنا هذين التمركزين فهو كمركب بلا قبطان ، إن فكرة مركزية الإله في النص هي جوهر الكتب المقدسة ومنها وإليها ينطلق التأويل . هذا ناهيك عن أننا بانتزاع تمركز العقل نجرد النص تماما من فاعليته بل ونقع فيما كان ابتداءا نقدا في البنيوية وهي أن هذه الأخيرة لا تعطي منزلة فاعلة للمتلقي فالأنكى من البنيوية هي أن التفكيكية لا تعطي أي منزلة فاعلة لا للنص ولا لكاتبه ولا للمتلقي .
وأخيرا والكلام والنقد يطول ، ما البديل الذي قدمته التفكيكية ؟ إنها لم تقدم بديلا في الواقع بل أدخلتنا في اقصاءات تعسفية متتالية حتى بات النص غريبا عن فاعله ومفعوله. بل أن الأكثر إثارة للدهشة أن التفكيكية تصادر على نفسها بنفسها إذا طبقناها عليها نصيا.