✍ ربما طرأ لي هذا الخاطر إبان حكم الرئيس محمد مرسي لمصر ، فإلى حد كبير كادت تصرفات اخوان مصر أن تتطابق مع تصرفات إخوان السودان ، الشيء الذي اثار تساؤلاتي عن فكرة سيكولوجية الانتظام الجماعي او التحزب سواء كان ذلك الحزب سياسيا أم ثقافيا أم دينيا أم اجتماعيا. يلاحظ أن هناك تشابه كبير بين اعضاء التنظيم الواحد خاصة في عملية تلقي وتحليل الدماغ للمعلومة ،؛ورد الفعل العصبي والسلوكي الناتج عنه ، والقرارات التي يتم اتخاذها ، والسلوك الاجتماعي العام لدى اعضاء التنظيم. يمكننا أن نأخذ بعض العينات واضحة التشابه السيكولوجي:
الشيوعيون.
الاخوان المسلمون.
الداعشيون .
السلفيون.
المدرسة الأدبية لما بعد الحداثة.
حيث تتسم شخصية افراد كل جماعة بقدر من التكامل مع الآخرين. ، يمكننا ان نلاحظ ميل الاخوان المسلمين للاستحواز والاحتكار والشراهة من خلال الاستفادة من الاخلال المتعمد بالنظام السياسي والاجتماعي والثقافي ، حيث يتم تدمير ممنهج لكل الانظمة والابقاء على نظام واحد يمثل كتلة الاخوان المسلمين. يلاحظ ايضا ان شخصية الأخ المسلم غالبا ما تكون واضحة التزمت والصلف والاعتداد بالرأي حتى لو ثبت خطأ القرارات التي يتخذها وان انتجت هذه القرارات كوارث عامة. كما يلاحظ أن الأخ المسلم نادرا ما يشعر بالذنب ، او العار. بالاضافة الى نفور كامل من أي محاولة للتفكير خارج الصندوق ومن ثم تكون قراراته متوقعة بشكل كبير بحيث تكون القرارات الاكثر ضعفا. والاقل فائدة والاكبر من حيث تحقيق الخسائر . يلاحظ كذلك أن الاخ المسلم عموما شديد الانضباط التنظيمي ، مع ذلك فهو لا يهتم كثيرا بالجماعة الأكبر من جماعته التنظيمية هذه ، ونادرا ما يكون لدى الأخ المسلم شعور بالضعفاء والفقراء. كما يمكن ملاحظة اعتماد الاخ المسلم بشكل كامل على السلطة والقوة. فضلا عن شيء مهم جدا وهو تبادل حالة المازوخية والسادية بشكل مستمر وبحسب تقلبات الظروف. فهو كما يكون خاضعا تماما للأقوى يكون كذلك شديد السادية على الأضعف.
نلاحظ أيضا اتسام سيكولوجية واحدة لدى الاحزاب اليسارية ، وخاصة الذين يتبنون الشيوعية بتفرعاتها الماركسي المختلفة ، فشخصية الشيوعي غالبا ما تتسم بالنرجسية والشعور بالعظمة مع صفوية ملازمة له. يتضح ذلك من محاولات الشيوعي لكسر البردايم اللغوي والسلوكي في مجتمع معين . كما ينحو الى الشذوذ عن السلوك المشترك للجماعة. ويميل الشيوعي ايضا الى كتلته والى تبادل تمجيد الذات على نحو مستمر ، والأكثر غرابة هي ميل الشيوعي الى احتكار الفهم والوعي. وهلى خلاف الاخوان المسلمين الذين نادرا ما يهتموا بمسألة الفكر بقدر ما يهتموا بالحفظ وترديد التراث ، نجد أن الشيوعي غالبا ما ينتمي الى الحزب كنوع من اثبات التميز الثقافي. يشبه ذلك شعور من يناضل للدخول الى جامعة هارفرد ، ان الانتماء للحزب الشيوعي نفسه يحقق للفرد شعورا بالتفوق المعرفي. وهذا ما يجعل اغلب المنتمين للحزب اصحاب نزعة نرجسية وشعور بالعظمة. والشعور بالعظمة فيه قد يكون لخلل عقلي كالذهان مثلا او يكون رد فعل عن واقع اجتماعي متردي عاشه الفرد منذ طفولته ، كالعيش في بيئة فقيرة. يتميز الشيوعي على نحو كبير بخصيصة الترفع عن الآخرين . والتلاعب اللغوي بالالفاظ ، وصناعة المصطلحات ، واستخدام الجمل المقعرة ، اي محاولة شاملة لاقناع الآخر بالتفوق الثقافي.
نأتي الى منظومة سيكولوجية أخرى وهي منظومة السلفية ، وبدون كثير من الوصف نستطيع أن نلاحظ اعتماد السلفي على نموذج ثابت وروتيني جدا ، سواء من حيث اللباس ، او المظهر العام ، او الخطاب الاجتماعي. كما يلاحظ ان السلفي عموما ينأي بنفسه عن الدخول في التحليل السياسي او العلمي ، فاطلاق اللحية وتقصير الثوب وكثرة الاكل وكثرة ممارسة الجنس والاهتمام بجسد المرأة والطفل ، ومراقبة الآخرين والشعور المزمن بقصور الآخرين في العبادة والايمان ، والرغبة في إمامة الصلاة ، وعلو الصوت ، والقدرة الفائقة على القاء الخطب لساعات دون كلل ولا ملل ، والرغبة في البروز الذكوري ، واظهار القوة وعدم المرونة ، والقسوة ، كل ذلك يسم الشخصية السلفية ، مع ذلك فالشخصية السلفية لا تخلو من عدم اتزان ، فبالتقارب مع الشخصية السلفية يمكنك أن تكتشف شخصية أخرى مختبئة ومختفية داخل الشخصية السلفية الظاهرة. قد لا يقبل السلفي النقد امام الجماعة ولكنه يهتم بشدة بالنقد على نحو فردي وسري ، وقد يتنازل السلفي عن الكثير من تشدده تجاه قضايا معينة.
ننتقل ايضا الى الشخصية الداعشية ، وهي شخصية مضطربة جدا ،؛وتميل الى الصمت والاعتزال ، كما انها شخصية تميل الى الاكتئاب بشكل دائم ولديها ميل الى العدمية. اغلب من قتلوا في العمليات القتالية اتفقت حولهم الاراء عند تحليل شخصيتهم ، والتي تميل الى العزلة ، والصمت ، جلد الذات ، وسوداوية تجاه العالم والبشر. ويعتبر الذبح والقتل متنفسا للشخصية الداعشية ، فهو يخرج كل أزمته الوجودية في ضحيته ، وكلما كان أكثر سادية ودموية كلما استنزف الكثير من طاقته السلبية وكآبته المزمنة.
التحزب الأدبي هو أيضا يحتاج لدراسة علمية ، وخاصة أدب ما بعد الحداثة ، وفي بعض الأحيان الحداثة نفسها. وذلك بحسب مفهومنا للحداثة وما بعدها ، لكن عموما يمكننا ان نطلق على التحزبات الأدبية المعاصرة وخاصة من الشباب ذو النزعة التفردية أو من يعتبرون انفسهم غير قابلين للفهم لأنهم تجاوزوا عصرهم بمراحل بعيدة ، يمكننا ان نسميهم التحزب الأدبي ، فمن الواضح انهم غارقون في الكثير من القلق النفسي ،؛ويحاولون الى حد كبير بناء تحالف يفضي الى عالم منفصل تماما عن محيطهم الثقافي على وجه الخصوص. وبالرغم من ذلك فهناك شعوران يتقلبان داخل الشخصية الادبية الحداثية ، وهي الشعور بالعظمة والشعور بالدونية. ويعمل التحزب او التكتل على تخفيف من حدة الشعور الاخير وتدعيم وتعظيم الشعور الأول. يمكننا ملاحظة تقارب كبير بين شخصية الاديب الحداثوي والشخصية الشيوعية وان كان هذا الأخير اقل ميلا الى اخفاء تشوهاته داخل غموض مصطنع. تميل الشخصية الحداثوية الى تعمد استخدام الالفاظ الغامضة ،؛والجمل غير المفهومة كنوع من تحدي الآخر ، كما يكون من النادر لهذه الشخصية امكانية الاعتراف بعدم الفهم ، فالفهم المطلق هو جوهر عظمة هذه الشخصية ، يفضي تحدي هذه الشخصية معرفيا الى تحولك لعدو او على الاقل لنفي صفة الفهم عنك ، كنوع من تحييد الشخصية الحداثية لأي شعور يقلل من احترامها لعظمتها.
اتمنى ان يهتم علماء النفس بسيكولوجية التحزب ، والتوسع فيها ، بحيث يمكننا ان نتوقع اي سلوك مستقبلي لهذه المنظومات... او نعالج القصور فيها بحيث نصل الى مقاربات مفاهيمية تفيد في خلق روح من التعايش الايجابي.
الشيوعيون.
الاخوان المسلمون.
الداعشيون .
السلفيون.
المدرسة الأدبية لما بعد الحداثة.
حيث تتسم شخصية افراد كل جماعة بقدر من التكامل مع الآخرين. ، يمكننا ان نلاحظ ميل الاخوان المسلمين للاستحواز والاحتكار والشراهة من خلال الاستفادة من الاخلال المتعمد بالنظام السياسي والاجتماعي والثقافي ، حيث يتم تدمير ممنهج لكل الانظمة والابقاء على نظام واحد يمثل كتلة الاخوان المسلمين. يلاحظ ايضا ان شخصية الأخ المسلم غالبا ما تكون واضحة التزمت والصلف والاعتداد بالرأي حتى لو ثبت خطأ القرارات التي يتخذها وان انتجت هذه القرارات كوارث عامة. كما يلاحظ أن الأخ المسلم نادرا ما يشعر بالذنب ، او العار. بالاضافة الى نفور كامل من أي محاولة للتفكير خارج الصندوق ومن ثم تكون قراراته متوقعة بشكل كبير بحيث تكون القرارات الاكثر ضعفا. والاقل فائدة والاكبر من حيث تحقيق الخسائر . يلاحظ كذلك أن الاخ المسلم عموما شديد الانضباط التنظيمي ، مع ذلك فهو لا يهتم كثيرا بالجماعة الأكبر من جماعته التنظيمية هذه ، ونادرا ما يكون لدى الأخ المسلم شعور بالضعفاء والفقراء. كما يمكن ملاحظة اعتماد الاخ المسلم بشكل كامل على السلطة والقوة. فضلا عن شيء مهم جدا وهو تبادل حالة المازوخية والسادية بشكل مستمر وبحسب تقلبات الظروف. فهو كما يكون خاضعا تماما للأقوى يكون كذلك شديد السادية على الأضعف.
نلاحظ أيضا اتسام سيكولوجية واحدة لدى الاحزاب اليسارية ، وخاصة الذين يتبنون الشيوعية بتفرعاتها الماركسي المختلفة ، فشخصية الشيوعي غالبا ما تتسم بالنرجسية والشعور بالعظمة مع صفوية ملازمة له. يتضح ذلك من محاولات الشيوعي لكسر البردايم اللغوي والسلوكي في مجتمع معين . كما ينحو الى الشذوذ عن السلوك المشترك للجماعة. ويميل الشيوعي ايضا الى كتلته والى تبادل تمجيد الذات على نحو مستمر ، والأكثر غرابة هي ميل الشيوعي الى احتكار الفهم والوعي. وهلى خلاف الاخوان المسلمين الذين نادرا ما يهتموا بمسألة الفكر بقدر ما يهتموا بالحفظ وترديد التراث ، نجد أن الشيوعي غالبا ما ينتمي الى الحزب كنوع من اثبات التميز الثقافي. يشبه ذلك شعور من يناضل للدخول الى جامعة هارفرد ، ان الانتماء للحزب الشيوعي نفسه يحقق للفرد شعورا بالتفوق المعرفي. وهذا ما يجعل اغلب المنتمين للحزب اصحاب نزعة نرجسية وشعور بالعظمة. والشعور بالعظمة فيه قد يكون لخلل عقلي كالذهان مثلا او يكون رد فعل عن واقع اجتماعي متردي عاشه الفرد منذ طفولته ، كالعيش في بيئة فقيرة. يتميز الشيوعي على نحو كبير بخصيصة الترفع عن الآخرين . والتلاعب اللغوي بالالفاظ ، وصناعة المصطلحات ، واستخدام الجمل المقعرة ، اي محاولة شاملة لاقناع الآخر بالتفوق الثقافي.
نأتي الى منظومة سيكولوجية أخرى وهي منظومة السلفية ، وبدون كثير من الوصف نستطيع أن نلاحظ اعتماد السلفي على نموذج ثابت وروتيني جدا ، سواء من حيث اللباس ، او المظهر العام ، او الخطاب الاجتماعي. كما يلاحظ ان السلفي عموما ينأي بنفسه عن الدخول في التحليل السياسي او العلمي ، فاطلاق اللحية وتقصير الثوب وكثرة الاكل وكثرة ممارسة الجنس والاهتمام بجسد المرأة والطفل ، ومراقبة الآخرين والشعور المزمن بقصور الآخرين في العبادة والايمان ، والرغبة في إمامة الصلاة ، وعلو الصوت ، والقدرة الفائقة على القاء الخطب لساعات دون كلل ولا ملل ، والرغبة في البروز الذكوري ، واظهار القوة وعدم المرونة ، والقسوة ، كل ذلك يسم الشخصية السلفية ، مع ذلك فالشخصية السلفية لا تخلو من عدم اتزان ، فبالتقارب مع الشخصية السلفية يمكنك أن تكتشف شخصية أخرى مختبئة ومختفية داخل الشخصية السلفية الظاهرة. قد لا يقبل السلفي النقد امام الجماعة ولكنه يهتم بشدة بالنقد على نحو فردي وسري ، وقد يتنازل السلفي عن الكثير من تشدده تجاه قضايا معينة.
ننتقل ايضا الى الشخصية الداعشية ، وهي شخصية مضطربة جدا ،؛وتميل الى الصمت والاعتزال ، كما انها شخصية تميل الى الاكتئاب بشكل دائم ولديها ميل الى العدمية. اغلب من قتلوا في العمليات القتالية اتفقت حولهم الاراء عند تحليل شخصيتهم ، والتي تميل الى العزلة ، والصمت ، جلد الذات ، وسوداوية تجاه العالم والبشر. ويعتبر الذبح والقتل متنفسا للشخصية الداعشية ، فهو يخرج كل أزمته الوجودية في ضحيته ، وكلما كان أكثر سادية ودموية كلما استنزف الكثير من طاقته السلبية وكآبته المزمنة.
التحزب الأدبي هو أيضا يحتاج لدراسة علمية ، وخاصة أدب ما بعد الحداثة ، وفي بعض الأحيان الحداثة نفسها. وذلك بحسب مفهومنا للحداثة وما بعدها ، لكن عموما يمكننا ان نطلق على التحزبات الأدبية المعاصرة وخاصة من الشباب ذو النزعة التفردية أو من يعتبرون انفسهم غير قابلين للفهم لأنهم تجاوزوا عصرهم بمراحل بعيدة ، يمكننا ان نسميهم التحزب الأدبي ، فمن الواضح انهم غارقون في الكثير من القلق النفسي ،؛ويحاولون الى حد كبير بناء تحالف يفضي الى عالم منفصل تماما عن محيطهم الثقافي على وجه الخصوص. وبالرغم من ذلك فهناك شعوران يتقلبان داخل الشخصية الادبية الحداثية ، وهي الشعور بالعظمة والشعور بالدونية. ويعمل التحزب او التكتل على تخفيف من حدة الشعور الاخير وتدعيم وتعظيم الشعور الأول. يمكننا ملاحظة تقارب كبير بين شخصية الاديب الحداثوي والشخصية الشيوعية وان كان هذا الأخير اقل ميلا الى اخفاء تشوهاته داخل غموض مصطنع. تميل الشخصية الحداثوية الى تعمد استخدام الالفاظ الغامضة ،؛والجمل غير المفهومة كنوع من تحدي الآخر ، كما يكون من النادر لهذه الشخصية امكانية الاعتراف بعدم الفهم ، فالفهم المطلق هو جوهر عظمة هذه الشخصية ، يفضي تحدي هذه الشخصية معرفيا الى تحولك لعدو او على الاقل لنفي صفة الفهم عنك ، كنوع من تحييد الشخصية الحداثية لأي شعور يقلل من احترامها لعظمتها.
اتمنى ان يهتم علماء النفس بسيكولوجية التحزب ، والتوسع فيها ، بحيث يمكننا ان نتوقع اي سلوك مستقبلي لهذه المنظومات... او نعالج القصور فيها بحيث نصل الى مقاربات مفاهيمية تفيد في خلق روح من التعايش الايجابي.