بعد نقاش متواصل، استقر رأي سكان القرية على حسم الأمر، وإنهاء الموضوع الذي أخذ منهم وقتا طويلا، وجدلا مرهقا كاد يتحول أحيانا إلى خلافات عميقة تؤدي إلى تفرقة صفوفهم وكسر وحدتهم.
اتفقوا على خطة واحدة، وقرروا تنفيدها دون تردد، استيقظ الجميع باكرا، وتوجهوا كلهم نحو الطريق الوحيدة المؤدية إلى المدينة، هناك رفعوا اللافتات، وأقاموا الحواجز المانعة من مرور أية وسيلة نقل مهما كان نوعها، وانتخبوا من بينهم رؤساء ينطقون بلسانهم أمام السلطات المسؤولة.
لم يكد يمر وقت قصير حتى استنفرت السلطات رجالها، وأسرعت بسياراتها نحو المكان لمواجهة الموقف، والاستعداد لكل طارئ. ترجل المسؤولون عن سياراتهم، وتوجهوا نحو الجموع المتراصة لفتح نقاش يؤدي إلى تفاوض يحل المشكل، ويخلي الطريق أمام السيارات التي ملأت مسافة طويلة من الطريق، خرج ممثلو السكان من وسط الجمع واتجهوا نحو قايد المنطقة الذي أبدى استعدادا للتفاهم.
تصاعدت هتافات الحشود لرؤية ممثلهم، وارتفعت أصواتهم تصدح بشعارات تُجْمِع على التشبت بزراعة النبتة الممنوعة، رفع ممثل سكان القرية يده فصمت الجميع، ثم وجه كلامه نحو قايد المنطقة مؤكدا رغبة السكان الشديدة في الاحتفاظ بزراعتهم لكونها مصدر رزقهم الوحيد في المنطقة. حاول القايد أن يثنيهم عن رغبتهم، وبذل كل جهده لشرح مخاطرها وأضرارها، وبكونها زراعة ممنوعة ومحرمة دوليا، يعاقب عليها القانون عقوبات شديدة، وأن بالإمكان استبدالها بزراعة مقبولة ..
لم يقتنع السكان بمنطق ممثل السلطة، ولم يستسيغوا طرحه الذي عرضه عليهم، ولم يقبلوا الزراعة البديلة التي تعوض نبتتهم المقدسة، .. مر وقت طويل في أخذ ورد، تعب فيه المسؤولون ويئسوا من إقناع مخاطبيهم.
وفي آخر لحظة، ظهر بعض الأمل، وانقشعت سحب الخلاف، وأبدى ممثلو السكان بعض المرونة والرغبة في التوصل إلى حل، لكنهم اشترطوا من أجل ذلك شرطا لايمكن التراجع عنه، ولايقبل النقاش أو المساومة، تنفس قايد المنطقة الصعداء، وأبدى ارتياحا لاستعداد السكان لحوار قد يريح كل الأطراف، ثم سأل عن الشرط الذي أجمع عليه السكان، وتشددوا في ضرورة تنفيده ..
تنحنح ممثل القرية، والتفت نحو الحشد في حركة يبدي من خلالها قدرته على التفاوض، وبراعته في حسم الأمور، ثم خاطب قايد المنطقة بحماس زائد:
ــ" مطلب السكان ياسعادة القايد، أن يتم تشييد سجن بالمنطقة، يسهل عليهم فيه زيارة أقاربهم السجناء، عوض التوجه نحو المدينة كل أسبوع، وقطع مسافة طويلة ومرهقة، دون ذلك، لن نقبل بأي نقاش حول الموضوع!!"
اتفقوا على خطة واحدة، وقرروا تنفيدها دون تردد، استيقظ الجميع باكرا، وتوجهوا كلهم نحو الطريق الوحيدة المؤدية إلى المدينة، هناك رفعوا اللافتات، وأقاموا الحواجز المانعة من مرور أية وسيلة نقل مهما كان نوعها، وانتخبوا من بينهم رؤساء ينطقون بلسانهم أمام السلطات المسؤولة.
لم يكد يمر وقت قصير حتى استنفرت السلطات رجالها، وأسرعت بسياراتها نحو المكان لمواجهة الموقف، والاستعداد لكل طارئ. ترجل المسؤولون عن سياراتهم، وتوجهوا نحو الجموع المتراصة لفتح نقاش يؤدي إلى تفاوض يحل المشكل، ويخلي الطريق أمام السيارات التي ملأت مسافة طويلة من الطريق، خرج ممثلو السكان من وسط الجمع واتجهوا نحو قايد المنطقة الذي أبدى استعدادا للتفاهم.
تصاعدت هتافات الحشود لرؤية ممثلهم، وارتفعت أصواتهم تصدح بشعارات تُجْمِع على التشبت بزراعة النبتة الممنوعة، رفع ممثل سكان القرية يده فصمت الجميع، ثم وجه كلامه نحو قايد المنطقة مؤكدا رغبة السكان الشديدة في الاحتفاظ بزراعتهم لكونها مصدر رزقهم الوحيد في المنطقة. حاول القايد أن يثنيهم عن رغبتهم، وبذل كل جهده لشرح مخاطرها وأضرارها، وبكونها زراعة ممنوعة ومحرمة دوليا، يعاقب عليها القانون عقوبات شديدة، وأن بالإمكان استبدالها بزراعة مقبولة ..
لم يقتنع السكان بمنطق ممثل السلطة، ولم يستسيغوا طرحه الذي عرضه عليهم، ولم يقبلوا الزراعة البديلة التي تعوض نبتتهم المقدسة، .. مر وقت طويل في أخذ ورد، تعب فيه المسؤولون ويئسوا من إقناع مخاطبيهم.
وفي آخر لحظة، ظهر بعض الأمل، وانقشعت سحب الخلاف، وأبدى ممثلو السكان بعض المرونة والرغبة في التوصل إلى حل، لكنهم اشترطوا من أجل ذلك شرطا لايمكن التراجع عنه، ولايقبل النقاش أو المساومة، تنفس قايد المنطقة الصعداء، وأبدى ارتياحا لاستعداد السكان لحوار قد يريح كل الأطراف، ثم سأل عن الشرط الذي أجمع عليه السكان، وتشددوا في ضرورة تنفيده ..
تنحنح ممثل القرية، والتفت نحو الحشد في حركة يبدي من خلالها قدرته على التفاوض، وبراعته في حسم الأمور، ثم خاطب قايد المنطقة بحماس زائد:
ــ" مطلب السكان ياسعادة القايد، أن يتم تشييد سجن بالمنطقة، يسهل عليهم فيه زيارة أقاربهم السجناء، عوض التوجه نحو المدينة كل أسبوع، وقطع مسافة طويلة ومرهقة، دون ذلك، لن نقبل بأي نقاش حول الموضوع!!"
