معناه أن تتبنى الشك ، أن تذهب إلى أقصى السؤال وأن لا تقتنع بالأجوبة ، معناه أن تتحمل الحيرة ، وأن ترى العالم في ميزان غير الذي اعتدته ، معناه أن لا تثق في ما قيل لك ولا في ما تعلمت ، معناه أن تبحث وتغامر وأن لا تكتفي بالاعتقاد في ما سمعت وعلمت، معناه أن تعيد النظر في شبكة الأفكار والمعاني والكلمات التي ورثتها عن الأجيال التي سبقتك ،معناه أن ترضى بالوحدة نصيبا وأن تكون حتى النهاية غريبا .
أن تفكر بنفسك معناه أن تقبل الحياة على غير المعنى الذي ألفته وأن تكتشف أن للموت أوجه أخرى مازالت مجهولة وأن تدخل في جدل مع الله دون أن تخشى الهزيمة ولا أن تتوقع النصر .
ليس لمن يفكر بنفسه من نصرة من أحد ولا مساندة من قريب أو صديق أو رفيق ،لانه لا يخدم أحدا لا ينتظر شيئا من أحد .
أن تفكر بنفسك معناه أن تكون سلطانها وملكها ، أن لا تضحى أسيرها ولا أسيرا لأفكار غيرك ، بل أن تكون حرا طليقا، لا تتحدث إلا بحديثك و لا تتكلم إلا بكلامك وأن لا تخشى ما قد تكتشف حين تقرأ و تتعلم و تتبين ، لأن الحقيقة هي غايتك فلا تتحصن بعقل غيرك لتكبح جماح أهوائك ، أن تحمل العالم ولو للحظة في كيانك أن تكون له السماء وأن تجعل موجوداته تسبح مثل السحاب في فضاء وعيك وأن تحلق معها بعيدا بعيدا خارج نفسك خارج ما تريد وما تهوى، فترفع عنك جميع الحجب لتدرك ما لا يدرك.
حينئذ ستكتشف قدرة الذات على أن تكون في الآن نفسه الذات المفكرة والمفكر فيها، لانفصالها عن العالم واتحادها به ، فتكتشف ما علق بك من أوهام حول المكان والزمان والذاكرة والإنسان من أمد طويل دون أن تدرك .
فكلّ ما قيل لك ، كان على سبيل التقريب والتشبيه والاستعارة ، وهو خاضع لا محالة لتقلبات اللغة ومقتضيات التاريخ ، ما قيل لك يحتمل الخطأ والصواب فيه كثيرا من التمويه ، جتى لا تصبح سيد نفسك في الشك وفي الإيمان، في القول وفي الفعل، فلا تستطيع تحقيق أسطورتك لتنتظر من غيرك المعجزة .
جلّ ما يذاع حولك من أفكار ليست الحقيقة بل تصورات من محض خيال أصحابها ونسج أوهامهم ، لذلك يسود الجنون هذا العالم ،أثرياء يقتلهم القلق من شدة الترف وفقراء يموتون جوعا ، وحروب يشنها هذا البلد ضد ذاك من أجل رقعة في البحر سيسيطر عليها الريح في نهاية المطاف ، واختراعات للاستفادة من طاقة الأرض حتى يصبح العالم أكثر سرعة وتلوثا، فيسارع الى الانهيار .
لا ، ثم لا ، لا تنتظر التأسيس لأية سلطة ، بطرح أجوبة جديدة أو أفكار ، فالسلطة تحتاج إلى استقرار وثوابت والحقيقة تحتاج إلى عكس ذلك تماما . لا بد لك أن تسكن تلك المنطقة المحظورة الواقعة بين السؤال والجواب ، بين الشك واليقين ،بين الممكن والمستحيل وأن لا تنتظر شيئا من أي كان في ثقافة لا تؤمن إلا بتأويل الكلام والحديث ترى هل تكون قادرا على ذلك ؟ ربما .......
كاهنة عباس
أن تفكر بنفسك معناه أن تقبل الحياة على غير المعنى الذي ألفته وأن تكتشف أن للموت أوجه أخرى مازالت مجهولة وأن تدخل في جدل مع الله دون أن تخشى الهزيمة ولا أن تتوقع النصر .
ليس لمن يفكر بنفسه من نصرة من أحد ولا مساندة من قريب أو صديق أو رفيق ،لانه لا يخدم أحدا لا ينتظر شيئا من أحد .
أن تفكر بنفسك معناه أن تكون سلطانها وملكها ، أن لا تضحى أسيرها ولا أسيرا لأفكار غيرك ، بل أن تكون حرا طليقا، لا تتحدث إلا بحديثك و لا تتكلم إلا بكلامك وأن لا تخشى ما قد تكتشف حين تقرأ و تتعلم و تتبين ، لأن الحقيقة هي غايتك فلا تتحصن بعقل غيرك لتكبح جماح أهوائك ، أن تحمل العالم ولو للحظة في كيانك أن تكون له السماء وأن تجعل موجوداته تسبح مثل السحاب في فضاء وعيك وأن تحلق معها بعيدا بعيدا خارج نفسك خارج ما تريد وما تهوى، فترفع عنك جميع الحجب لتدرك ما لا يدرك.
حينئذ ستكتشف قدرة الذات على أن تكون في الآن نفسه الذات المفكرة والمفكر فيها، لانفصالها عن العالم واتحادها به ، فتكتشف ما علق بك من أوهام حول المكان والزمان والذاكرة والإنسان من أمد طويل دون أن تدرك .
فكلّ ما قيل لك ، كان على سبيل التقريب والتشبيه والاستعارة ، وهو خاضع لا محالة لتقلبات اللغة ومقتضيات التاريخ ، ما قيل لك يحتمل الخطأ والصواب فيه كثيرا من التمويه ، جتى لا تصبح سيد نفسك في الشك وفي الإيمان، في القول وفي الفعل، فلا تستطيع تحقيق أسطورتك لتنتظر من غيرك المعجزة .
جلّ ما يذاع حولك من أفكار ليست الحقيقة بل تصورات من محض خيال أصحابها ونسج أوهامهم ، لذلك يسود الجنون هذا العالم ،أثرياء يقتلهم القلق من شدة الترف وفقراء يموتون جوعا ، وحروب يشنها هذا البلد ضد ذاك من أجل رقعة في البحر سيسيطر عليها الريح في نهاية المطاف ، واختراعات للاستفادة من طاقة الأرض حتى يصبح العالم أكثر سرعة وتلوثا، فيسارع الى الانهيار .
لا ، ثم لا ، لا تنتظر التأسيس لأية سلطة ، بطرح أجوبة جديدة أو أفكار ، فالسلطة تحتاج إلى استقرار وثوابت والحقيقة تحتاج إلى عكس ذلك تماما . لا بد لك أن تسكن تلك المنطقة المحظورة الواقعة بين السؤال والجواب ، بين الشك واليقين ،بين الممكن والمستحيل وأن لا تنتظر شيئا من أي كان في ثقافة لا تؤمن إلا بتأويل الكلام والحديث ترى هل تكون قادرا على ذلك ؟ ربما .......
كاهنة عباس