وأنا أنظر "غودو" وأنتظره بينما أجيل القراءة مرّة بعد أخرى لأقف على ما وراء الكلمات وسط دهشة المصارحة المباشرة في الوصف والتّوصيف غير المعهودين بهذا الوضوح والإفصاح المباشر.
الكاتبة هنا في هذه النّصوص "غودو يأكل أصابعه" تبدو غاضبة ثائرة ضد قيم الحياة المزيّفة وهي تسعى لاكتمال الصورة الحياتية كما تراها بعيدا عن التزييف والخذلان والكذب قريبا من الحب والاستقرار والجمال.
تنطلق الكاتبة من ثقة عالية بالذات والقدرات والأنوثة وفهم الحياة وتختار لغة قوية مباشرة حينا ومجازية أحيانا وهي التي تعجن لغتها لتصير لوحة نابضة بابتسامة أو سخرية أو تحدّ.
لا تقيم الكاتبة كثير اهتمام للصّورة الشّعرية بقدر اهتمامها برسم صورة واقعية مجسّدة بوضوح وصراحة وبمسميّات لا تخجل من ذكرها كتحدّ للسّائد المسكوت عنه أو لإبراز غبن العلاقة التي عقّها الحبيب الغائب الهارب الذي لا يستحق عناء انتظاره، وربما يستحق شتيمة من نوع اللغة التي عبّرت بها في مواقف متباينة.
"عنفوان فؤاد" – وأظنّ الاسم رمزيا – توازي بين الشّعر والنّثر، ليس في القصيدة النّثرية فقط بل في إلحاق القصيدة بجملة قوية السّبك عميقة الدّلالة على شكل برقية سريعة خاطفة وهي تحمل حرفين منفصلين عنوانا للمرسَل إليها أو إليه، الأمر الذي يشير إلى أن الكاتبة لا تخاطب الآخر الذّكر فقط بل الآخر الأنثى أيضا.
أشرت في منشور سبق هذا القول إلى أنني أخشى من ألغام اللغة والمضمون وقد صدق حدسي. ألغام اللغة جاءت على شكل صور حسّية وأوصاف وأماكن وحاجات بيولوجية، أما المضمون فهو يعيد الفكرة إلى ما هو قائم في الحياة من رؤى ومواقف متباينة، وإلى العلاقة المنسجمة أو المتنافرة بين جنسي الذّكر والأنثى.
تبدو الكاتبة غاضبة حينا، جريئة أحيانا، صادقة وباحثة عن طهر العلاقة والحياة. لكنها – كما أستشفّ- كتبت بعض نصوصها تحت انفعال ما أو حوار ما أو سورة غضب ما، وكنت أتمنى لو أنّها تريّثت لتعالج النصوص بعدما تهدأ سورة غضبها.
لقد وضعتني "عنفوان" في عنفوان لغتها وصورها وغضبها مما دفعني للتّأمّل والاستنتاج:
هذا الجيل الجديد الغاضب لن تثنيه أُطُر اللغة ولا حواجز الواقع وسيواصل "عنفوانه" بطريقته وكأنه يقول لنا:
هاكم اقرؤوا غضبي وحياتي، وراجعوا أنفسكم وانظروا في مراياكم.
_________
غودو يأكل أصابعه. ط1 - 2017م.
الكاتبة هنا في هذه النّصوص "غودو يأكل أصابعه" تبدو غاضبة ثائرة ضد قيم الحياة المزيّفة وهي تسعى لاكتمال الصورة الحياتية كما تراها بعيدا عن التزييف والخذلان والكذب قريبا من الحب والاستقرار والجمال.
تنطلق الكاتبة من ثقة عالية بالذات والقدرات والأنوثة وفهم الحياة وتختار لغة قوية مباشرة حينا ومجازية أحيانا وهي التي تعجن لغتها لتصير لوحة نابضة بابتسامة أو سخرية أو تحدّ.
لا تقيم الكاتبة كثير اهتمام للصّورة الشّعرية بقدر اهتمامها برسم صورة واقعية مجسّدة بوضوح وصراحة وبمسميّات لا تخجل من ذكرها كتحدّ للسّائد المسكوت عنه أو لإبراز غبن العلاقة التي عقّها الحبيب الغائب الهارب الذي لا يستحق عناء انتظاره، وربما يستحق شتيمة من نوع اللغة التي عبّرت بها في مواقف متباينة.
"عنفوان فؤاد" – وأظنّ الاسم رمزيا – توازي بين الشّعر والنّثر، ليس في القصيدة النّثرية فقط بل في إلحاق القصيدة بجملة قوية السّبك عميقة الدّلالة على شكل برقية سريعة خاطفة وهي تحمل حرفين منفصلين عنوانا للمرسَل إليها أو إليه، الأمر الذي يشير إلى أن الكاتبة لا تخاطب الآخر الذّكر فقط بل الآخر الأنثى أيضا.
أشرت في منشور سبق هذا القول إلى أنني أخشى من ألغام اللغة والمضمون وقد صدق حدسي. ألغام اللغة جاءت على شكل صور حسّية وأوصاف وأماكن وحاجات بيولوجية، أما المضمون فهو يعيد الفكرة إلى ما هو قائم في الحياة من رؤى ومواقف متباينة، وإلى العلاقة المنسجمة أو المتنافرة بين جنسي الذّكر والأنثى.
تبدو الكاتبة غاضبة حينا، جريئة أحيانا، صادقة وباحثة عن طهر العلاقة والحياة. لكنها – كما أستشفّ- كتبت بعض نصوصها تحت انفعال ما أو حوار ما أو سورة غضب ما، وكنت أتمنى لو أنّها تريّثت لتعالج النصوص بعدما تهدأ سورة غضبها.
لقد وضعتني "عنفوان" في عنفوان لغتها وصورها وغضبها مما دفعني للتّأمّل والاستنتاج:
هذا الجيل الجديد الغاضب لن تثنيه أُطُر اللغة ولا حواجز الواقع وسيواصل "عنفوانه" بطريقته وكأنه يقول لنا:
هاكم اقرؤوا غضبي وحياتي، وراجعوا أنفسكم وانظروا في مراياكم.
_________
غودو يأكل أصابعه. ط1 - 2017م.