ألف ليلة و ليلة محمد عبد الرحمن يونس - فضاء البيمارستان والعلوم الطبية والصيدلانية في المدينة العربية والإسلامية حكايات ألف ليلة وليلة /أنموذجا /

شهدت المدينة العربية الإسلاميّة في عصرها العبّاسيّ ازدهاراً معرفيّاً في شتّى المعارف العلميّة، سواء أكانت نظريّة أم تطبيقيّة، و كان العرب و المسلمون في هذه المدينة » من أشدّ شعوب الأرض طلباً للمعرفة و رغبة في الإفادة منها في حياتهم. و كان في مقدّمة العلوم العلميّة التي ظفرت بنصيب ملحوظ من اهتماماتهم، الطبّ ثمّ الفلك و ثائر فروع المعرفة التي تقوم على خدمتهما. «(1).و بلغ الطبّ العربيّ ازدهاراً واضحاً في عهد الدولة العبّاسيّة، و تحديداً في عهد الخليفة هرون الرشيد، و عهد ولده عبد الله المأمون. و قد أولى الخليفة الرشيد اهتماماً كبيراً بالطبّ و تاريخه، و حضّ على ترجمته، ففي عهده ترجم طبيبه الماهر يوحنّا بن ماسويه (ت 242هـ/857م) كثيراً من الكتب الطبيّة القديمة التي جلبها من أنقرة و عمّوريّة و سائر بلاد الروم، و تلك التي جمعها العرب المسلمون من البلاد التي فتحوها(2).


ونظراً للمثاقفة الحضاريّة بين العرب وغيرهم من الشعوب، يبدو من الطبيعي أن يرتكز الطبّ العربيّ على الطبّ اليونانيّ المترجم بوساطة اللغات السريانيّة والآرامية والعربية. فعلى المعطيات الطبيّة اليونانية استند الأطبّاء اليهود والنصارى والمسلمون، و ضمّوا إلى معارفهم الطبيّة ما قدّمه لهم الشرق القديم. أمّا المصنّفات الطبيّة التي وصلت من اليونان إلى سورية و تُرجِمت فيها، فإنّها سرعان ما نُقلت إلى المراكز البعيدة في بغداد و القاهرة و قرطبة، حيث ترجمها اليهود الأسبان إلى اللاتينيّة(3).

و كان للأطبّاء المسلمين باع طويل في تاريخ المكتشفات الطبيّة التي أثّرت تأثيراً حاسماً في مسار الحضارة الإنسانيّة في العصور الوسطى، فقد اكتشف الطبيب أبو بكر محمد بن زكريا الرازي (ت 313هـ/925م)، المسمّى عند أهل الغرب (رازيز، Rhazis)(4)خيوط الجراحة من مصارين الحيوان، و التي ساهمت في تطوير الجراحة الداخليّة(5). و اكتشف الطبيب أبو علي الحسين بن عبد الله (ابن سينا، ت 429هـ/1037م) المعروف بـ(أفيسينيا لدى الغرب، Avicenna)(6) مصل التخدير الذي استخلصه من الأعشاب، و الذي كان له الفضل في تطوّر عمليّات الجراحة الكبيرة و الطويلة(7). أمّا عالم البصريات أبو علي الحسن بن الهيثم (ت 430هـ / 1039م)، فقد ألّف كتاباً في البصريّات، و سمّاه بـ » علم المناظر «، ثمّ أصبح ـ بعد أن تُرجم إلى اللاتينيّة ـ كتاباً مدرسيّاً يُدرّس في أوروبا في العصر الوسيط حتّى عام 1213م(8). و قد توصّل ابن الهيثم إلى صناعة أوّل نظّارة طبيّة للقراءة في التاريخ، و قد قدّمت هذه النظّارة أعظم خدمة لضعاف البصر(9). أمّا الطبيب علي بن أبي الحزم بن النفيس الدمشقيّ (ت 687هـ / 1288م)، فقد » كان أوّل من اكتشف الدورة الدمويّة الصغرى و فهم تركيبة الرئة و الأوعية الشعريّة، و ميّز بين الشرايين و الأوردة فيها.«(10). هذا و قد عُرِف عن ابن النفيس تفوّقه على علماء عصره و العصور التي سبقته في فهم المبادئ الأساسيّة للدورة الشريانيّة، فقد أوضح أنّ الدم كان يُطهّر في الرئتين حيث يخضع لعملية تكرير عن طريق احتكاكه بالهواء الذي يأخذه الجسم من الجوّ الخارجيّ. و الحقّ أنّ اكتشافاته تقدّمت اكتشافات العلماء الأوربيين بثلاثة قرون(11).

و قد عُرِف عن الأطبّاء العرب أنّهم تفوّقوا في علم الجراحة على الشعوب الأخرى، و منها جراحات النساء و التوليد. و قد قام الطبيب أبو القاسم خلف بن عبّاس الزهراوي( ت 499هـ/1106م)، الذي يُعدّ من كبار الجرّاحين العرب، باستنباط آلات جراحيّة كثيرة(12)، ساعدته في جراحة تفتيت رأس الجنين متى كان ضخماً، يُضاف إلى ذلك أنّه اخترع منظاراً للمهبل، و ألّف مع غيره من الأطبّاء، من أمثال » ابن سينا «، كتباً مهمّة في الأورام الرحميّة(13). و قد ترك الطبّ العربيّ للبشرية أقدم موسوعة عربية في الطبّ، و ما زالت باقية حتّى الآن، و هي كتاب فردوس الحكمة، لمؤلّفه علي بن سهل بن ربّن الطبري (ت 246هـ/861م)، الذي لمع نجمه نحو 236هـ/850م، و قد ظلّت هذه الموسوعة تفوق كل ما عداها في بعض النواحي العلميّة(14). ومن هنا يمكن القول: إنّ أهميّة علم الطبّ في التراث الإنسانيّ و العلمي الذي تركه العرب و المسلمون للبشريّة » لا تضارعه أهميّة أيّ فرع آخر من العلوم «(15).

و نتيجةً لازدهار العلوم الطبيّة في المدينة الإسلاميّة كان من الطبيعي أن ينشأ في هذه المدينة مرفق معماريّ يأوي المرضى، و يضمّ الأطبّاء الذين يعالجون هؤلاء المرضى. و قد اتّفق المؤرّخون على تسمية هذا المرفق بـ » البيمارستان «، أو » المارستان «(16). و يُعتبر البيمارستان شكلاً متطوّراً من أشكال التطوّر المدينيّ الذي شهدته المدن الإسلاميّة الكبرى، بفضل ازدهار علم الطبّ، لأنّه من الصنائع التي لا تستدعيها إلاّ كثرة العمران و الحضارة و الترف في المدن الإسلاميّة. على حدّ تعبير ابن خلدون(17).

و إذا كانت المدن الإسلاميّة الكبرى مُنشئة لهذا البيمارستان، و حاضنة له، فإنّ ذلك يعود إلى وقوع:

» الأمراض من أهل الحضر و الأمصار أكثر، لخصب عيّشهم و كثرة مأكلهم، و قلّة اقتصارهم على نوع واحد من الأغذية، و عدم توقيتهم لتناولها. و كثيراً ما يخلطون بالأغذية من التوابل و البقول و الفواكه رطباً و يابساً في سبيل العلاج بالطبخ، و لا يقتصرون في ذلك على نوع أو أنواع، فربّما عددنا في اليوم الواحد من ألوان الطبخ أربعين نوعاً من النبات و الحيوان، فيصير للغذاء مزاج غريب. وربّما يكون غريباً عن ملاءمة البدن و أجزائه (…) ثمّ الرياضة مفقودة لأهل الأمصار إذ هم في الغالب وادعون ساكنون لا تأخذ منهم الرياضة شيئاً، و لا تؤثّر فيهم أثراً. فكان وقوع الأمراض كثيراً في المدن و الأمصار. «(18).

إذا كانت البيمارستانات قد انتشرت في المدن الإسلاميّة الكبرى، فإنّ رواة ألف ليلة و ليلة لم يشيروا إلى هذه البيمارستانات في كلّ حكاياتهم إلاّ في مدينتي دمشق و بغداد. و فيما عدا ذلك لا نجد أي ذكر للبيمارستانات في كل المدن التي وصل إليها رواة ألف ليلة و ليلة(19). و ربّما يعود ذلك إلى أنّ هاتين المدينتين هما أهمّ مدينتين مركزيّتين في الدولتين الأمويّة و العبّاسيّة.

و من حكايات ألف ليلة و ليلة التي ذكرت البيمارستان، حكاية » الملك عمر النعمان و ولديه شركان و ضوء المكان «. إذ أشار الراوي إلى أنّ ضوء المكان أصيب بمرض شديد في مدينة القدس التي وصلها قادماً من دمشق(20). و عندما وصل حافّة الموت طلب من صبيّ الخان الذي كان نازلاً به أن يحمله إلى سوق المدينة. و عندما شاهده أهل السوق قاموا، و » أخذوا له من التجار ثلاثين درهماً و استأجروا له جملاً، و قالوا للجمّال احمل هذا و أوصله إلى دمشق و أدخله المارستان لعلّه يبرأ. «(21).

و يبدو أنّ المدن الإسلاميّة الكبرى هي التي كانت تشاد فيه البيمارستانات(22) المتخصّصة في علاج الحالات المستعصية، نظراً لتطوّر المعرفة الطبيّة فيها. فمدينة دمشق من أهمّ مدن ألف ليلة و ليلة المركزيّة، كونها عاصمة للدولة العربيّة الإسلاميّة في عهد بني أميّة، في حين أنّ مدينة القدس كانت أقلّ شأناً مركزيّاً منها، و يمكن اعتبارها وفق تسميات المؤرّخين » قَصَبة «، و في الاصطلاح الإداري الإسلاميّ بمعنى عاصمة لأحد الأقاليم الجهويّة التابعة للدولة الإسلاميّة(23). و من هنا فإنّ أهل السوق طلبوا من الجمّال أن يحمل ضوء المكان إلى دمشق العاصمة المزدهرة في علم الطبّ، و المتأثّرة معرفيّاً و حضاريّاً بحضارات المدن و البلدان الإسلاميّة الأخرى.

و تشير حكاية » غانم بن أيوب و قوت القلوب «، إلى أنّ غانم بن أيوب هرب من بغداد من بطش الخليفة هرون الرشيد، و وصل إلى دمشق، فطارده أعوان الخليفة إلى دمشق، ففرّ مذعوراً إلى إحدى المدن ـ لا يذكر الراوي اسماً لها ـ و هنالك » ازداد به الجوع و أضرّ به المشي (…) و أسند ظهره إلى حائط المسجد و ارتمى و هو في غاية الجوع و التعب. «(24). و ما إن شاهده سكّان المدينة حتّى قدّموا له الطعام، و تعهّدوا برعايته لمدة شهر. و عندما ازدادت حالته الصحيّة سوءاً » تشاوروا مع بعضهم في أمره ثمّ اتّفقوا على أن يوصلوه إلى المارستان الذي ببغداد. «(25).

و ممّا يثير الملاحظة أنّ راوي الحكاية لا يذكر مارستانات بغداد باحترام. على الرّغم من مكانة بغداد العلميّة، و ازدهار الطبّ فيها، في عهد الخليفة هرون الرشيد، بل يسخر منها، و يرى أنّ الداخل فيها يُمكن أن يُقتل. و لا يُعلم ما هو السبب الذي جعل هذا الراوي يعتبر أنّ المارستان فضاء للموت، بدلاً من أن يكون فضاءً للعلاج و الشفاء، إلاّ إذا افتُرِض ـ و تأسيساً على رأي الراوي بهذا المارستان ـ أنّ المارستانات في بغداد كانت وسخة، و كانت طرق العلاج فيها غير متطوّرة، أماّ أطبّاؤها فكانوا غير أكفاء، و أنّ الأطبّاء المتميّزين في بغداد كانوا يمارسون عملهم خارج المارستانات، و في قصور الخلفاء و الأمراء و القادة و التجار الأثرياء، و بالتالي يمكن ان يتعرّض المواطنون الداخلون إلى المارستانات إلى الموت بدلاً من فرص العلاج الناجعة. يقول الراوي(26):» و أمّا الجمّال فإنّه لم يزل سائراً به [بغانم بن أيوب] حتّى أنزله على باب المارستان و أخذ جمله و رجع. فمكث غانم راقداً هناك إلى الصباح، فلمّا درجت الناس في الطريق نظروا إليه و قد صار رقّ الخلال. و لم يزل الناس يتفرّجون عليه حتّى جاء شيخ السوق و منع الناس عنه، و قال: أنا أكتسب الجنّة بهذا المسكين لأنّهم متى أدخلوه المارستان قتلوه في يوم واحد.«.

لقد كانت بغداد العبّاسيّة قبلةً لعشّاق الطبّ و المعرفة، إذ نشر العبّاسيون العلوم الطبيّة. و أسّسوا المدارس الطبيّة، و البيمارستانات، و دعوا إلى عقد المؤتمرات الطبيّة، في مواسم الحجّ، و التي يجتمع فيها الأطبّاء من البلاد الإسلاميّة كافّة، حيث يعرضون نتائج أبحاثهم و قد غدت بغداد في الشرق، و قرطبة في الغرب من أهمّ المراكز الثقافيّة الطبيّة في العالم الإسلامي(27). و عُرِف عن قادة بغداد العبّاسيّة اهتماماتهم بإنشاء البيمارستانات، فقد أقام البرامكة بيمارستاناً في عهد الخليفة هرون الرشيد، وأسندوا رئاسته إلى الطبيب ماسويه، ثمّ إلى ابنه يوحنّا. وازدادت البيمارستانات في الدولة العبّاسيّة زيادة واضحة، حتّى بلغت سنة 304هـ/916م في عهد الخليفة العبّاسيّ المقتدر بالله، خمسة، أشرف على إدارتها الطبيب الشهير سنان بن ثابت(28)، و إليه يرجع الفضل في إنشاء بيمارستانين كبيرين، سمّي الأول البيمارستان المقتدريّ نسبة إلى الخليفة العباسيّ المقتدر بالله بن المعتضد (295 ـ 320هـ/908 ـ 932م)، الذي أنفق عليه من ماله الخاصّ. أماّ الثاني فكان تحت رعاية أمّ المقتدر(29).

و لم تكن هذه البيمارستانات دُوراً لعلاج مرضى الأمراض المستعصية فحسب، بل كانت مدارس تُدرّس فيها العلوم الطبيّة، و أصبحت مؤسسات رسميّة و من المعالم الأساسيّة للمدن الإسلاميّة اعتباراً من القرن الرابع الهجري. و قد انتشرت في العراق و فارس و الشام و مصر، و كان الكثير منها يعتمد على الأوقاف في نفقاته، سواء للمرضى أو للأطبّاء أو للطلبة(30).

و تشير حكاية » أبو الحسن الخليع مع الخليفة هرون الرشيد«، إلى أنّ بغداد كانت تحتوي على بيمارستانات أشبه ما تكون بالمصحّات العقليّة في وقتنا الحالي. ففي الحكاية يحلم أبو الحسن الخليع أمام هرون الرشيد المتنكر، بأن يتولّى الأمر و النهي في بغداد حتّى ينتقم من جيرانه الشيوخ الأربعة الذين يظلمونه دائماً، و يهدّدونه بأنّهم سيشكونه إلى الخليفة الرشيد، و بالتالي يصبح قادراً على تحقيق أمنيته في أن يجلد كلّ واحد من هؤلاء الشيوخ أربعمائة سوط، ثمّ يُجرسهم أمام سكّان بغداد، و هذا هو أقلّ جزاء لهم، لأنّهم يبغضون الناس، و يكدّرون عليهم مسرّاتهم(31). فما كان من الخليفة الرشيد إلاّ أن جعله يحقّق أمنيته، إذ تحايل عليه، و وضع قطعة بنج في قدحه، فلمّا شربه سقط على الأرض. عند ذلك أمر خادمه مسرور السيّاف أن يحمل أبا الخليع إلى القصر ببغداد. و عندما يدخلونه القصر، يأمر الخليفة وزيره جعفر البرمكي، و الأمراء، و الجواري الحسان أن يقفوا في خدمته و يمتثلوا لأوامره مهما طلب، و يؤكّدوا له أنّه صار خليفة المسلمين. و ما إن ينتصف الليل حتّى يكون أبو الحسن الخليع حقّق أمنياته، و مارس سلطاته، و نادم الجواري، و شرب على وقع الدفوف و الغناء و كأنّه الخليفة(32).

و عند ذلك يقرّر الخليفة الرشيد إنهاء هذه المسرحيّة، و ذلك بأن يأمر إحدى الجواري الجميلات أن تُخادع أبا الحسن، و تضع قطعة بنج في قدحه، و تغريه بشربه. ثمّ يأمر خدم القصر بأن يرجعوه إلى قاعته في أحد أزقّة بغداد و عندما يستيقظ لا يكتشف سرّ ما جرى له، بل يظلّ دائراً في فضاء قاعته، آمراً ناهياً صائحاً على الجواري. فتسمعه والدته، وتسأله إن كان يحلم، فيسبّها، و يؤكّد لها أنّه أمير المؤمنين بعينه. عندها تتأكّد أنّ ولدها في طريق الجنون، فتستحلفه أن يرجع إلى صوابه قائلةً(33): » سلامة عقلك يا ولدي اسكت لئلاّ تروح أرواحنا، و يُنهب مالك إن سمع أحد هذا الكلام و أوصله إلى الخليفة (…) يا ولدي إيّاك أن تفسد عقلك فيأخذونك إلى المارستان و تبقى شهرة، فإنّ الذي رأيته إنّما هو من الشيطان و هو أضغاث أحلام، و أنّ الشيطان يلعب بعقل الإنسان.«. لكنّ أبا الحسن الذي استمرأ شهوة السلطة و أبّهتها، و هو يأمر و الناس بين يديه طائعين، و الجواري الجميلات يدلّلنه و يقبّلن الأرض بين رجليه، لا يستطيع أن يصدّق أنّه صار شخصاً عاديّاً، فيلتاث عقله، و يضرب والدته، و يصرخ مهتاجاً مؤكّداً انه أمير المؤمنين. و عند ذلك يتقدّم الناس إليه، و قد اقتنعوا تماماً أنّه مجنون، » ثمّ دخلوا عليه و مسكوه و كتّفوه و أخذوه إلى المارستان.«(34). و في المارستان يسألونه عن حاله، فيؤكّد لهم أنّه أمير المؤمنين هرون الرشيد. و بدلاً من أن يعالجونه علاجاً نفسيّاً ناجعاً، فإنّهم يعرّونه من ثيابه، و يعملون في رقبته زِنجيراً ثقيلاً، و يربطونه في شبّاك عالٍ، و يضربونه ضرباً وحشيّاً في النهار و الليل، و لمدّة عشرة أيام(35).

إنّ نصّ الحكاية السابقة يكشف إلى أي مدى كانت طرق المعالجة في المصحّات العقليّة في المدينة الإسلاميّة بدائيّة و متخلّفة. هذا إذا افترضنا أنّ هذا النصّ الحكائيّ يتقاطع(36)مع الواقع الحقيقيّ لأجنحة بيمارستانات المدينة الإسلاميّة الخاصّة بالأمراض العقليّة. على أنّه ليس من الضروريّ أن يكون واقع كلّ أجنحة بيمارستانات الأمراض العقليّة في بغداد العبّاسيّة سيّئاً إلى هذه الحال التي وصفها الراوي، إذا أخذنا انفتاح حكايات ألف ليلة و ليلة على مزيد من الأبعاد الأسطوريّة و التخيليّة و السحريّة من جهة، و إذا انطلقنا من بعض النصوص التاريخيّة التي سجلّتها المصادر و المراجع، و التي تثبت عكس ذلك من جهة أخرى.

لقد كانت البيمارستانات في المدينة الإسلاميّة تشتمل على قاعات عديدة لمعالجة عدد من الأمراض المتنوّعة، فكان فيها قاعة لمرضى الحميّات، و أخرى للرمد، و ثالثة للجراحة، و رابعة لمرضى الإسهال، و قد زوّدت بمطبخ لتجهيز طعام المرضى. و كان فيها موضع للأدوية و الأشربة(37)، يمكن أن يحل محل الصيدلية في المستشفيات المعاصرة. و كان للمصابين بالأمراض العقليّة نصيب من الرعاية في المدينة الإسلاميّة(38)، إذ خُصصت لهم أقسام في البيمارستانات الكبرى، و ربّما أنشئت مصحّات خاصّة بهم. و قد أشار أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسيّ (ت 327هـ/940م) في كتابه العقد الفريد، إلى وجود بيمارستان خاص بالمجانين في جنوب بغداد، و أشار إلى أنّ بيمارستان أحمد بن طولون(ت 270هـ/884م) في القطائع بمصر، قد ضمّ قسماً خاصّاً بذوي الأمراض العقليّة. و قد أشار الرحالة ابن جبير إلى أنّ بيمارستان دمشق كان به قسم خاصّ لهؤلاء المرضى، و أشار أيضاً إلى أنّ البيمارستان الذي عاينه بالقاهرة كان فيه مقاصير عليها شبابيك الحديد، و قد اتّخذت محابس للمجانين الذين عُيّن لهم من يتفقّد أحوالهم كلّ يوم، و يقابلها بما يصلح لها، و لقي هؤلاء المرضى رعاية خاصّة في المدينة الإسلاميّة، إذ خُصّص لكلّ واحدٍ منهم مرافق يأخذه باللين و الرفق و يصحبه في الحدائق الجميلة، و يسمعه ترتيلاً هادئاً من آي الذكر الحكيم، ليطمئنّ به قلبه و تهدأ نفسه(39).

و إذا كانت هذه البيمارستانات التي تعالج الأمراض المتعددة، و منها النفسيّة و العقليّة، قد انتشرت في المدينة الإسلاميّة، فإنّه لا بدّ من وجود صيدليّات تؤمّن الأدوية لهذه البيمارستانات، سواء أكانت هذه الصيدليّات داخلها أم خارجها في شوارع المدينة. و قد عُرِف عن العرب أنّهم من أولّ الشعوب التي اهتمّت بتحضير العقاقير و الأدوية، و قد بحثوا عنها في البلاد البعيدة، فأحضروها من الهند و الصين، و اكتشفوا الكثير منها، و كانوا روّاداً في علم النبات(40)و استخلاص ما ينفع منه، و طوّروا علم تركيب الأدوية، و فتحوا الصيدليّات في المدن، فاقتبس طرقهم الصيادلة اللاحقون(41).

و تذكر ألف ليلة و ليلة، و في حكاية » نعمة و نعم « أنّ طبيباً أعجميّاً سافر بصحبة (نعمة الله) إلى دمشق، ليساعده في جلب زوجته التي خطفها الحجّاج بن يوسف الثقفي، و أهداها إلى الخليفة عبد الملك بن مروان. و عندما وصلا إلى دمشق استأجر الطبيب العجمي ـ لا يذكر الراوي اسماً له ـ مكاناً و حوّله إلى صيدليّة. و يسمي الراوي هذه الصيدليّة بالدكان. يقول(42): » ثمّ إنّهما وصلا إلى دمشق و أقاما فيها ثلاثة أيام، و بعد ذلك أخذ الأعجميّ دكّاناً و ملأ رفوفه بالصينيّ النفيس و الأغطية، و زركش الرفوف بالذهب و القطع الثمينة، و وضع قدّامه أواني من القناني فيها سائر الأدهان و سائر الأشربة، و وضع حول القناني أقداحاً من البلّور و حطّ الاصطرلاب قدّامه، و لبس أثواب الحكمة و الطبّ. «.

و يبدو من خلال النص السابق أنّه كانت للأطبّاء و الصيادلة ثياب خاصّة يرتدونها، و هم على رأس عملهم، و تميّزهم عن غيرهم من بقيّة أفراد المجتمع. و هذه حال حضاريّة تدلّ على أنّه كان هناك نوع من التنظيم للمهن و الحرف في المدينة الإسلاميّة. و إذا كان الراوي في الحكاية السابقة قد ذكر أنّ هذه الصيدليّة تقع في مدينة دمشق، فإنّه لم يبتعد كثيراً عمّا قد شهدته المدينة الإسلاميّة من تطوّر في صناعة العقاقير الطبيّة، فقد كان للمسلمين باع طويل في كشف الكثير من الأدوية المستخلصة من الأشجار و النباتات، و » في مقدمتها الكافور(43)، و الصندّل(44)، و الرواند(45)، و المِسْك المرّ(46)، و التمر الهندي(47)، و الحنظل(48)، و جوز الطيب(49)، و القِرفة(50)، و غيرها. كما ابتدعوا صنوفاً من الشراب و الكحول و المستحلب و الخلاصة العطريّة و نحوها. «(51).
و على الرغم من أهميّة البيمارستانات في المدينة الإسلاميّة، و دورها العلاجيّ و الإنسانيّ، و قدرتها على تخفيف آلام الناس، فإنّ رواة ألف ليلة و ليلة لم يولوها الأهميّة التي تستحقّها، إذ مرّوا مروراً سريعاً عليها دون أن يتعمّقوا في وصفها أو وصف طرق العلاج فيها. و هي في حكايات الليالي لا ترقى إلى مستوى الحمّام أو القصر أو مقصورة الجارية، و هي لا تسهم في نمو الحكاية و تشعّبها، لأنّها تبدو فضاءات مغلقة بالنسبة لنموّ الحدث الحكائيّ، و ذلك لأنّ المرضى الذين يدخلونها، تُشلّ حركاتهم بسب عجزهم عن المغامرة و الكشف، و لا يستطيعون الارتحال مع الوحدات السرديّة إلى مدن جديدة و بعيدة. و من هنا فإنّ بعض الرواة يسعفون أبطالهم بالنجدة، و يمنعونهم من دخول البيمارستانات، و هم على أبوابها، لأنّ هذا المنع من شأنه أن يحرّر الأبطال، و بالتالي يدفعهم إلى الارتحال. و بهذا يكون الراوي، و على مستوى البنية الحكائيّة، قد زاد من مساحة السرد و وسّع من فضاءات الأزمنة و الأمكنة التي يتحرّك من خلالها أبطال الحكاية. يُضاف إلى ذلك أنّنا أمام رواة مُؤدلجين ضدّ بيمارستانات مدنهم الإسلاميّة، فهم لا يرونها إلاّ فضاءات للموت و التعذيب. و ربّما تكون هذه الرؤية متشكّلة ممّا سمعه أو قرأه هؤلاء الرواة عن واقع مشافي أوروبا، إذ كان المصابون بالأمراض العقليّة يُكبّلون بسلاسل من حديد، و يتعرّضون للتعذيب الشديد داخل هذه المشافي(52). و ربّما تكون متشكّلة من الواقع الحقيقي لبعض البيمارستانات في الدولة الإسلاميّة، لأنّ مرضى بعض هذه البيمارستانات كانوا يُربطون بسلاسل حديديّة إذا ظهر أنّهم يشكّلون خطراً(53)على من حولهم من المرضى و الأطبّاء.

انتهى المقال



(1) - الطويل، د. توفيق: في تراثنا العربي الإسلاميّ،سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت ، العدد السابع والثمانون، الطبعةالأولى، جمادى الآخرة 1405هـ/آذار (مارس)، 1985م، ص 96.

(2) – نادر، د. ألبير نصري: في شرح كتاب "أبو نصر الفارابي ـ كتاب الجمع بين رأيي الحكيمين "، دار المشرق، بيروت، الطبعة الرابعة، دون تاريخ، ص 50 ـ 51.

(3) – الخازن، د. وليم: الحضارة العباسيّة،دار المشرق، بيروت،الطبعة الثانيّة، 1992م، ص 119.

(4) - بلسنر، مارتن؛ Plessner,M: "العلوم الطبيّة و الطبّ"، في: تراث الإسلام، تصنيف جوزيف شاخت و كليفورد بوزورث، ترجمة د. حسين مؤنس و إحسان صدقي العمد، المجلس الوطني للقافة و الفنون و الآداب، الكويت، "سلسلة عالم المعرفة"، العدد 234، الطبعة الثالثة، صفر 1419هـ/حزيران (يونيو)، 1998م، الجزء الثاني، ص 149.

(5) - الفنجري، د. أحمد شوقي: العلوم الإسلاميّة، مؤسسة الكويت للتقدّم العلمي، الكويت، الطبعة الأولى 1985م، الجزء الثالث، ص 66.

(6) - بلسنر، مارتن:"العلوم الطبيّة و الطبّ"، ص 165.

(7) - الفنجري، د. أحمد شوقي: العلوم الإسلاميّة، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الكويت، الطبعة الأولى، الجزء الثالث، ص 66.

(8) - العلايلي، عبد الله؛ و آخرون: المنجد في الأعلام،دار المشرق، بيروت،الطبعة العاشرة، 1980م، ص 735.

(9) – الفنجري، د. أحمد شوقي العلوم الإسلاميّة، ص 66.

(10) - نخبة من أساتذة الجامعات: "العلوم الطبيّة عند العرب"، في: موسوعة بهجة المعرفة ـ مسيرة الحضارة،إشراف الصادق النيهوم، الشركة العامة للنشر والتوزيع والإعلان،طرابلس/ليبيا، طبعة إيطاليا،1982م،المجلد الأول، المجموعة الثانية، ص 401.

(11) - لاندو، روم: الإسلام و العرب، تعريب منيرالبعلبكي،دار العلم للملايين،بيروت، الطبعة الثانية،كانون الأول 1977م، ص 264.

(12) - المنجد في الأعلام، ص 340.

(13) - الطويل، د. توفيق: في تراثنا العربي الإسلامي، ص 105.

(14) - بلسنر، مارتن: "العلوم الطبيّة و الطبّ"، ص 164.

(15) –م س، ص 163.

(16) -المارستان: لفظة فارسيّة تعني دار المرضى، المنجد في اللغة،معلوف، لويس،منشورات اسماعيليان، طهران/دا المشرق، بيروت، الطبعة الحادية والعشرون، كانون الثاني 1973م، مادة: مرس، ص 755.

- و يذكر فؤاد شمس الدين نقلاً عن الموسوعة الإسلاميّة "L´Encyclopedie de l´Islam "، "أنّ البيمارستان (بفتح الراء و سكون السين) لفظة فارسيّة تقسم إلى قسمين: " بيمار" و تعني المريض أو المصاب، و "ستان " و تعني المكان و اختُصرت الكلمة مع الأيام لتصبح مارستان.

- ينظر: " المدينة العربية من المرفق إلى الطراز"، مجلة كتابات معاصرة، بيروت، المجلد الثالث، العدد العاشر، أيار/حزيران 1991م، ص 127.

(17) – ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد،مقدّمة ابن خلدون، تحقيق د. علي عبد الواحد وافي، دار نهضة مصر للطبع والنشر، القاهرة، الطبعة الثالث’ محرم1401 هـ/1980م،الجزء الثالث، ص1143.

(18) – مقدّمة ابن خلدون ، 2/959 ـ 960.

(19) – و ذلك في طبعة دار مكتبة الحياة التي اعتمدتها هذه الدراسة. بيروت، دون تاريخ، أربع مجلدات.

(20) - و هذا المرض نفسيّ قبل أن يكون عضويّاً، و ذلك لأنّ ضوء المكان حزن على أخته نزهة الزمان التي افتقدها في القدس. يُضاف إلى ذلك غربته و فقره المدقع في القدس، بعد أن كان أميراً في مدينة بغداد.

- لمزيد من الإطلاع يُنظر: ألف ليلة و ليلة، 1/238.

(21) - م س، 1/284.

(22) - و تشير الأبحاث التاريخيّة إلى أنّ من بنى البيمارستانات في الدولة الإسلاميّة هو الخليفة الأمويّ الوليد بن عبد الملك (86 96هـ/705 ـ 715م)، فقد بنى في دمشق سنة 88هـ/706م مشفى خُصِّص للمجذومين، و كان يقع بالقرب من الباب الشرقي لمدينة دمشق. [عثمان، د. محمد عبد الستار: المدينة الإسلاميّة،المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، العدد 128، الطبعة الأولى،آب( أغسطس) 1988م، ص 249]. و يذكر كمال الدين محمد بن موسى الدّميري أنّ الخليفة الوليد بن عبد الملك اهتمّ بالمصابين بمرض الجذام، وبالعجزة والعميان، " وقال لا تسألوا الناس و أعطى كل مُقعَد خادماً و كلّ أعمى قائداّ ". [حياة الحيوان الكبرى، دون محقق، دار الألباب، بيروت/دمشق، دون تاريخ،1/83].

(23) - الولي، طه: "المدينة الإسلاميّة"،في: مجلة الفكر العربي، معهد الإنماء العربي، بيروت/الهيئة القومية للبحث العلمي، طرابلــس ( ليبيا)، أكتوبر/نوفمبر، 1982م،العدد التاسع و العشرون، ص 115.

(24) - ألف ليلة و ليلة، 1/236.

(25) -م س، 1/236.

(26) - م س، 1/236 ـ 237.

(27) – حسن، د. حسن إبراهيم: تاريخ الإسلام السياسي و الديني و الثقافي و الاجتماعي،( العصر العباسي الثاني في الشرق و مصر والمغرب والأندلس) ،دار الجيل ، بيروت/مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، الطبعة الثالثة عشرة،1991م، 4/404.

(28) - سنان بن ثابت: (أبو سعيد سنان بن ثابت بن قرّة، ت 331هـ/943م): طبيب صابئيّ من أصل حرّانيّ. نشأ ببغداد. رئيس الأطباء في عهد الخليفة العباسيّ المقتدر. عمل في خدمة الخليفة القاهر بن المعتضد (320 ـ 322هـ / 932 ـ 934م).

-المنجد في الأعلام، ص 367.

(29) - عاشور، د. سعيد عبد الفتاح: المرأة و المؤسسات الاجتماعيّة في الحضارة العربية، دار المعارف للطباعة والنشر، سوسة (تونس) ، طبعة 1994 م، ص 60.

(30) - نخبة من أساتذة الجامعات: "العلوم الطبيّة عند العرب"، في: موسوعة بهجة المعرفة ـ مسيرة الحضارة، ص 400.

(31) - ألف ليلة و ليلة، 2/167.

(32) - م س، 2/167.

(33) –م س، 2/172.

(34) -م س، 2/173.

(35) - م س، 2/173.

(36) - لا أقصد بمفهوم التقاطع هنا معنى التباين أو الافتراق، بل الالتقاء و التداخل، و ذلك استناداً إلى مفهوم التقاطع في المجموعات الرياضيّة في الرياضيّات الحديثة،هذا المفهوم الذي يعني مجمل العناصر المشتركة بين مجموعتين، أو عدّة مجموعات.

(37) - عثمان، د. محمد عبد الستّار : المدينة الإسلاميّة، ص 250.

(38) - يشير الدكتور علي زيعور إلى أنّ المدينة الإسلاميّة احتوت على مؤسسة خاصّة لمعالجة المرضى العقليين (الذهانيين)، و المرضى النفسيين ( العصابيين)، و كانت تحمل اسم (البيمارستان)، و أنّ هذه المدينة كانت رحومة بالطفل و العجائز، و المصابين بالأمراض المزمنة.

- "مكانة الصحة النفسيّة و العلاج النفسي في علم المدن الإسلاميّة"، مجلة الاجتهاد،دار الاجتهاد، بيروت، السنة الثانية، العدد السادس، ربيع 1990م / 1410هـ، ص 120.

(39) – عن / عاشور، د. سعيد عبد الفتاح: "الحياة الاجتماعية في المدينة الإسلاميّة"،مجلة عالم الفكر، وزارة الإعلام ، الكويت،المجلد الحادي عشر، العدد الأول، أبريل، مايو، يونيو، 1980م، ص 115.

(40) - لقد كان التقدم الذي أحرزه العرب في ميدانين من ميادين الطبّ، في الكيمياء و علم النبات، لا يقلّ عن التقدّم الذي كانوا قد أحرزوه في الطبّ نفسه. و يعتبر جابر بن حيّان (ت199هـ/815م)، الذي بلغ أوج عبقريته العلميّة عام 157هـ / 775م، الأب الحقيقي لعلم الكيمياء الإسلامي، إذ أصبحت رسائله في الكيمياء، حوالي القرن الرابع عشر للميلاد ( الثامن للهجرة)، أكثر التصانيف أثراً في آسية و أوروبة، و كان علماء الكيمياء المسلمون في كلّ مكان يعدّون جابراً أستاذاً لهم.

- حتّي، د. فيليب: الإسلام منهج حياة، تعريب د. عمر فروخ، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الثانية، آذار 1983م، ص 229 ـ 230.

(41) - الخازن، د. وليم: الحضارة العباسيّة، ص 120.

(42) - ألف ليلة و ليلة، 2/331.

(43) - الكافور: شجرة من فصيلة الغاريّات مهدها الأصلي جنوب الصين، أوراقها دائمة و أزهارها ضاربة إلى الصفرة، يستخرج منها مادّة عطريّة تستعمل في الطبّ.

- المنجد في اللغة، مادة: كفر، ص 691.

(44) - الصندل: جنس شجر هنديّ، أبيض الزهر، خشبه طيّب الرائحة، يحمل ثمراً من عناقيد و له حبّ أخضر. و خشب الصندل من الأدوية القلبيّة.

- م س، مادة: صند، ص 437.

(45) - الصندل: جنس شجر هنديّ، أبيض الزهر، خشبه طيّب الرائحة، يحمل ثمراً من عناقيد و له حبّ أخضر. و خشب الصندل من الأدوية القلبيّة.

- م س، مادة: صند، ص 437.

(46) - المِسْك: جنس زهر من فصيلة النرجسيّات، مكسيكيّ الأصل، تتجمع أوراقه عند القاعدة. أزهاره بيضاء شائكة لها رائحة ذكيّة جداً.

- م س، مادة: مَسَك، ص 762.

(47) - التمر الهندي: شجر كبير، أصله هندبي، ثمّ زرع في أكثر البلدان الحارّة. تستعمل ثماره كمسهّل، و يُستعمل جذعه للقبض. زهره مفيد ضدّ هيجان الكبد، و خشبه جيّد للغاية.

- م س، مادة: تَمَرَ، ص 64.

(48) - الحنظل: نبات يمتدّ على الأرض كالبطيخ لكنّه أصغر منه جداً و هو سام. يستعملونه في الطب، و يضرب المثل بمرارته، فيقال: "أمرّ من الحنظل".

- م س، مادة: حنظ، ص 158.

(49) - الحنظل: نبات يمتدّ على الأرض كالبطيخ لكنّه أصغر منه جداً و هو سام. يستعملونه في الطب، و يضرب المثل بمرارته، فيقال: "أمرّ من الحنظل".

- م س، مادة: حنظ، ص 158.


(50) - القرفة: / القشرة /: جنس شجر من فصيلة الغاريّات مهده الأصلي جزيرة سيلان. أوراقه بيضويّة الشكل، يزرع في البلدان الحارّة. يُستخرج من قشرة أغصانه الفتيّة مطيّب حادّ الطعم. هو التابل المعروف.
- المنجد في اللغة، مادة: قَرَفَ، ص 622.
(51) - الطويل، د. توفيق: في تراثنا العربيّ الإسلاميّ، ص 112.
(52) - الطويل،د. توفيق: في تراثنا العربي الإسلاميّ، ص 115.
(53) - شمس الدين، د. فؤاد: "المدينة العربية من المرفق إلى الطراز"، ص 128.

تعليقات

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...مبادرة طيبة تلك التي وصلت ألف ليلة و ليلة بتاريخ البمارستانات...مشكور على المقال الرائع.
 
أعلى