الخرطوم بحري في 13/5/08
أخي الكريم سامي الحاج،
عليك سلام الله ورحمته، ولك من التهاني أعذبها، ومن الأمنيات أجملها، وأنت تغادر سجن غوانتنامو، بعد كلِّ تلك السنوات التي قضيتها معتقلاً فيه بلا محاكمة، بين أيدي جلاوزة ظلمة، تصارع الرُّعب فتصرعه، وتعود إلى حضن وطنك الوفي، وزوجتك الصابرة، وطفلك اللطيف، وأسرتك الممتدة، وأصدقائك الكثر، حفظك الله وحفظهم أجمعين.
أبعث إليك، أيُّها الأخ العزيز، بهذه الرسالة القصيرة مفتوحة هكذا، راجياً، في البدء، قبول اعتذاري عن هذا بأن فكرتها الأساسيَّة مِمَّا يصلح للتداول مع من يرغب في المشاركة. كما أعتذر عن تأخُّرها في بلوغك بسبب غيابي خارج البلاد خلال الفترة الماضية.
أما الفكرة نفسها، والتي أتمنى أن تحظى بقبولك، فإنها تقوم على يقين تكوَّن لديَّ من علاقة وطيدة مع السجن من موقع السجين، ومع الظلم من موقع المظلوم، بأنك لا بُدَّ قد تأمَّلت، وأنت في ذلك الغيهب البشع، فتجلى في ذهنك ووجدانك الآن، أكثر من ذي قبل، كون الظلم هو الظلم، بصرف النظر عن جنسيَّة الظالم أو المظلوم، وأن الاعتقال السياسي بلا محاكمة عادلة وناجزة، وبدون عرض المعتقل على قاضيه الطبيعي، لهو من أبشع صور هذا الظلم، خصوصاً حين يتلازم مع التعذيب.
وهكذا فإن غاية مبتغاي وأملي أن أحثك على تبني مشروع جليل تستثمر فيه ما توفر لشخصك المحترم من صيت، ولإسمك الكريم من رمزيَّة، وذلك لمناهضة مؤسَّسة الاعتقال الإداري من حيث هي، والدفاع عن حقوق المعتقلين السياسيين أينما كانوا، ولمناوئة التعذيب وحظره نهائياً، وبالأخص في بلدنا هذا، فلنبدأ به.
وثِقْ، يا أخي، أن آلاف المظاليم، وبالأخص مِمَّن مرُّوا، عبر مختلف العهود والأنظمة، بمثل هذه التجارب المريرة والخبرات المؤلمة، سوف يضعون أنفسهم وزمنهم وطاقاتهم، تطوُّعاً، رهن إشارتك، بمجرَّد إعلان استعدادك لإطلاق هذا المشروع المرموق.
وفي انتظار أن أسمع منك عمَّا قريب إن شاء الله، طبت، وعوفيت، وزال عنك الضرُّ والأذى.
أخوك كمال
أخي الكريم سامي الحاج،
عليك سلام الله ورحمته، ولك من التهاني أعذبها، ومن الأمنيات أجملها، وأنت تغادر سجن غوانتنامو، بعد كلِّ تلك السنوات التي قضيتها معتقلاً فيه بلا محاكمة، بين أيدي جلاوزة ظلمة، تصارع الرُّعب فتصرعه، وتعود إلى حضن وطنك الوفي، وزوجتك الصابرة، وطفلك اللطيف، وأسرتك الممتدة، وأصدقائك الكثر، حفظك الله وحفظهم أجمعين.
أبعث إليك، أيُّها الأخ العزيز، بهذه الرسالة القصيرة مفتوحة هكذا، راجياً، في البدء، قبول اعتذاري عن هذا بأن فكرتها الأساسيَّة مِمَّا يصلح للتداول مع من يرغب في المشاركة. كما أعتذر عن تأخُّرها في بلوغك بسبب غيابي خارج البلاد خلال الفترة الماضية.
أما الفكرة نفسها، والتي أتمنى أن تحظى بقبولك، فإنها تقوم على يقين تكوَّن لديَّ من علاقة وطيدة مع السجن من موقع السجين، ومع الظلم من موقع المظلوم، بأنك لا بُدَّ قد تأمَّلت، وأنت في ذلك الغيهب البشع، فتجلى في ذهنك ووجدانك الآن، أكثر من ذي قبل، كون الظلم هو الظلم، بصرف النظر عن جنسيَّة الظالم أو المظلوم، وأن الاعتقال السياسي بلا محاكمة عادلة وناجزة، وبدون عرض المعتقل على قاضيه الطبيعي، لهو من أبشع صور هذا الظلم، خصوصاً حين يتلازم مع التعذيب.
وهكذا فإن غاية مبتغاي وأملي أن أحثك على تبني مشروع جليل تستثمر فيه ما توفر لشخصك المحترم من صيت، ولإسمك الكريم من رمزيَّة، وذلك لمناهضة مؤسَّسة الاعتقال الإداري من حيث هي، والدفاع عن حقوق المعتقلين السياسيين أينما كانوا، ولمناوئة التعذيب وحظره نهائياً، وبالأخص في بلدنا هذا، فلنبدأ به.
وثِقْ، يا أخي، أن آلاف المظاليم، وبالأخص مِمَّن مرُّوا، عبر مختلف العهود والأنظمة، بمثل هذه التجارب المريرة والخبرات المؤلمة، سوف يضعون أنفسهم وزمنهم وطاقاتهم، تطوُّعاً، رهن إشارتك، بمجرَّد إعلان استعدادك لإطلاق هذا المشروع المرموق.
وفي انتظار أن أسمع منك عمَّا قريب إن شاء الله، طبت، وعوفيت، وزال عنك الضرُّ والأذى.
أخوك كمال