في إحدى منتخبات كونفوشيوس نقرأ العبارة التالية: «قال المعلّم، لم أقابل إنساناً قطّ يحبّ الأخلاق أكثر مما يحبّ الجنس”.
إلى أين تقوديني؟ صرخ بوجهها المليء بتعابيراخلاقيات السوق، انفاسهم الأخيرة ، وهم يُطفئوا شظايا نظراتهم المُستدقة في باحة مصباحها المُكبل بإشارات افرزها إنكسار الضوء في عينيها الفانوس ، شاخصة ببصرها بإتجاه نقطة محورية مستدقة حتى آخر النفق، لتتويج انتصاب خمولها المرعب على فحولة منكوسة الآخر، وبطريقة الخبير العارف تتهجد قراءة اوراق صفراء في مخطوط تراثي لتُزيد من يقينها يقنيا يُثبت من عزيمتها ، رمقتني بنظرة استرحام فيما كانت بيضتاي يتناوبان الاحاديث السرية :
لا تستعجل ياهذا تَعَلم مني كيف تكون هادئاً في احلك الظروف.
لا اعرف السبب وراء ذلك ، لمّ اختارتني من دون الآلاف ممن مروا مرور الكرام على جسدها المرمل، والقوا بعفونتهم في حوضها غير الانيق ، رحت افتش عن أشياء استدل بها ، سر التشابه بين تجربتي كمخصي مهزوم لم يشغله آخر العمر سوى تتبع اثار السفالات لعله يستدل على سر العطب في عدم تمكن الطهارات من الارتقاء ادنى ما يكون ، كما هو مدون في كتب الاخلاق والمعارف وعلم الرجال، وبين محطة لها من الدربة والحُكم على المعطيات بطريقة ، من يحمل السر ولم ينطق به لقلة حيلته.
حاولت مستدركا بعض فضول ، وقد تقافزت بعض كلمات مني دون وعي ، سيدتي..
تعالت قهقهة اربكت سير المارة ، حتى بانت اسنانها الصفراء جميلة السبك والخلقة . نظرتني بنصف التفاتة ، تتفقد مصداق حديثي معها فوجدتني مشغولا عنها بإطراقة تأملية بإتجاه الخراب الأصفر وهو يزحف في حركته النهائية لمحو الربيع المتبقي ، قالت :
هل تعلم إنك تشبهني من اوجه متعددة ؟
لم اجبها فهي لم تأتِ بجديد ، فأنا من لا يعرف نفسه لدرجة يعرفها على حقيتها ، من حيث لا يُريد أن يعلم مال لا يريد أن يكتشف، مازال اثار الصدمات في نصف غيبوبته، هتف سره ، ليس لدي ما اخسر، تجيشت نوبات الاستعجال ثم خفتت لوحدها مهابة حضورها الفعال ، لم يتبق المزيد ليظهر ما يسد فضولي لاعود خائبا كما المرات السابقة، حاملا جدول الاستفهامات من جديد ، خرجت تلك الكلمات دون وعي منه ، ربما هي رغبة مكبوتة ، لإستعجال الخراب النهائي ، كما اخبره شيخ الطريقة في احدى الكوابيس…
مازلت في دور المراهقة ياهذا ، لا تدع اللغة ، وإنتقاء الافكار المنمقة تسرقك من معناك الباحث دون جدوى ، تلك ابليسيتك اللعينة روضها فالطريق طويلة أمامك ، أسالني …حتى زادت في اصرارها من خلال ضغطها المتواصل على كفي العصفور، انصت إلى اعماقك ، واحتفظ بسرك الأعظم ، ثرثر كثيرا ولكن لا تدعهم يسمعوك ، اختر مناخات تستوعب هذيانك …
من هم ؟، مالَ بوجه قبالة وجهها الشريد في إتجاه تمثال تحرر من صانعه بمكابرة كسيرة .
ليس المهم أن تعرف ، لأنهم اكثر مما تتوقع ، مجرد التفكير في البحث عنهم مضيعة للوقت ، انظر امامك حيث شئت من الناس، ما استطيع أن اقوله لك ، تنحى جانبا ودع اللعبة تسير ، كن بليداً ، لدرجة الاستخفاف المطلق عن كل حقيقة مرت من امامك وهي مقدسة…
إياك وحملّة الحقائق ، فوراء كل خائب ، وجيلٍ معطوب ، تقف المعطيات دون مكياج ، من هنا نقطة البداية لو استطعت تجميعها لكفرت بكل من يمشي على ساقين ومازال حيا يُرزق؟!
لم تات بجديد أيضا ، وكنت انتظرها على مضض أن تنطق حكمتها النهائية لاعرف أي فضول قادني بدراية فايروسات لم تفارقني . من خلال تمنطقات تجربتي الشخصية هناك جوهرة فريدة لا يستهان بها وراء كل خراب ، قلت بيني وبين نفسي ، لابد أن اتحلى بالصبرمادمت طالب حاجة ، حتى تحين اللحظة المواتية ، فمثلها والجزع سواء، لا يمكن استدراجها بسهولة ، بعدما استفحل الكذب والشك ضد كل ما هومُعرّف، العالم الذي لم تعد تتحسس مصاديقه في تصاريف النهار ، فحيوانات الليل غيرها حيوانات النهار، ملتمسا لها العذر ، فالحكمة التي تترصدني لم تخرج بعد ، رحت امازحها :
هل لديك أيام جميلة ؟
كل أيامي جميلة ، نطقتها دون ارتباك…
اصابني الذهول والإعياء ، فمن خلال تجربتي أعرف من مخارج الكلمات مقدار صدق الإنسان ، هي فعلا سعيدة ؟. تصارع موروثي الاجتماعي مع عقلي مع حدسي ، لم اخرج بنتيجة ملموسة ، لكنها باغتتني القول:
اراك مرتبكا ، لقد مررت يوما بما تمر به الان ؟
كيف ذلك بالله عليك ؟
ارتباكك مرده المُقدس وخوفك من خسارة أشياء تحسب حساباتها ، هل تعرف مقدار سعادتي ، وأنا أتلمس يوما بعد آخر هشاشة منطقكم التأملي ، من الإستدلال على ابسط البديهيات واوضحها جليا.
كيف ذلك بربِك ؟
سبب خراب المعمورة ، أهل التمنطق ، أنتم فعلا بحاجة لثورات عابثة تعيدكم إلى حضيرتنا ، لتتعلموا وتكتشفوا ماذا فعلتم بالطبيعة البكر عند أول منازلة غير متزنة وما هي ردود افعالها لو اتيحت لها الفرصة في مقايضتكم ، نحن في طريق زحفنا المُقدس سنذيقكم امر الويلات ، الينا مرجعكم فننبئكم…، شئتم أم ابيتم …
لماذا تكلميني بالنيابة عنهم اولئك الذين حطموا سكينتك ،وانتهكوا براءة أيامك ؟
وكيف تريدني أن أُكلمك وأنت وأمثالك يبتاعني كل يوم تقاطعا مع مشاعري ؟
مازلت لم افهم عليك؟
تحرر لتفهمها ياشقي …؟!
……………………….
هل تعلم شيئا عن ثورات العاهرات ؟
لم اقرأ عن ذلك ، قرأت شيئا عن ثورات الجياع؟
ولكنكم تتشبثون بالحكمة التي تقول : اذا ذهب الفقر إلى بلد قال الكفر خذني معك !
ما تريدنه مني افصحي فقد ضاق صدري ؟
( ما تريده أنت مني هو ذاته ما يحررني منك – عقدة سيدي – وما يحررك مني كوني – نقطة ضعفك – )
لقد تحول قهرُكِ إلى أسنان فتاكة تنهش لحمي وتنخر عظمي
وهل كثير عليكَ وأنت تمزق بكارتي كل ليلة ، عيناك مجرات وعيوني توابع
ما اقبحكم وأنتم تشبعوننا قبلات حتى تيبست شفاه الحواس مرورا فما عادت تُميز ، ايكم الحبيب… ؟
لا استطيع التفكير ، من أنتِ ؟
قلت انزع عقال حضورك العقلي واتبعني لو كنت طالب معرفة؟
زيديني اذن ؟
ما تعريفكَ للعفة؟
هي باكورة الحياة وفطرتها دون دنس
وكيف تنظر إلى الحياة ؟
لا أستطيع أن اوجزها بتعريف مُحدد ما رأيك أنتِ ؟
قبل أن أجيبك ارغب تنبيهك إلى نقطة جوهرية تُصاحب دائما ذوي الدخل المحدود من أهل المعارف الأرضية وهي غالبا ما ترافق ارباب التزحلق الكلامي من المتمنطين.
شوقتيني لسماعها ؟
سبب ضبابية الواقع ، عنادكم وكبريائكم المصطنع ، ما جعلكم تبتعدون عن الأصغاء الحقيقي لنواميس الحياة وجزئياتها الموغلة في العدم ، غالبا ما تتهربون أو تتفلسفون وهذه ليست جديدة علينا نحن الذين عرفنا كيف نسيقكم سوق البهائم في ساعات غَيبنّا فيها ما تسمونه الرقيب الأخلاقي ونسميه قناع الوقاية ، وفيما كنتم مآخوذين بنشوة الاسترخاء رحنا نستكشف خبايا ضعة الابالسة الذين استأسدوكم فتمكنوا . والان أُجيبك على سؤالك : الحياة إما غالب أو مغلوب ، قاهر منتصر بمنأى أو مقهور يحاول جاهدا أن يرتقي ليعيد التوازن النفسي عبثا ، حكمتكم المنكوصة فيكم جيرناهم لصالحنا.
سنزور معا ماخورة بغاء – تسمونها – ونسميها نحن بيت المعرفة الحقيقي، لتعرف وتتعرف تفاهات مُثلاء الحسب والنسب بمختلف تصنيفاتهم بين أمير وصعلوك ، سترى بأم عينك كيف نقلبهم بامزجتنا ذات اليمين وذات الشمال
إنك تضعين الجميع في سلة واحدة ؟
السلال من بنات عقولكم الخاوية ، من صُنع كبريائكم كونكم أهل اتزان وتقوى، الانسان آسير مشاعره ، من يفجرها غير غانية خبرت عالم تقليب الذكور بغريزتها المحطمة…
دخلنا معا ماخورة البغاء …
كل الأسماء الجميلة اختلطت بالقبيحة
كل الاجساد مُعراة
كل الوجوه ممسوحة
كل العيون محوّلة باتجاهات مرسومة سلفا
كل المقدسات مرقونة في سلال النفايات تفوح منها ذات الرائحة الكريهة
تساوى رجل الأمن مع الخارج عن القانون
العتال مع التاجر
الرئيس مع المرؤوس
مسكتني من يدي وذهبنا عند صالة تبديل الملابس
رأيت الكثير ممن يتقزز من أشعاري وكلماتي النابية بدواعي العفة والعصمة
مسمرين هناك ، يتناوبون الادوار ، مُتأبطين كتبهم المقدسة ، تحف بهم بطانة الملائكة وكَتبّة ماهرون لترغيب الرب واسكاته بعد تطويعه ثم تشريعه…
كانوا هناك بوجوههم التي اعرفها ، بالقابهم ومناصبهم
بصقت عليهم جميعا فارتد بصري بعدما اصطدم بالجدار العازل…
وأنا أيضا كنت هناك ، ولكن بأسمي الحقيقي ، بعلم الاله المؤكل بتنقيتي…
* منقول عن الناقد العراقي:
كريم الثوري: حوار مع عاهرة
إلى أين تقوديني؟ صرخ بوجهها المليء بتعابيراخلاقيات السوق، انفاسهم الأخيرة ، وهم يُطفئوا شظايا نظراتهم المُستدقة في باحة مصباحها المُكبل بإشارات افرزها إنكسار الضوء في عينيها الفانوس ، شاخصة ببصرها بإتجاه نقطة محورية مستدقة حتى آخر النفق، لتتويج انتصاب خمولها المرعب على فحولة منكوسة الآخر، وبطريقة الخبير العارف تتهجد قراءة اوراق صفراء في مخطوط تراثي لتُزيد من يقينها يقنيا يُثبت من عزيمتها ، رمقتني بنظرة استرحام فيما كانت بيضتاي يتناوبان الاحاديث السرية :
لا تستعجل ياهذا تَعَلم مني كيف تكون هادئاً في احلك الظروف.
لا اعرف السبب وراء ذلك ، لمّ اختارتني من دون الآلاف ممن مروا مرور الكرام على جسدها المرمل، والقوا بعفونتهم في حوضها غير الانيق ، رحت افتش عن أشياء استدل بها ، سر التشابه بين تجربتي كمخصي مهزوم لم يشغله آخر العمر سوى تتبع اثار السفالات لعله يستدل على سر العطب في عدم تمكن الطهارات من الارتقاء ادنى ما يكون ، كما هو مدون في كتب الاخلاق والمعارف وعلم الرجال، وبين محطة لها من الدربة والحُكم على المعطيات بطريقة ، من يحمل السر ولم ينطق به لقلة حيلته.
حاولت مستدركا بعض فضول ، وقد تقافزت بعض كلمات مني دون وعي ، سيدتي..
تعالت قهقهة اربكت سير المارة ، حتى بانت اسنانها الصفراء جميلة السبك والخلقة . نظرتني بنصف التفاتة ، تتفقد مصداق حديثي معها فوجدتني مشغولا عنها بإطراقة تأملية بإتجاه الخراب الأصفر وهو يزحف في حركته النهائية لمحو الربيع المتبقي ، قالت :
هل تعلم إنك تشبهني من اوجه متعددة ؟
لم اجبها فهي لم تأتِ بجديد ، فأنا من لا يعرف نفسه لدرجة يعرفها على حقيتها ، من حيث لا يُريد أن يعلم مال لا يريد أن يكتشف، مازال اثار الصدمات في نصف غيبوبته، هتف سره ، ليس لدي ما اخسر، تجيشت نوبات الاستعجال ثم خفتت لوحدها مهابة حضورها الفعال ، لم يتبق المزيد ليظهر ما يسد فضولي لاعود خائبا كما المرات السابقة، حاملا جدول الاستفهامات من جديد ، خرجت تلك الكلمات دون وعي منه ، ربما هي رغبة مكبوتة ، لإستعجال الخراب النهائي ، كما اخبره شيخ الطريقة في احدى الكوابيس…
مازلت في دور المراهقة ياهذا ، لا تدع اللغة ، وإنتقاء الافكار المنمقة تسرقك من معناك الباحث دون جدوى ، تلك ابليسيتك اللعينة روضها فالطريق طويلة أمامك ، أسالني …حتى زادت في اصرارها من خلال ضغطها المتواصل على كفي العصفور، انصت إلى اعماقك ، واحتفظ بسرك الأعظم ، ثرثر كثيرا ولكن لا تدعهم يسمعوك ، اختر مناخات تستوعب هذيانك …
من هم ؟، مالَ بوجه قبالة وجهها الشريد في إتجاه تمثال تحرر من صانعه بمكابرة كسيرة .
ليس المهم أن تعرف ، لأنهم اكثر مما تتوقع ، مجرد التفكير في البحث عنهم مضيعة للوقت ، انظر امامك حيث شئت من الناس، ما استطيع أن اقوله لك ، تنحى جانبا ودع اللعبة تسير ، كن بليداً ، لدرجة الاستخفاف المطلق عن كل حقيقة مرت من امامك وهي مقدسة…
إياك وحملّة الحقائق ، فوراء كل خائب ، وجيلٍ معطوب ، تقف المعطيات دون مكياج ، من هنا نقطة البداية لو استطعت تجميعها لكفرت بكل من يمشي على ساقين ومازال حيا يُرزق؟!
لم تات بجديد أيضا ، وكنت انتظرها على مضض أن تنطق حكمتها النهائية لاعرف أي فضول قادني بدراية فايروسات لم تفارقني . من خلال تمنطقات تجربتي الشخصية هناك جوهرة فريدة لا يستهان بها وراء كل خراب ، قلت بيني وبين نفسي ، لابد أن اتحلى بالصبرمادمت طالب حاجة ، حتى تحين اللحظة المواتية ، فمثلها والجزع سواء، لا يمكن استدراجها بسهولة ، بعدما استفحل الكذب والشك ضد كل ما هومُعرّف، العالم الذي لم تعد تتحسس مصاديقه في تصاريف النهار ، فحيوانات الليل غيرها حيوانات النهار، ملتمسا لها العذر ، فالحكمة التي تترصدني لم تخرج بعد ، رحت امازحها :
هل لديك أيام جميلة ؟
كل أيامي جميلة ، نطقتها دون ارتباك…
اصابني الذهول والإعياء ، فمن خلال تجربتي أعرف من مخارج الكلمات مقدار صدق الإنسان ، هي فعلا سعيدة ؟. تصارع موروثي الاجتماعي مع عقلي مع حدسي ، لم اخرج بنتيجة ملموسة ، لكنها باغتتني القول:
اراك مرتبكا ، لقد مررت يوما بما تمر به الان ؟
كيف ذلك بالله عليك ؟
ارتباكك مرده المُقدس وخوفك من خسارة أشياء تحسب حساباتها ، هل تعرف مقدار سعادتي ، وأنا أتلمس يوما بعد آخر هشاشة منطقكم التأملي ، من الإستدلال على ابسط البديهيات واوضحها جليا.
كيف ذلك بربِك ؟
سبب خراب المعمورة ، أهل التمنطق ، أنتم فعلا بحاجة لثورات عابثة تعيدكم إلى حضيرتنا ، لتتعلموا وتكتشفوا ماذا فعلتم بالطبيعة البكر عند أول منازلة غير متزنة وما هي ردود افعالها لو اتيحت لها الفرصة في مقايضتكم ، نحن في طريق زحفنا المُقدس سنذيقكم امر الويلات ، الينا مرجعكم فننبئكم…، شئتم أم ابيتم …
لماذا تكلميني بالنيابة عنهم اولئك الذين حطموا سكينتك ،وانتهكوا براءة أيامك ؟
وكيف تريدني أن أُكلمك وأنت وأمثالك يبتاعني كل يوم تقاطعا مع مشاعري ؟
مازلت لم افهم عليك؟
تحرر لتفهمها ياشقي …؟!
……………………….
هل تعلم شيئا عن ثورات العاهرات ؟
لم اقرأ عن ذلك ، قرأت شيئا عن ثورات الجياع؟
ولكنكم تتشبثون بالحكمة التي تقول : اذا ذهب الفقر إلى بلد قال الكفر خذني معك !
ما تريدنه مني افصحي فقد ضاق صدري ؟
( ما تريده أنت مني هو ذاته ما يحررني منك – عقدة سيدي – وما يحررك مني كوني – نقطة ضعفك – )
لقد تحول قهرُكِ إلى أسنان فتاكة تنهش لحمي وتنخر عظمي
وهل كثير عليكَ وأنت تمزق بكارتي كل ليلة ، عيناك مجرات وعيوني توابع
ما اقبحكم وأنتم تشبعوننا قبلات حتى تيبست شفاه الحواس مرورا فما عادت تُميز ، ايكم الحبيب… ؟
لا استطيع التفكير ، من أنتِ ؟
قلت انزع عقال حضورك العقلي واتبعني لو كنت طالب معرفة؟
زيديني اذن ؟
ما تعريفكَ للعفة؟
هي باكورة الحياة وفطرتها دون دنس
وكيف تنظر إلى الحياة ؟
لا أستطيع أن اوجزها بتعريف مُحدد ما رأيك أنتِ ؟
قبل أن أجيبك ارغب تنبيهك إلى نقطة جوهرية تُصاحب دائما ذوي الدخل المحدود من أهل المعارف الأرضية وهي غالبا ما ترافق ارباب التزحلق الكلامي من المتمنطين.
شوقتيني لسماعها ؟
سبب ضبابية الواقع ، عنادكم وكبريائكم المصطنع ، ما جعلكم تبتعدون عن الأصغاء الحقيقي لنواميس الحياة وجزئياتها الموغلة في العدم ، غالبا ما تتهربون أو تتفلسفون وهذه ليست جديدة علينا نحن الذين عرفنا كيف نسيقكم سوق البهائم في ساعات غَيبنّا فيها ما تسمونه الرقيب الأخلاقي ونسميه قناع الوقاية ، وفيما كنتم مآخوذين بنشوة الاسترخاء رحنا نستكشف خبايا ضعة الابالسة الذين استأسدوكم فتمكنوا . والان أُجيبك على سؤالك : الحياة إما غالب أو مغلوب ، قاهر منتصر بمنأى أو مقهور يحاول جاهدا أن يرتقي ليعيد التوازن النفسي عبثا ، حكمتكم المنكوصة فيكم جيرناهم لصالحنا.
سنزور معا ماخورة بغاء – تسمونها – ونسميها نحن بيت المعرفة الحقيقي، لتعرف وتتعرف تفاهات مُثلاء الحسب والنسب بمختلف تصنيفاتهم بين أمير وصعلوك ، سترى بأم عينك كيف نقلبهم بامزجتنا ذات اليمين وذات الشمال
إنك تضعين الجميع في سلة واحدة ؟
السلال من بنات عقولكم الخاوية ، من صُنع كبريائكم كونكم أهل اتزان وتقوى، الانسان آسير مشاعره ، من يفجرها غير غانية خبرت عالم تقليب الذكور بغريزتها المحطمة…
دخلنا معا ماخورة البغاء …
كل الأسماء الجميلة اختلطت بالقبيحة
كل الاجساد مُعراة
كل الوجوه ممسوحة
كل العيون محوّلة باتجاهات مرسومة سلفا
كل المقدسات مرقونة في سلال النفايات تفوح منها ذات الرائحة الكريهة
تساوى رجل الأمن مع الخارج عن القانون
العتال مع التاجر
الرئيس مع المرؤوس
مسكتني من يدي وذهبنا عند صالة تبديل الملابس
رأيت الكثير ممن يتقزز من أشعاري وكلماتي النابية بدواعي العفة والعصمة
مسمرين هناك ، يتناوبون الادوار ، مُتأبطين كتبهم المقدسة ، تحف بهم بطانة الملائكة وكَتبّة ماهرون لترغيب الرب واسكاته بعد تطويعه ثم تشريعه…
كانوا هناك بوجوههم التي اعرفها ، بالقابهم ومناصبهم
بصقت عليهم جميعا فارتد بصري بعدما اصطدم بالجدار العازل…
وأنا أيضا كنت هناك ، ولكن بأسمي الحقيقي ، بعلم الاله المؤكل بتنقيتي…
* منقول عن الناقد العراقي:
كريم الثوري: حوار مع عاهرة