البارحة تكثف داخلي الشعور بالعدمية. العدمية ليست فلسفة كما يظن البعض ، ليست عدمية شوبنهاور ولا نيتشه ولا هايديجر ولا فوكو ولا عدمية التفكيك الدريدي. انها عدمية الحقيقة. تلك حاولت دحضها كذبا عندما عراها وودي آلان تماما ثم ألقاها كشيطانة ماجنة في مهاد أدمغتنا. تلك التي كانت سببا في وجود المخترعات البشرية العظيمة ، تلك التي اجبرت الانسان على البحث عن عالم آخر لم يستطع حتى الآن رسم طبيعة تخرج عن واقعه الانساني.
العدمية هنا ليست فلسفة ولا موقف عقلي ، بل شعور نفسي ، شعور يفرغ كل قيمة حياتية متصورة ثم يلقي بنا في حضن العماء. حين نكتشف أن وعينا بالوجود مؤقت. بائس وعقيم وخال من أي قيمة. حين تبرز رؤوس شياطين التمويه عبر تشتيت الانتباه distraction. النظرية العجيبة .. النظرية التي تجاوزت النظرية الى الاندغام في الحقيقة كالموت نفسه. حيث الانطفاء المتسلسل للحيوات البشرية. إنها عدمية تلقي بالعقل إلى مزبلة التفاهة. التفاهة التي انتجتنا والتي منحتنا طاقة الاستمرار ثم اطفأتنا كما لو لم نك من قبل شيئا.
تسرب الشتاء الكئيب إلى فراغنا المناخي ، مغذيا ذلك الاحساس العميق باللا جدوى . ثم أكد الموت هذا المعنى بسادية وقسوة ، ثم بدا كل شيء من حولنا يبهت ويتشفف من أي لون ، حتى صار مثلنا أو صرنا مثله أو نحن كلانا بنينا من ذات المأساة.
ما معنى الموت سوى قصة تاريخ انسان بين نقطتين زمنيتين مستقطعتين من مليارات السنوات من عمر الكون مضت أو قادمة. قصة نلوكها جيلا بعد جيل.. حيث كل جيل يحمل أسطورتها المكثفة بالهزيمة لينقلها إلى الجيل اللاحق عليه.
لا تبقى من اساطير الأولين إلا بقايا عطرهم وظلالهم في ذاكرة خبيثة تنتح ألما ، ذاكرة تشوه ذلك الذي كان انوجادا فاعلا نشطا مؤثرا . ثم تحول الى طيف موجة موسيقية حزينة. ثم ننطفئ بدورنا وتنطفي ذاكرتنا الخبيثة.. لتتقد ذاكرة من نتركهم خلفنا فيجتروا التاريخ بقسرية وإكراه مطلق.
نحن إما أن نحيا في هذي العدمية واعين بها. وإما أن نرفض هذا الوعى. وسواء اخترنا هذا أو ذاك ؛ فالنتيجة واحدة. وإن كان علينا أن نختار هذا الانوجاد الفارغ من المضمون فلنمارس قوانين لعبته باحتراف.. أن نمارس كما قال وودي آلان تشتيتا غزيرا للانتباه...معتبرين انفسنا مرحلة حتمية من مراحل العدم... مرحلة ترحل باستمرار خلف أنوات الزمن المخيب للمعنى. مرحلة . مرحلة تمضي بخيرها وشرها ، آلامها وأفراحها ، بمعارفها ومحيطات مجاهلهاالمظلمة.
فلنعش الحياة كما لو كانت حقيقة ولنعش تأقيتنا كما لو كان سرمديا ، ولنعش طاردين كل انتباهة عقل وقلب من منامنا الثقيل.
أمل الكردفاني
العدمية هنا ليست فلسفة ولا موقف عقلي ، بل شعور نفسي ، شعور يفرغ كل قيمة حياتية متصورة ثم يلقي بنا في حضن العماء. حين نكتشف أن وعينا بالوجود مؤقت. بائس وعقيم وخال من أي قيمة. حين تبرز رؤوس شياطين التمويه عبر تشتيت الانتباه distraction. النظرية العجيبة .. النظرية التي تجاوزت النظرية الى الاندغام في الحقيقة كالموت نفسه. حيث الانطفاء المتسلسل للحيوات البشرية. إنها عدمية تلقي بالعقل إلى مزبلة التفاهة. التفاهة التي انتجتنا والتي منحتنا طاقة الاستمرار ثم اطفأتنا كما لو لم نك من قبل شيئا.
تسرب الشتاء الكئيب إلى فراغنا المناخي ، مغذيا ذلك الاحساس العميق باللا جدوى . ثم أكد الموت هذا المعنى بسادية وقسوة ، ثم بدا كل شيء من حولنا يبهت ويتشفف من أي لون ، حتى صار مثلنا أو صرنا مثله أو نحن كلانا بنينا من ذات المأساة.
ما معنى الموت سوى قصة تاريخ انسان بين نقطتين زمنيتين مستقطعتين من مليارات السنوات من عمر الكون مضت أو قادمة. قصة نلوكها جيلا بعد جيل.. حيث كل جيل يحمل أسطورتها المكثفة بالهزيمة لينقلها إلى الجيل اللاحق عليه.
لا تبقى من اساطير الأولين إلا بقايا عطرهم وظلالهم في ذاكرة خبيثة تنتح ألما ، ذاكرة تشوه ذلك الذي كان انوجادا فاعلا نشطا مؤثرا . ثم تحول الى طيف موجة موسيقية حزينة. ثم ننطفئ بدورنا وتنطفي ذاكرتنا الخبيثة.. لتتقد ذاكرة من نتركهم خلفنا فيجتروا التاريخ بقسرية وإكراه مطلق.
نحن إما أن نحيا في هذي العدمية واعين بها. وإما أن نرفض هذا الوعى. وسواء اخترنا هذا أو ذاك ؛ فالنتيجة واحدة. وإن كان علينا أن نختار هذا الانوجاد الفارغ من المضمون فلنمارس قوانين لعبته باحتراف.. أن نمارس كما قال وودي آلان تشتيتا غزيرا للانتباه...معتبرين انفسنا مرحلة حتمية من مراحل العدم... مرحلة ترحل باستمرار خلف أنوات الزمن المخيب للمعنى. مرحلة . مرحلة تمضي بخيرها وشرها ، آلامها وأفراحها ، بمعارفها ومحيطات مجاهلهاالمظلمة.
فلنعش الحياة كما لو كانت حقيقة ولنعش تأقيتنا كما لو كان سرمديا ، ولنعش طاردين كل انتباهة عقل وقلب من منامنا الثقيل.
أمل الكردفاني