شهاب الدين بن فليته الحكمي اليماني - كتاب رشد اللبيب إلى معاشرة الحبيب ج 1

مقدمة المؤلف

الحمد لله إستفتاحاً بذكره وإستنجاحاً بشكره وصلى الله على سيدنا محمد مبلغ نهيه وأمره وعلى آله وصحبه أولى تصديقه ونصره وشرف وكرم ومجد وعظم.
أما بعد
فإني لما نظرت إلى وجوب شكر المنعم وتكرار إحسانه على المقل والمعدم واستأذنت سيد ملوك الأرض وهو بدرها ومجمع الفضائل ومجرها بأن اتقرب إلى جوده بجدى وعزلى وانظم فى غرائب فضله ما يملى فاذن فى فى ذلك اعجاباً منه بالتلطف على كرم سجاياه ورغبة فى التعطف إلى جزيل عطاياه وأنا القائل فيه :
ومن عجب أن يسأل الجود منكم = وجودكم غاد علينــــا ورائــــــــــح
كما أننا نستنشق المسك بــــــــره = ولو لم يكن مستنشقاً فهو فـــــاسخ
فحينئذ شرعت فى تأليفه بأمل سفر فلاحه ورجاء مشرق نجاحه وجملته مختصراً قائماً بنفعه غير محتاج إلى غيره ما خلا الأبواب المنقولة فى كتب الطب فإنى لم أتعرض لشىء منها إذ فيها ما يصح فيها وما لايصح وكذلك أبواب التفرس والقياس فى النساء انتخبت كثيراً منها فلم تصح وإنما الغرض المعقود فى هذا الكتاب الإشارة إلى لذة المباشر بوجودها لا الإشتغال بطلب مفقودها فإن قيل ان فيه زيادة منقولة من غيره فلإنما نقلته للإستشهاد به وتصحيح ما أضعه فيه وسميته فى إختصار هذا الكتاب ولم اختصر شيئا إلا قليلاً وسميته: " رشد اللبيب إلى معاشرة الحبيب "، وقسمته إثنى عشر بابا تحتوى على فنون كثيرة منها ما يعين الجاهل على مباشرته ويعلم العاقل المنصف أنى لم آتها . فقد وصف الخمر بحقيقتها قوم أولو عفة ظاهرة وسريرة طاهرة بما يعجز أكثر العارفين بها عن بعضه ولا يطيقون وان جحدوا على شر بها فلا نشهد عليهم أحد بشر بها ولاحكم عليهم حاكم بها وإنما عد ذلك من دقيق نظرهم وصفاء فكرهم ، ولإنى أقول :
لايوحشنك اللطف من عزل أمرىء = لهم بألفاظ الخليع الفاتــــك
فلربما ولسع الفتى بتمســـــــاجن = منه وكشف عن سريرة ناسك
وبالحق الواجب علينا ان نستغفر الله على كل حال ونستقيل من عثرات الأقوال إنه ولىّ اهل التقوى وأهل المغفرة.
وهذه فهرست أبواب الكتاب:
* الباب الأول فى فضل النكاح والترغيب فيه
* الباب الثانى فى ذكر النكاح وإختلاف مذاهب الناس فيه .
* الباب الثالث فيما يل على عظيم النكاح عند ذوات الأحراج .
* الباب الرابع فيما تحب النساء من الرجال ومايكرهن منهم .
* الباب الخامس فيما يحب الرجال من النساء ومايكرهم منهن .
* الباب السادس فى إختلاف الرجال والنساء فى الأحوال والشهوات والنكاح وذمر فروج النساء وحياتها فى الكبر والصغر، وذكر الإستمناء باليد وهو المسمى جلد عميرة، والقبل وماجاء فيه من الأشعار والحكايات .
* الباب السابع فى ذكر أبواب نية النكاح ومايتعلق به والرحز وأنواعه
* الباب الثامن فى ذكر السحق والساحقات وماوقع بينهن وبين المتقيات من المفاخرات والمناومات .
* الباب التاسع فى فضل الجوارى وماوقع بينهن من المفاخرات والأشعار والحكايات .
* الباب العاشر فى ذكر القيادة وأهلها وكيد النساء ومكر العجائز وحيلهن وماوقع فى ذلك من الحكايات الغريبة .
* الباب الحادى عشر فيما يجب فيه من الحزم من قبل النساء، وحكايات فيما وقع لهم من الحيل والمكر.
* الباب الثانى عشر فى نوادر وحكايات وأشعار غير الأبواب المقدمة، وحكايات عن جحا، وآداب المضاجعة، وكيفية المجامعة، والوصايا فى شراء الرقيق الأبيض وغيره ، وغش التجار فيهم، وآداب العروس ، وشىء من أخبار العشق، وحكايات أدبية فى سمعها تهييج المياه وتقوية للشهوة، ووصايا طريفة النايك والمنيوك .
* خاتمة الكتاب

***


وهذه سياقة الأبواب على الترتيب المذكور والله عز وجل المسؤول عن حسن عاقبة الأمور والمسامحة لكتابة المضطر المعذور .

قال الله عز وجل " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذعب والفقضة والخيل المسومة والأنعام والحرث " فهذه شهوات الدنيا يدأ يذكر النساء لعلمه تعانى بيوتهن من قلوب الرجال وقال تعالى : وانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع . قأبلت للرجل الواحد اربعاً لطفاً منه بخلقه ورحمة بهم أن تجاوزهم الشهوة الى المحظور عليه وقال النبى صلى الله علية وسلم فى تفسير قوله تعالى "وهو الذى خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً ان الرجل يتزوج المرأة الغريبة يقع بينهما الألفة ، ثم تلى صلى الله عليه وسلم وجعل بينكم مودة ورحمة وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال لرجل ألك زوجة قال لا وأنت صحيح سليم قال نعم قال إنك من إخوان الشيطين ان اشراركم عزابكم وأرذلامواتكم عزابكم ان المتزوجين هم المبرؤون ... والذى نفسى بيده فالشياطين ابلغ فى الصالحين من النكات .
وقال إبراهيم بن ميسرة : قال لى طاووس لتتزوجن او لأقولن لك مقال عمر رضى الله عنه لأبى الوائد – قلت وماقال له قال مايمنعك عن الزواج إلا عجوز او بخور وقال سعيد بن جبيرة قال لى عبد الله بن عباس وذلك زوجة قلت لا قال فتزوج فإن خير هذه الأمة من كان أكثرها نساء .
وقال النبى صلى الله عليه وسلم " تناكحوا تناسلوا فلإنى مباه بكم الأمم يوم القيامة ولو بالسقط .
وقال صفوان
"انما الدنيا متاع وخير = متاعها المرأة الصالحة .
وقال الشاعر :
اذا المرء أمسى خالياً من خليله = فعيشته فى طى طيرالمخالب
ومن يحصن بالجلال تعرضت = له فتن الشيطان من كل جانب.

***

الباب الثاني

فى ذكر النكاح وإختلاف مذاهب الناس فيه
استشار رجل الشعبى فى التزويج فقال له إن صبرت عن المياه فاتق الله ولاتتزوج وإن لم تصير فاتق الله وتزوج .

ذكر من رغب فى النساء دون الجمال
قال النبى صلى الله عليه وسلم :إياكم وخضراء الدمن قيل يارسول الله وماخضراء الدمن قال المرأة الحسناء فى المنبت اليور . وقال النبى صلى الله عليه وسلم احتفظوا لنطفكم فان العرق نزاع . وقال عمرو بن العاص لأوزلاده الناكح منقرس فلينظر امرؤ منكم حيث يضع غرسه والعرق السوء قلما ينجب ولو بعد حين .
وقال اكثم بن صيفى لايكفيكم جمال النساء عن صراحة النسب فإن الناكح الكريمة مدرجة الشرف . وقال يوصى بعض اولاده :يابنى إياك واختيار اللئيمة بما عندها م
ومنه أخذ الشاعر قوله :
لاتنكحن لإئمة لمعيشة = تبقى الملامة والمعيشة تذهب
وقيل لعائشة ؟؟

ذكر من رغب فى الجمال
قال يحيى بن الخطيب رضى الله عنه : عليك إذا تزوجت بوجه يستأنس إليه الماظر فالمرأة منظرة الناظر وقرة عينه . وقيل لحكيم أى النساء أشهى قال التى تخرج من عندها كأرها وتعود إليها والهأ .. وحكى ان امرأة جاءت إلى الحسن البصرى رضى الله عنه فقالت ( إفتنى يا أبا سعيد أمر الله للرجال أن يتزوجوا على النساء قال نعم قالت : أعلى مثلى وكشفت قناعاً عن وجهها كأنه القمر . فلما ولت قال الحسن ماعلى رجل تكون عنده مثل هذه .
وقال الشاعر :
لايعجبنك من قبيح رخصة = ان القباح وان رحصن غوالبا

ذكر من رغب فى القباح
شاور رجل حكيماً فى التزويج فقال له إياك والجمال فإنه مضيعة للرجال ولن تصادف حسنا إلا وجدت به ناراً تكوى ، وأنشد :
لاتطلب الحسن وأعلم أن آفته = ان لاتزال يطول الدهر مطلوباً
ولن تصادف يوماً لؤلؤاً حسناً = من اللآلىء إلا كان مثقوبـــــــا
وقيل لحكيم وقد تزوج بقبيحة تزوجت الحسناء قال اخترت من الشر أقله

ذكر من أخنار البكر على الثيب
قال النبى صلى الله عليه وسلم ( إنكحوا الجوارى الأبكار ) فانحن اطيب افواحاً وأتق أرحاماً . وقيل ان لم تتزوج بكر فتزوج مطلقة ولاتتزوج ميتة الزوج تقول رحم الله زوجى لقد وكلنى إلى غير كفؤ . وقال على رضى الله عنه انشدت أمرأة قولى
قالوا عشقت صغيرة فأجبتهم = خير المطى مطية لم تركب
كم حبة من لؤلؤ مثقولــــة = نظمت وهبة لؤلؤ لم تثقب
فاجابتنى :
إن المطايا لايلذ ركوبها = حتى تذيل بالزمام لتركب
والدر ليس بنافع أصحابه = حتى تجمع فى النظام ويثقب
ذكر أختيار الفجائر ومدحهن
قال رجل لرجل وقد تزوج غجوزاً ان اختارك العجوز يدل على عمى القلب وعدم اللب واسترخاء الزب وإلتماس سهولة العلاج عن الإيلاج . فقال إن العجوز أقنع باليسير وأصبر على تقلب الرحم العسير واكثر مساعدة وأحسن مراقدة وتؤثر التذليل وتجتنب التعلل ويكفيها الأقل وتقنع باليسير الشنمجل . يؤمن من ولا تحب الزيادة فى العيال والنفقة على ذلك وإسراف المال . إن يتسع رزق بعلها صانت ماله وان ضاق سترت حاله . نعم قعدة الأمور وطية ذى الأمر اللعثور . لا تسبق إليها الظنون وإلى التثبت معها القرواز ألوف غير عزوف ولا عيوف . فقال له الآخر : لقد حسنت القبائح وزينت المفاضح .

ذكر من كره العجائز وعابهن
قال رجل لرجل : ماتزوجت قال نصفا . قال شر النصفين فى يدك . قال الشاعر :
لاتنكحن عجوزاً ان اتيت بها = ولو حبوك على تزويجها ذهباً
وقيل مجامعة العجوز يخاف منها التلف وموت الفجاءة وقال حكيم خير نصف الرجل آخره يذهب جهله وتأتى حكمته ويجتمع رأيه .
وشر نصف المرأة آخره يسوء خلقها ويحد لسانها ويعقم فرجهـــــــا
وقال أعرابى يهجو أمرأة :
عحوز تربى ان تكون فتية وقد سالت العينان واحد ودب الظهر
تدس على العطار سلعة اهلها وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر

ذكر من كره الزواج البتة
سئل حكيم عن التزويج فقال وزن مهر ودق ظهر وفيت شهر وغم دهر . وسئل آخر فقال : مكائد العزية أيسر من الإحتيال لمصلحة العيال . وقال بعض الأعراب لاتتزوج بأربع فإن كل واحدة منهن تأخذك بجماعها وأنت وجدك ولابثلاثة فإنهن كالأثافى فتصير منها كالقدر يكوينك كياً ولا بأثنين فإنهما تكونان ضرتين ولك كالجمرتين ولا بواحدة فإنك تخيض إذا ماحنت وتلد إذا ولدت فقيل له : قد نهيت عن كل ما أباحه الله تعالى فما تصنع فقال كوزان وتمرتان وعبادة الرحمن .


الباب الثالث

فيما يدل على عظيم قدر النكاح عند ذوات الأخراج
النكاح والجماع والبضاع والبغال والوطر والمياه كلها وأشباهها كنايات وحقيقة الفعل النيك وله فى قلوب النساء موقع عظيم وقدر كريم فهم وسواس صدورهن وقوام جسومهن وريحان لصدورهن وجيب فقوسهن وان الرجال يشاركونهن الشهوة ويقاسمونهن اللذة وإنما لهم القسم اليسر والسهم الحقير ومعظم الشهوة وسلطانها للنساء دون الرجال وقيل للنساء تسعة أعشار الشهوة وللرجال العشر بما يطلبونه منهن ومن عادتهن إنكار الشهوة وجحد محبة الرجال وأفضل ذلك مايروى فى بعض الأخبار ان الله تعالى لما خلق حواء لآدم عليهما السلام ألقى فيه شهوة النكاح ورأها فأعجبته فهرع إليها وهم بها فحال جبريل عليه السلام بينه وبينها فقال له لا سبيل لك إليها إلا بمهر . قال فما هو قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم وهى الباقيات الصالحات . فقالها .
فقال جبريل قد وصل مهرها . فلما غشيهما وفرغ أعجبها فقالت وماهذا فقال شيىء يسمى النيك فقالت زدنى فإنه طيب فأمر الله تعالى جبريل عليه السلام أن يضربها بسوط الحياء فضربها به فاستحيت وقال جبريل لآدام إتحبها قال نعم فقال جبريل لها اتحبينه قالت لا وكانت محبتها له تسعة أعشار محبته لها . فصار الحيار والإنكار لهن ورائه .
ويحكى عن زبيدة بنت جعفر أم الأمين ابن الرشيد لما سافرت بلاد فارس خرجت يوماً وهى سكرى فكتبت فجمت فى الديوان :
ونك من لقيت من العالمين = فإننا بالندامة فى تركه
وكانت وراءها جارية فقرأت ماكتبته فقالت : ماهذا ياسيدتى فالتفتت إليها مغضبة وقالت : أنا ما أخذت هذا إلا من أصل قوى . هذا ابونا آدم لما ناك أمنا حواء قالت له : ماهذا قال شىء يسمى النيك، فقالت له زدنى منه فإنه طيب . فإن أنكرت وقلن للرجال انتم أشد شهوة وأحرص على النكاح منا بدليل ما إليكم لنا به واكراهكم إيانا عليه قبل ليست مطالبة الرجل المرأة بالنكاح انه اشد منها شهوة له وإنما هو بمعنى الفحولية والعادة الجلدية بقوة نفس الذكر على الأنثى فى جميع الحيوان لأنها تبع له فى مراده وهو ليس تبعاً لها فى مرادها وهى واثقة منه بمطالبتها دائماً وأما إذا أيست منه وخاب رجاؤها عن حلال أو عفة أو فجور ولم تستطيع الإستدراك به لرغبة أو رهبة أظهرت حينئذ ماكانت تستره وأقرت بما كانت تنكره كأمرأة العزيز مع سيدنا نبى الله يوسف صلى الله عليه وسلم لما قالت : الآن حصحص الحق . وتهتك المرأة عند إمتناع الرجل عنها أعظم من تهتكه عند امتناعها عليه .
ويحكى عن بعضهم أنه كان يقرأ فى المصحف فلما بلغ إلى قوله تعالى فى قصة يوسف وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى . طبق بعض المصحف على بعض والتفت وهو مغضب وقال والله لو أنها بى تحككت ولى تعرضت لأديتها من أصناف النيك اللذيذ وأنواعه مالم تره ولا سمعت به. ولكنها تعرضت لنبى معصوم .
ويحكى عن بعضهم أنه سمع قارئاً يقرأ فى المصحف قال إرجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتى قطعن ايدهن . فقال لو كنت أنا المسؤول لقلت من شهوة النيك .
وكانت سجاح قد إدعت النبوة فى قومها فى أيام مسيلمة الكذاب وفى بيت المندر بن تميم وكانت قد إستمالت خلقاً من الناس وآمنوا بها ومسيلمة أيضاً إدعى النبوة فبلغه عنها ما إدعت به فأرسل إليها فرحلت إليه من أرضها اليمامة فى جماعة ممن آمن بها من قومها لمناظرته فلما لقيته قالت له ماأتاك قال أننى مانكت أمرأة إلا أحبتى وآمنت بى قالت أسمعنى أقرب شىء أنزل عليك فقال :
ألا قومى إلى المخدع = فقد هيىء لك المضجع
فإن شئت فرشناك = وإن شئت على أربع
وإن شئت شلشيه = وإن شئت به أجمع
فقالت له بل به أجمع يانبى الله ثم دخلت معه . فلما إشتد عليها العمل ضرطت فقال مهذا قالت ثقل على الوحى الذى أنزل عليك ثم آمنت به ورضيت بقوله فقال قبيح منا ان نأخذ كريمة بغير مهر وقال لقومها أى الصلاة أثل عليكم قالوا صلاة العشاء وصلاة الفجر فقال قد حططناهما عنكم وجعلتهما مهراً لكريمتكم .
ويروى أن عمر بن الخطاب خرج ليلة يطوف فى المدينة فسمع أمرأة تنشد شعراً تقول فيه :
تطاول هذا الليل وأسود جانبه = وأرقنى أن لاخليل ألاعبه
فوالله لارب غيره لزعزع = من هذا السرير جوانبه
فسأل عنها عمر فأخبر ان زوجها بعث فى الغزاة فسأل بعض النساء كم تصبر المرأة فقالت ستة أشهر ثم أقبل زوجها بعد ذلك . وقال رجل لأمرأة هل لك فيمن هو قال من الحسب عار من النسب غير انه يصلصل معك فى الدار ويقلبك يميناً وشمالاً يوصل ثلاثاً فى واحد يدخل الحمام طرفى النهار وثلثاً من الليل قالت له ياهذا أفترانى لا اسمع منك بعد هذا زتزوجت به .
وخطب رجل أمرأة فزادت عليه الشروط وأعنتت فقال لها إن فى عيوباً إن رضيت بها أحكمت شروطك فقالت له ماهى فقال إنى شره فى النكاح بطىء الفراغ سريع الألفاظ . فقالت ياجارية أحضرى أهل المحلة يشهدوا أنى تزوجت به على بركة الله فهذا الرجل لايعرف الخير من الشر وحكى ان همام بن مرة كان له ثلاث بنات فكبرنا وإمتنع ان يزوجهن فضعفى من ذلك فدخل عليهم يوماً فقالت إحداعن:
أهمام بن مرة حن قلبى = إلى صلح شرفه العوالى
وقالت الثانية :
أهمام بن مرة حن قلبى = إلى مابين إتخاذ الرجال
وقالت الثالثة :
أهمام بم مرة حن قلبى = إلى ايد أشد به مبالى
فقال لهن خزاكن الله وزوجهن .
وحكى أن المأمون كان عنده مائتا جارية لفراشه وبنما هو ذات يوم فى مجلسه إذ سمع فى ناحية من الدار غناءاَ ورقصاً فقال للخادم . أنظر ماهذا فدخل ثم خرج فقال تلك ماجن تغنى ولؤلؤ ترقص وكانتا ماجنتين فأمر الحاضرين بالإنصراف ودخل من حجرة ماجن فرآها من حيث لاتراه وهى تغنى .
ألا يادار كم تحوين = من كس ومن علمة
أأيه واحد يكفى =ويأتى مائتى عرسة
متى يرقع طيــان = شقيت مائتى ثلمة
فقال المأمون ماتقولين ويك فقالت لاشىء يأمير المؤمنين بل كنت على خلوة وماطننت أن أمير المؤمنين يسمع فقال لسنا نقعد عن زيارتك فقالت مارانى إلا كما قال القائل :
أتت بجرابها تملأه براً = فعادت وهى فارغة الجراب
فضحك منها ودخل الحجرة وقضى حاجتها فلما فرغ قال لها ويلك أما كفاك أن جعلتنى طياناً حتى صيرتنى ضعيفاً فقالت أولا ذلك ما أكلت على هذا الجوع هذا الرغيف الواحد فقال لها أخزاك الله ما أسرع جوابك ثم دخل بها فيادها ثانية فقالت الأخرى إذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فأرزقوهم منه . فضحك ودخل بها وقضى حاجتها وقرب وقت زيارتها .
وكان بعضهم إذا غضب عليه زوجته دخل إليها وبادر إلى رفع رجلها وإستعمال نكاحها فقالت له يوماً وقد فرغ منها :
قاتلك الله كلما اشتد غضبى عليك جئتنى بشفيع لا أقدر على رده .
وبهذه القصة تعرف نكتة قول القائل :
ليس الشفيع الذى يألأتيك مؤتزراً مثل الشفيع الذى يأتيك عريانا


الباب الرابع

فيما تحب النساء من الرجال ومايكرهن منهم
فمهن مجبولات على حيب الأير الكبير فإن أنكرن ذلك فإنما هو حياء على ماتقدم ذكره .
ومن الدليل الواضح على ذلك ما روته عائشة رضى الله عنها ان رفاعة القرطبى طلق أمرأته وثبت طلاقها فتزوجها عبد الرحمن بن الزبير فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله إنى كنت عند دفاعة فظلمنى وثبت طلاقى فتزوجنى عبد الرحمن بن الزبير وأنه يارسول الله مامعه إلا مثل الهدية فتبسم رسول الله وقال لعلك تريدين أن ترجعى إلى رفاعة . حتى تذوقى عسيلته ويذوق عسيلتك . وخطب رجل من العرب غنزل بيت منهم ودخل المضيافة فرأى فيه أمرأة فى نهاية الحسن والجمال ورأى رجلاً قبيح الوجه يدخل ويخرج وبأمر وينهى فقال الضيف للمرأة ماهذا الرحل منك فقالت زوجى فما ينوالك عنه فقال لقد رحمت حمالك من قبحه فقالت والله لو ابتدلك بما يساقبلنى به لعظم فى صدرك وحسن فى عينك فخرج ذاهلاً .
وخطب مسلم أمرأة وكان قبيح الوجه فاعرفت عنه فقال ، والله لأملأن بيتك خيراً وفرجك دبراً فتزوجت به فلم تره كما قال فقالت شعراً :
قد رأيناك فما اعجبتنا = وأخبرناك فلم ترض الخير
وأجمعوا ان امبر الأمور أثنان عشر اصبعا وأوسطها تسع أصابع وأصغرها ست أصابع وقالوا إن زاد عن ذلك أو نقص فهو من باب الندرة . ومنهن الماجنات وهى التى إذا جامعها الرجل وله أير صغير ولم يشف غلتها عطت او سعات فيخرج عند ذلك ايره من فرجها فتضحك عليه وتخمله . وفماتحبه المرأة ايضاً إبطاء إنزال الرجل مالم يمعن ويجاوز الحد لتتمكن من شهوتها وتستخرج خبايا لذتها وأما إذا تجاوز الإبطاء غايته وخرج عن حده حصل الضجر ووقت الكراهة وعادت الحسنات سيئات لاسيما إذا كانت المرأة سريعة الإنزال . وبما تحبه المرأة أيضاً الضم عند الجماع لاسيما عند الإنزال منها أو منه وجذبها إليه بشعرها دون إيلام وأحسن الضم أن يضجع الرجل على يسار والمرأة على يمينها ثم يدخل يده اليسار من تحت كتفها ويدها اليمنى من تحت رقبته ممدودة وان شاء يوسدها شنية ثم يجعل يده اليمنى من تحت عضدها أو على خاصرتها ويدها اليسار من فوق عضده أو على رقبته ثم يلقى يده اليسار على ظهرها ويكون أكثر ضمها إليه بهذا . هذا إذا كانت المرأة رقيقة وقد يمكن ضمها بالعضدين إذا كانت صغيرة أو مفرطة العقد وإن كانت سمينة وضخمة أسال يساره إلى رقبتها وكتفه بالقرب من شعرها من خلفها وقبض عليها بعض القبض وكان أكثر ضمه باليد اليمنى ويجتهد أن يكون فمه وفمها متقابلين على إستواء فإنه إذا ارتفع فم أحدهما عن الآخر إحتاج المرتفع إلى أن يميل رقبته إلى خلفه فيؤلمه ذلك . ومما تكرهه المرأة أيضاً سرعة الإنزال من الرجل قبل إنزالها وخاصة إذا إستحكمت شهوتها وقرب إنزالها وفترت أعضاؤها فإن ذلك يترك نار غلتها مشتعلة ويحذر باطن فرجها حتى تحبس شهوتها للإنزال فإن إنقطعت عنها حركة الإير فى ذلك الوقت تحيرت شهوتها بالإنزال وخمدت أعضاؤها وبقى التحذير فى باطن فرجها هلى حاله فيأخذها مثل السبات إلى أن ينحل وربما أسبقها ذلك إذا أدمن عليها وأورثها زمانه ومنهن من يختلج باطن فرجها عند الإنزال فيها فينخلج معه جميع أعضائها ولاتكاد تستقر فإن إنقطعت عنها حركة الأير لم تزل تتبع الرجل وتضمه إليها وتفحش بفرجها على ألأير لتنزل شهوتها وتنبث لذتها . ومن أشد المروه عندهن . العزل عنهن ونزع الأير من المرأة فى ذلك الحال كنزع فؤادها لأنه إنما يقوى اير الرجل ويشتد إنتشاره وصلابته عند إنزاله فتهيج عند ذلك شهوتها وتذهب لذتها . ثم أن حرارة ماء الرجل فى لهوات فرجها بمنزلة الماء البارد فى لهوات الظمآن فيكون حالهما عند فقد الماءين سواء .
ويحكى أن بعض القضاة كانت له جارية وكان يعزل عنها فدخل عليها يوماً كئيباً محزوناً فسألته عن أمره فقال عن القضاء فضحكت ثم قالت ياسيدى ذق مرارة العزل فقد طال ماذوقتنيه مراراً . ومما تكرهه المرأة ايضاً نظر الرجل إلى وجهها عند إستحكام شهوتها لأن أعضاءها كلها تنحل ولايبقى على حالها ولو حرصت . فتتمنى من يعلو نفسها ومنهن من تشخص عيناها ومنهن من يغشى عليها وهى التى تسمى الرموخ وهو من الصفات المستحسنة ومنهن المتثبتة وهى التى تغطى وجهها أو تميل به عن وجه الرجل ومااستطاعت ولذلك تحب المرأة نيك السكران لإشتغاله عن تميز حالها ولأن جماع السكران اقوى من جماع الصاحى من حيث إنقياد عقله للسكر واسلام نفسه لسلطان الشهوة . والنكاح سكران أضر شىء على الرجل ومنهن من يقلب عليها الحياد فلا تكاد تطاوع الرجل على نيكها فى النهار ، ومما يكرهه الشيب فإن كان الشيخ شيخ الشعر شاب الأير اغتفر له ذلك وإحتملته بعد التجربة له والأختيار وقال بعضهم .
فزعت لشيب راعها فى عارضى = ولاتشيب يفرع عبرة من غيرى
ماراعها من ذاك إلا أنها = تخشى إنتقاص ضريبة أيرى
والشيب مع الألفاظ أحب إليهن من السواد مع الفتور ومن الناس من يكلف نفسه صياغة الشيب مع فتور أيره وضعف آلته انين وتقرباً إلى قلوبهن ومما يحكى عن بعض المزورين بالخضاب أنه إشترى جارية بارعة فى الجمال والأدب فلما جامعها وجدت فتوراً وضعفاً فى إلياه فقاطعته فلم تشك فى شبابه لسواد شعرها فتركته حتى نام وأخذت ليمونة فعصرتها على لحيته ففسخ الشيب وذهب الخضاب فقالت من باب التزوير أتيت فلما انتبه ورأى مافعلت قال لها ماهذا قالت طلع نور اليقين =وذهبت ظلمة الشك فأعجلته .
ومما قلته فى المعنى :
غير لون الشعر من ذقته = يبقى به وصل مروان لونا
وأيره منكمش كا والله مايحزنك ألا أنا
ومنه أيضاً فى المعنى :
قالت له لما اتى غاضباً = مالك لم غيرت من شيبك
حبك عن الاعبين غطية أما دليل الشيب فى إيرك
ولا بأس أن يخضب شيبه مع وجود المياه والقوة على النكات وشيب الأير عندهن أشد كراهة من سائر الجسد .
ومنهن من تكره الشيب ولاكتفت إلى مابعده من منفعتها . وأكثر مايكون هذا فيمن يغلب عليها حداثة السن .
ومنهن من تكره اللحية المنبتة ولاتريد إلا الإمرة وهو مايعير به بعضهن بعضاً . وأكثر مايكون هذا فيمن ترمق إلى سحاق .
وقالت أمرأة تعير أخرى من سحاق كان بينهما وإنقطع بعشق صبى أمرد من سحاقه عقلك إنك التحقت بغلام يقر لغيرك كما تقرين له فقالت لها : يارقيعة بذلك الغلام كبزار وكثرة خير ولكن من شولتك انك عشقت من يطعنك لمحبته ويغرزك بشعره .
وكلهن يكرهن الأترب الكثير الشعر فإن كان مع ذلك شائباً كان أشد كراهة وأشنع منظراً . وجميع الأزب زب وبماقلته فى ذلك :
تعشق الزب إذا لك لها = وتهاب الزب يعلوه الشعر
كالذى هم ليجنى ثمرا = فحماه الشوك عن جنى الثمر

ومن المروه عندهن الذى لاصبر لهن عليه نتن الرائحة كالعينان والزفر والبخر فإن ذلك ينفر الشهوة ويطرد اللذة ويقبض المحبوب ويذهب فى المطلوب ولاينبغى للرجل أن يغفل عن تماجد نفسه وتفقد أحواله بإزالة مايقدر عليه وليعلم أنما تريد منه مثل مايريد منها وتكره منه مثل مايكره منها ولايفتر بما تظهر له من التجمل والأعظام والأعضاء عن المكروه فلابد من أن تفضحه إذا حصحص الحق فإن لهن عند الغضب تنكراً ومحنة بالشرور وإظهاراً لما يمكنه عند الرضا ولو قدم العهد . وحكى أن فاتك الأسدى كان شيخاً كبيراً أبرص أعور وكانت له إمرأة ذات حسن ودين فينما هو نائم معها فى يوم شديد الحر استيقظ والعرق يجرى بينهما فقال فى نفسه مافى الأرض أمرأة أشد حباً لزوجها من هذه فقال لها أتحبيننى قالت هل تنكر شيئاً . من هذا قال لا ولكن أحببت أن أكون على يقين قالت نعم أنى لأحبك . قال والله العظيم فقالت منالتنىبعظيم وأكره أن اصدق فتغضب فقال أنى لا أغضب إن صدقتنى فقالت لو كنت عجوزاً شمكاء برضاء عوراء هل كنت تحبنى فقال لها الحقى بأهلك ، فقالت جنيت على نفسك وفارقته / وحكى أن عبد الملك أبن مروان كان فيه بخر شديد وكان يكنى أبا الذبان . تساقط الذباب عليه وعلى فمه فعض تفاحة يوماً ورمى بها إلى إحدى نسائه فأخذتها ودعت بسكين فقال ماصنعين بها قالت أميتها عنها الأذى فغضب عليها وطلقها .
ومما يكرهن نفس الشيخ الهرم والماجنات منهن يزعمن أنهن يعرفن رائحة من خلف الدار من حيث الأيرونة وكذلك المثيب رائحته غير رائحة الشعر الأسود ولايخفى على النساء ولا على الرجال تظهر مع العرق فى الثياب وإذا بل الشيب بالماء ظهرت منه كرائحة الصوف وتذهب إذا خضب وبما تكرهه المرأة أيضاً إنبطاح الرجل على صدرها عند الجماع وإرتفاع عجزه وذلك عندهن من إنعكاس الحال ومجانية الغرض لأن الرجل إذا وضع صدره بكليته على صدرها ثقل عليها وضعف رهزه ثم ينعكس الأير عن الحر إلى اسفله وهذا نيك الأحداث الذين لم يتعودوا عليه . ولا لذة للمرأة فيه لأنه إنما تتفجر ينابيع شهوتها وتنحدر مياه لذتها من لهوات الجزء وذلك أشد المكروه . ومن المكروه عندهن رخاوة الأير ويكرهن ايضاً الشبث الفتلم الذى لايفتر عن النكاح ولايشبع منه وهذا يسمى الإنتصاب وصاحبه ينكح نكاحاً ضرورياً لا لذة فيه للمرأة بل ربما الجأها إلى أحد الكراخة وقد ذكرت مايمكن التحرز منه بالعلاج بالأدوية وأما مالاسبيل ‘لى إزالته كالخلق والعاهات ، فنسأل الله تعالى العافية منها والله المسؤول ، أحسن عافية الأمور بمنه وطوله وقوته . وحوله وحسبنا الله ونعم الوكيل .


الباب الخامس

فيما يحب الرجال من النساء ومايكرهونه منهم

كل ماتكرهه النساء من الرجال يكرهه الرجال من النساء ويكرهونه منهن ايضاً نتن الفرج ورطوبته وخشونة مدخله ووسع مسلكه وصغر حجمه واندهاش÷ إلى داخل الفخذين . واستحب خلاف ذلك ويكره (الرجال ) المستغلمة التى لاتشبع من النكاح ولاتنظر وقته فأحسن أحوالها أن تصادف من به داء الإنتصاب فلايفرق بينهما إلا الموت كالذى يقول :
رأيتنى على ضدرها ناحلاً = وجلدى كما ينسج العنكبوت
فقالت أتموت إلى أن تنيك = فقلت أنيك إلى أن أموت
وقال أمير المؤمنين على بن أبى طالب كرم الله وجهه : خير النساء العفيفة فى فرجها المغتلمة لبعلها . وتكره البليدة الثقيلة الأعضاء على ناحها كلما وضع عضواً منها تركته مكانه حتى ينقله هو بحيث أنه لو وضع بساقها على كتفيه هدتهما وعجزته عن الرهز وصار كأنه بين سارتين . وإنما خفه أعضاء المرأة عند الجماع ورشاقة حركتها بأدنى إشارة من الرجل حتى لايكون عليه مؤنة فى تقبيلها كيف يشاء على مايحب عند الجماع مالم تكن بلادتها طبعاً . والنساء والرجال كالخيل والفرسان فمنهن الفارهة تحت الفارس الجيد قد إنطبعا على حركة واحدة بغير مشقة على أحدهما جتى أن الرجل إذا جامع المرأة على جنبها وأراد أن ينقلب على الآخر أمكنهما الأنقلاب عليه وهما على حالهما من غير أن يخرج ايره ولايزول صدره عن صدرها زلاضمه عن ضمها ومنهن البليدة تحت الفارس الجيد فقد يرجى لها الفروهية بكثرة معرفته وحسن سياسته ومنهن الفارهة تحت الفارس الرومى ، فهو كالثور فوق البقرة ومنهن المستبهمة وهى التى لاتحسن الفتح ولا التكسر فهى تنظر فى وجه نايكها كأنها تتعجب من حركاته وتعد عليه وهزاته وهذا خاص فى نساء بلاد الشرق والعجم . والفتج هو الترقق والتذليل والذبول وتفتير العيون وتمريض الجفون وإرخاء المفاصل من غير جمود حركة والتملبل من غير إنزعاج والتوجع من غير ألم وترخيم الكلام عند مخاطبة الرجل بما يحب ، تارة تتألم وتارة تستزيد برفيع صوتها وترقق نغمتها . قال الشاعر :
ويعجبنى منك عند النكاح = حياة الكلام وصوت النظر
وذلك كله مما يقوى شهوة الجماع ويحث الرجل على المعاودة لاسيماان طرحت الحياء واستعملت الخلاعة وذلك محدود من صفاتهن المستحسنة ولذلك قال بعض الأطباء فى الفنج أن يأخذ السمع حظه من الجماع فيسهل خروج الماء من جارحة السمع فإن الماء يخرج من تحت كل جزء من البدن ولهذا قيل إن تحت كل شعرة جناية ولك جزء نصيب من اللذة فنصيب العينين النظر ونصيب التخزين ثم الطيب ولهذا شرع الطيب للجماع ونصيب الشفتين التقبيل ونصيب اللسان الرشف والمص ونصيب السن العض ولهذا ورد فى الحديث : أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك " . ونصيب الذكر الإيلاج ونصيب اليدين اللمس ونصيب الفخذين وبقية أسافل البد المماسة ونصيب سائر أعلى البدن الضم والمعانقة ولم يبق إلا حاسة السمع . وحكى عن بعض القضاة المتفقهين أن تزوج أمرأة كانت مطبوعة على الخلاعة عند الجماع فلما خلا بها وجامعها سمع منها مالم يسمعه من قبل فنهاها عنه فلما عادوها المرة الثانية لم يسمع منها شيئاً من ذلك فلم يجد من نفسه نشاطاً كالمرة الأولى ولا أنبعث له تلك اللذة فقال ارجعى إلى ماكنت عليه واجتنبى الحياء ما أستطعت . ومن دقيق تلك الصنعة ان يكون غنج المرأة ورحز الرجل متطابقين كالإيقاع وأن لايخرج أحدهما عن الآخر وتكره الشهاقة وهى التى يعلو صوتها فى الفنج والنخر والشهيق تطبعاً من غير طبع وتصنعاً من غير صنع وتكلفاً من غير احسان فهى تقلب القلب وتنفر الشهوة فهم ناكها المفارقة لها والخلاص منها وقد قلت فى ذلك.
تنهق مثل العير فى غنمها = فما من الترك لها يد
ففنجها حد على نايكها = فما على الزانى بها حد
وإذا كانت يليدة طبعاً وكلفت التعليم جاءت بكل أمر منكر شنيع وقد تعود المرأة عن نزول شهوتها أحوالاً مكروهة لاتقدر على تركها وتعسر عليها إزالتها وتصير فيها طبعاً . فمنهن من تعض الرجل ولاتستلذ بغيره.

حكى المؤلف قال دخلت المسجد لصلاة الجمعة فجلس إلى جانبى شيخ كبير السن تظهر عليه آثار التعالى فسمعته يقول اللهم أنى أتوب إليك من النكات فقلت له ولاتبت من سنة الأنبياء قال إنى تزوجت أمس طيبة فلما أردت أن أنيكها ناكتنى . فقلت له كيف تنيكك أمرأة قال ألقتنى على قفاى وغلتنى فطلقتها من وقتها . وقد يتعود الرجل عند إنزاله عادة لايستطيع تركها ولاتتم له لذة إلا بها حكى أن رجلاً من أهل زماننا من الفقهاء كان إذا جامع وأنزل صرخ عند إنزاله صرخة يسمعها أبعد جيرانه وكان وقت جماعه لايخفى على أحد منهم . وتكره الباغية للرجل عند مطالبته إياها بالنكاح وكثراً منهن من تفعل ذلك تطهراً أو توهماً بأنه يزيدها خطوة عند الرجل ويقوى شهوته لها وذلك من فساد عقلها لأن المرأة متى فعلت ذلك مع الرجل نفرت شهوته منها وإنقلب قلبه عنها . ومتى هم بنكاحها وذكرت مايعاتبه لم تنشط نفسه إليها وربما أورث ذلك التهاجر والبغضاء بينهما لاسيما إن كان ذلك دائماً منها ومارأيت ذلك إلا من طبع الحمار كلما منعته الأتان اشتدت غلمته... والله أعلم.

ذكر مايكره من خلق النساء مجملاً ومفضلاً
يكره منهن الطويلة المفرطة الطول التى إذا جامعها الرجال القصير وأراد تقبيلها سبح على صدرها مسافة لعيدة فإذا أراد نيكها بعد التقبيل قال لها : كان الله معك . فهم معها بين وداع وإقبال .
وتهره القصيرة المفرطة فى القصر واما إذا كان قصرها معتدلاً فإن أكثر الناس لايكرهونه ويريدون ان نكاح القصيرة ألذ وقيل من أراد لذة النكاح فعلية بالقصار ومن أراد نجابة الولد فعليه بالطوال وقال الحجاج من تزوج قصيرة ولم يجد لها لذة فإن علىّ ضمان مهرها .
وتكره المرأة العارية الجسم من اللحم البارزة العظام .
وتكره العفضاج وهى المفرطة الجسم مع رخاوة البطن .
وتكره الضهياء وهى التى ليس لها ثديان وقيل هى التى لاتحيض .
ويكره فيهن الزعر وهو قلة الشعر فى جانب الجبهة .
ويكره الفخم وهو إستيلاء الشعر على أكثر الجبهة والمكلف والنمش فى الوجه ونتور الجبهة وضيقها.
والزيب وهو كثرة الشعر فى الحاجبين والمعط وهو تساقط الشعر منهما والمرط .
والفقم وهو إعوجاج الأنف والفطس وهو أنبطاحه .
والحوص وهو عور العينين ، والخوص وهو ضيق مؤهرتها . وقيل هو ضيق أحدهما والشتر وهو إنقلاب الجفن .
والقبل وهو ان تكون كأنها تنظر إلى طرف أنفها . والحول والخفش وهو صغر العينين وضعف البصر من أصل الخلقة .
والجهر وهو الذى لاينظر صاحبه إلا من قرب .
والعشاء وهو الذى لاينظر بالليل والعمش وهو مكروه . ويكره الروق وهو طول الأسنان والشفا وهو اختلاف مناتها وخروج الأسنان عن الفم والقلح وهو صفرتها والطرامة وهو خضرتها . ويستحب الزجج وهو دقة الحاجبين وطولهما وحسن خطهما والبلج وهو ان تكون بينهما يلجة لاشعر فيها والعرب يحبونه ولايمدحون الفرق ويستحب الدعج فى العينين وهو شدة سوادهما مع إتساعهما وأن يكون بياضهما محيطاً بسوادهما بحيث لايغيب شىء من السواد تحت الجفن ويستحب ضد مايكره فيهن وأيضاً حسن النغمة ورخامة الصوت فإن حسن الكلام وعذوبته من أقوى دواعى العشق وأسلب لعقل المستمع ورب قبحته عشقت لحسن كلامها ومليحة تركت لقبح كلامها وربما سبق حسن النغم إلى سمع الرجل فيعشق قبل الرؤية ويستحب التلع فى العنق وهو طوله والجيد وهو إمتداده وحسن سبكه ويستحب إتساع الظهر وليته وإختراق مابين الكعبين .

قالوا ويستحب أن يكون فى المرأة سواد أربع وبياض أربع وحمرة أربع وطول أربع وقصر أربع ووسع أربع وضيق أربع وصفر أربع وطيب أربع فأما السواد فسواد شعرها وعينها وحاجبيها وناظريها وأما البياض فبياض لونها وعيشها وفرقها وأسنانها وأما الحمرة فحمرة لحم أسنانها وشفتيها ووجهها وإليتها وأما التدوير فتدوير الوجه والعينين والعتبين والكعبين وإنما الطول فطول العنق والشعر والحاجبين والأصابع وأما القصر فقصر يديها ورجليها ولسانها ونظرها وقصر الليان معنوى وأما الوسع فوسع الجبهة والعينين والصدر والوركين وأما الضيق فضيق المنخرين والأذنين والفم والفرج وأما الصفر فصفر الفم والأنف والثديين والكعبين والقدمين وأما الطيب فطيب الأنف والفم والأبك والفرج . والله أعلم .


الباب السادس

فى إختلاف الرجال والنساء فى الشهوات والنكال

فتان لو أنك عرفت قصتى لعذرت فقلت وماقتك قال انى كنت رجلا سويا مؤثرا فمرت بى أمرأة يوما من الأيام لم ترعينى احسن منها فلما رأيتها اخذت بقلبى وشغلنى حبها عن الأكل والشرب فمازلت ابذل مالى على الإتصال بها بكل مااقدر عليه حتى اشرفت على الهلاك وهان على جميع ما أملك ابقاء لنفسى وخوفاً من الهلاك فزدت فى اتلاف مالى وخمتها حتى اجابت ووعدتنى ليوم طال فيه قيالى وقصر منامى فلما كان ذلك اليوم انفقت جملة دراهم فى الطعام والشراب والنقل والمشموم وجعلت انتظرها الى الليل فإذا بخادم لها قد جاءنى وقال تقول لك سيدتى انه عرض لها مانع من الوصول اليك وهى عندك الليلة الفلانية فلما كانت الليلة الفلانية شرعت فى تبديل مافسد مما كنت قد هيأته ثم جلست انتظر الخادم فأقبل وقال خلت بشارتى هذه سيدى قد جاءت فنظرت فى بيتى فلم يكن قد بقى فيه شىء غير منديل كنت ادخرته للأعياد والجمعة فدفعته له ثم دخلت على فنظرت فى وجهها فهون على كل شىء بذلته ورايت كافى ملكت الدنيا بحذافيرها فاكلنا وشربنا ثم مددت يدى اليها فامكنتنى من نفسها فازداد سرورى بها فلما هممت بجماعها انكمش ايرى وتقلص فلما لمسته وغمرته بيدى لم يزد الا رخاوة وانكماشاً فأقبلت كأنها غصن البان ثم عانقتنى وقبلتنى واخذته بيدها وغمرته فكان اكثر انكماشاً فمازال كذلك حتى انقضى الليل واقبل النهار فقالت لى قد قضيت واجب حتك ولم يبق للموقوف معنى ثم نهضت لبست ثوبها وودعنتنى وانصرفت . فلما خرجت من باب الدار قام كأنه وتد فأخذنى من الغيظ مالامزيد عليه ولا اقدر على وصفه فنظرت يمينا وشمالاً فإذا بوتد بالدار مربوط به حبل من قنب فحملته واخذت الحبل واودعته بايرى وشددت ما أقدر عليه وجعلت اتمطى اريد قطع الحبل فانتزع الوتد من شدة التمطى فأصابنى فى عينى فقلعها فياسيدى االام على دعاى عليه بعد ان ذهب مالى وفضح حالى وقلع عينى ثم ربح الى دعائه فتعجبت منه وفارقته على حاله وحال بعضهم :
لى اير لابارك الله فيه يقطع الليل والنهار قياماً
فإذا مالحبيب نام يجينى توسداير خصيتيه وناما
ومنهم العنين : وهو ضربان بأن احدهما من لا حركة لإيره ولاشحوة له إلى اتيان النساء ولايفيد فيه العلاج بالأدوية وهو الحصور والضرب الثانى من لايقوم ايره وشهوته موجودة يتضرم نارها فى قلبه فلايزال يلهج بحب النساء واتباعهن . ويكون اشد حرصاً على النساء ومحبة من غيره وإذا ضاج المرأة الهب شهوة المرأة وعذب مهجتها بشدة الضم والتقبيل وصك الركب بالركب وان تحرك ايره فى تلك الحال كانت حركة لينة لانفع له بها والمرأة تكره هذا أكثر مما تكره العنين الذى لاشهوة له . ذلك لايدرشهوتا بالمعالجة مثل هذا فهذا لايزال يشمل الأدوية والعلاج ولايفتر عنها . ويدخل هذا فى جملة الخصيان لما فيهم من وجود الشهوة وعدم إزالة .
ومنهم من لايقوم ايره ولاتنبعث شهوته حتى يناك أو تناك المرأة عنده ويسمى الصمهن ولم اقف على حقيقة ذلك وانما تسمع الأخبار من الجوارى المتنقلات من كثرة الملاك والنساء الثاركات للأزواج ولايستبعد ان يصح ذلك لتواتر الأخبار وحكى رجل عن نفسه خلا بأمرأة وأراد جماعها فإنكمش ايره ولم يقم فمد ذلك وضمت اصبعها فى استه فقام ايره فكان خجله أكثر من الأول .

والنساء ايضاً مختلفات فى الأحوال والشهوات متباهات المراد لايكاد ينجو منهن ولامن خذلانهن من ولا يظفر الذة منهن إلا البصير بأخلاقهن الخبير بأحوالهن فمنهن الفتاة الحديثة السن التى لم تبلغ الحلم ولم تراهق وقد بلغت العشر او ناهز تجاهه تنفر عن الرجل وتهابه لأنها لاتعلم مايريده منها وليس لها شهوة تكلفها الخضوع له ولاقرار لما يريده فلا ينتفع بها الرجل مالم يحسن السياسة والرفق والرياضة والإييأس بها والصبر عليها وتأمينه مما تحاذره لتنام معه مطمئنة فإن آنست بالنوم معه والعناق له سهل اقتضاضها بغير فهر وبعد الأقتضاض لايحتاج إلى معاناتها بشىء مما كان قبله غير انها لاتحب النكاح ولاتصبر على الرهز لالنفور من النيك ولا لفجرها عن حمل الأير ولوكيز ولكنه لما تمكن فى قلبها من حماية الرجل وألم الأقتضاض فإن هو أحسن التدوير فى امرها استمتع بها وان هو طاوع شهوته وأراد اظهار حولته ونفى العجز عنه فوت على نفسه الأكثر من لذته بها وشهوته . وقد تنفر بعض الأبكار من الزوج فلا تستقر ولاتسكن حتى يغيب عن وجهها حتى انها تحلم وتراه فى منامها فتفزع وتصرخ . ومنهن البالة التى قد بلغت اربع عشرة سنة أو قاربتها واستوى خلقها ونهد ثديها وصح بماء الحياة حرها وحضرت للنيك دواعى شهوتها وضاربة به أكثر حلمها فإن ذكر الزوج استولى عليها الخجل وفاض فى وجهها ماء الحياة لمعرفتها بقدر النيك عندها وعند من يذكر الزوج لها من النساء وقد تبكى بكاء سرور يظنه الجاهل بكاء حزن من كراهة ماذكر لها وليس كذلك .

فائدة فقهية : قال ابو يوسف القاضى رحمه الله إذا بكت البكر عند استئذانها للزواج أمر من يذوق طعم ومعها فإن طعم دمع السرور حلو ودمع الحزن مالح. والمونه فى اقتضاض هذه والرياضة لها أهون لأنها قد استحكمت للنيك شهوتها وظهرت فيه رغبتها فهى لاتنفر من النيك ولاتهاب الضم والتقبيل ولاصولة النكات وقد تحب رؤية الأيسر وكثرة النظر إليه والملاحظة له إذا أمكنها ذلك غفلة من الرجل وأمنت أن لايعلم ذلك منها ولابد أن تدافع الرجل عن نفسها وتمنعه الإيهام أن لارغبة لها فيه وظهر الخوف من الألم وكثيراً ماتوصيهن العجائز عند دخول الأزواج عليهن ببعض التمتع فلايقال أنها على حاجة لذلك وان بكارت قد ذهبت واكثر ممانعتها بعض ساعة ثم ترسلها شهوتها إليه وان اراد الرفق بها والأهمال لها حتى تستهد شهوتها ينام خلفها ويضمها إلى صدره ويضع يده على بطنها فإذا شالتها أعادها فهى تركتها فإذا احست بحرارة الأير من خانها انحلت عراها واسترخت قواها . يصنع ذلك ليلة أو ليلتين فإنه يأخذها بعد ذلك كما يأخذ الثيب وهذا يستحب تضعيف الجسم والحركات او لمن فيه ألم أو جرح . ونهن الشابة التى امتلأ شيايها وكملت فجاتها وفاض عليها رؤوف الشباب واعجبت بنفسها فعنده تكون فى الخلوة كثيرة الكسل دائمة الفكر كثيرة السهد والإستغفار تصلى فى بعض الأحيان ولاتزال تتفقد جسمها إذا أخلت بنفسها وتخاف ان يذهب شبابها قبل نكاحها فهذه لامشقة على ممارستها ولاعناد على نانكها لكثرة إدمانها على ذكر النيك ومناجاة نفسها به وهى إلى العشق اقرب عما دونها وقد تتأبى على الرجل بعض التأبى فإن رأت الجد منه استسلمت إليه فيعرف الرجل فى وجهها إرادته وتتسامح فى كشف محاسنها إليه ويعجبها ان تعجبه وقد تحبل هذه ليلة زفافها وأحسن مايكون الولد ممن هذه سنها . ومنهن المتوسطة بين الشابة والنصف وحكمها حكم التى قبلها وهى قريبة منها غير انها لاتكاد توجد الا ثيباً ومنهن النصفوهى المتوسطة فى عمرها التى لم يكثر




* منقول عن:
Alef
أعلى