لقد كانت علاقة الأفراد بالسلطة سببا لنقاش طويل أفضى الى عدة نظريات لكل منها زاويتها في رفضها للقمع السلطوي. الاناركيون تطرفوا تطرفا بعيدا وهم يقصون السلطة باعتبارها شرا مطلقا ، الشيوعيون بدورهم أمنوا على سلطوية صاعدة بدلا عن سلطوية هابطة ، الليبراليون أكدوا على ضرورة تحجيم السلطة وتوسعة الحرية الفردية.
لكننا سنشهد عما قريب انقلابا كبيرا على كل تلك المحاولات الكلاسيكية لتحيلها الى أرفف المتاحف. نحن نتجه بخطى ثابتة نحو اللا مركزية Decentralization وتفتيت السلطة عبر نظريات انبثقت عن الطفرة التكنولوجية والقوانين الرياضاتية والهندسية التي تحكمها.
اللا مركزية هي فكرة تقوم بتفتيت السلطة بحيث تتوزع داخل شبكة واسعة ومعقدة من الترابطات وتعتمد على التحكم المتبادل عبر التغذية الراجعة feedback في دائرة مغلقة والتي يطلق عليها هندسيا closed loop ، هذا التوجه صار حتميا في ظل اختراعات تكنولوجية تعزز من تحقق شروط امكانية وجودها المستقبلي كفكرة الكتل المتسلسلة blockchain مثلا ، والتي ترتكز على فكرة امتلاك الجميع لنفس السلطات من خلال سلسلة من الصلاحيات التي تترابط بحيث يؤدي أي خلل في احداها الى خلل لدى جميع تلك الكتل.
هذه الفكرة الخطيرة والمجنونة جدا ؛ مجهولة المصدر ، أكد الكثير من الخبراء الروس أن مصدرها هو المخابرات الامريكية C.I.A . الروس فوجؤوا تماما بهذا الافكار الثورية التي لا تقل أهمية ومفصلية عن السرديات والنظريات الكبرى كنظريات كوبرنيكوس وجاليليه وداروين وانشتاين وبلانك...الخ. بل هي ستتفوق حتى على النظريات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كالماركسية. بل ستعد كل النظريات ما قبلها مجرد مزحة مثيرة للسخرية. وسيبدأ حساب التاريخ منها.
إن الشبكية أو اللا مركزية تبدو فكرة خيالية لمن لا يعلم أنها مطبقة حاليا في مناح مختلفة ، مع ذلك فهي حقيقية وهي أيضا ستواجه بصعاب كثيرة قبل أن تستقر في نهاية الأمر. إن الصعاب والمعوقات لا تقف عند حد التباين الايدولوجي للمجتمعات البشرية ، ولكن حتى على مستوى التميز الفردي ، كما انها ستواجه بالرافضين المحتملين لها من حراس المعبد والذين سيعتمدون على دفوع تلمس الوتر الحساس في الاجهزة العصبية للشعوب كالدفع بأن النظام الشبكي اللا مركزي سيحجم من القدرة على التطور وتقليص الفرص وسيدخلنا كمجتمعات وأفراد في عملية أداتية تحولنا جميعا الى كائنات روبوتية ، تخضع لنظام ثابت دائري system. وهذا يعني قمعا للحرية.
ستواجه فكرة تفتيت او لا مركزية السلطة بالكثير من الصعوبات ؛ لكنها ستتجاوز كل هذه الصعوبات بدون حاجة حتى للرد على المهاجمين وبدون الدفاع عن نفسها. لأنها ستصبح حاجة انسانية كالسيارة والهاتف المحمول اليوم. فلن تستطيع أي قوة التأثير على نفوذها واندياحها الطوفاني على الجميع. فلا النظاءات الطوباوية والصيحات الاخلاقية المعترضة ستستطيع وقف تدفقها الحتمي.
الشبكية أو اللا مركزية أو تفتيت السلطة ستبتلع كل السرديات الكبرى والنظريات التي تناحرت بشكل دموي عبر التاريخ. بعدها سيشهد العالم سلاما أو على الاقل هدنة قسرية دائمة يحميها الجميع حماية لمصالحهم.
لكننا سنشهد عما قريب انقلابا كبيرا على كل تلك المحاولات الكلاسيكية لتحيلها الى أرفف المتاحف. نحن نتجه بخطى ثابتة نحو اللا مركزية Decentralization وتفتيت السلطة عبر نظريات انبثقت عن الطفرة التكنولوجية والقوانين الرياضاتية والهندسية التي تحكمها.
اللا مركزية هي فكرة تقوم بتفتيت السلطة بحيث تتوزع داخل شبكة واسعة ومعقدة من الترابطات وتعتمد على التحكم المتبادل عبر التغذية الراجعة feedback في دائرة مغلقة والتي يطلق عليها هندسيا closed loop ، هذا التوجه صار حتميا في ظل اختراعات تكنولوجية تعزز من تحقق شروط امكانية وجودها المستقبلي كفكرة الكتل المتسلسلة blockchain مثلا ، والتي ترتكز على فكرة امتلاك الجميع لنفس السلطات من خلال سلسلة من الصلاحيات التي تترابط بحيث يؤدي أي خلل في احداها الى خلل لدى جميع تلك الكتل.
هذه الفكرة الخطيرة والمجنونة جدا ؛ مجهولة المصدر ، أكد الكثير من الخبراء الروس أن مصدرها هو المخابرات الامريكية C.I.A . الروس فوجؤوا تماما بهذا الافكار الثورية التي لا تقل أهمية ومفصلية عن السرديات والنظريات الكبرى كنظريات كوبرنيكوس وجاليليه وداروين وانشتاين وبلانك...الخ. بل هي ستتفوق حتى على النظريات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كالماركسية. بل ستعد كل النظريات ما قبلها مجرد مزحة مثيرة للسخرية. وسيبدأ حساب التاريخ منها.
إن الشبكية أو اللا مركزية تبدو فكرة خيالية لمن لا يعلم أنها مطبقة حاليا في مناح مختلفة ، مع ذلك فهي حقيقية وهي أيضا ستواجه بصعاب كثيرة قبل أن تستقر في نهاية الأمر. إن الصعاب والمعوقات لا تقف عند حد التباين الايدولوجي للمجتمعات البشرية ، ولكن حتى على مستوى التميز الفردي ، كما انها ستواجه بالرافضين المحتملين لها من حراس المعبد والذين سيعتمدون على دفوع تلمس الوتر الحساس في الاجهزة العصبية للشعوب كالدفع بأن النظام الشبكي اللا مركزي سيحجم من القدرة على التطور وتقليص الفرص وسيدخلنا كمجتمعات وأفراد في عملية أداتية تحولنا جميعا الى كائنات روبوتية ، تخضع لنظام ثابت دائري system. وهذا يعني قمعا للحرية.
ستواجه فكرة تفتيت او لا مركزية السلطة بالكثير من الصعوبات ؛ لكنها ستتجاوز كل هذه الصعوبات بدون حاجة حتى للرد على المهاجمين وبدون الدفاع عن نفسها. لأنها ستصبح حاجة انسانية كالسيارة والهاتف المحمول اليوم. فلن تستطيع أي قوة التأثير على نفوذها واندياحها الطوفاني على الجميع. فلا النظاءات الطوباوية والصيحات الاخلاقية المعترضة ستستطيع وقف تدفقها الحتمي.
الشبكية أو اللا مركزية أو تفتيت السلطة ستبتلع كل السرديات الكبرى والنظريات التي تناحرت بشكل دموي عبر التاريخ. بعدها سيشهد العالم سلاما أو على الاقل هدنة قسرية دائمة يحميها الجميع حماية لمصالحهم.