سأعلق على أبطال الفيديو كليب في الأغاني العربية ؛ حيث لابد ان يكون الرجل وسيما والمرأة حسناء. ذات الأمر في المسلسلات التركية. وكأن الحب مقصور على من يتمتعون بالجمال. دعنا ننتقل مثلا إلى الفيديو كليب الغربي او حتى الراي لخالد ديدي ؛ فالشاب خالد في العديد من اغانيه كان يستخدم ممثلات لا يتمتعتن بالمعايير الجمالية التي حددها لنا التلفزيون. أول اغانيه ديدي وحتى عايشة وغيرهما ، لم تكن البطلات فيها تمتلكن ذات النموذج العام. نلاحظ ان فرقة everything but the girl وهي فرقة جادة جدا لم تستخدم ذات النمط الجمالي الذي يتم تسويقه إعلاميا. مايكل جاكسون في الكثير من أغانيه أيضا ، مع ذلك فيكاد يكون هناك اتفاق عام على عدم استخدام أبطال من الوزن الثقيل ؛ فالاوزان دائما تدور بين السبعين للرجل والستين للمرأة. إذا فهناك توجه عام رافض للكتل السمينة ؛ وهذا توجه يصادر على حقوق السمان في الحب. كما أن هناك سقفا للطول لا يجوز تجاوزه وهو متر وخمسة وسبعين سنتمترا. مع ذلك فتكاد الفديو كليبات منحصرة في نمط جمالي واحد ؛ وهذا ما أعتبره ضعفا في الرسالة الفلسفية التي تعطي للعمل الفني زخما وكثافة ؛ لماذا يتم حصر فكرة الحب في هذه الزاوية شديدة الضيق؟ لماذا لا يكون الحب في حد ذاته رسالة لا تعتمد على معيار شكلي يعزز حضوره؟ هل المشاهد الذكر لن يشعر بقيمة الحب إذا كانت البطلة أقل جمالا مما هو سائد. وهل المشاهدة سينخفض هرمون الاوكسيتوسين عندها إذا كان البطل أقل وسامة من النمط المصدر للعالم. هل الحب كشعور يمكن أن ينفصل بقيمته عن الرغبة التي تطرح النظرية النفعية في أقصى صورها كحقيقة لا يمكن مواربتها ولو على استحياء.
لقد استخدمت هوليوود أيضا مقاييس جمالية بشكل هرمي هابط حيث يأتي الشقر في المرتبة الأولى. ثم البيض ، ثم اللاتينيين ، ثم الخلاسيين ثم السمر ثم السود الذين يقبعون في المؤخرة. لقد كانت هذه رسالة هوليوود لحقب طويلة كرست لمنح الشكل أيضا قيمة أكبر من حجمه ؛ ذلك فالابطال الخارقون من سوبرمان وحتى جيمس بوند ، لابد ان يتمتعوا بالوسامة اللازمة التي تكون مقنعة جدا للمشاهدين ؛ فالأجمل والأوسم والأشقر هم الأكثر ذكاء والأكثر شجاعة والأكثر استحقاقا للرومانسية المتزنة بغير افراط ولا تفريط كامل (فهذه دائما شخصية البطل). فالشخصية شديدة الرومانسية ليست مستحبة كما صدرتها لنا هوليوود ، فالبطل دائما هو المتزن عاطفيا ، والأكثر ذكاء في التعامل مع الشريك العاطفي.
هكذا يقوم الاعلام بتوجيه ذائقتنا واحساسنا الجمالي على نحو يجعلنا دائما أقل من ان نعطي انفسنا كأشخاص أقل مثالية من أبطال الافلام الاحساس الكافي بالثقة في اننا نستحق الحب. ونستحق أن نكون أذكياء. ونستحق أن نستمتع بالحياة. هذه الرؤية العنصرية سنجدها قد ترسخت داخلنا بشكل غريب ، وعلى هذا الأساس فالأقليات تعاني من سخريتنا حينما نراهم يمارسون ذلك الحق الكامل في انسانيتهم. إن العنصرية هي أن نشعر بالرغبة في الانفجار ضحكا عندما نشاهد تلك الأقليات تحاول ان تلعب دورها الطبيعي ونشعر بأنه دور لا يناسبهم أبدا.
إن كل البشرية تستحق أن تمارس انسانيتها .. وأن تجرب خوض تجاربها العاطفية الخاصة بها بكل ثقة. ف(علي كبك) وليوناردو دي كابريو يملكان ذات الحق في أن يقفزا من تايتنك ويغرقا تضحية لحبيباتهن. أليس كذلك؟
لقد استخدمت هوليوود أيضا مقاييس جمالية بشكل هرمي هابط حيث يأتي الشقر في المرتبة الأولى. ثم البيض ، ثم اللاتينيين ، ثم الخلاسيين ثم السمر ثم السود الذين يقبعون في المؤخرة. لقد كانت هذه رسالة هوليوود لحقب طويلة كرست لمنح الشكل أيضا قيمة أكبر من حجمه ؛ ذلك فالابطال الخارقون من سوبرمان وحتى جيمس بوند ، لابد ان يتمتعوا بالوسامة اللازمة التي تكون مقنعة جدا للمشاهدين ؛ فالأجمل والأوسم والأشقر هم الأكثر ذكاء والأكثر شجاعة والأكثر استحقاقا للرومانسية المتزنة بغير افراط ولا تفريط كامل (فهذه دائما شخصية البطل). فالشخصية شديدة الرومانسية ليست مستحبة كما صدرتها لنا هوليوود ، فالبطل دائما هو المتزن عاطفيا ، والأكثر ذكاء في التعامل مع الشريك العاطفي.
هكذا يقوم الاعلام بتوجيه ذائقتنا واحساسنا الجمالي على نحو يجعلنا دائما أقل من ان نعطي انفسنا كأشخاص أقل مثالية من أبطال الافلام الاحساس الكافي بالثقة في اننا نستحق الحب. ونستحق أن نكون أذكياء. ونستحق أن نستمتع بالحياة. هذه الرؤية العنصرية سنجدها قد ترسخت داخلنا بشكل غريب ، وعلى هذا الأساس فالأقليات تعاني من سخريتنا حينما نراهم يمارسون ذلك الحق الكامل في انسانيتهم. إن العنصرية هي أن نشعر بالرغبة في الانفجار ضحكا عندما نشاهد تلك الأقليات تحاول ان تلعب دورها الطبيعي ونشعر بأنه دور لا يناسبهم أبدا.
إن كل البشرية تستحق أن تمارس انسانيتها .. وأن تجرب خوض تجاربها العاطفية الخاصة بها بكل ثقة. ف(علي كبك) وليوناردو دي كابريو يملكان ذات الحق في أن يقفزا من تايتنك ويغرقا تضحية لحبيباتهن. أليس كذلك؟