جلس أمام شاشة الحاسوب .. حملق بعينيه متابعا ما تحركه ” الفأرة ” بيده .. ثم انطلق يسبح في مواقع ألف التجوال فيها .. كان أحبها إلى قلبه تلك التي تهتم بالكتابة الأدبية.
هو ” كاتب “.. لقب يحبه كثيرا .. ويحب أن يناديه الآخرون به .. خصوصا وقد عُرف بمناوشاته التي يكشر فيها عن أنيابه ومخالبه .. والويل لمن اعترض طريقه .. فلسانه الكاسح جرافة تغرف كل شيء .. وبحره لا تكدره الدلاء.
يعرفه كل أعضاء المنتديات .. فهو الكاتب النحرير الذي لا يشق له غبار.. والمتدخل في الصغيرة والكبيرة .. يخلق من الحبة قبة .. ويثير الجعجعة دون طحن .. يهمه أن يتضخم المأتم حتى ولو كان الميت فأرا..
أمسك الفأرة بيده .. واشرأب باحثا عن قضية ساخنة بين الأعضاء.. يحشر أنفه فيها ويستعرض قواميس الهجاء .. لا يبالي أن يتحول النقاش إلى سب وشتم رغم انطلاقه من أرضية أدبية.
ومع ذلك فهو ” كاتب ” ذو قلب كبير .. يحاول أن يجعله مرهفا حساسا .. لأن تلك شيمة الأدباء الكبار الصادقين .. وهو كبير وصادق .. عطوف حنون .. تفيض مشاعره أثناء معاركه التي يعتبرها أدبية .. ويجعلها نقائض ” يدافع ” فيها عن المغبونين والمظلومين .. غايته إعادة الحق إلى أصحابه .. والأمور إلى نصابها .. معتمدا لغة قاسية منزاحة .. فالانزياح مباح للأدباء .. والشطحات من شيم الكبار.
مشاهدة المرفق 7
قلبه مرهف إذن .. وتتضخم هذه الرهافة بالخصوص في المناوشات التي تنحشر فيها الكاتبات من النساء .. فهو يحب النساء الكاتبات .. ويستلذ محاورتهن .. ويغرف من حنانه فيغذق عليهن ..قلبه الكبير يتسع لهن جميعا .. وهن يعرفن ذلك عنه .. فردوده وتعقيباته عليهن تكاد تكون شعرا .. بل هي شعر يفيض عطفا وحنانا…
لكنه في هذه المرة . يركز حنانه وعطفه على واحدة دون غيرها .. تثيره بكتاباتها الأفعوانية .. فتلحس عقله ويفقد صوابه .. لذا أصبح مدمنا على ترصدها .. يتبعها في جميع المواقع .. يطل محملقا في الشاشة منتظرا إطلالتها.. ليرد عليها .. ويعانق خواطرها بخواطره .. ومشاعرها بمشاعره .. لذة متناهية يحسها .. متعة كبرى يشعر بها..
يتماهى به خياله فيراها مطلة عليه بوجهها ذي الملامح الضوئية .. ينبهر بالوجه .. تجحظ عيناه .. يبلع ريقه .. يزداد الوجه تضخما على الشاشة أمامه.. لم يعد يبصر غيره .. تبخرت كل الوجوه الأخرى .. اختفى الأعضاء .. أصبح منفردا مع صاحبة الوجه ..
ازداد الوجه ظهورا .. خرج من الشاشة في نزق .. ملأ الغرفة كلها .. غاص في الوجه .. توحد معه .. أصبحا وجها واحدا .. فجأة يحس بحركة غريبة تحدث بالوجه الملتصق به .. يتغير .. يصيبه المسخ .. تغور العينان .. يختفي الأنف .. ينكمش الفم .. يختفي الضوء .. يتضبب المكان .. ليعود الضوء تدريجيا .. يختفي الوجه .. يتحول إلى فيروس .. أرضة رقمية .. شكل غريب .. مخلوق لا شكل له .. كثلة مبهمة غريبة .. تجحظ عيناه بشكل مختلف عن السابق .. يصيبه الهلع .. يحاول أن يصيح .. تقترب منه الكثلة .. ينشف ريقه .. تفتح الكثلة ثقبا عميقا كالفم .. تبتلعه .. يصيح داخل الكثلة بصوت مختنق:
- فيروس .. أرضة .. فيروس .. أرضة .. فير…فيـ .. ففــ….
يخفت الصوت .. يختفي الكاتب !!
-----------------------------------------
أرضة : نوع من النمل الأبيض
هو ” كاتب “.. لقب يحبه كثيرا .. ويحب أن يناديه الآخرون به .. خصوصا وقد عُرف بمناوشاته التي يكشر فيها عن أنيابه ومخالبه .. والويل لمن اعترض طريقه .. فلسانه الكاسح جرافة تغرف كل شيء .. وبحره لا تكدره الدلاء.
يعرفه كل أعضاء المنتديات .. فهو الكاتب النحرير الذي لا يشق له غبار.. والمتدخل في الصغيرة والكبيرة .. يخلق من الحبة قبة .. ويثير الجعجعة دون طحن .. يهمه أن يتضخم المأتم حتى ولو كان الميت فأرا..
أمسك الفأرة بيده .. واشرأب باحثا عن قضية ساخنة بين الأعضاء.. يحشر أنفه فيها ويستعرض قواميس الهجاء .. لا يبالي أن يتحول النقاش إلى سب وشتم رغم انطلاقه من أرضية أدبية.
ومع ذلك فهو ” كاتب ” ذو قلب كبير .. يحاول أن يجعله مرهفا حساسا .. لأن تلك شيمة الأدباء الكبار الصادقين .. وهو كبير وصادق .. عطوف حنون .. تفيض مشاعره أثناء معاركه التي يعتبرها أدبية .. ويجعلها نقائض ” يدافع ” فيها عن المغبونين والمظلومين .. غايته إعادة الحق إلى أصحابه .. والأمور إلى نصابها .. معتمدا لغة قاسية منزاحة .. فالانزياح مباح للأدباء .. والشطحات من شيم الكبار.
مشاهدة المرفق 7
قلبه مرهف إذن .. وتتضخم هذه الرهافة بالخصوص في المناوشات التي تنحشر فيها الكاتبات من النساء .. فهو يحب النساء الكاتبات .. ويستلذ محاورتهن .. ويغرف من حنانه فيغذق عليهن ..قلبه الكبير يتسع لهن جميعا .. وهن يعرفن ذلك عنه .. فردوده وتعقيباته عليهن تكاد تكون شعرا .. بل هي شعر يفيض عطفا وحنانا…
لكنه في هذه المرة . يركز حنانه وعطفه على واحدة دون غيرها .. تثيره بكتاباتها الأفعوانية .. فتلحس عقله ويفقد صوابه .. لذا أصبح مدمنا على ترصدها .. يتبعها في جميع المواقع .. يطل محملقا في الشاشة منتظرا إطلالتها.. ليرد عليها .. ويعانق خواطرها بخواطره .. ومشاعرها بمشاعره .. لذة متناهية يحسها .. متعة كبرى يشعر بها..
يتماهى به خياله فيراها مطلة عليه بوجهها ذي الملامح الضوئية .. ينبهر بالوجه .. تجحظ عيناه .. يبلع ريقه .. يزداد الوجه تضخما على الشاشة أمامه.. لم يعد يبصر غيره .. تبخرت كل الوجوه الأخرى .. اختفى الأعضاء .. أصبح منفردا مع صاحبة الوجه ..
ازداد الوجه ظهورا .. خرج من الشاشة في نزق .. ملأ الغرفة كلها .. غاص في الوجه .. توحد معه .. أصبحا وجها واحدا .. فجأة يحس بحركة غريبة تحدث بالوجه الملتصق به .. يتغير .. يصيبه المسخ .. تغور العينان .. يختفي الأنف .. ينكمش الفم .. يختفي الضوء .. يتضبب المكان .. ليعود الضوء تدريجيا .. يختفي الوجه .. يتحول إلى فيروس .. أرضة رقمية .. شكل غريب .. مخلوق لا شكل له .. كثلة مبهمة غريبة .. تجحظ عيناه بشكل مختلف عن السابق .. يصيبه الهلع .. يحاول أن يصيح .. تقترب منه الكثلة .. ينشف ريقه .. تفتح الكثلة ثقبا عميقا كالفم .. تبتلعه .. يصيح داخل الكثلة بصوت مختنق:
- فيروس .. أرضة .. فيروس .. أرضة .. فير…فيـ .. ففــ….
يخفت الصوت .. يختفي الكاتب !!
-----------------------------------------
أرضة : نوع من النمل الأبيض