المؤرخ الصفافي: الأستاذ مصطفى عثمان، بيت صفافا، طيب المنبت وصفاء القلوب. (الطبعة الثانية) ٢٠١٨، ٣٠٤ ص. لا ذكر لا لدار نشر ولا للمكان، وكذلك في المراجع في آخر الكتاب. وتحت هذا العنوان جيء بهذين البيتين بدون الإشارة للقائل وينظر في ص. ١٤٢:
هاتو الجريدة تنقراها نشوف بلدنا مين تولاها
يامّا بلدنا انقسمت قسمين قسم اردني وقسم اسرائيلي
ولد المؤلّف مصطفى موسى أحمد عثمان في قريته بيت صفافا الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة القدس سنة ١٩٤٤ وأنهى دراسته للمرحلتين الابتدائية والثانوية في بيت لحم ثمّ حصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ من جامعة بيروت عن طريق الانتساب. عمل في سلك التدريس مدّة ثلاثة عقود وصدر له:
أ) شهداء بيت صفافا في الذاكرة، ١٩٩٩.
ب) بيت صفافا، طيب المنبت وصفاء القلوب، ط. ١، ٢٠٠٦.
ت) معالم قرية بيت صفافا، ٢٠١٠.
كنت قد كتبت قبل سنة ونصف تقريبًا في مناسبة مماثلة عن كتاب ”الجبل والثلج“ للصفافي أيضًا السيّد حسن إبراهيم عثمان المغترب والمقيم في ألمانيا ما يلي:
”لا ريب أنّ ظاهرة كتابة مثل هذه الذكريات عمّا حصل لكاتبيها في قراهم وبلداتهم ومدنهم صحيّة، وذات بعد ثقافي وقومي لبناء مداميك جديدة في الذاكرة الجمعية للشعب العربي الفلسطيني الذي يعيش أكثر من نصفه خارج وطنه“.
يتكوّن هذا الكتاب من سبعة أبواب وهي: الموقع والتسمية والمناخ والمساحة، ص. ١٧-٤٣ (كان من المناسب وضع ما ورد في الصفحات ٢٦-٤٣ في باب آخر يُعنى بموضوعها أو بمعالم القرية)؛ بيت صفافا عبر العصور، ص. ٤٧-٧٤؛ الحياة السكانية (هكذا في الأصل!)، ص. ٧٦-١٢٤؛ الحياة الاقتصادية، ص. ١٢٧-١٣٢؛ الحياة الاجتماعية، ص. ١٣٥-١٥٨ تتخلّلها صور كثيرة؛ الحياة الثقافية، ص. ١٦١-١٨٦ تتخلّلها صور؛ الحياة الصحية والرياضية، ص. ١٨٩-٢١٤ منها حوالي عشر صفحات من الصور. الصفحات الأخيرة، ص. ٢١٦-٣٠٤ عبارة عن مواد متنوّعة ووثائقَ من سجّلات (سجلات محكمة القدس الشرعية المصورة على الفُلَيمات/ الميكروفيلمات، ٩٣٦ - ١٣٦٨هـ وسجلات أخرى، أقدمها يعود لعام ١٥٢٠-١٥٢١) مثل حجّة تحديد أراضي وقف؛ عقود بيع وشراء؛ مطالبة دين؛ حصر إرث وصور أرشيفية. معدّل ما يحويه كل باب باستثناء الباب الرابع حول الجانب الاقتصادي ذي أربع صفحات، هو أقلّ من خمس وعشرين صفحة بدون الصور وهذا عدد ضئيل حقًّا في كلّ المقاييس. حبّذا لو سبقت هذه السجّلات مقدّمة تحليلية تصنّف وتشرح محتوياتها وتعلّق عليها (ثم ما هي الفائدة المبتغاة من صور غير واضحة بالمرّة مثل خريطة القدس من العام ١٨٨٠، ص. ٢٥٥ ).
اعتمد المؤلِّف في إعداد كتابه هذا (لا علم لي بالفروق بين هذه الطبعة وسابقتها) على مصدرين أساسيين: مصادر ومراجع مكتوبة، قرابة العشرين مصدرًا لم تثبت أسماؤها بحسب الأصول البحثية الحديثة أي اسم العائلة فالاسم الشخصي فسنة صدور الأثر فاسمه فمكان الطباعة فدار النشر؛ أمّا المرجع الثاني فهو إجراء مقابلات مع سبعة وعشرين شخصًا من الذكور والإناث. لم أر أنّ كلّ هذه المصادر قدِ ٱستغلّت وأحيل إليها في الملاحظات الهامشية كالمطلوب في الدراسات.
في تظهير هذه الطبعة للدكتور الطبيب محمد جاد الله، جذبت انتباهي جملة ذات شأن وهي:
”يضاف الى ما تقدم، أن روح الحامولة أو القبيلة، وبالتالي التعقب، من جملة صفات العصر الذي نعيش فيه الآن، إذ أن انتساب الكاتب الى حامولة لم يمنعه أو يصعب عليه أن يكون باحثًا محايدًا، وإذا كانت موضوعات الكتاب قد برزت فيها سيرة حامولة، فربما يكون بسبب يسرد (هكذا في الأصل) سهولة تدوين ما لدى أبنائها فيمن مننّ (هكذا في الأصل) عليه أبناء الحمائل الأخرى بالمعلومة النافعة“. الحياد والمهنية هما من أبجديات الكتابة العلمية المبتغاة فلا يجوز غمط حقوق هذه العائلة أو هؤلاء الأفراد لاعتبارات شخصية أو نتيجة علاقات معيّنة متوتّرة تربط الكاتب بالآخرين، وفي هذه النقطة أهل مكة أدرى بشعابها ولهم القول الفصل في هذه الجزئية.
هنالك آراء عدّة حول تأثيل الاسم ”بيت صفافا“، يذكر المؤلف أربعة وهي: في عام ٣٣٣ ق.م. حصل اتّفاق بين الإسكندر المقدوني وجيشه من جهة ويهود القدس المستسلمين وحصل ”الصفاء“ بينهما في هذه القرية فاتخذت هذا الاسم ويشير إلى كتاب عارف العارف، المفصّل في تاريخ القدس، ص. ٣٣-٣٥ (حكاية أسطورية في تقديرنا)؛ على اسم ”صفا“ ابنة إمبراطور مرضت وعجز الأطباء عن مداواتها ونُصح الأب بإرسال ابنته إلى منطقة حنوبي القدس المعروفة بجوّها النقي العليل وهناك شفيت وأطلق على المكان اسم ”بيت صفافا“ ويشير هنا إلى رواية شفوية لمختار عائلة حسن الطري عام ١٩٩٩ (حكاية أسطورية أيضًا في تقديرنا: مثل هذه التأثيلات تذكّر القارىء ذا الميول اللغوية بظاهرة التأثيل الشعبي - Folk Etymology مثل: شكسبير من الشيخ زُبير، الإنفلونزا أي أنف العنزة؛ نابلس أي نابُ لُس أي ناب أفعى اسمه لُس؛ إنسان من النسيان إلخ.)؛ الاسم بيت صفافا تحريف للفظة ”صفيفا“ السريانية ومعناها ”بيت العطشان“ (شكري عرّاف، القرية العربية الفلسطينية، ج. ١، ص. ١٩٨)؛ الاسم الأصلي بالسريانية كان ”بيت هفافا“ أي ”البستان الجميل“ (هكذا!؟) وبمرور الزمن تحوّلت إلى ”بيت صفافا“ (مصطفى مراد الدبّاغ، بلادنا فلسطين، ج. ٨، ص. ١٣٥). في هذا المجال التأثيلي (etymology) الشائق والشائك جدًّا من الأهمية بمكان الاعتماد على مصادر موثوق فيها وهي القواميس المعتبرة. وهنا لا بدّ من فحص ما في معاجم اللغة السريانية مثل:
Robert Smith, A Compendious Syriac Dictionary: Founded upon the Thesaurus Syriacus of R. Payne Smith. Eisenbrauns 1998; Carl Brockelmann, Lexicon Syriacum. Berlin: Reuther & Reichard; Edinburgh: T. & T. Clark, 1895.
بناء على ما جاء في هذين المعجمين لا يمكن القول بأنّ مدلول ”العطشان“ هو الأساس؛ قد يكون المقصود السنخ الآرامي العبري ومعناه ”راقب، مراقبة، بيت المراقبة“؛ وهناك في السريانية الجذر ”صفف - صف، نِصّف“ بمعنى يشتاق، يتحمّس، يهتاج كالأسد؛ يلتهب عطشًا أو رغبة“ وصيغة اسم الفاعل للمذكر صائف وللمؤنث صاپّا والصفة صَپّيف تعني ”يحترق في الجحيم“ وهناك ”صِپّيتا“ بمعنى ”حصيرة سعف النخل؛ و”صَپّوفا“ بمعنى ”أداة قبض للتعذيب“. قد يكون التأثيل ”بيت المراقبة/الحراسة“ من المحتمل القريب والله أعلمُ.
ومن المعالم الدينية والأثرية يذكر الكاتب ويعرّف بإيجاز، ربّما لشحّ المصادر هذه المساجد: مسجد البطمة؛ مسجد الشيخ محمود أو المسجد الشرقي؛ البرج؛ المسجد الجديد أو حمزة راهنًا؛ مسجد خالد بن الوليد أو مسجد الطنطور. ومن الآثار ذكرت هذه المعالم: البرج الكائن في وسط القرية؛ معمل الثلج الذي أقيم عام ١٩٣٦؛ الطاحونة الواقعة شرقي القرية وبانيها يافاوي باسم أبي غندور في أربعينات القرن الفائت؛ الدرداس أي معصرة الزيتون في وسط القرية القديمة؛ القاعة أي كرم من الزيتون الرومي؛ الخمّارة جنوبي القرية كانت أرض تابعة للبجاجلة (أهالي بيت جالا) مزروعة بالكرمة واليوم أرض سكنية، الطنطور؛ بئر أبي خشبة اندثرت؛ الظهرة غربي القرية؛ حريقة النصارى، كروم من الكرمة شرقي شرفات وصنعت منها الخمرة وبحسب الرواية قام صالح صفافي اسمه محمود بحرق تلك الأرض؛ قصر عويس بالقرب من الصليب واليوم مستعمرة چيلو اليهودية؛ بئر قاديسمو أي بئر الاستراحة (من أين جاءت هذه التسمية؟ هل المقصود καλεσμο/كاليسمو أي الضيف؟) الواقعة بالقرب من دير مار إلياس. وتُلاحظ بنحو بارز ضئالة المادّة التاريخية، بيت صفافا عبر العصور، ص. ٤٧-٥٢ ففي العنوان: في العهد الإسلامي ١٥ هـ/٦٢٦م. ثلاثة أسطر لا غير!
من القاموس الصفافي نذكر: البيت ذو الغرفة الواحدة كان ذا قسمين، القسم السفلي اسمه مخزن أو خان، للحبوب من ناحية ومبيت للدواب من الأخرى أمّا القسم العلوي المعدّ للجلوس والأكل والنوم فأطلق عليه اسم ”الراوية“؛ سمي عقد البيوت بالصليب؛ الكليل أي سماكة الحائط؛ المِرْشَس وهو مكان في الغرفة لحفظ اللحف والبطانيات والوسائد (اسمه في لهجة كفرياسيف: يوك، yūk التركية)؛ زير فخاري للشرب؛ ببور أو بريموس؛ الدريجات أي مستشفى العيون قرب الثوري؛ لبن الجميد؛ طَيَّح بِطَيِّح أي أنزل يُنزل؛ ياستك أي وجه الوسادة؛ السامر أي السحجة؛ البدع أي الأغاني؛ اللوّاح أي الشخص في طرف صفّ السحجة؛ طيّارة ودلعونا نوعا دبكة؛ النقوط وهو إما عدد ما من الخراف أو الماعز أو مبلغ من المال؛ الفاردة وهي مرافقو العروس من بيت أهلها لبيت عريسها؛ الحنون وهو ورد بري أحمر اسمه برقوق في كفرياسيف؛ محلية أي محليون؛ المعازيم أي المدعوون؛ المرمعون أي أكلة المفتول؛ المقلوبة وفي بيت صفافا تتكوّن من الباذنجان أو الزهر أي القنبيط أو البطاطا (في كفرياسيف لا وجود للبطاطا) واللحم؛ المجدرة وهي طبخة الأرز والعدس والبصل المقلي ولكن في أماكن أخرى مثل كفرياسيف يحلّ البرغل/السميدة الخشن/ه محلّ الأرز؛ شيشبرك أي مرقة العدس وهذا الاسم تركي الأصل يعني ”العجينة المقفلة“ وتسمّى باسم ”ذنين القط“ في الأردن وفي كفرياسيف يتكوّن هذا اللون من الطعام من قطع مستديرة من العجين المحشوة باللحم والثوم والبصل والكزبرة وهي مغموسة باللبن المطبوخ؛ الشداد أي حزام الوسط؛ الوقاة وهي قطعة قماش عليها قطع من العملة التركية؛ الحبر أي الثوب الصفافي؛ الكبر أي القمباز؛ الكلالة أي طين أصفر ؛ الطرحة أي سعة الطابون من الأرغفة وهي من خمسة لسبعة؛ الدعبوب وهو آخر رغيف ويكون الأصغر في كفرياسيف قُرْصَه؛ ملتوتة أي عجين بزيت وسكر مخبوز؛ الباطية وهي وعاء دائري كبير من الخشب وإذا كان من النحاس فيسمّى اللكن، اللجن؛ الشدة وهي من الدبس المغلي ويضاف إليه أربعون نوعا من التوابل؛ القلالة أي التراب الأصفر والأبيض.
أخطاء لغوية أغلبيتها نحوية وأخرى:
يمكن القول بصورة عامّة بأنّ اللغة سليمة وعرض المادة واضح، ومع هذا وقعت الأخطاء والهنات اللغوية بالرغم من وجود مدقّق لغوي، نذكر منها هذه العيّنة مشيرين عادة إلى رقم الصفحة، هذه الآفة يجب أن تنتهي كما هي الحال لدى الشعوب المتقدمة والتي تحترم لغاتِها: أتكلم عن لا من، ٧؛ اللذين لم يضنا لا الذي لم يضنوا، ٧؛ والصحارى لا الصحاري، ٨؛ كما أشكر لا كما وأشكر، ١١، كما وأن، ٢٨؛ الظفل، ١٢؛ وقلٌب، ١٣؛ القيم الحياة، ١٤؛ احياء الترث، ١٥؛ بيت بيت جالا، ٢٣؛ ثلاث حمائل أو حامولات أو حماويل، ٢٦؛ بئر عميقة لا عميق، ٣٥، ٣٨، ٤٠، ٢٨٨؛ مارلياس، ٤٨ ملحوظة ٢؛ تركوا قراهم إلى البوادي، ٥٠؛ من قرى القدس ومن ضمنهم، ٥٠؛ تم اقتطاع جزءاً، ٥١؛ وتم توزيعها على ما يحتاجون ارضًا للبناء، ٥٢؛ وهم المرحومين، ٥٥؛ كانون ثان لا ثاني، ٥٩، مختار ثاني، ٧٦؛ وكان معظمها قديم، ٦٠؛ يتحصن بداخله قوات كبيرة من اليهود، ٦١؛ فرموه بقذيفتين أثارت كُلاً منهما الغبار والدخان، ٦١؛ لتصبح امتداد يهودي في المنطقة، ٦٣؛ ٢٥٠ محارب ومتطوع…، ٦٤؛ ورد المقاتين العرب بقصف الدير، ٦٥؛ أما في صفوف العربي ٨٠ قتيل، ٦٥؛ قسم من الجنود اليهود قامت بقطع الطريق، ٦٥؛ فكانت الصحف تذكر دائما قريتان هما، ٦٧؛ أفخاذ لا أفخاد، ٧٩؛ وكان اللون الحمر رمزا لقيس، ٨٠؛ وبجهامة؟ جسمه، ٨٦؛ ٢٤ نيسان ١٩٢٨ أم ٢ نيسان ١٩٢٨، ١٠٨؛ القراءات الشخصية التي أصقلت، ١٠٨؛ تزوج وانجب ٣ من الابناء وبنت، ١٠٩؛ فرع القدس وليس قرع القدس، ١٠٩؛ عن عمر يناهز الواحد وثمانون، ١١٠؛ كلية الصندلة والتمريض، ١١٣؛ وتميز ادائه، ١١٦؛ ليصبح ممثل عن آسيا، ١٢٠؛ بشكل أكثر الى اراضي اعتبرت، ١٢٣؛ نموذجاً للخط التي اعدتها، ١٢٤؛ وأخذوا يرسلوان النقود بأهاليهم، ١٢٨؛ شَُِحّ وليس شحة، ١٢٨؛ يدخل هذا البيت أهل العروس وأهل العريس والمقربين، ١٤٠؛ ويظهر في الصورة المرحومين، ١٥١؛ وذاكرتي ما زالت ملئى بأدق التفاصيل، ١٨٦؛ تنظيم إفطار جماعية، ٢٠١؛ ويظهر فيها دار محمد، ٢٧٤؛ ويقرأ اسم زوجته وابنه الذين قضيا شهيدين، ٢٧٧؛ التابعة للقسم المحتلة، ٢٩٧؛ ثلاث كتب، ٣٠٤.
هاتو الجريدة تنقراها نشوف بلدنا مين تولاها
يامّا بلدنا انقسمت قسمين قسم اردني وقسم اسرائيلي
ولد المؤلّف مصطفى موسى أحمد عثمان في قريته بيت صفافا الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة القدس سنة ١٩٤٤ وأنهى دراسته للمرحلتين الابتدائية والثانوية في بيت لحم ثمّ حصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ من جامعة بيروت عن طريق الانتساب. عمل في سلك التدريس مدّة ثلاثة عقود وصدر له:
أ) شهداء بيت صفافا في الذاكرة، ١٩٩٩.
ب) بيت صفافا، طيب المنبت وصفاء القلوب، ط. ١، ٢٠٠٦.
ت) معالم قرية بيت صفافا، ٢٠١٠.
كنت قد كتبت قبل سنة ونصف تقريبًا في مناسبة مماثلة عن كتاب ”الجبل والثلج“ للصفافي أيضًا السيّد حسن إبراهيم عثمان المغترب والمقيم في ألمانيا ما يلي:
”لا ريب أنّ ظاهرة كتابة مثل هذه الذكريات عمّا حصل لكاتبيها في قراهم وبلداتهم ومدنهم صحيّة، وذات بعد ثقافي وقومي لبناء مداميك جديدة في الذاكرة الجمعية للشعب العربي الفلسطيني الذي يعيش أكثر من نصفه خارج وطنه“.
يتكوّن هذا الكتاب من سبعة أبواب وهي: الموقع والتسمية والمناخ والمساحة، ص. ١٧-٤٣ (كان من المناسب وضع ما ورد في الصفحات ٢٦-٤٣ في باب آخر يُعنى بموضوعها أو بمعالم القرية)؛ بيت صفافا عبر العصور، ص. ٤٧-٧٤؛ الحياة السكانية (هكذا في الأصل!)، ص. ٧٦-١٢٤؛ الحياة الاقتصادية، ص. ١٢٧-١٣٢؛ الحياة الاجتماعية، ص. ١٣٥-١٥٨ تتخلّلها صور كثيرة؛ الحياة الثقافية، ص. ١٦١-١٨٦ تتخلّلها صور؛ الحياة الصحية والرياضية، ص. ١٨٩-٢١٤ منها حوالي عشر صفحات من الصور. الصفحات الأخيرة، ص. ٢١٦-٣٠٤ عبارة عن مواد متنوّعة ووثائقَ من سجّلات (سجلات محكمة القدس الشرعية المصورة على الفُلَيمات/ الميكروفيلمات، ٩٣٦ - ١٣٦٨هـ وسجلات أخرى، أقدمها يعود لعام ١٥٢٠-١٥٢١) مثل حجّة تحديد أراضي وقف؛ عقود بيع وشراء؛ مطالبة دين؛ حصر إرث وصور أرشيفية. معدّل ما يحويه كل باب باستثناء الباب الرابع حول الجانب الاقتصادي ذي أربع صفحات، هو أقلّ من خمس وعشرين صفحة بدون الصور وهذا عدد ضئيل حقًّا في كلّ المقاييس. حبّذا لو سبقت هذه السجّلات مقدّمة تحليلية تصنّف وتشرح محتوياتها وتعلّق عليها (ثم ما هي الفائدة المبتغاة من صور غير واضحة بالمرّة مثل خريطة القدس من العام ١٨٨٠، ص. ٢٥٥ ).
اعتمد المؤلِّف في إعداد كتابه هذا (لا علم لي بالفروق بين هذه الطبعة وسابقتها) على مصدرين أساسيين: مصادر ومراجع مكتوبة، قرابة العشرين مصدرًا لم تثبت أسماؤها بحسب الأصول البحثية الحديثة أي اسم العائلة فالاسم الشخصي فسنة صدور الأثر فاسمه فمكان الطباعة فدار النشر؛ أمّا المرجع الثاني فهو إجراء مقابلات مع سبعة وعشرين شخصًا من الذكور والإناث. لم أر أنّ كلّ هذه المصادر قدِ ٱستغلّت وأحيل إليها في الملاحظات الهامشية كالمطلوب في الدراسات.
في تظهير هذه الطبعة للدكتور الطبيب محمد جاد الله، جذبت انتباهي جملة ذات شأن وهي:
”يضاف الى ما تقدم، أن روح الحامولة أو القبيلة، وبالتالي التعقب، من جملة صفات العصر الذي نعيش فيه الآن، إذ أن انتساب الكاتب الى حامولة لم يمنعه أو يصعب عليه أن يكون باحثًا محايدًا، وإذا كانت موضوعات الكتاب قد برزت فيها سيرة حامولة، فربما يكون بسبب يسرد (هكذا في الأصل) سهولة تدوين ما لدى أبنائها فيمن مننّ (هكذا في الأصل) عليه أبناء الحمائل الأخرى بالمعلومة النافعة“. الحياد والمهنية هما من أبجديات الكتابة العلمية المبتغاة فلا يجوز غمط حقوق هذه العائلة أو هؤلاء الأفراد لاعتبارات شخصية أو نتيجة علاقات معيّنة متوتّرة تربط الكاتب بالآخرين، وفي هذه النقطة أهل مكة أدرى بشعابها ولهم القول الفصل في هذه الجزئية.
هنالك آراء عدّة حول تأثيل الاسم ”بيت صفافا“، يذكر المؤلف أربعة وهي: في عام ٣٣٣ ق.م. حصل اتّفاق بين الإسكندر المقدوني وجيشه من جهة ويهود القدس المستسلمين وحصل ”الصفاء“ بينهما في هذه القرية فاتخذت هذا الاسم ويشير إلى كتاب عارف العارف، المفصّل في تاريخ القدس، ص. ٣٣-٣٥ (حكاية أسطورية في تقديرنا)؛ على اسم ”صفا“ ابنة إمبراطور مرضت وعجز الأطباء عن مداواتها ونُصح الأب بإرسال ابنته إلى منطقة حنوبي القدس المعروفة بجوّها النقي العليل وهناك شفيت وأطلق على المكان اسم ”بيت صفافا“ ويشير هنا إلى رواية شفوية لمختار عائلة حسن الطري عام ١٩٩٩ (حكاية أسطورية أيضًا في تقديرنا: مثل هذه التأثيلات تذكّر القارىء ذا الميول اللغوية بظاهرة التأثيل الشعبي - Folk Etymology مثل: شكسبير من الشيخ زُبير، الإنفلونزا أي أنف العنزة؛ نابلس أي نابُ لُس أي ناب أفعى اسمه لُس؛ إنسان من النسيان إلخ.)؛ الاسم بيت صفافا تحريف للفظة ”صفيفا“ السريانية ومعناها ”بيت العطشان“ (شكري عرّاف، القرية العربية الفلسطينية، ج. ١، ص. ١٩٨)؛ الاسم الأصلي بالسريانية كان ”بيت هفافا“ أي ”البستان الجميل“ (هكذا!؟) وبمرور الزمن تحوّلت إلى ”بيت صفافا“ (مصطفى مراد الدبّاغ، بلادنا فلسطين، ج. ٨، ص. ١٣٥). في هذا المجال التأثيلي (etymology) الشائق والشائك جدًّا من الأهمية بمكان الاعتماد على مصادر موثوق فيها وهي القواميس المعتبرة. وهنا لا بدّ من فحص ما في معاجم اللغة السريانية مثل:
Robert Smith, A Compendious Syriac Dictionary: Founded upon the Thesaurus Syriacus of R. Payne Smith. Eisenbrauns 1998; Carl Brockelmann, Lexicon Syriacum. Berlin: Reuther & Reichard; Edinburgh: T. & T. Clark, 1895.
بناء على ما جاء في هذين المعجمين لا يمكن القول بأنّ مدلول ”العطشان“ هو الأساس؛ قد يكون المقصود السنخ الآرامي العبري ومعناه ”راقب، مراقبة، بيت المراقبة“؛ وهناك في السريانية الجذر ”صفف - صف، نِصّف“ بمعنى يشتاق، يتحمّس، يهتاج كالأسد؛ يلتهب عطشًا أو رغبة“ وصيغة اسم الفاعل للمذكر صائف وللمؤنث صاپّا والصفة صَپّيف تعني ”يحترق في الجحيم“ وهناك ”صِپّيتا“ بمعنى ”حصيرة سعف النخل؛ و”صَپّوفا“ بمعنى ”أداة قبض للتعذيب“. قد يكون التأثيل ”بيت المراقبة/الحراسة“ من المحتمل القريب والله أعلمُ.
ومن المعالم الدينية والأثرية يذكر الكاتب ويعرّف بإيجاز، ربّما لشحّ المصادر هذه المساجد: مسجد البطمة؛ مسجد الشيخ محمود أو المسجد الشرقي؛ البرج؛ المسجد الجديد أو حمزة راهنًا؛ مسجد خالد بن الوليد أو مسجد الطنطور. ومن الآثار ذكرت هذه المعالم: البرج الكائن في وسط القرية؛ معمل الثلج الذي أقيم عام ١٩٣٦؛ الطاحونة الواقعة شرقي القرية وبانيها يافاوي باسم أبي غندور في أربعينات القرن الفائت؛ الدرداس أي معصرة الزيتون في وسط القرية القديمة؛ القاعة أي كرم من الزيتون الرومي؛ الخمّارة جنوبي القرية كانت أرض تابعة للبجاجلة (أهالي بيت جالا) مزروعة بالكرمة واليوم أرض سكنية، الطنطور؛ بئر أبي خشبة اندثرت؛ الظهرة غربي القرية؛ حريقة النصارى، كروم من الكرمة شرقي شرفات وصنعت منها الخمرة وبحسب الرواية قام صالح صفافي اسمه محمود بحرق تلك الأرض؛ قصر عويس بالقرب من الصليب واليوم مستعمرة چيلو اليهودية؛ بئر قاديسمو أي بئر الاستراحة (من أين جاءت هذه التسمية؟ هل المقصود καλεσμο/كاليسمو أي الضيف؟) الواقعة بالقرب من دير مار إلياس. وتُلاحظ بنحو بارز ضئالة المادّة التاريخية، بيت صفافا عبر العصور، ص. ٤٧-٥٢ ففي العنوان: في العهد الإسلامي ١٥ هـ/٦٢٦م. ثلاثة أسطر لا غير!
من القاموس الصفافي نذكر: البيت ذو الغرفة الواحدة كان ذا قسمين، القسم السفلي اسمه مخزن أو خان، للحبوب من ناحية ومبيت للدواب من الأخرى أمّا القسم العلوي المعدّ للجلوس والأكل والنوم فأطلق عليه اسم ”الراوية“؛ سمي عقد البيوت بالصليب؛ الكليل أي سماكة الحائط؛ المِرْشَس وهو مكان في الغرفة لحفظ اللحف والبطانيات والوسائد (اسمه في لهجة كفرياسيف: يوك، yūk التركية)؛ زير فخاري للشرب؛ ببور أو بريموس؛ الدريجات أي مستشفى العيون قرب الثوري؛ لبن الجميد؛ طَيَّح بِطَيِّح أي أنزل يُنزل؛ ياستك أي وجه الوسادة؛ السامر أي السحجة؛ البدع أي الأغاني؛ اللوّاح أي الشخص في طرف صفّ السحجة؛ طيّارة ودلعونا نوعا دبكة؛ النقوط وهو إما عدد ما من الخراف أو الماعز أو مبلغ من المال؛ الفاردة وهي مرافقو العروس من بيت أهلها لبيت عريسها؛ الحنون وهو ورد بري أحمر اسمه برقوق في كفرياسيف؛ محلية أي محليون؛ المعازيم أي المدعوون؛ المرمعون أي أكلة المفتول؛ المقلوبة وفي بيت صفافا تتكوّن من الباذنجان أو الزهر أي القنبيط أو البطاطا (في كفرياسيف لا وجود للبطاطا) واللحم؛ المجدرة وهي طبخة الأرز والعدس والبصل المقلي ولكن في أماكن أخرى مثل كفرياسيف يحلّ البرغل/السميدة الخشن/ه محلّ الأرز؛ شيشبرك أي مرقة العدس وهذا الاسم تركي الأصل يعني ”العجينة المقفلة“ وتسمّى باسم ”ذنين القط“ في الأردن وفي كفرياسيف يتكوّن هذا اللون من الطعام من قطع مستديرة من العجين المحشوة باللحم والثوم والبصل والكزبرة وهي مغموسة باللبن المطبوخ؛ الشداد أي حزام الوسط؛ الوقاة وهي قطعة قماش عليها قطع من العملة التركية؛ الحبر أي الثوب الصفافي؛ الكبر أي القمباز؛ الكلالة أي طين أصفر ؛ الطرحة أي سعة الطابون من الأرغفة وهي من خمسة لسبعة؛ الدعبوب وهو آخر رغيف ويكون الأصغر في كفرياسيف قُرْصَه؛ ملتوتة أي عجين بزيت وسكر مخبوز؛ الباطية وهي وعاء دائري كبير من الخشب وإذا كان من النحاس فيسمّى اللكن، اللجن؛ الشدة وهي من الدبس المغلي ويضاف إليه أربعون نوعا من التوابل؛ القلالة أي التراب الأصفر والأبيض.
أخطاء لغوية أغلبيتها نحوية وأخرى:
يمكن القول بصورة عامّة بأنّ اللغة سليمة وعرض المادة واضح، ومع هذا وقعت الأخطاء والهنات اللغوية بالرغم من وجود مدقّق لغوي، نذكر منها هذه العيّنة مشيرين عادة إلى رقم الصفحة، هذه الآفة يجب أن تنتهي كما هي الحال لدى الشعوب المتقدمة والتي تحترم لغاتِها: أتكلم عن لا من، ٧؛ اللذين لم يضنا لا الذي لم يضنوا، ٧؛ والصحارى لا الصحاري، ٨؛ كما أشكر لا كما وأشكر، ١١، كما وأن، ٢٨؛ الظفل، ١٢؛ وقلٌب، ١٣؛ القيم الحياة، ١٤؛ احياء الترث، ١٥؛ بيت بيت جالا، ٢٣؛ ثلاث حمائل أو حامولات أو حماويل، ٢٦؛ بئر عميقة لا عميق، ٣٥، ٣٨، ٤٠، ٢٨٨؛ مارلياس، ٤٨ ملحوظة ٢؛ تركوا قراهم إلى البوادي، ٥٠؛ من قرى القدس ومن ضمنهم، ٥٠؛ تم اقتطاع جزءاً، ٥١؛ وتم توزيعها على ما يحتاجون ارضًا للبناء، ٥٢؛ وهم المرحومين، ٥٥؛ كانون ثان لا ثاني، ٥٩، مختار ثاني، ٧٦؛ وكان معظمها قديم، ٦٠؛ يتحصن بداخله قوات كبيرة من اليهود، ٦١؛ فرموه بقذيفتين أثارت كُلاً منهما الغبار والدخان، ٦١؛ لتصبح امتداد يهودي في المنطقة، ٦٣؛ ٢٥٠ محارب ومتطوع…، ٦٤؛ ورد المقاتين العرب بقصف الدير، ٦٥؛ أما في صفوف العربي ٨٠ قتيل، ٦٥؛ قسم من الجنود اليهود قامت بقطع الطريق، ٦٥؛ فكانت الصحف تذكر دائما قريتان هما، ٦٧؛ أفخاذ لا أفخاد، ٧٩؛ وكان اللون الحمر رمزا لقيس، ٨٠؛ وبجهامة؟ جسمه، ٨٦؛ ٢٤ نيسان ١٩٢٨ أم ٢ نيسان ١٩٢٨، ١٠٨؛ القراءات الشخصية التي أصقلت، ١٠٨؛ تزوج وانجب ٣ من الابناء وبنت، ١٠٩؛ فرع القدس وليس قرع القدس، ١٠٩؛ عن عمر يناهز الواحد وثمانون، ١١٠؛ كلية الصندلة والتمريض، ١١٣؛ وتميز ادائه، ١١٦؛ ليصبح ممثل عن آسيا، ١٢٠؛ بشكل أكثر الى اراضي اعتبرت، ١٢٣؛ نموذجاً للخط التي اعدتها، ١٢٤؛ وأخذوا يرسلوان النقود بأهاليهم، ١٢٨؛ شَُِحّ وليس شحة، ١٢٨؛ يدخل هذا البيت أهل العروس وأهل العريس والمقربين، ١٤٠؛ ويظهر في الصورة المرحومين، ١٥١؛ وذاكرتي ما زالت ملئى بأدق التفاصيل، ١٨٦؛ تنظيم إفطار جماعية، ٢٠١؛ ويظهر فيها دار محمد، ٢٧٤؛ ويقرأ اسم زوجته وابنه الذين قضيا شهيدين، ٢٧٧؛ التابعة للقسم المحتلة، ٢٩٧؛ ثلاث كتب، ٣٠٤.