لم تكن تعرف السباحة، لكن البحر كان يعرفها جيدا، كما يعرف شباك الصيادين وجثث الحراكين والأسماك، وكل تلك المراكب الزرقاء والخضراء الصغيرة المترنحة فوق سطحه. التقينا اليوم في المدينة ولم يأت هذا الأمر صدفة. كما لم يكن أيضا بتلك السهولة التي ترتشف بها شفتاها الآن من فنجان قهوتها، وكأنها تطبع قبلات خاطفة وبريئة على شفاهي، وتنوعها بأخرى مثقلة بطيئة محملة بالحزن والأسى. التقينا وكان من الضروري جدا أن نلتقي، هكذا قلنا لبعضنا البعض. ونسينا السبب الرئيسي وراء إلحاحنا المتبادل طوال شهور عدة من هذا اللقاء.
- اليوم مشمس، قالت، واكتفيت بالنظر في عينيها
- اليوم طويل، لماذا لا نغادر هذا المقهى الكئيب، ونقوم بشيء نكسر به رتابة اللحظات.
لم أرد عليها هذه المرة. اكتفيت بالصمت وأنا أنزل نظراتي البطيئة التي سلطتها بداية على شفتها العليا لأجعلها تستقر على السفلى.
كان ثغرها نصف مفتوح، وكانت الأفكار تنساب كشريط الضوء المشتعل من بياض ثناياها
- البحر... لدي رغبة في رؤية البحر.. ما رأيك؟
- اليوم مشمس، كررت هذه الكلمة التي سمعتها في بداية حديثنا المرتبك
كانت فكرتها جيدة وكنت مستعدا لسبر أغوار بحرها. حملت حقيبة الظهر التي كنت أصطحبها معي عندما أزور الحسيمة أثناء عطلي، وأتخفف منها ساعات المساء حينما يطلب مني حارس الحانة تركها عند المدخل وهو يقول:
- أنت تعرف ما فعله الإرهاب يا أخي. لا أريد للزبناء أن ينزعجوا منها، اتركها هنا ولن يمسها أحد.
قال ذلك وأنا أعرف جيدا أنه كثير الحركة ولا يمكث طويلا في مكانه..
سددت فاتورة الحساب، وانصرفنا.
- خفف السرعة قليلا.. عرج يمينا.. انعطف شمالا.. يمينا.. يمينا قلت. توقف هنا. لا داعي لأن تبحث لك عن موقف. أترى تلك المخبزة؟
-نعم
- اشتري ثلاث خبزات طريات لي واثنتين لك
- شكرا.. أنا لا رغبة لي في الخبز.. سأشتري لك ثلاثة
- إذا كان الأمر هكذا، فأريد خمس خبزات لي وحدي. رغبتي هذا اليوم جامحة.. هيا.. أسرع... خمس خبزات... ولا ترمقني بهذه النظرات. هيا ولا تكن شحيحا
تجاهلت كلمة الشحيح التي تفوهت بها، واستغنيت عن الرد عليها وواصلت
- هناك متجر لبيع المواد الغذائية.. أتريدين شيئا آخر أشتريه لك لتأكلينه مع الخبز؟ إنني لا أريد التوقف مرة أخرى قبل الوصول الى البحر
- لا شكرا.. نحن نأكل الخبز حافيا
- أنا لن آكل معك.. لقد قلت هذا من قبل
- لا تقلق سيدي. أنا لم أقصدك أنت بكلامي هذا
واصلنا الطريق ونسيت أن أستفسرها عن مقصدها. نشق الطريق ونحن نتأمل الجبال الملوحة بوهج شمس الصيف الحارقة. الخبز الطري يطلق رائحة عطره الفواحة داخل السيارة، والدنيا شبه خالية من الحركة. جرافات تشتغل دون هوادة في المقالع الصخرية مشوهة تلك التضاريس الطبيعية الساحرة. بعض السيارات تشق الطريق في الإتجاه المعاكس بسرعة فائقة، وأطفال صغار، بثيابهم الرثة يقفون أو يجلسون على جنبات الطريق يحرسون سلالهم المملوءة بما جاد به الموسم من ثمرات التين وفاكهة الصبار، آملين في أن يوقف شخص سيارته ويخلصهم من أثقالها ومن حر تلك الظهيرة.
- خفف السرعة.. خفف.. أنت لا تسمع.. والآن ها أنا لا أعرف كم بقي من مسافة لندرك لمريقة
- اليوم كله لنا وهذا الطريق أمامنا يقصر ويقصر. سنصل عندما نصل
. - في لمريقة سنتوقف قليلا..
- لن نتوقف قبل الوصول الى البحر، لقد قلت هذا منذ البداية
- سنأخذ استراحة قصيرة فقط..
.. - لن أتوقف.. والله لن أتوقف هذه المرة
- حسنا.. لا تتوقف، ذلك شغلك أنت ، أما أنا فلن أمنعك. متانتي تكاد تنفجر، سأتبول هنا على هذا المقعد
- ألم تفكري في الذهاب إلى مرحاض قبل أن ننطلق؟
- قل لي يا ابن الجبل، ماذا تفعل أنت عادة عندما تصادف في طريقك ' أشاشو" أو " أثشاشوث "*؟
أتوقف. أجمع بضعة أحجار من الضيعة وأضعها على كومة تلك الأحجار
- لماذا تسألين هكذا؟
- لأنه قد حان الوقت لنأكل خبزنا، لنختار حجرا ونضعه على الكومة، قبل أن نواصل الطريق ولو كنا لا نعرف بالتحديد لماذا نقوم بهذا..
عند النزول من السيارة ويدها تمسك بالخبز، قالت وكأنها تؤنبني لكن بطريقة فيها عتاب خفي
- ليس برجل من يمر على لمريقة ولا يتوقف قليلا.. بل ليس رجلا من لم يشتر الخبز
دخلنا الهياكل الإسمنتية التي تعج بالسلاحف التي تسبح في مياهها، ومدتني بخبزتين. أصابع يدها تفتت الخبز الى قطع صغيرة وترمي بها للسلاحف. قلدتها في ما كانت تفعل، وتبعنا الجداول المائية المؤدية للضيعات الزراعية المجاورة. لم نتوقف حتى رمينا بكل الفتات. على الطريق سمعت صوتها وهي تقول بنبرة أسف وحسرة:
- لو كنت أعرف أننا سنقصد الشاطئ وسنمر عبر هذا المكان، لكنت هيأت الحناء الخضراء. ولكان الآن رسم يدي مطبوعا على حائط بيت السلاحف، من يدري؟ قد تباركني للا لمريقة وأتزوج عما قريب..
واصلنا الطريق وكانت هي قد بدأت في غناء: "أرحني أناخ دازكزا .. يوكي مذناخ يداز"** بنغمة وداع رخيمة الصوت وحزينة اللفظ والنبرة
- خفف من السرعة في هذا المنحدر، ليس لخطورته وإنما فقط لتستمتع قليلا بما يوجد حولك.. أنظر إلى تلك الثغور وتأملها واحدة واحدة. إذا نظرت إليها ككاتب، فلا بد أنك ستكتشف فيها فنا إنسانيا راقيا رائعا.. أفواه الثغور ليست فقط فتحات في الصخر. لكنك سترى رسومات حيوانات كثيرة كالكانغورو والفيلة والدببة. سترى هذا الوادي/ أثراث وتتخيله مليئا بالحركة، ستسافر عبر الزمان وستسمع طرقات المطارق على الصخر دون هوادة. سترى حتى وجه الفنان المبدع وهو يملي من بعيد عبر الصوت أو الإيماءة ويعطي تعليماته للحفارين والنحاتين..
حاولت أن أنظر الى وجهها وأتبادل معها نظرة، لكنها كانت ساهمة، بعيدة في مكان ما، وفي زمان آخر، بذهن شارد، ونظرات موجهة إلى القمم والسفوح والمنحدرات المقابلة ..
واصلت الطريق دون إزعاجها.. كان البحر أزرقا والسماء زرقاء والشاي اللذيذ أخضرا وفي لون سروال السباحة الذي ارتدي. والشاطئ شبه فارغ. إلا من بعض الرجال الشقر المفتولي العضلات وقد نصبوا شباكا وبدأوا في لعب كرة اليد بخفة ومهارة. تأملت حركاتهم وتابعت نطات الكرة الحمراء بينهم. بغتة وضعت كأسها على الطاولة ووقفت. سارت باتجاه الجزيرة. التحقت بها سريعا. كادت أن تتخطى الحبل الأزرق الذي يشق رمل الشاطئ ويقسمه الى عالمين مختلفين..
- قفي هناك، لا تتقدمي.. قلت
- ترى ماذا سيقع إذا خطوت على هذا الحبل الأزرق؟
- سيحذرونك أولا عبر مكبر الصوت، وبعدها بالرصاص وإذا لم تستمعي للإنذار وواصلت الخطو، فلا بد لرصاصة أن تخترق جسدك
- إذن لن أفعل. لن أفعلها الآن وأنا لم أتعلم السباحة بعد. هيا بنا سندخل البحر.
قبالة الجزيرة وعلى بعد أمتار من ثلاث نسوة، فتحت زر سروالها وتخلصت منه. ونزعت عنها قميصها، ثم أتبعته بصدريتها، فبدا صدرها ونهداها الواقفان كمعلمة لم أنتبه إليها من قبل، فيما جذبت اليها نظرات النسوة المليئة بالفضول. وهمت بفعل نفس الشيء بلباسها الداخلي غير آبهة بالعيون التي رأيت فيها استنكارا وعدم تصديق للمشهد. تدخلت سريعا لأجعلها تتراجع في اللحظة الأخيرة
- نحن النساء لا نمتلك مُركبا اسمه الجسد. نتقاسم عرينا علانية في الحمامات، ونفتح أفخاذنا لأول قابلة بعدما فتحناها للفوز بشهقة مع حبيب أو زوج أو عابر سرير. أدخل معي سأنزعه عني حينما تغطيني المياه.
في البحر فعلت: لا تنظر إلي قالت، لكن ابق معي الى جانبي كي لا يقع لي شيء وأغرق، فأنا لا أجيد السباحة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أكوام من حجر في الحقول تجمع بجوار المسالك وكان الإعتقاد يلزم المارة أن يختاروا حجرة من الحقل ويضعوها على الكومة كي لا يمسهم سوء عندما يواصلون طريقهم. منفعة هذا الإعتقاد يكمن في فضيلة التعاون على تنقية الحقول من الحجر.
** "حناؤنا أخضر يستعصي على التهريس" ...أغنية حميمية متداولة في الأعراس وهي بمثابة نشيد وداع العروس.
- اليوم مشمس، قالت، واكتفيت بالنظر في عينيها
- اليوم طويل، لماذا لا نغادر هذا المقهى الكئيب، ونقوم بشيء نكسر به رتابة اللحظات.
لم أرد عليها هذه المرة. اكتفيت بالصمت وأنا أنزل نظراتي البطيئة التي سلطتها بداية على شفتها العليا لأجعلها تستقر على السفلى.
كان ثغرها نصف مفتوح، وكانت الأفكار تنساب كشريط الضوء المشتعل من بياض ثناياها
- البحر... لدي رغبة في رؤية البحر.. ما رأيك؟
- اليوم مشمس، كررت هذه الكلمة التي سمعتها في بداية حديثنا المرتبك
كانت فكرتها جيدة وكنت مستعدا لسبر أغوار بحرها. حملت حقيبة الظهر التي كنت أصطحبها معي عندما أزور الحسيمة أثناء عطلي، وأتخفف منها ساعات المساء حينما يطلب مني حارس الحانة تركها عند المدخل وهو يقول:
- أنت تعرف ما فعله الإرهاب يا أخي. لا أريد للزبناء أن ينزعجوا منها، اتركها هنا ولن يمسها أحد.
قال ذلك وأنا أعرف جيدا أنه كثير الحركة ولا يمكث طويلا في مكانه..
سددت فاتورة الحساب، وانصرفنا.
- خفف السرعة قليلا.. عرج يمينا.. انعطف شمالا.. يمينا.. يمينا قلت. توقف هنا. لا داعي لأن تبحث لك عن موقف. أترى تلك المخبزة؟
-نعم
- اشتري ثلاث خبزات طريات لي واثنتين لك
- شكرا.. أنا لا رغبة لي في الخبز.. سأشتري لك ثلاثة
- إذا كان الأمر هكذا، فأريد خمس خبزات لي وحدي. رغبتي هذا اليوم جامحة.. هيا.. أسرع... خمس خبزات... ولا ترمقني بهذه النظرات. هيا ولا تكن شحيحا
تجاهلت كلمة الشحيح التي تفوهت بها، واستغنيت عن الرد عليها وواصلت
- هناك متجر لبيع المواد الغذائية.. أتريدين شيئا آخر أشتريه لك لتأكلينه مع الخبز؟ إنني لا أريد التوقف مرة أخرى قبل الوصول الى البحر
- لا شكرا.. نحن نأكل الخبز حافيا
- أنا لن آكل معك.. لقد قلت هذا من قبل
- لا تقلق سيدي. أنا لم أقصدك أنت بكلامي هذا
واصلنا الطريق ونسيت أن أستفسرها عن مقصدها. نشق الطريق ونحن نتأمل الجبال الملوحة بوهج شمس الصيف الحارقة. الخبز الطري يطلق رائحة عطره الفواحة داخل السيارة، والدنيا شبه خالية من الحركة. جرافات تشتغل دون هوادة في المقالع الصخرية مشوهة تلك التضاريس الطبيعية الساحرة. بعض السيارات تشق الطريق في الإتجاه المعاكس بسرعة فائقة، وأطفال صغار، بثيابهم الرثة يقفون أو يجلسون على جنبات الطريق يحرسون سلالهم المملوءة بما جاد به الموسم من ثمرات التين وفاكهة الصبار، آملين في أن يوقف شخص سيارته ويخلصهم من أثقالها ومن حر تلك الظهيرة.
- خفف السرعة.. خفف.. أنت لا تسمع.. والآن ها أنا لا أعرف كم بقي من مسافة لندرك لمريقة
- اليوم كله لنا وهذا الطريق أمامنا يقصر ويقصر. سنصل عندما نصل
. - في لمريقة سنتوقف قليلا..
- لن نتوقف قبل الوصول الى البحر، لقد قلت هذا منذ البداية
- سنأخذ استراحة قصيرة فقط..
.. - لن أتوقف.. والله لن أتوقف هذه المرة
- حسنا.. لا تتوقف، ذلك شغلك أنت ، أما أنا فلن أمنعك. متانتي تكاد تنفجر، سأتبول هنا على هذا المقعد
- ألم تفكري في الذهاب إلى مرحاض قبل أن ننطلق؟
- قل لي يا ابن الجبل، ماذا تفعل أنت عادة عندما تصادف في طريقك ' أشاشو" أو " أثشاشوث "*؟
أتوقف. أجمع بضعة أحجار من الضيعة وأضعها على كومة تلك الأحجار
- لماذا تسألين هكذا؟
- لأنه قد حان الوقت لنأكل خبزنا، لنختار حجرا ونضعه على الكومة، قبل أن نواصل الطريق ولو كنا لا نعرف بالتحديد لماذا نقوم بهذا..
عند النزول من السيارة ويدها تمسك بالخبز، قالت وكأنها تؤنبني لكن بطريقة فيها عتاب خفي
- ليس برجل من يمر على لمريقة ولا يتوقف قليلا.. بل ليس رجلا من لم يشتر الخبز
دخلنا الهياكل الإسمنتية التي تعج بالسلاحف التي تسبح في مياهها، ومدتني بخبزتين. أصابع يدها تفتت الخبز الى قطع صغيرة وترمي بها للسلاحف. قلدتها في ما كانت تفعل، وتبعنا الجداول المائية المؤدية للضيعات الزراعية المجاورة. لم نتوقف حتى رمينا بكل الفتات. على الطريق سمعت صوتها وهي تقول بنبرة أسف وحسرة:
- لو كنت أعرف أننا سنقصد الشاطئ وسنمر عبر هذا المكان، لكنت هيأت الحناء الخضراء. ولكان الآن رسم يدي مطبوعا على حائط بيت السلاحف، من يدري؟ قد تباركني للا لمريقة وأتزوج عما قريب..
واصلنا الطريق وكانت هي قد بدأت في غناء: "أرحني أناخ دازكزا .. يوكي مذناخ يداز"** بنغمة وداع رخيمة الصوت وحزينة اللفظ والنبرة
- خفف من السرعة في هذا المنحدر، ليس لخطورته وإنما فقط لتستمتع قليلا بما يوجد حولك.. أنظر إلى تلك الثغور وتأملها واحدة واحدة. إذا نظرت إليها ككاتب، فلا بد أنك ستكتشف فيها فنا إنسانيا راقيا رائعا.. أفواه الثغور ليست فقط فتحات في الصخر. لكنك سترى رسومات حيوانات كثيرة كالكانغورو والفيلة والدببة. سترى هذا الوادي/ أثراث وتتخيله مليئا بالحركة، ستسافر عبر الزمان وستسمع طرقات المطارق على الصخر دون هوادة. سترى حتى وجه الفنان المبدع وهو يملي من بعيد عبر الصوت أو الإيماءة ويعطي تعليماته للحفارين والنحاتين..
حاولت أن أنظر الى وجهها وأتبادل معها نظرة، لكنها كانت ساهمة، بعيدة في مكان ما، وفي زمان آخر، بذهن شارد، ونظرات موجهة إلى القمم والسفوح والمنحدرات المقابلة ..
واصلت الطريق دون إزعاجها.. كان البحر أزرقا والسماء زرقاء والشاي اللذيذ أخضرا وفي لون سروال السباحة الذي ارتدي. والشاطئ شبه فارغ. إلا من بعض الرجال الشقر المفتولي العضلات وقد نصبوا شباكا وبدأوا في لعب كرة اليد بخفة ومهارة. تأملت حركاتهم وتابعت نطات الكرة الحمراء بينهم. بغتة وضعت كأسها على الطاولة ووقفت. سارت باتجاه الجزيرة. التحقت بها سريعا. كادت أن تتخطى الحبل الأزرق الذي يشق رمل الشاطئ ويقسمه الى عالمين مختلفين..
- قفي هناك، لا تتقدمي.. قلت
- ترى ماذا سيقع إذا خطوت على هذا الحبل الأزرق؟
- سيحذرونك أولا عبر مكبر الصوت، وبعدها بالرصاص وإذا لم تستمعي للإنذار وواصلت الخطو، فلا بد لرصاصة أن تخترق جسدك
- إذن لن أفعل. لن أفعلها الآن وأنا لم أتعلم السباحة بعد. هيا بنا سندخل البحر.
قبالة الجزيرة وعلى بعد أمتار من ثلاث نسوة، فتحت زر سروالها وتخلصت منه. ونزعت عنها قميصها، ثم أتبعته بصدريتها، فبدا صدرها ونهداها الواقفان كمعلمة لم أنتبه إليها من قبل، فيما جذبت اليها نظرات النسوة المليئة بالفضول. وهمت بفعل نفس الشيء بلباسها الداخلي غير آبهة بالعيون التي رأيت فيها استنكارا وعدم تصديق للمشهد. تدخلت سريعا لأجعلها تتراجع في اللحظة الأخيرة
- نحن النساء لا نمتلك مُركبا اسمه الجسد. نتقاسم عرينا علانية في الحمامات، ونفتح أفخاذنا لأول قابلة بعدما فتحناها للفوز بشهقة مع حبيب أو زوج أو عابر سرير. أدخل معي سأنزعه عني حينما تغطيني المياه.
في البحر فعلت: لا تنظر إلي قالت، لكن ابق معي الى جانبي كي لا يقع لي شيء وأغرق، فأنا لا أجيد السباحة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أكوام من حجر في الحقول تجمع بجوار المسالك وكان الإعتقاد يلزم المارة أن يختاروا حجرة من الحقل ويضعوها على الكومة كي لا يمسهم سوء عندما يواصلون طريقهم. منفعة هذا الإعتقاد يكمن في فضيلة التعاون على تنقية الحقول من الحجر.
** "حناؤنا أخضر يستعصي على التهريس" ...أغنية حميمية متداولة في الأعراس وهي بمثابة نشيد وداع العروس.