يوسف حسن: سقف "الأسرة" أظل مبدعين على مستوى البحرين وخارجها.. حوار مع شاعر أجراه : جعفر الديري:

أكد عضو أسرة الأدباء والكتاب الشاعر البحريني يوسف حسن، أهمية الالتفات للمواهب الكتابية اللامعة، وإيلائها ما تستحق من الاهتمام والتقدير، والمساعدة في إبرازها وطبعها والترويج لها، معتبرا مثل هذه الموهبة إن وجدت "كنزا" بكل المقاييس، أو تاجا ذهبيا يتوج به الوطن ونجما مضيئا في سمائه الخالدة.
وقال حسن في حوار مع ملحق فضاءات أدبية -على هامش مشاركته في الأمسية الماضية لأسرة الأدباء والكتاب- لقد أظل سقف الأسرة العديد من المبدعين مفكرين ونقاد وشعراء وقصاصين وروائيين، ساهموا في تطور الحركة الفكرية والإبداعية على مستوى البحرين والخليج والعالم العربي، وربما امتدت كتاباتهم لتشمل بلدان العالم عن طريق الترجمة، لكن أهداف الأسرة لا تقف عند مرحلة زمنية معينة طالت أم قصرت.
ووصف حسن تجربته الشعرية بالتجربة الحياتية، بما تحفل به من صراعات وتناقضات ونجاحات وخسارات، موضحا ان كتابه الجديد "ذاكرة الزمن المنسي .. الديه نموذجا" عبارة عن صور ومشاهد وتجارب حياتية حية، عاشها ليرويها كما يقول الروائي الكولومبي ماركيز. وجوانب أخرى في تجربته كشف عنها حسن، فإلى هذا الحوار...
* استضافتك وتكريمك من قبل أسرة الأدباء والكتاب.. ماذا يعني لك؟
- شكرا لمجلس إدارة الأسرة رئيسا وأعضاء لاستضافتهم وتكريمهم لي، هذه الإستضافة وهذا التكريم كان لهما أثرهما الإيجابي البالغ في نفسي، كما كان للحضور النوعي المميز في تلك الأمسية التاريخية ما رسخ وأكد أصالة ورفعة الذوق الأدبي والإبدعي لدى الإنسان البحريني، الذي لايني أو يتواني في طلب الكلمة الصادقة الجادة أينما كانت وحيثما وجدت.

ذات ليلة من عام 1969

* متى كان انضمامك لأسرة الأدباء والكتاب، وما هي دوافعك في هذا الإنتساب للأسرة؟
- ذات ليلة من عام 1969 كان الحضور التأسيسي في مجلس الدكتور محمد جابر الأنصاري، كنا مجموعة من شباب ذلك الجيل، وكل منا يتأبط قصيدته أو قصته أو نصا كتابيا من الصعب التعرف على جنسه أو هويته، كان بيننا من يضرب على العود، ومن يدندن همه على الأنغام، ومن هو إلى هواة الفن أقرب منه إلى الأدب، كان الخيط الجامع في هذه المجموعة الشبابية، هو الحس الوطني العميق والحب للكلمة الحرة الصادقة، نحب بعضنا بعضا ك "إخوان الصفا".

* خمسون عاما مضت منذ التأسيس، هل حققت الأسرة أهدافها؟ وكيف تعيد دورها الطليعي؟
- وجدت الأسرة ومنذ يومها الأول ككيان جامع لكل الطاقات الفكرية والأدبية والإبداعية على مستوى البلد ككل مواطنين ومقيمين، لاحظ المسمى أسرة الأدباء والكتاب في البحرين، ولم يقل "البحرينية"، هذا يعني أن الهدف الأساسي للأسرة هو للكتاب والأدباء بعامة وينبغي أن يشمل كل من يجد في نفسه القدرة على التعبير بالكلمة الإبداعية في مملكة البحرين.
ومن الأهمية بمكان الالتفات إلى تلك المواهب الكتابية اللامعة، وإيلائها ما تستحق من الاهتمام والتقدير، والمساعدة في إبرازها وطبعها والترويج لها. فإن تلك الموهبة إن وجدت تعتبر بكل المقاييس "كنزا" أو تاجا ذهبيا يتوج به الوطن ونجما مضيئا في سمائه الخالدة.
لقد أظل سقف الأسرة العديد من المبدعين مفكرين ونقاد وشعراء وقصاصين وروائيين، ساهموا في تطور الحركة الفكرية والإبداعية على مستوى البحرين والخليج والعالم العربي، وربما امتدت كتاباتهم لتشمل بلدان العالم عن طريق الترجمة، لكن أهداف الأسرة لا تقف عند مرحلة زمنية معينة طالت أم قصرت، فالأهداف بالنسبة لأي كيان أو تجمع أدبي تبقى مشرعة مفتوحة مهما حقق ذلك الكيان من أهداف. فالتنمية الفكرية والإبداعية رهينة بالتنمية والتطور والحراك الإنساني الدائم، وكل جيل له كتابه ومبدعوه، وأي كيان أو تجمع ديدنه الكلمة والأدب، لا ينتج أديبا أو كاتبا أو مبدعا فهو عقيم ولا يملك مبررا لوجوده.

التأثيث من الداخل

* هل أثرت أسرة الأدباء في تجربتك الشعرية من خلال الصداقات والمطارحات والأنشطة في الداخل والخارج؟
- يؤثث الأديب ذاته من الداخل، بقراءاته الجادة والإصرار على اكتساب المعرفة أينما وجدت وحيثما وجدت، الانفتاح على الآخر عبر اللقاءات والمطارحات والحوارات، لا شك أن ذلك يبلور تلك الأفكار ويصقل التجربة الكتابية ويدفع الكاتب إلى ارتياد أفاق وأمداء بعيدة وجديدة.

* بماذا نصف تجربة يوسف حسن الشعرية؟ كيف يكتب قصيدته، وكيف يرى إلى مسألة الحداثة في الشعر؟
- إنها التجربة الحياتية، بما تحفل به من صراعات وتناقضات ونجاحات وخسارات، إنه الحس الوطني وقضاياه، إنه الوطن في صعوده وتعرجاته، إنه الحلم والطموح الإجتماعي والإنساني في حياة كريمة عادلة، ولا يهم بعد ذلك أن تلبس أو تتزيا القصيدة ما يطيب لها أو ما تشاء سواء كان ذلك الزي خليليا أو بشيء من زينة الخليل من تفعيلة وإيقاع وقواف، أو لبست فستانا مما استحدثته الحداثة من نثر الشعر وشعر النثر، ولتبحر القصيدة ما شاء لها الإبحار، ولكن عليها أن لا تنسى أو تضل طريق العودة إلى الشاطئ، أعني أن لا تنقطع عن قارئها ومتلقيها فتكون كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقي.

* يعرف عنك تشجيعك للمواهب الشابة، للأمانة، أتجدها تجارب شعرية حقا، وماذا ينقصها برأيك؟
- البدايات في التجربة الشعرية، أشبه بالنباتات الخضراء الطرية الهشة، هي بأمس الحاجة إلى الرعاية والسقي والتهذيب، وتخليصها من الشوائب والأعشاب الضارة، ولكيما تستقيم هذه النباتات وتستوي على سوقها، فعلى صاحب التجربة أن يعتمد على ذاته في كسب الخبرة والمعرفة وقراءة العديد من التجارب السابقة والمتزامنة، حتى يستقيم ويشتد العود ويستطيل الظل.

عود على بدء

* أصدرت مؤخرا كتابا بعنوان "ذاكرة الزمن المنسي .. الديه نموذجا".. هل هو هروب لذاكرة الطفولة والنخيل، في مقابل تصحر المشاعر وجفاف الأمل؟
- لا.. ليس هروبا إنما هو عود على بدء، ما كان شعرا في ديواني الأول "من أغاني القرية" انتثر بنثره على القرى في حياة إنسانها ومفردات بيئتها، في بحرها وشواطئها، في عناء فلاحيها، وعرق شغيلتها، وآلام الكادحين في تدبير قوتهم اليومي. إنها باختصار صور ومشاهد وتجارب حياتية حية، عشتها لأرويها كما يقول الروائي الكولومبي ماركيز.
يوسف حسن: سقف "الأسرة" أظل مبدعين على مستوى البحرين وخارجها

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى