ترتعد فرائصه وتصطك أسنانه فالبرد الشديد داهمهم قبل أوانه، ينفخ فى باطن يديه كي يوقظ أصابعه التي اعتادت ان تمسك بالساكفون الذي يعزف عليه في محطة المترو، هاهي قد حانت ساعة مجيء الرجل العجوز الذي رباه منذ لا يعلم متى!؟ يكفي انه ذكر في مرة معلقا... لا تتعبني ورأسك بالتفكير أين ومتى لقيتك مرميا على قارعة الطريق؟ صدقني أنا نفسي لا أتذكر الواقعة! لم يكن في نيتي ان احملك لكن شئ ما دفعني وشدني إليك... لم اعرف إلا مؤخرا ربما إنها كانت ساعة حظ لي، صرت الأنيس لي والجليس رغم أن عالمك مظلم وهذه تحسب لك فقد جعلك تأخذ مكانة أوسع في قلبي ومن رعايتي يبدو انك خلقت ضريرا.. هذا ما اكتشفته عندما رأيتك لا تستطيع الامساك بما اعطيك أو تنظر الى محدثك وهو يضحك في وجهك... لكنك طفل لذيذ جدا صدقا أحببتك.. لقد احببت شيئيين في حياتي أنت والساكسفون وقبلكما زجاجة الفودكا هاته.. هرمت أنا ونضجت أنت بت شابا يافعا محبوب لدى الجميع ممن يعرفني ويعرفك إنك إبني الذي تمنيت.. قاسيت كثيرا, انا أتحمل العمل المضني وسخافة الكثير من الناس كي نبقى أحياء... فمهنتي بارت بعد أن كثر العازفين .. اقصد المتسولين هكذا كانت نظرات الناس في الاماكن العامة التي أستمعت فيها الجدران واعمدة النور وحتى حاويات النفايات عزفي... فالبعض منها يصم آذانه حينما أندمج وتتأجج علي آلالام طالما ابتعدت عنها كي لا تسقم ليلتي... فكل همي جمع مال زجاجة الفودكا أما الطعام فإلى الجحيم فبعد أن اسكر لا أهتم إن نمت جائعا ام شبعا... إن مارد الهواجس يخمد ما أن يترع ما اعبه في جوفي ... ينسل خلسة كما عودني يسرق ما احتفظ به كمسحة جمال او مشاعر اكنها الى من أحب.. ألا يكفيك هذا يا عزيزي
كنت أطلق عليه وأناديه بأبي.. فهذه الحكاية قالها لي ألف مرة كلما أردت أن اعرف المكان الذي وجدني فيه... لكنه يغالط ويلتف علي بالحديث ثم يعود بعدها الى عبارة لقد تأخرنا فالقطار على وصول... علينا ان نكون في المحطة...
إنها محطة المترو تسمى محطة مترو السابعة.. أي ان رقمها 7 والقطار أيضا يأتي في السابعة مساء.. لذا كان علينا ان نكون هناك قبل وصوله كما ان الركاب سيتوافدون عليه الى جانب الواصلين من المحطات الأخرى... أمسك بطرف الحبل الذي يربطه على بطنه حين يسير أمامي وانا ممسك باليد الأخرى بالساكسفون.. البرد يقرسني بشدة، بصعوبة افك اصابعي عن الساكسفون وقد تجمد هو الآخر ملتصقا بها.. حتى يتخيل لي بعض الأحيان أني سأفقد اصابعي لولا متابعة النفخ بأنفاسي الساخنة ولهاثي الذي أزفره بشدة حنوا عليهما... طريق طويل مظلم يقول لي أبي واضحك عندما يردد هذه العبارة في كل مرة ندخل إليه فالحياة برمتها وجميع طرقها مظلمة عندي فما تأثير شارع مسطول...
استَغرَب!! مرات عديدة مني هذه الكلمة وعاتبني بالقول: لم تقول عن الشارع مسطول يا فرانز ألا تخاف غدره؟
ضحكت وقلت له.. مسطول لأني أعلم ذلك من كثرة شم رائحة البول التي تصدر عن السكارى عندما تفوح برائحتها الممزوجة بالخمرعلى بعض جدران المباني او تكون كما قلت لي مرة مثل البِركة... استغربت وصفك!!!
فرددت لكني لم اعرف كيف يكون شكلها فالرائحة كانت قد سطلت رأسي حتى نسيت في مرة ماذا اعزف!؟ لذا أكمم انفي حال براعم أنفي تتحسس رائحته.. ألم أجُد في السير أمامك كي انتهي من رائحة الشارع الذي حسبت أنت اعمدة النور فيه التي تعمل وقلت لي أنها ثلاثة فقط... ههههههه، لا أنسى أبدا عندما اختبأت خلفي هربا من عواء الكلاب التي حاولت ان تهجم عليك غير أنها ما ان رأتني وحالي دون إرادة تراجعت ربما لعلها شعرت بأني أعمى لا حول لي ولا قوة.. اما انت فاستغربت أكثر منها!! بت تدفع بي للسير أمامك ما ان نصل تلك البقعة التي تسكنها الكلاب فشأنها شأن السكارى والمتشردين تبحث عن شيئ ما يكفي جوعها وغريزتها... أزحت اللثام عن أنفي وفمي، استنشقت بعمق رائحة الهواء البارد جدا الذي رغم أنه يجرح براعم أنفي ويُجمد لسان الموت في حلقي إلا أني طردت بزفيري كل بقايا رائحة البول الكريهة التي علقت حتى بثيابي.. دفعت بي مرة أخرى كي اتصدر البقعة التي تجلس انت عندها مفترشا قبعتك المتهرئة بعد ان تلف رأسك بوشاحك الثقيل مستندا الى الحائط.. أما أنا فأجلس بقربك لحظات أدفىء فيها أصابعي وأفعل ذلك أيضا على أصابع الساكسفون التي لاشك أنها جمدت هي الأخرى، فأبدأ بتحريكها حتى تسير بسهولة حين العزف... تارة أضع اصابعي تحت أبطي وتارة أنفخ عليها وأخرى اجلس عليها غير أن الأرض باردة أيضا فأعود الى فركها بسرعة مطقطقا إياها شاحذا أطرافها للسهولة والمرونة.. لا أتحرك إلا عندما أجدك قد ندست خاصرتي فأنهض قائلا: مرحبا.. عمتم مساء سيداتي وسادتي .. أسمعكم الليلة معزوفة من ألحاني كنت قد لحنتها بمشاعري وحزني أرجو ان تروق لكم فهي تترجم حالي واسميتها فسحة ضياء...
ما أن نفخ حتى ماجت أصابعه تعزف متراقصة وهي تتبع أنفاسه التي توجعه على جسد عار.. بداية لم ينجذب احد فقد اعتادوا مشاهدته كل ليلة، غالبا ظنهم أنه يعزف نفس المعزوفة، لكن هذه المرة صار كان اللحن مغايرا يتمايل مع كل صعود وهبوط في الرتم، تحرك الأغلبية ممن شدهم عزفه الى التقرب منه حتى اكتظ المحيط، سرعان ما تطلعوا إليه وهو يعزف بشغف وهوس لم يروه عليه من قبل حتى أباه عندما تجمهروا حولهم نهض عن مكانه دون أن يأخذ القبعة كي يستجدي، بل تركها مدهوشا بهذه المقطوعة الموسيقية التي لم يُعَلِمَها له أو يسمعها من قبل... كانت الفتيات قد رمت بأنفسهم على صدور أصدقائهم تمايلن ترنما مع هدير الساكسفون الذي يصرخ طالبا الرحمة من الرب.. فالظلم قد طاله طفلا وصبيا وهاهو شاب لا زال يترنح حظه الى جانب من رباه.. الجميع مستمتع حتى أنهم لم يشعوروا بوصول القطار إلا عندما أطلق صافرته وأزاح سحابة الوله التي عاشها من تجمهر حول فرانز ... أنهي وصلته وسط تصفيق لم يسمع مثله، خاصة انه عزف كثيرا لكن هذه المرة سلب لب من أنصت إليه فتراشقت العملات المعدنية على القبعة التي لم يستطيع أباه ان يسيطر عن المتقافز منها بعيدا، اما هو فقد كانت الايادي التي تربت على كتفه تشيد بعزفه وأحساسه عديدة شاكرا لهم صنيعهم واعجابهم بوصلته... صاح والده... فرانز يا لك من فتى!؟ لقد جننت حقا بما عزفته!! كان رائعا بل لم أسمع بمثلها طوال حياتي لقد مارست العزف كما تعلم إلا أن أصابعك كانت تحاكي القلوب والنفوس، استغرب فعلتك!!! فأنت لم تقل لي ابدا عن ما لحنته ولم تسمعنيه حتى يا لك من فتى رائع، اعلم جيدا يا فرانز أن مستقبلك سيتغير منذ اللحظة هذا حدسي الذي يتحدث إليك، حرام علي أن أبقيك في ذلك القبر، لابد لي من التحرك سأبحث عمن يهتم ليكتنف موهبتك، فأنا لا أخفيك سأميت روحك إن ابقيتك معي، سأطلق سراحك هذا وعد مني وعهد اتخذه بأن اسعى كي اضع قدمك على اول الجادة....
هناك في القريب كان يستمع لحديث الرجل العجوز شخص ما، سارع بعد ان انتهوا من وصلتهم وهموا بالعودة أستوقفهم قائلا: عفوا أني أدعى باتريك رودويك كنت احد المتذوقين لوصلتك التي استمعت حتى أني ألغيت ركوبي بالقطار من اجل ان اتحدث معك يا فرانز.. هذا اسمك الذي ناداك به العجوز اليس كذلك؟
فرانز: نعم وهذا ابي بيتر وهو عازف ساكسفون أيضا...
أسعدني التواصل معكما... لا اطيل عليكما لقد اعجبت كثيرا بعزفك، مهارتك وأحاسيسك التي ترجمتها أصابعك بشكل مبهر لذا أعرض عليك إن وافقت أن تسجل معزوفتك عندي... فأنا أمتلك استديو للتسجيلات صغير نعم لكن كل شيء يبدأ بخطوة فماذا تقول؟ أتشاطرني الرأي..
بيتر: لاشك يبدو ان حدسي قد صدق يا فرانز ها هو سيد الحظ يطرح عليك أمرا لم يسوقه لي الحظ من قبل إنها الفرصة التي تنتظر وانتظر حتى تحقق أحلامك.. فلا تنتظر اقتنصها وإن كانت صغيرة..
تلك الليلة كانت باردة جدا بعد ان اعطانا السيد رودويك كارت بعنوانه، عدت مع أبي ولأول مرة أشرب معه الفودكا، كان يرقص فرحا وسعادة وهو يقول: لقد آن آوان ان تكون عازفا مشهورا اكمل طريقك بالمعرفة ولا تكف ابدا عن ملاحقة حلمك الذي حدثتني عنه.. إثنا عشر عاما مضت على تلك الحادثة وهاهو ابي مستلقي على أريكة فارهة والى جانبه زجاجة الفودكا التي يفضلها كثيرا.. أما أنا فقد ذاع صيتي وبت مشهورا إعلاميا وبين العامة من الناس... أما الليلة فإني سأعزف على المسرح الوطني الكبير.. ارجو ان لا اخيب رجاء من سيحضر بعد ان ألفت معزوفتي الجديدة المحطة السابعة التي لم يعلم بها أحد حتى أبي أو وكيل اعمالي .
بقلم/ عبد الجبار الحمدي
كنت أطلق عليه وأناديه بأبي.. فهذه الحكاية قالها لي ألف مرة كلما أردت أن اعرف المكان الذي وجدني فيه... لكنه يغالط ويلتف علي بالحديث ثم يعود بعدها الى عبارة لقد تأخرنا فالقطار على وصول... علينا ان نكون في المحطة...
إنها محطة المترو تسمى محطة مترو السابعة.. أي ان رقمها 7 والقطار أيضا يأتي في السابعة مساء.. لذا كان علينا ان نكون هناك قبل وصوله كما ان الركاب سيتوافدون عليه الى جانب الواصلين من المحطات الأخرى... أمسك بطرف الحبل الذي يربطه على بطنه حين يسير أمامي وانا ممسك باليد الأخرى بالساكسفون.. البرد يقرسني بشدة، بصعوبة افك اصابعي عن الساكسفون وقد تجمد هو الآخر ملتصقا بها.. حتى يتخيل لي بعض الأحيان أني سأفقد اصابعي لولا متابعة النفخ بأنفاسي الساخنة ولهاثي الذي أزفره بشدة حنوا عليهما... طريق طويل مظلم يقول لي أبي واضحك عندما يردد هذه العبارة في كل مرة ندخل إليه فالحياة برمتها وجميع طرقها مظلمة عندي فما تأثير شارع مسطول...
استَغرَب!! مرات عديدة مني هذه الكلمة وعاتبني بالقول: لم تقول عن الشارع مسطول يا فرانز ألا تخاف غدره؟
ضحكت وقلت له.. مسطول لأني أعلم ذلك من كثرة شم رائحة البول التي تصدر عن السكارى عندما تفوح برائحتها الممزوجة بالخمرعلى بعض جدران المباني او تكون كما قلت لي مرة مثل البِركة... استغربت وصفك!!!
فرددت لكني لم اعرف كيف يكون شكلها فالرائحة كانت قد سطلت رأسي حتى نسيت في مرة ماذا اعزف!؟ لذا أكمم انفي حال براعم أنفي تتحسس رائحته.. ألم أجُد في السير أمامك كي انتهي من رائحة الشارع الذي حسبت أنت اعمدة النور فيه التي تعمل وقلت لي أنها ثلاثة فقط... ههههههه، لا أنسى أبدا عندما اختبأت خلفي هربا من عواء الكلاب التي حاولت ان تهجم عليك غير أنها ما ان رأتني وحالي دون إرادة تراجعت ربما لعلها شعرت بأني أعمى لا حول لي ولا قوة.. اما انت فاستغربت أكثر منها!! بت تدفع بي للسير أمامك ما ان نصل تلك البقعة التي تسكنها الكلاب فشأنها شأن السكارى والمتشردين تبحث عن شيئ ما يكفي جوعها وغريزتها... أزحت اللثام عن أنفي وفمي، استنشقت بعمق رائحة الهواء البارد جدا الذي رغم أنه يجرح براعم أنفي ويُجمد لسان الموت في حلقي إلا أني طردت بزفيري كل بقايا رائحة البول الكريهة التي علقت حتى بثيابي.. دفعت بي مرة أخرى كي اتصدر البقعة التي تجلس انت عندها مفترشا قبعتك المتهرئة بعد ان تلف رأسك بوشاحك الثقيل مستندا الى الحائط.. أما أنا فأجلس بقربك لحظات أدفىء فيها أصابعي وأفعل ذلك أيضا على أصابع الساكسفون التي لاشك أنها جمدت هي الأخرى، فأبدأ بتحريكها حتى تسير بسهولة حين العزف... تارة أضع اصابعي تحت أبطي وتارة أنفخ عليها وأخرى اجلس عليها غير أن الأرض باردة أيضا فأعود الى فركها بسرعة مطقطقا إياها شاحذا أطرافها للسهولة والمرونة.. لا أتحرك إلا عندما أجدك قد ندست خاصرتي فأنهض قائلا: مرحبا.. عمتم مساء سيداتي وسادتي .. أسمعكم الليلة معزوفة من ألحاني كنت قد لحنتها بمشاعري وحزني أرجو ان تروق لكم فهي تترجم حالي واسميتها فسحة ضياء...
ما أن نفخ حتى ماجت أصابعه تعزف متراقصة وهي تتبع أنفاسه التي توجعه على جسد عار.. بداية لم ينجذب احد فقد اعتادوا مشاهدته كل ليلة، غالبا ظنهم أنه يعزف نفس المعزوفة، لكن هذه المرة صار كان اللحن مغايرا يتمايل مع كل صعود وهبوط في الرتم، تحرك الأغلبية ممن شدهم عزفه الى التقرب منه حتى اكتظ المحيط، سرعان ما تطلعوا إليه وهو يعزف بشغف وهوس لم يروه عليه من قبل حتى أباه عندما تجمهروا حولهم نهض عن مكانه دون أن يأخذ القبعة كي يستجدي، بل تركها مدهوشا بهذه المقطوعة الموسيقية التي لم يُعَلِمَها له أو يسمعها من قبل... كانت الفتيات قد رمت بأنفسهم على صدور أصدقائهم تمايلن ترنما مع هدير الساكسفون الذي يصرخ طالبا الرحمة من الرب.. فالظلم قد طاله طفلا وصبيا وهاهو شاب لا زال يترنح حظه الى جانب من رباه.. الجميع مستمتع حتى أنهم لم يشعوروا بوصول القطار إلا عندما أطلق صافرته وأزاح سحابة الوله التي عاشها من تجمهر حول فرانز ... أنهي وصلته وسط تصفيق لم يسمع مثله، خاصة انه عزف كثيرا لكن هذه المرة سلب لب من أنصت إليه فتراشقت العملات المعدنية على القبعة التي لم يستطيع أباه ان يسيطر عن المتقافز منها بعيدا، اما هو فقد كانت الايادي التي تربت على كتفه تشيد بعزفه وأحساسه عديدة شاكرا لهم صنيعهم واعجابهم بوصلته... صاح والده... فرانز يا لك من فتى!؟ لقد جننت حقا بما عزفته!! كان رائعا بل لم أسمع بمثلها طوال حياتي لقد مارست العزف كما تعلم إلا أن أصابعك كانت تحاكي القلوب والنفوس، استغرب فعلتك!!! فأنت لم تقل لي ابدا عن ما لحنته ولم تسمعنيه حتى يا لك من فتى رائع، اعلم جيدا يا فرانز أن مستقبلك سيتغير منذ اللحظة هذا حدسي الذي يتحدث إليك، حرام علي أن أبقيك في ذلك القبر، لابد لي من التحرك سأبحث عمن يهتم ليكتنف موهبتك، فأنا لا أخفيك سأميت روحك إن ابقيتك معي، سأطلق سراحك هذا وعد مني وعهد اتخذه بأن اسعى كي اضع قدمك على اول الجادة....
هناك في القريب كان يستمع لحديث الرجل العجوز شخص ما، سارع بعد ان انتهوا من وصلتهم وهموا بالعودة أستوقفهم قائلا: عفوا أني أدعى باتريك رودويك كنت احد المتذوقين لوصلتك التي استمعت حتى أني ألغيت ركوبي بالقطار من اجل ان اتحدث معك يا فرانز.. هذا اسمك الذي ناداك به العجوز اليس كذلك؟
فرانز: نعم وهذا ابي بيتر وهو عازف ساكسفون أيضا...
أسعدني التواصل معكما... لا اطيل عليكما لقد اعجبت كثيرا بعزفك، مهارتك وأحاسيسك التي ترجمتها أصابعك بشكل مبهر لذا أعرض عليك إن وافقت أن تسجل معزوفتك عندي... فأنا أمتلك استديو للتسجيلات صغير نعم لكن كل شيء يبدأ بخطوة فماذا تقول؟ أتشاطرني الرأي..
بيتر: لاشك يبدو ان حدسي قد صدق يا فرانز ها هو سيد الحظ يطرح عليك أمرا لم يسوقه لي الحظ من قبل إنها الفرصة التي تنتظر وانتظر حتى تحقق أحلامك.. فلا تنتظر اقتنصها وإن كانت صغيرة..
تلك الليلة كانت باردة جدا بعد ان اعطانا السيد رودويك كارت بعنوانه، عدت مع أبي ولأول مرة أشرب معه الفودكا، كان يرقص فرحا وسعادة وهو يقول: لقد آن آوان ان تكون عازفا مشهورا اكمل طريقك بالمعرفة ولا تكف ابدا عن ملاحقة حلمك الذي حدثتني عنه.. إثنا عشر عاما مضت على تلك الحادثة وهاهو ابي مستلقي على أريكة فارهة والى جانبه زجاجة الفودكا التي يفضلها كثيرا.. أما أنا فقد ذاع صيتي وبت مشهورا إعلاميا وبين العامة من الناس... أما الليلة فإني سأعزف على المسرح الوطني الكبير.. ارجو ان لا اخيب رجاء من سيحضر بعد ان ألفت معزوفتي الجديدة المحطة السابعة التي لم يعلم بها أحد حتى أبي أو وكيل اعمالي .
بقلم/ عبد الجبار الحمدي