يطل علينا محمد بنعلي بن بوزيان، هذه المرة، بتحقيق نص رحلي نادر، هو: “رحلة أبي العباس الهلالي” (1113/1114هـ – 1175هـ) (1701/1702م – 1761م )، بعنوان: التوجه إلى بيت الله الحرام وزيارة قبره عليه الصلاة والسلام. ويعتبر هذا النص الرحلي المحقق لبنة أخرى في مشروع “تراث فجيج” الذي تبناه كل من العربي هلالي ومحمد بنعلي بن بوزيان منذ عشر سنوات. وقد أنتج هذا المشروع أعمالاً هامة تدور كلها، تقريباً، حول تراث فجيج؛ الفكري والديني والأدبي والتاريخي. ومن هذه الأعمال ما اشترك الباحثان في تأليفه، ومنها ما انفرد كل واحد منهما بتأليفه. والحق أن الباحثين قد شقّا طريقهما في البحث المحلي لتراث فجيج بصبر وأناة، وظهرت نتائج عملهما، لحد الآن، في المؤلفات العديدة التي ألفوها، أو تلك التي نفضوا عنها الغبار؛ فاغتنت بها المعرفة المحلية والوطنية والعربية. ويدل هذا التحقيق الذي بين أيدينا الآن، أيضاً، على روح التعاون بين الباحثين في إثراء مشروعهما وتوسيع دائرته، ليتجاوز تراث فجيج، فيشمل التراث الوطني والتراث المشرقي كذلك.
يبدو أن المحقق، محمد بنعلي بن بوزيان، قد خبر صناعة التحقيق للنصوص التراثية المغربية المختلفة؛ فقد حقق قبل هذا النص النصوص التالية: تاج الياقوت وسر الناسوت،وديوان الفجيجيين، وروضة السلوان، وبرنامج أبي العباس اللبلي، والحقائق والرقائق. كما عايش النصوص التراثية الأدبية واللغوية والفقهية والتاريخية المغربية والمشرقية، وكتب دراسات عنها تهم الأدب والتاريخ والفقه والأعلام وبيوتات العلم والأدب، والبحث الببليوغرافي الخاص بالمخطوطات كذلك. غير أن مدار اهتمامه قد انصب أكثر على تراث فجيج بشكل خاص؛ تراثه الأدبي والديني والتاريخي. ويكاد يختص بتراث هذه الحاضرة العلمية ومنطقتها التي كانت لعدة قرون حلقة وصل بين جنوب المغرب وتلمسان والمشرق، وبين السودان وفاس وشمال المغرب. وكانت محطة طبيعية في الجنوب الشرقي المغربي للتوجه إلى حج بيت الله الحرام؛ فذكرها عدد من كتاب الرحلة الحجية الذين مروا منها.
يجمع المحقق في هذا المؤلف بين الدراسة والتحقيق. ولكن قصده كان أن يقدم نصاً رحلياً محققاً تحقيقاً سليماً، أكثر من قصده إلى تقديم دراسة وافية عنه، بل أشار إلى أن دراسة مثل هذا النص الرحلي تتطلب مجهوداً آخر، وقد يقوم به غيره. ولكن، مع ذلك، فإن التقديم الذي وضعه المحقق للنص يقدم إضاءات أساسية عن الرحلة وصاحبها، ويؤشر على مفاتيح عامة أساسية تساعد على قراءة النص وتَمَثُّل جزء هام من مكوناته اللغوية والفكرية والدينية والمجالية والثقافية، ومن ثم تشييد معنى سليم عن هذه الرحلة. كما تتجلى أهمية ما قام به المحقق هنا في البحث والتقصي في مختلف المظان القديمة والحديثة ليضع النص وصاحبه في إطاره التاريخي والمعرفي والثقافي، تيسيراً لفك بعض مستغلقات هذه الرحلة. ويستفاد من قراءة التقديم والنص المحقق، أن الباحث يقدم لنا جزءاً من الرحلة فقط، أي رحلة ناقصة، وغير تامة. وقد ناقش الباحث هذه المسألة، واستدل على إشارات دالة من النص تدل على أن النص المحقق غير تام، وفند من يشك في وجوده أصلاً. فالرحلة لم تصل إلى نهايتها، أي: الحجاز، و بيت الله الحرام، واستيفاء مناسك الحج، والعودة من الحج. وأن الرحلة التي يضعها المحقق بين أيدينا تنطلق من سجلماسة وتقف عند مدينة توزر في تونس، في منتصف الطريق تقريباً. ولا شك أن هناك جزءاً آخر من الرحلة ما يزال مفقوداً، لم يتمكن الباحث من الوصول إليه، ويتمنى، بدوره، أن يتمكن يوماً، هو أو غيره من الوصل إلى الجزء الباقي من الرحلة.
لقد اعتمد المحقق في تحقيقه على مخطوطة فريدة، والتحقيق من هذا النوع يضع المحقق أمام بعض الصعوبات التأويلية، وعدم التمكن من الحسم في بعض النواقص والشوائب التي عاينها في مخطوطته الفريدة. من ذلك أن المحقق كثيراً ما كان يحكمه الحذر العلمي الثاقب عندما تعترضه بعض الصعوبات في تكوين قراءة سليمة للمخطوطة؛ مثلاً، وجود بعض الفراغات في المخطوط، أو وجود تعابير غير واضحة لا يستقيم معها المعنى الذي يقتضيه السياق، أو وجود كلمات غير واضحة، أوجود تحريف أو تصحيف، وغير ذلك من المشاكل المختلفة المعروفة في تحقيق المخطوطات.
لقد اعتمد المحقق، إذن، على مخطوطة واحدة. ونحن نعلم أن الاعتماد في التحقيق على مخطوطة واحدة فقط، يختلف كثيراً عن التحقيق من أكثر من مخطوطة واحدة. ذلك أن التحقيق من أكثر من مخطوطة واحدة يساعد على المقارنة وقراءة هذا بهذا، وتصحيح ذلك بذاك، والتمكن من تقديم نص ذي مصداقية أكثر. ولما لم يتمكن باحثنا المحقق لرحلة الهلالي من العثور بعدُ على مخطوطات أخرى لهذه الرحلة، فقد تكونت لديه قناعة مشبعة بحدس علمي، وبتشجيع من العربي هلالي، بأنه يجب إخراج هذا النص- الرحلة اليوم، وعدم تأجيل ذلك إلى حين العثور على مخطوطات أخرى، ولا يعلم أحد متى سيتم ذلك. ولا يمكن لكل ذي بصيرة إلا أن يثمن هذا الاختيار العلمي.
ولتجاوز مسألة وجود مخطوطات أخرى يمكن الاعتماد عليها، فإن الباحث المحقق محمد بنعلي بن بوزيان قد عبأ كل طاقته المعرفية لتقديم تحقيق يستجيب لأهم متطلبات التحقيق العلمي. وقد تجلى ذلك الجهد في إخراجه للنص مقروءاً قراءة سليمة، تسمح بتتبع مساره وفهم مراميه الواضحة وغاياته. ويرجع الفضل، كل الفضل في ذلك، إلى البحث المضني والمتنوع الذي قام به الباحث في مختلف المصادر والمراجع والمعاجم، واستدعاء موسوعته الغنية بالقراءات المختلفة لأساليب ومكونات الخطاب الرحلي؛ وهي موسوعة مشبعة بكل ما يؤثث الخطاب العربي القديم، والنص الرحلي بخاصة. والذي يدل على هذا الجهد العلمي واللغوي والمعرفي للباحث، هو تلك الهوامش، أو النصوص الموازية التي رافقت النص المحقق. وغالباً ما يقاس التحقيق بهوامشه الدقيقة ونوعيتها. وقديماً كانت تقاس المعرفة الرصينة للباحث أو المحقق بالهوامش التي يضعها في أسفل الصفحة؛ لأنها هي التي توضح وتشرح وتفسر وتؤول كل أو جل مستغلقات النص المختلفة حتى يستقيم النص، وتستقيم قراءته، ويُتوصل بذلك إلى تشييد معنى سليم عن النص المقروء، حتى يخرج المخطوط إلى عالم القراءة والتدوال، ويصبح له وجود وتاريخ في عالم المعرفة الخاصة بموضوعه. وتلك غاية غايات المحقق الخبير بصناعته. ويكفي أن ينظر القارئ إلى قوة وغنى مرجعيته المختلفة والمتنوعة التي اعتمد عليها، والمتمثلة في المصادر والمراجع المثبتة في الهوامش، وفي الفهارس المختلفة المشفوعة بالتحقيق.
ليس من الضروري التأكيد، هنا، على أهمية هذا النص الرحلي الجديد الذي يقدمه لنا الباحث المحقق، محمد بنعلي بن بوزيان. فقد قام بذلك في ثنايا تقديمه، فاستخلص بكل تبصر أهمية هذا النص الأدبية والإجنماعية والإقتصادية والأخلاقية والدينية. كما انتبه إلى ما تتميز به هذه الرحلة عن مثيلاتها التي سلكت نفس المسار قبله أو بعده. فهي، بحق، خزان للثقافة المغربية العربية الإسلامية في عهده وتعبير عنها، ونموذج لتلك الثقافة التي حكمت المغرب والعالم العربي الإسلامي حتى العهود الحديثة؛ هي ثقافة لغوية أدبية دينية أخلاقية وصوفية، لها مرجعيتها الذاتية القوية المتواصلة لعدة قرون، بعيدة عن كل تأثر خارجي، أو تعامل معه. والرحلة في النهاية نص غني بالإنسان ومجاله، من حيث السلوك والعادات والشعائر والممارسات الدينية والأخلاقية والاجتماعية والمعيشية. ومن حيث الأمكنة والهواجس التي تصاحب أصحاب الرحلة من سجلماسة إلى الحجاز لحج بيت الله الحرام. وسيجد فيها الأدباء الرحليون، والمهتمون بالدراسات الدينية والصوفية، والمؤرخون، والأنثربولوجيون، والاجتماعيون، والإثنوغرافيون، والاقتصاديون كذلك، مادة مهمة لاستجلاء زمان وأهل القرن الثاني عشر الهجري والقرن الثامن عشر الميلادي، في المغرب وفي الأقطار المغاربية والعربية الأخرى التي مرت منها الرحلة. وعسى أن يتم الوصول، في وقت ما، إلى الجزء الباقي من الرحلة لتكتمل، بدورها، رحلة حجية، مثل مثيلاتها من الرحلات الحجية المغربية العديدة.
كاتب المقال: أحمد بوحسن
المصدر: مجلة رباط الكتب
يبدو أن المحقق، محمد بنعلي بن بوزيان، قد خبر صناعة التحقيق للنصوص التراثية المغربية المختلفة؛ فقد حقق قبل هذا النص النصوص التالية: تاج الياقوت وسر الناسوت،وديوان الفجيجيين، وروضة السلوان، وبرنامج أبي العباس اللبلي، والحقائق والرقائق. كما عايش النصوص التراثية الأدبية واللغوية والفقهية والتاريخية المغربية والمشرقية، وكتب دراسات عنها تهم الأدب والتاريخ والفقه والأعلام وبيوتات العلم والأدب، والبحث الببليوغرافي الخاص بالمخطوطات كذلك. غير أن مدار اهتمامه قد انصب أكثر على تراث فجيج بشكل خاص؛ تراثه الأدبي والديني والتاريخي. ويكاد يختص بتراث هذه الحاضرة العلمية ومنطقتها التي كانت لعدة قرون حلقة وصل بين جنوب المغرب وتلمسان والمشرق، وبين السودان وفاس وشمال المغرب. وكانت محطة طبيعية في الجنوب الشرقي المغربي للتوجه إلى حج بيت الله الحرام؛ فذكرها عدد من كتاب الرحلة الحجية الذين مروا منها.
يجمع المحقق في هذا المؤلف بين الدراسة والتحقيق. ولكن قصده كان أن يقدم نصاً رحلياً محققاً تحقيقاً سليماً، أكثر من قصده إلى تقديم دراسة وافية عنه، بل أشار إلى أن دراسة مثل هذا النص الرحلي تتطلب مجهوداً آخر، وقد يقوم به غيره. ولكن، مع ذلك، فإن التقديم الذي وضعه المحقق للنص يقدم إضاءات أساسية عن الرحلة وصاحبها، ويؤشر على مفاتيح عامة أساسية تساعد على قراءة النص وتَمَثُّل جزء هام من مكوناته اللغوية والفكرية والدينية والمجالية والثقافية، ومن ثم تشييد معنى سليم عن هذه الرحلة. كما تتجلى أهمية ما قام به المحقق هنا في البحث والتقصي في مختلف المظان القديمة والحديثة ليضع النص وصاحبه في إطاره التاريخي والمعرفي والثقافي، تيسيراً لفك بعض مستغلقات هذه الرحلة. ويستفاد من قراءة التقديم والنص المحقق، أن الباحث يقدم لنا جزءاً من الرحلة فقط، أي رحلة ناقصة، وغير تامة. وقد ناقش الباحث هذه المسألة، واستدل على إشارات دالة من النص تدل على أن النص المحقق غير تام، وفند من يشك في وجوده أصلاً. فالرحلة لم تصل إلى نهايتها، أي: الحجاز، و بيت الله الحرام، واستيفاء مناسك الحج، والعودة من الحج. وأن الرحلة التي يضعها المحقق بين أيدينا تنطلق من سجلماسة وتقف عند مدينة توزر في تونس، في منتصف الطريق تقريباً. ولا شك أن هناك جزءاً آخر من الرحلة ما يزال مفقوداً، لم يتمكن الباحث من الوصول إليه، ويتمنى، بدوره، أن يتمكن يوماً، هو أو غيره من الوصل إلى الجزء الباقي من الرحلة.
لقد اعتمد المحقق في تحقيقه على مخطوطة فريدة، والتحقيق من هذا النوع يضع المحقق أمام بعض الصعوبات التأويلية، وعدم التمكن من الحسم في بعض النواقص والشوائب التي عاينها في مخطوطته الفريدة. من ذلك أن المحقق كثيراً ما كان يحكمه الحذر العلمي الثاقب عندما تعترضه بعض الصعوبات في تكوين قراءة سليمة للمخطوطة؛ مثلاً، وجود بعض الفراغات في المخطوط، أو وجود تعابير غير واضحة لا يستقيم معها المعنى الذي يقتضيه السياق، أو وجود كلمات غير واضحة، أوجود تحريف أو تصحيف، وغير ذلك من المشاكل المختلفة المعروفة في تحقيق المخطوطات.
لقد اعتمد المحقق، إذن، على مخطوطة واحدة. ونحن نعلم أن الاعتماد في التحقيق على مخطوطة واحدة فقط، يختلف كثيراً عن التحقيق من أكثر من مخطوطة واحدة. ذلك أن التحقيق من أكثر من مخطوطة واحدة يساعد على المقارنة وقراءة هذا بهذا، وتصحيح ذلك بذاك، والتمكن من تقديم نص ذي مصداقية أكثر. ولما لم يتمكن باحثنا المحقق لرحلة الهلالي من العثور بعدُ على مخطوطات أخرى لهذه الرحلة، فقد تكونت لديه قناعة مشبعة بحدس علمي، وبتشجيع من العربي هلالي، بأنه يجب إخراج هذا النص- الرحلة اليوم، وعدم تأجيل ذلك إلى حين العثور على مخطوطات أخرى، ولا يعلم أحد متى سيتم ذلك. ولا يمكن لكل ذي بصيرة إلا أن يثمن هذا الاختيار العلمي.
ولتجاوز مسألة وجود مخطوطات أخرى يمكن الاعتماد عليها، فإن الباحث المحقق محمد بنعلي بن بوزيان قد عبأ كل طاقته المعرفية لتقديم تحقيق يستجيب لأهم متطلبات التحقيق العلمي. وقد تجلى ذلك الجهد في إخراجه للنص مقروءاً قراءة سليمة، تسمح بتتبع مساره وفهم مراميه الواضحة وغاياته. ويرجع الفضل، كل الفضل في ذلك، إلى البحث المضني والمتنوع الذي قام به الباحث في مختلف المصادر والمراجع والمعاجم، واستدعاء موسوعته الغنية بالقراءات المختلفة لأساليب ومكونات الخطاب الرحلي؛ وهي موسوعة مشبعة بكل ما يؤثث الخطاب العربي القديم، والنص الرحلي بخاصة. والذي يدل على هذا الجهد العلمي واللغوي والمعرفي للباحث، هو تلك الهوامش، أو النصوص الموازية التي رافقت النص المحقق. وغالباً ما يقاس التحقيق بهوامشه الدقيقة ونوعيتها. وقديماً كانت تقاس المعرفة الرصينة للباحث أو المحقق بالهوامش التي يضعها في أسفل الصفحة؛ لأنها هي التي توضح وتشرح وتفسر وتؤول كل أو جل مستغلقات النص المختلفة حتى يستقيم النص، وتستقيم قراءته، ويُتوصل بذلك إلى تشييد معنى سليم عن النص المقروء، حتى يخرج المخطوط إلى عالم القراءة والتدوال، ويصبح له وجود وتاريخ في عالم المعرفة الخاصة بموضوعه. وتلك غاية غايات المحقق الخبير بصناعته. ويكفي أن ينظر القارئ إلى قوة وغنى مرجعيته المختلفة والمتنوعة التي اعتمد عليها، والمتمثلة في المصادر والمراجع المثبتة في الهوامش، وفي الفهارس المختلفة المشفوعة بالتحقيق.
ليس من الضروري التأكيد، هنا، على أهمية هذا النص الرحلي الجديد الذي يقدمه لنا الباحث المحقق، محمد بنعلي بن بوزيان. فقد قام بذلك في ثنايا تقديمه، فاستخلص بكل تبصر أهمية هذا النص الأدبية والإجنماعية والإقتصادية والأخلاقية والدينية. كما انتبه إلى ما تتميز به هذه الرحلة عن مثيلاتها التي سلكت نفس المسار قبله أو بعده. فهي، بحق، خزان للثقافة المغربية العربية الإسلامية في عهده وتعبير عنها، ونموذج لتلك الثقافة التي حكمت المغرب والعالم العربي الإسلامي حتى العهود الحديثة؛ هي ثقافة لغوية أدبية دينية أخلاقية وصوفية، لها مرجعيتها الذاتية القوية المتواصلة لعدة قرون، بعيدة عن كل تأثر خارجي، أو تعامل معه. والرحلة في النهاية نص غني بالإنسان ومجاله، من حيث السلوك والعادات والشعائر والممارسات الدينية والأخلاقية والاجتماعية والمعيشية. ومن حيث الأمكنة والهواجس التي تصاحب أصحاب الرحلة من سجلماسة إلى الحجاز لحج بيت الله الحرام. وسيجد فيها الأدباء الرحليون، والمهتمون بالدراسات الدينية والصوفية، والمؤرخون، والأنثربولوجيون، والاجتماعيون، والإثنوغرافيون، والاقتصاديون كذلك، مادة مهمة لاستجلاء زمان وأهل القرن الثاني عشر الهجري والقرن الثامن عشر الميلادي، في المغرب وفي الأقطار المغاربية والعربية الأخرى التي مرت منها الرحلة. وعسى أن يتم الوصول، في وقت ما، إلى الجزء الباقي من الرحلة لتكتمل، بدورها، رحلة حجية، مثل مثيلاتها من الرحلات الحجية المغربية العديدة.
كاتب المقال: أحمد بوحسن
المصدر: مجلة رباط الكتب