أغاظتني هذه العبارة، أي غيظ:
" شارك في هذه الندوة عدد كبير من الفعاليات الفكرية والبحثية والأكاديمية .... "
فكلمة "الفعاليات" في الاستخدام المعاصر تعني "الأنشطة" وأحيانا تعني "التجمعات" لكنها في هذا السياق لا معنى لها إلا "الأفراد" الذين وصفوا بأنهم عسكريون أو أكاديميون أو سياسيون .. إلخ.
ومما زاد الطين بلة:
أولا- العبارة وردت في مجلة المستقبل العربي التي يصدرها مركز دراسات الوحدة العربية ومقره بيروت.
ثانيا- العبارة كتبتها باحثة في المركز نفسه.
ثالثا- أصبح هذا النمط من الأساليب يسود لغة الكتابة في المطبوعات المنضبطة، أو التي يفترض فيها أن تكون منضبطة مثل مجلة المستقبل العربي.
لقد تمادى الكاتبون بالعربية في تشويه اللغة حتى غابت القواعد وانفلت الزمام.
وأنا بدأت بالعبارة المذكورة لكني إنما قصدت الكتابة عن مقال قصير كتبه ساسين عساف وهو أستاذ في الجامعة اللبنانية، ونشر في المستقبل العربي، في العدد نفسه الذي نقلت منه العبارة السالفة ( المستقبل العربي، ع. مارس2019 - ص ص 7 -10
مقالة ساسين عساف بعنوان "العرب والتجدد الحضاري" وقد جاء صاحبها بفكرة جيدة عن أسباب التردي الذي أصاب أمة العرب، لكن المقالة امتلأت بالألفاظ، والتعبيرات (=الأساليب عند مجمع اللغة العربية) التي تعوق فهم مقاصد الكاتب. ومن عجب أنه وهو يعلي من شأن القومية العربية - واللغة العربية هي أساسها- يبتعد عن البيان العربي، والبيان في ظني لا يرادف استعمال ألفاظ من معاجم اللغة العربية ، بل البيان العربي إنما هو عندي الوصول بالقاريء إلى الفهم الناتج عن وضوح الفكرة ووضوح التعبير عنها، فهذا هو البيان، هذه هي الإبانة. حتى لو اختار الكاتب بعض الألفاظ الجديدة يدخلها في كلامه فلا بأس، على أنه ملزم بالإبانة عن غرضه في النهاية.
تعالوا ننظر في المقالة؛ لنسرد ما ورد بها من ألفاظ وأساليب:
1 - أفاهيم الهوية
2 - فكر تأسيسي براكسي
3 - نوافع تأسيس
4 - المجال الحركي/ العملاني الدولاتي
5- الأفكار الإذهانية
6 - ارتفع بالعروبة إلى نصاب الأيديولوجيا
7 - القوى الشهوية
8 - يعيش راهنا
9 - تسييل للخصوصيات
10 - مفاعيل الاحتلال الصهيوني
المقالة قصيرة لا تزيد عن أربع صفحات، وقد أرهقتني بهذه المواضع العشرة من الصعوبات اللغوية، ولو كانت المقالة طويلة لما استطعت إكمال قراءتها.
الصعوبات اللغوية في المقالة ( ولا أحب أن أسميها الأخطاء) تقع في حقول عدة منها: الصرف، ومنها الترجمة، ومنها الاعتياد على ألفاظ في بيئات معينة بلا مراجعة ولا تدقيق (وهذا ما نسميه لغة محلية، تخضع للأهواء، وهي لا تصلح للتعميم في الكتابة الأكاديمية المنضبطة.
- فكلمة "مفاعيل" مقصود بها في النص "العدوان الدائم" لإسرائيل فما الذي يجعلها مفاعيل.
-وكلمة "الراهن" المقصود بها الوضع الحالي، أي الوقت الذي نحن فيه وهو الآن والعصر، فتأتي كلمة الراهن وصفا للوقت. أما أن نقول يعيش راهنا. فلا شك أنها تشويه لغوي متعمد.
- أما النِّصاب فلا أظن من معانيها المكانة أو الوضع أو المستوى.
- ولم أفهم أبدا معنى العملاني.
- كما لم أفهم كلمة براكسي، وصفا للفكر.
- وكلمة تسييل، أفضل منها وأوضح في هذا السياق تمييع وتضييع.
الخلاصة أننا أمام نص صعّبه صاحبه علينا، من غير أن يكون معذورا فيما صنع، إلا بعذر واحد هو أننا في الزمان " التَّرَلّلي"
" شارك في هذه الندوة عدد كبير من الفعاليات الفكرية والبحثية والأكاديمية .... "
فكلمة "الفعاليات" في الاستخدام المعاصر تعني "الأنشطة" وأحيانا تعني "التجمعات" لكنها في هذا السياق لا معنى لها إلا "الأفراد" الذين وصفوا بأنهم عسكريون أو أكاديميون أو سياسيون .. إلخ.
ومما زاد الطين بلة:
أولا- العبارة وردت في مجلة المستقبل العربي التي يصدرها مركز دراسات الوحدة العربية ومقره بيروت.
ثانيا- العبارة كتبتها باحثة في المركز نفسه.
ثالثا- أصبح هذا النمط من الأساليب يسود لغة الكتابة في المطبوعات المنضبطة، أو التي يفترض فيها أن تكون منضبطة مثل مجلة المستقبل العربي.
لقد تمادى الكاتبون بالعربية في تشويه اللغة حتى غابت القواعد وانفلت الزمام.
وأنا بدأت بالعبارة المذكورة لكني إنما قصدت الكتابة عن مقال قصير كتبه ساسين عساف وهو أستاذ في الجامعة اللبنانية، ونشر في المستقبل العربي، في العدد نفسه الذي نقلت منه العبارة السالفة ( المستقبل العربي، ع. مارس2019 - ص ص 7 -10
مقالة ساسين عساف بعنوان "العرب والتجدد الحضاري" وقد جاء صاحبها بفكرة جيدة عن أسباب التردي الذي أصاب أمة العرب، لكن المقالة امتلأت بالألفاظ، والتعبيرات (=الأساليب عند مجمع اللغة العربية) التي تعوق فهم مقاصد الكاتب. ومن عجب أنه وهو يعلي من شأن القومية العربية - واللغة العربية هي أساسها- يبتعد عن البيان العربي، والبيان في ظني لا يرادف استعمال ألفاظ من معاجم اللغة العربية ، بل البيان العربي إنما هو عندي الوصول بالقاريء إلى الفهم الناتج عن وضوح الفكرة ووضوح التعبير عنها، فهذا هو البيان، هذه هي الإبانة. حتى لو اختار الكاتب بعض الألفاظ الجديدة يدخلها في كلامه فلا بأس، على أنه ملزم بالإبانة عن غرضه في النهاية.
تعالوا ننظر في المقالة؛ لنسرد ما ورد بها من ألفاظ وأساليب:
1 - أفاهيم الهوية
2 - فكر تأسيسي براكسي
3 - نوافع تأسيس
4 - المجال الحركي/ العملاني الدولاتي
5- الأفكار الإذهانية
6 - ارتفع بالعروبة إلى نصاب الأيديولوجيا
7 - القوى الشهوية
8 - يعيش راهنا
9 - تسييل للخصوصيات
10 - مفاعيل الاحتلال الصهيوني
المقالة قصيرة لا تزيد عن أربع صفحات، وقد أرهقتني بهذه المواضع العشرة من الصعوبات اللغوية، ولو كانت المقالة طويلة لما استطعت إكمال قراءتها.
الصعوبات اللغوية في المقالة ( ولا أحب أن أسميها الأخطاء) تقع في حقول عدة منها: الصرف، ومنها الترجمة، ومنها الاعتياد على ألفاظ في بيئات معينة بلا مراجعة ولا تدقيق (وهذا ما نسميه لغة محلية، تخضع للأهواء، وهي لا تصلح للتعميم في الكتابة الأكاديمية المنضبطة.
- فكلمة "مفاعيل" مقصود بها في النص "العدوان الدائم" لإسرائيل فما الذي يجعلها مفاعيل.
-وكلمة "الراهن" المقصود بها الوضع الحالي، أي الوقت الذي نحن فيه وهو الآن والعصر، فتأتي كلمة الراهن وصفا للوقت. أما أن نقول يعيش راهنا. فلا شك أنها تشويه لغوي متعمد.
- أما النِّصاب فلا أظن من معانيها المكانة أو الوضع أو المستوى.
- ولم أفهم أبدا معنى العملاني.
- كما لم أفهم كلمة براكسي، وصفا للفكر.
- وكلمة تسييل، أفضل منها وأوضح في هذا السياق تمييع وتضييع.
الخلاصة أننا أمام نص صعّبه صاحبه علينا، من غير أن يكون معذورا فيما صنع، إلا بعذر واحد هو أننا في الزمان " التَّرَلّلي"