البصرة/ العراق 28 آيار 2019
أخي الرائع العزيز نقوس المهدي
ما زالت الأحلام التي سطرناها في رسائلنا التي مضى عليها اكثر من عقدين هي هي. لم تتغير. لا بل ما كنا نبحث عنا ضاع في دهاليز الزمن واصبح ذكرى تؤرقني كلما اعدت قراءة تلك الرسائل. في حينها كنت أخشى أن تقع واحدة من تلك الأحلام/الرسائل بيد الرقيب/السلطة لكنها مرّت بفضل غباء من كانوا يعتقدون ان مصائرنا بأيديهم!
اخي الحبيب.
رسائل الامس كانت وما زالت تحمل نبضات قلوبنا دون رتوش وكنا نكتب دون ان نقرأ ما كتبناه. كانت الكلمات تخرج دون تكلّف تحمل الحلم الكبير والمحبة الصادقة. كنت انتظر رسائلكم يوما بعد يوم. شهر كامل بين رسالة وأخرى وهو ما يزيد الشوق اليها. كان ساعي البريد مؤنسنا. أذهب صباحا الى البريد المركزي في قلب مدينة البصرة لأفتح صندوقي واتحسس ما بداخله مع خفقات قلبي التي تدلّني على ما موجود بداخل الصندوق. وحينما ترجع يدي فارغة يعتريني الألم، وأي ألم. كنت يا صاحبي نافذتي الكبيرة للاطلاع بالعالم الخارجي. كان الحصار يقبض على ارواحنا ويمنعنا من الولوج الى عالم المعرفة. بضع كتب نعيد قراءتها مرة ومرتين وثلاث. كنت واصدقائي نضع جدولا للقراءات. كل يومين لصديق وهكذا ينتقل الكتاب من يد الى اخرى. وكنا حينها ايضا نتوق لطباعة منجزنا الادبي فابتكرنا طريقة أدب الاستنساخ. طبعنا كتبنا بطريقة بدائية لكنها وصلت الى حيث نريد. قرأها أصدقاؤنا في المغرب العربي وفلسطين وهذا الامر جعلنا ان نستمر بطباعة الكتب ونشرها. طبعنا مطبوع بويب الثقافي وفضاءات وغيرها من المطبوعات وكذلك ديواني الثاني مخابئ طبعته بذات الطريقة اما الغلاف فطبعناه بطريقة مبتكرة نطلق عليها في العراق (السكرين). المهم اننا نحقق جزءا من طموحنا في قبضة الحصار الجائر.
اخي العزيز.
اليوم اختلفت الامور. الرقيب الذي كنا نخشاه ولّى الى غير رجعة لكن ظهر ما هو أتعس منه. رقباء كثيرون بلحى لا تكترث لأي حقوق. وهكذا تبددت الأحلام وضاعت.
شكرا لرسالتك التي حملها لي موقع الانطولوجيا واحتفظت بها في موقعي الشخصي ايمانا مني بمحبتكم التي تفوق كل تقنيات العصر.
خالص مودتي ومحبتي.
اخوك
عبد الكريم العامري
البصرة في 28 آيار 2019
أخي الرائع العزيز نقوس المهدي
ما زالت الأحلام التي سطرناها في رسائلنا التي مضى عليها اكثر من عقدين هي هي. لم تتغير. لا بل ما كنا نبحث عنا ضاع في دهاليز الزمن واصبح ذكرى تؤرقني كلما اعدت قراءة تلك الرسائل. في حينها كنت أخشى أن تقع واحدة من تلك الأحلام/الرسائل بيد الرقيب/السلطة لكنها مرّت بفضل غباء من كانوا يعتقدون ان مصائرنا بأيديهم!
اخي الحبيب.
رسائل الامس كانت وما زالت تحمل نبضات قلوبنا دون رتوش وكنا نكتب دون ان نقرأ ما كتبناه. كانت الكلمات تخرج دون تكلّف تحمل الحلم الكبير والمحبة الصادقة. كنت انتظر رسائلكم يوما بعد يوم. شهر كامل بين رسالة وأخرى وهو ما يزيد الشوق اليها. كان ساعي البريد مؤنسنا. أذهب صباحا الى البريد المركزي في قلب مدينة البصرة لأفتح صندوقي واتحسس ما بداخله مع خفقات قلبي التي تدلّني على ما موجود بداخل الصندوق. وحينما ترجع يدي فارغة يعتريني الألم، وأي ألم. كنت يا صاحبي نافذتي الكبيرة للاطلاع بالعالم الخارجي. كان الحصار يقبض على ارواحنا ويمنعنا من الولوج الى عالم المعرفة. بضع كتب نعيد قراءتها مرة ومرتين وثلاث. كنت واصدقائي نضع جدولا للقراءات. كل يومين لصديق وهكذا ينتقل الكتاب من يد الى اخرى. وكنا حينها ايضا نتوق لطباعة منجزنا الادبي فابتكرنا طريقة أدب الاستنساخ. طبعنا كتبنا بطريقة بدائية لكنها وصلت الى حيث نريد. قرأها أصدقاؤنا في المغرب العربي وفلسطين وهذا الامر جعلنا ان نستمر بطباعة الكتب ونشرها. طبعنا مطبوع بويب الثقافي وفضاءات وغيرها من المطبوعات وكذلك ديواني الثاني مخابئ طبعته بذات الطريقة اما الغلاف فطبعناه بطريقة مبتكرة نطلق عليها في العراق (السكرين). المهم اننا نحقق جزءا من طموحنا في قبضة الحصار الجائر.
اخي العزيز.
اليوم اختلفت الامور. الرقيب الذي كنا نخشاه ولّى الى غير رجعة لكن ظهر ما هو أتعس منه. رقباء كثيرون بلحى لا تكترث لأي حقوق. وهكذا تبددت الأحلام وضاعت.
شكرا لرسالتك التي حملها لي موقع الانطولوجيا واحتفظت بها في موقعي الشخصي ايمانا مني بمحبتكم التي تفوق كل تقنيات العصر.
خالص مودتي ومحبتي.
اخوك
عبد الكريم العامري
البصرة في 28 آيار 2019