(الحدث السوري عاد لغزا ، استوجب التفكيك .. )
جملةٌ تكادُ تكون مبهرةً لوعي الناقد.. لكنه حين يغوصُ في بحرها؛ بحثًا عن عُدةٍ لا تحيل الحدث إلى لغزٍ من جهة أخرى , ينكفئ مخفقًا !! .
لكنَي سأطرحُ –هنا- مقولة (الحدث؛ ألصق ما يكون بنا، وأبعد ما يكون عن إدراكنا) وأنطلقُ منها إلى قراءةٍ مفترضةٍ لعمل درامي (بافتراضه عملا نقديا مصورا)؛ وذلك بافتراضِ حداثة درامية تكسِّرُ قيودها ,وتمزجُ الأجناسَ في ظاهرها دون باطنها، وتقدم مشروعها في : ماذا حدث في سوريا دون الإمساك باللص أو الإشارة إليه في بواطن الحدث ؟
مع تناثر الأصوات نكاد نكون عاجزين عن التفكير بأشياء دقيقة، ربما هي مفتاحٌ لتفكيك الجذور دون التأصيل لغيرها ؛ لهذا أقترحُ- هنا- العمل الدرامي ( في ظروف غامضة ) ليس لنقده , إنما افتراض استراتيجية لتموضع النص الدرامي خارج سياقاته, بصفته مشروعَ نقدٍ ... لهذا فكل افتراض هنا لا يمتّ للعمل بصلةٍ إلا بكونه قارب ما في ذهن الناقد هنا ، ولم يصبْه.
العمل رمى بشباكِه – لأقل دون قصد حتى لا أقع في مشكلة منهجية – ليقرأ الحدث بأدواتٍ مغايرة؛ إلا أنه تكسّرت النصالُ على النصالِ, نصالُ الحدث ِالذي ينطلق من المكان الذي يقف فيه صناع العمل!
(كل ما هو شعوري، له مرحلة أولية لا شعورية ) من هنا انطلق النص, على أساسٍ من تأملِ: ماذا جرى في سوريا ؟ من خلال (العائلة) التي تمثل البلد :
كانت ( دارين )- بطلة العمل- تعتقد بمعرفتها كل شي عن عائلتها (بلدها), إلا أنها من خلال حدثٍ تفجّر ( قتلَ أخوها جميع أفراد العائلة ثم انتحر ) تبيّن لها أنها لا تعرف شيئا .
وبافتراض صحةٍ الانطلاق؛ فإن اللاشعور (وهو هنا المعرفة التامة بعائلتها/بلدها) هو لحظة الشعور عند (دارين), والشعور(عدم المعرفة التامة) هو اللاشعور باعتقادها, وطالما أن اللاشعور لانعرف ما به من حقائق وموجودات إلا عن طريق ما يصوره الشعور من تلك الموجودات المجهولة منا؛ فإن حال العائلة ( البلد ) ألصق ما يكون بنا , وأبعد ما يكون عن إدراكنا .
فمن خلال هذا القلب ( بين مواضع الشعور واللاشعور) قد تتأسس محاولة انتزاع مركزية الفهم غير المركب الذي يسيّر التحليلات التي تجري على حدثٍ ما, دون تأسيس مضاد؛ إلا أن بنية الدراما من خلال عناصر الصراع في العمل، خذلت فكرة الناقد هنا؛ فصنعت مركزية مضادّة, من خلال حتمية الحضور وهو هنا الحدث الدرامي بتفاعلاته اللانقدية, وهذه مفارقة الكتابة الدرامية حين تتخطى الحواجز التي كُتبت لها ثم تعود إليها؛ لأنها تطلبُ حسن الختام!! .
فـــ(دارين) تكشّفت لها حال العائلة بطريقة البناء المضاد؛ البناء الذي يؤسَس على رؤية تتقابل مع الرؤى المضادة , وليس التفكيك الذي يفرّق التمركز إن وجد .
في آخر العمل جاء على لسان أحد أبطال العمل؛ محدثًا دارين:
( عاطف أراد الانتحار؛ فقتل غنوة بالخطأ، أما التي قتلت البقية فهي مَن بقيت على قيد الحياة؛ سلمى. سلمى جاءت لتنتقم من والدكِ؛ فوجدت أمامها فرصة أن يموت الجميع..! مسكين عاطف أراد الانتحار فقتل غنوة بالخطأ، لكن البقية قتلهم شخص خارج (العائلة) ولولا الأخطاء والمصائب لن يستطع هذا الشخص أن يدخل ...) .
هذه الرسالة تدمر جوهر المشروع المفترض , وتصنع بناءها الخاص المضاد .
...
- مؤخرة المقدمة :
لقد استطاعَ القويُ أن يقرأ لنا فراوغَ - كما جاء في كتابنا- الدال عن المدلول بصيغتهِ هو, فأربكَ القراءة , مستخدما الثقافة البصرية كمرحلة ثقافية غيّرت مقاييس التلقي إرسالا واستقبالا وفهما وتأويلا. فهل صارت أدواتنا مصدر عجزنا ؟! .
جملةٌ تكادُ تكون مبهرةً لوعي الناقد.. لكنه حين يغوصُ في بحرها؛ بحثًا عن عُدةٍ لا تحيل الحدث إلى لغزٍ من جهة أخرى , ينكفئ مخفقًا !! .
لكنَي سأطرحُ –هنا- مقولة (الحدث؛ ألصق ما يكون بنا، وأبعد ما يكون عن إدراكنا) وأنطلقُ منها إلى قراءةٍ مفترضةٍ لعمل درامي (بافتراضه عملا نقديا مصورا)؛ وذلك بافتراضِ حداثة درامية تكسِّرُ قيودها ,وتمزجُ الأجناسَ في ظاهرها دون باطنها، وتقدم مشروعها في : ماذا حدث في سوريا دون الإمساك باللص أو الإشارة إليه في بواطن الحدث ؟
مع تناثر الأصوات نكاد نكون عاجزين عن التفكير بأشياء دقيقة، ربما هي مفتاحٌ لتفكيك الجذور دون التأصيل لغيرها ؛ لهذا أقترحُ- هنا- العمل الدرامي ( في ظروف غامضة ) ليس لنقده , إنما افتراض استراتيجية لتموضع النص الدرامي خارج سياقاته, بصفته مشروعَ نقدٍ ... لهذا فكل افتراض هنا لا يمتّ للعمل بصلةٍ إلا بكونه قارب ما في ذهن الناقد هنا ، ولم يصبْه.
العمل رمى بشباكِه – لأقل دون قصد حتى لا أقع في مشكلة منهجية – ليقرأ الحدث بأدواتٍ مغايرة؛ إلا أنه تكسّرت النصالُ على النصالِ, نصالُ الحدث ِالذي ينطلق من المكان الذي يقف فيه صناع العمل!
(كل ما هو شعوري، له مرحلة أولية لا شعورية ) من هنا انطلق النص, على أساسٍ من تأملِ: ماذا جرى في سوريا ؟ من خلال (العائلة) التي تمثل البلد :
كانت ( دارين )- بطلة العمل- تعتقد بمعرفتها كل شي عن عائلتها (بلدها), إلا أنها من خلال حدثٍ تفجّر ( قتلَ أخوها جميع أفراد العائلة ثم انتحر ) تبيّن لها أنها لا تعرف شيئا .
وبافتراض صحةٍ الانطلاق؛ فإن اللاشعور (وهو هنا المعرفة التامة بعائلتها/بلدها) هو لحظة الشعور عند (دارين), والشعور(عدم المعرفة التامة) هو اللاشعور باعتقادها, وطالما أن اللاشعور لانعرف ما به من حقائق وموجودات إلا عن طريق ما يصوره الشعور من تلك الموجودات المجهولة منا؛ فإن حال العائلة ( البلد ) ألصق ما يكون بنا , وأبعد ما يكون عن إدراكنا .
فمن خلال هذا القلب ( بين مواضع الشعور واللاشعور) قد تتأسس محاولة انتزاع مركزية الفهم غير المركب الذي يسيّر التحليلات التي تجري على حدثٍ ما, دون تأسيس مضاد؛ إلا أن بنية الدراما من خلال عناصر الصراع في العمل، خذلت فكرة الناقد هنا؛ فصنعت مركزية مضادّة, من خلال حتمية الحضور وهو هنا الحدث الدرامي بتفاعلاته اللانقدية, وهذه مفارقة الكتابة الدرامية حين تتخطى الحواجز التي كُتبت لها ثم تعود إليها؛ لأنها تطلبُ حسن الختام!! .
فـــ(دارين) تكشّفت لها حال العائلة بطريقة البناء المضاد؛ البناء الذي يؤسَس على رؤية تتقابل مع الرؤى المضادة , وليس التفكيك الذي يفرّق التمركز إن وجد .
في آخر العمل جاء على لسان أحد أبطال العمل؛ محدثًا دارين:
( عاطف أراد الانتحار؛ فقتل غنوة بالخطأ، أما التي قتلت البقية فهي مَن بقيت على قيد الحياة؛ سلمى. سلمى جاءت لتنتقم من والدكِ؛ فوجدت أمامها فرصة أن يموت الجميع..! مسكين عاطف أراد الانتحار فقتل غنوة بالخطأ، لكن البقية قتلهم شخص خارج (العائلة) ولولا الأخطاء والمصائب لن يستطع هذا الشخص أن يدخل ...) .
هذه الرسالة تدمر جوهر المشروع المفترض , وتصنع بناءها الخاص المضاد .
...
- مؤخرة المقدمة :
لقد استطاعَ القويُ أن يقرأ لنا فراوغَ - كما جاء في كتابنا- الدال عن المدلول بصيغتهِ هو, فأربكَ القراءة , مستخدما الثقافة البصرية كمرحلة ثقافية غيّرت مقاييس التلقي إرسالا واستقبالا وفهما وتأويلا. فهل صارت أدواتنا مصدر عجزنا ؟! .