وقال لي كبير القضاة :
- أوراقك هي جريمتك .. ولو تخفّيت بها في صفحاتٍ ومواقعَ إلكترونية .. فماذا تقول؟
ولم أنبس ببنت شفة ، بل كنت مطرقاً إلى الأرض في قفص الإتهام .. على مرأى من الحضور في المحكمة ، وكانوا ثلة من أدباء وحفنة من شعراء ونثرة من نقاد وكثرة من صحفيين ونُدَفاً من فضوليين .. وعلا ضجيجهم بين محبّذ لمحاكمتي ومستنكرٍ لها.
وعاود القول بعد أن نهرهم بمطرقته الخشبية :
-أنت ..أنت.. إن لم تدافع عن نفسك .. فلا محام سينبري للدفاع عنك
وأيضاً وأيضاً ما نطقت .. ولكني رفعت رأسي جائلاً بعيوني في جمهرتهم حتى وصلت إلى مقصّ الرقيب المعلّق في صدر القاعة كشعارٍ لمحكمتهم الورقية كبديلٍ عن ميزان العدل!
وأفسح القاضي مجالاً للإدّعاء .. فادّعى عليّ شويعرٌ مستكبرٌ نفسه:
- لقد تجنّى على الشعر جناية عن سابق تصوّرٍ وتصميم .. فلتحيله إلى محكمة الجنايات يا سيدي القاضي
وقال ناقد من أولئك الذين ينتقدون لمجرّد النقد :
- واقترف النقد أيضاً ، واقتراف النقد جريمة
وقال أحد رجالات الصحافة :
- وقد جنح بكتاباته خارج السرب .. فيمكن إحالته إلى محكمة الجنح على الأقل .. وهناك تقصّون أجنحته فلا يجنح بها
وقال واحد من مخضرمي الأدب :
- لقد ارتكب الكتابة وامتطى سرجها ووضع رجله في ركابها فوق جواده الحرون .. فإما تضعون لجاماً في شدق حصانه .. أو تسحبون قدمه من الركاب فلا يعود مرتكباً للكتابة
وأعطى القاضي فرصة للمحلفين للتداول .. وقلّب بعضهم صفحاتي المنشورة ووضعوا خطوطاً وإشارات حول الممنوع من كلماتي والمحظور منها .. ووضعوا الهوامش المرعية والإطارات العرفية والخطوط الحمراء الرسمية .. ورسموا الشطوط وحددوا الشطط عنها .. ورفعوا بالنهاية عيونهم نحوي كمذنب ثبت ارتكابه للكتابة كجرم ..
وانتهت القضية بإحالتي إلى مقص الرقيب العادل ..
وانتظر القاضي ردود أفعال الحضور على حكمه .. واعتاد أن تنتهي محاكماته بعبارة يحيا العدل يطلقها من ربح قضيته وعندها تسعد نفسه .. وما قالها له أحد يومها .. لذا ضرب طاولته بعقب مطرقته .. وقال:
- رفعت الجلسة !
- أوراقك هي جريمتك .. ولو تخفّيت بها في صفحاتٍ ومواقعَ إلكترونية .. فماذا تقول؟
ولم أنبس ببنت شفة ، بل كنت مطرقاً إلى الأرض في قفص الإتهام .. على مرأى من الحضور في المحكمة ، وكانوا ثلة من أدباء وحفنة من شعراء ونثرة من نقاد وكثرة من صحفيين ونُدَفاً من فضوليين .. وعلا ضجيجهم بين محبّذ لمحاكمتي ومستنكرٍ لها.
وعاود القول بعد أن نهرهم بمطرقته الخشبية :
-أنت ..أنت.. إن لم تدافع عن نفسك .. فلا محام سينبري للدفاع عنك
وأيضاً وأيضاً ما نطقت .. ولكني رفعت رأسي جائلاً بعيوني في جمهرتهم حتى وصلت إلى مقصّ الرقيب المعلّق في صدر القاعة كشعارٍ لمحكمتهم الورقية كبديلٍ عن ميزان العدل!
وأفسح القاضي مجالاً للإدّعاء .. فادّعى عليّ شويعرٌ مستكبرٌ نفسه:
- لقد تجنّى على الشعر جناية عن سابق تصوّرٍ وتصميم .. فلتحيله إلى محكمة الجنايات يا سيدي القاضي
وقال ناقد من أولئك الذين ينتقدون لمجرّد النقد :
- واقترف النقد أيضاً ، واقتراف النقد جريمة
وقال أحد رجالات الصحافة :
- وقد جنح بكتاباته خارج السرب .. فيمكن إحالته إلى محكمة الجنح على الأقل .. وهناك تقصّون أجنحته فلا يجنح بها
وقال واحد من مخضرمي الأدب :
- لقد ارتكب الكتابة وامتطى سرجها ووضع رجله في ركابها فوق جواده الحرون .. فإما تضعون لجاماً في شدق حصانه .. أو تسحبون قدمه من الركاب فلا يعود مرتكباً للكتابة
وأعطى القاضي فرصة للمحلفين للتداول .. وقلّب بعضهم صفحاتي المنشورة ووضعوا خطوطاً وإشارات حول الممنوع من كلماتي والمحظور منها .. ووضعوا الهوامش المرعية والإطارات العرفية والخطوط الحمراء الرسمية .. ورسموا الشطوط وحددوا الشطط عنها .. ورفعوا بالنهاية عيونهم نحوي كمذنب ثبت ارتكابه للكتابة كجرم ..
وانتهت القضية بإحالتي إلى مقص الرقيب العادل ..
وانتظر القاضي ردود أفعال الحضور على حكمه .. واعتاد أن تنتهي محاكماته بعبارة يحيا العدل يطلقها من ربح قضيته وعندها تسعد نفسه .. وما قالها له أحد يومها .. لذا ضرب طاولته بعقب مطرقته .. وقال:
- رفعت الجلسة !