نرصد في السنوات الأربع المنصرمة تنامي دور السوشيال ميديا (مواقع التوصل الاجتماعي), بشكل ملحوظ, وفي شتى المجالات الثقافية والإعلامية, مثل انتشار الصحف والمجلات الالكترونية, وكذلك المجموعات ذات التوجه الأدبي والثقافي والإعلامي, لتستقطب المتلقيين وبحسب توجهاتهم, لتدخل في جو المنافسة العام, مع الصحف والمجلات الورقية, ومع الشاشة الفضية بتاريخها العريق, حتى أننا نلحظ ان المثقف يلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي في ترويج مادته الثقافية أو الأدبية, فهو لا يكتفي بالنشر في الصحف والمجلات الورقية كقناعة شخصية بعدم الاعتماد على النشر الورقي من دون موافقته للنشر الالكتروني, لتحقيق السعة في الانتشار لعلمه المسبق, بعزوف المتلقي عن قراءة الصحف والمجلات الورقية, مع ايمان الجميع بركازة ومتانة ما ينشر فيها, لذا يلجأ المثقف إلى النشر الالكتروني على متصفحه الشخصي, إقرارا بفاعلية هذا النسق الثقافي الجديد الذي لم يطرح نفسه كنسق ثقافي فرعي بل كنسق ثقافي حمل سمة النسق المسيطر, بعدما كسب ثقة المتلقي البسيط/ الشعبي, مرورا لكسب ثقة النخبة, فهو على الرغم من ظهوره المبكر على الساحة يمكننا تناوله كنص ثقافي يعتد به قرائيا, وما تقبل المثقف والمتلقي عموما, التعاطي معه بهذا المستوى إلا دليل استيعابه الفعاليات الثقافية كافة.
ولو حقّ لنا طرح السؤال: هل يحقُّ لنا العمل على تقويض ممارسته الثقافية والإعلامية؟, قد نجد من الواجب طرح هذا السؤال من أجل فك الاشتباك المعرفي الذي يدور حول جدوى (الفيس بوك), مثلا, في كونه يوفر للقاصي والداني مجال للنشر وسعة لانتشار النصوص الهابطة, أو أنه يساهم في طرح ثقافة أو لغة (فيسبوكية) تسهم في تردي الذوق العام!, وحجتهم في ذلك عدم توفر رقابة صارمة على هكذا طرح, لكنَّ الآخر قد يجد مبررا قبالة كل ما يدور من لغط, على الرغم من وقوف العديد من المبدعين في صف( مواقع التواصل الاجتماعي), الذين وجدوا ضالتهم في هذا العالم الحر, الذي يمكننا عدَّه عالم رابع مفترض, بحسب افتراضية المنظومة الالكترونية, عالم بعيد عن القيود, بعيد عن مراسلات الصحف والمجلات الورقية, وأمزجة القائمين عليها!
مما تقدم لا نجد الاستغناء عن التدوين الورقي مبررا, والاعتماد على المدونة الالكترونية, فللمدونة الورقية أهميتها في توثيق النتاجات والفعاليات الثقافية, على اعتبار أنها وثيقة تاريخية مكتوبة (تحت اليد), تحفظ للكتَّاب والشعراء والمفكرين نتاجهم, الذي يعتبر اثر شخصي لا يمكن الحفاظ عليه إلا عبر المدونة الورقية, وان لا تقل المدونة الالكترونية شأنا عن الورقية فهي محمية وحاضرة في كل وقت, وقد تختلف القناعات بحسب خصوصية ما يحمل كل مبدع من مفهوم خاص به حول طبيعة التدوين.
لذا نجد من الأهمية بمكان ان يقف المثقف بمسافة واحدة من المدونتين, مادامت حتى الصحف والمجلات الورقية, قد أنشأت لها مدونات الكترونية رديفة تواكب ما ينشر يوما بيوم لتدونه, وفي هذا إيضاح لما التبس على الجميع من أنَّ المدونتين يسيرات جنبا إلى جنب, فهما بعيدان عن ثقافة التقاطع التي يتصورها البعض.
أما بعض المواقع الالكترونية التي تعتمد المواد الشعرية والثقافية وتدونها الكترونيا, ينبغي لنا توجيه النصح لها في مراعاة اللغة السليمة والرصانة في الطرح, لما فيه من وقاية للذوق العام من الطارئين, وتقديم يد العون للمتلقي البسيط في تمييز الغث من السمين مما يدور في فلك هذا العالم الرابع, الذي تجتمع ملايين الإفراد على مائدته الوفيرة, التي نتمنى على القائمين على إعدادها, الحرص على الإنضاج والتأني في التقديم, خدمة للثقافة العراقية.
ولو حقّ لنا طرح السؤال: هل يحقُّ لنا العمل على تقويض ممارسته الثقافية والإعلامية؟, قد نجد من الواجب طرح هذا السؤال من أجل فك الاشتباك المعرفي الذي يدور حول جدوى (الفيس بوك), مثلا, في كونه يوفر للقاصي والداني مجال للنشر وسعة لانتشار النصوص الهابطة, أو أنه يساهم في طرح ثقافة أو لغة (فيسبوكية) تسهم في تردي الذوق العام!, وحجتهم في ذلك عدم توفر رقابة صارمة على هكذا طرح, لكنَّ الآخر قد يجد مبررا قبالة كل ما يدور من لغط, على الرغم من وقوف العديد من المبدعين في صف( مواقع التواصل الاجتماعي), الذين وجدوا ضالتهم في هذا العالم الحر, الذي يمكننا عدَّه عالم رابع مفترض, بحسب افتراضية المنظومة الالكترونية, عالم بعيد عن القيود, بعيد عن مراسلات الصحف والمجلات الورقية, وأمزجة القائمين عليها!
مما تقدم لا نجد الاستغناء عن التدوين الورقي مبررا, والاعتماد على المدونة الالكترونية, فللمدونة الورقية أهميتها في توثيق النتاجات والفعاليات الثقافية, على اعتبار أنها وثيقة تاريخية مكتوبة (تحت اليد), تحفظ للكتَّاب والشعراء والمفكرين نتاجهم, الذي يعتبر اثر شخصي لا يمكن الحفاظ عليه إلا عبر المدونة الورقية, وان لا تقل المدونة الالكترونية شأنا عن الورقية فهي محمية وحاضرة في كل وقت, وقد تختلف القناعات بحسب خصوصية ما يحمل كل مبدع من مفهوم خاص به حول طبيعة التدوين.
لذا نجد من الأهمية بمكان ان يقف المثقف بمسافة واحدة من المدونتين, مادامت حتى الصحف والمجلات الورقية, قد أنشأت لها مدونات الكترونية رديفة تواكب ما ينشر يوما بيوم لتدونه, وفي هذا إيضاح لما التبس على الجميع من أنَّ المدونتين يسيرات جنبا إلى جنب, فهما بعيدان عن ثقافة التقاطع التي يتصورها البعض.
أما بعض المواقع الالكترونية التي تعتمد المواد الشعرية والثقافية وتدونها الكترونيا, ينبغي لنا توجيه النصح لها في مراعاة اللغة السليمة والرصانة في الطرح, لما فيه من وقاية للذوق العام من الطارئين, وتقديم يد العون للمتلقي البسيط في تمييز الغث من السمين مما يدور في فلك هذا العالم الرابع, الذي تجتمع ملايين الإفراد على مائدته الوفيرة, التي نتمنى على القائمين على إعدادها, الحرص على الإنضاج والتأني في التقديم, خدمة للثقافة العراقية.