قصيدة و أغنية قصيدة قالوا العرب قالوا.. أداء: عبد العزيز بن زينة

من أجمل أغاني المالوف الرثائية ، أغنية من التراث الأندلسي الجزائري قالوا العرب قالوا، تعتبر هذه القصيدة من أشهر القصائد الشعبية التي كتبت في رثاء صالح باي ذلك الباي التركي الذي حكم قسنطينة في أواخر القرن الثامن عشر وهذا ما تفسره العبارة (كانوا سلاطين ووزراء) ، يقال أن القصيدة كتبت من طرف قوال عربي مجهول وأرجع البعض على أنها من نظم الجالية اليهودية التي كانت تعيش في حومة المزابل بالمنطقة المحصورة بين السويقة وباب الجابية، بجلهم صالح باي ومنحهم قطعة ارض بمنطقة تسمى الشارع ليبنوا عليها مساكنهم ودكاكينهم.

كان صالح باي محبوبا لسيرته الحسنة وللإصلاحات التي قدمها للمدينة من بناء لمنشات معمارية مازالت راسخة ليومنا هذا ،كما كانت له بطولات حربية ساهمت في شعبيته ،إلا أن أوضاع صالح باي تغيرت في أخر حياته من اجل السلطة ،فحيكت دسائس ضده جعلت داي الجزائر يقرر بعزله وتعويضه بابراهيم باي(1) مع عقد اتفاق مبدئي بان ينتقل صالح باي إلى الجزائر العاصمة ويأخذ معه جميع ممتلكاته بدون أن يعارضه العرب (2 )أي السكان وهذا مايبدو في البيتين
قالو العرب قالوا = مانعطيو صالح ولامالو
قالو العرب هيهات = مانعطيو صالح باي البايات

إلا أن صالح باي غدر بالباي الجديد وقتله مما تسبّب في حرب أهلية بين الموالين والمعادين له، انتهت بتطبيق حكم الإعدام عليه في قصبة قسنطينة سنة 1792م.

غنى القصيدة العديد من المغنين كالفرقاني وبودباغ وغيرهم لكن أداء عبد العزيز بن زينة (3) كان الأروع بالنسبة لي، مهد القصيدة الأصلية بأبيات عديدة تبدأ (باويح من ضاق صدره إلى غاية الصبر هو دواهم )هذه الأشعار التمهيدية وظيفتها تهيأت السامع للولوج إلى أجواء الرثاء ومعانيه وإيحاءاته
كما توجد صيغة أخرى للتمهيد جاء غرضها غزليا يشارك المرثية في معنيي الشكوى والحزن رددها اغلب فناني المالوف من (كممت سري جاحده إلى يالالا عايشة باية )غرضها أيضا إعداد نفسي للمستمع
القصيدة في مجملها تتحدث عن غدر الحياة و أخلاق المناوئين من أهل الخديعة الذين خدعوا صالح وأوصلوه لحبل المشنقة وهنا يقول الشاعر (روحي يادنيا مافيك أمان)، و بطابع حزين يسرد الشاعر وقائع ميتة صالح باي عندما أقفلت أبواب المدينة واحضر الشاوش صالح باي مقيد اليدين بالحديد ودعاه للوضوء ليصلي صلواته الأخيرة استعداد لملاقاة مصيره المحتوم ،و في أخر القصيدة دعا الشاعر أهل المدينة لحداد عام على موته كحداد أخت صالح لتي طلت ثوبها بالون الأسود كسواد القميص الذي البس لصالح عند تنفيذ حكم الإعدام عليه، دعوة الشاعر ، حملت النساء على لباس الملاية السوداء بدلا من الحايك الأبيض.



1-صالح العنتري تاريخ قسنطينة مراجعة وتحقيق يحي بوعزيز ديوان المطبوعات الجامعية ط1 1991م ص 65
2-المرجع نفسه ص 66
3 -اغنية المالوف قالو العرب قالو من اداء المغني عبد العزيز بن زينة على موقع اليوتوب


( كممت سري جحـــده لا نرقد نومي متهني
غزالي كنت معاهــده لا خنتو ولا خانو سعدي
فراقك مني طايقـــــة يا لالة واش يصبرني
خدك قمرة ضاوية في ليل أربعطاش ليلة
قدك سروال عالية إذا هب الريح تميل
غزالي ذو مقلة باهية ومن فقده ما يوجد حيلة
يا يمنة قوليلــــــــــي هذا خبرك ولا جاحده
على لباس الحولــــي أم القطاطي طاحو سودا
منك حار دليلــــــــي يا يامنة والوقت تعدا
ضنوني نبراك حتى قلبي زاد عليا
نتوسل باباك وتجيني في ضيق عشية
وراني نترجاك يالالا يا عائشة باية
يا صبري ما أقواني صابر على كثرة المواجع
هم الدنيا فاني المال والوخية راه مودع
اللي بيك واللي بي صابر عن كثرة المواجع
أنتي تتغالي قلبي مولع بيك
يا سنجاق البيات عن كل عمالة
أنتي يا ريدي يا رقبة البلار
سبايب تنكيدي ناسك يا خندود منعوك من يدي
كيفاش أنخليك تهموك بيا
راني مولع بيك
يا فرخ الطاوس نشريلك جبـــة
مع زوج مقايس خلخال بورطلين للكعبة غايس
وخزام بو وجهين نقش قسنطيني
راني مولع بيك
قالو لعرب قالو = لا نعطو صالح ولا مالو
يالو نقتلــــــــو = ويطيحو لرقاب على لرقاب
أهلكتني يا رقيق الناب
قالو لعرب هيهـات = سيدي صالح باي البيات
هاذي من الله جات = ضربة ربي جات مقدرة
روحوا لدارو يا سيارا
بالله يا الماشي تربــــــــــــــح = هذا الطبول علاش يصيح
عن جال المخنتر سيد القومان = يا ليعتي خيالو ما عاد يبان
روحي يا الدنيا ما فيك أمان
قال العربــي قـــــــــــــــــال = سيدي صالح لاش هو يقتال
نفديوه بالمــــــــــــــــــــــال = وقليبو ما جاب أخبارا
روحوا لدارو يا سيارا
كي خرجوه ضيق عشيــــــــة = والخلق دايرة مسبية
براح ينادي على الربع أركان = يا ليعتي خيالو ما عاد يبان
روحي يا الدنيا ما فيك أمان
أخرجت متهني *** وعطاوني لمان وخدعوني
هياولي كفنـــي *** وقليبو ما جاب أخبارا
روحوا لدارو يا سيارا
باب الحاج أرفع راســــــــــك = وتشوف ما جرى في ناسك
عن جال المخنتر سيد القومان = يا ليعتي خيالو ما عاد يبان
روحي يا الدنيا ما فيك أمان
دنقت لتزاير *** ما عرف قليب قلبي واش اللي صاير
بيات تتغايـر *** باي براهم جاي حزارا
روحوا لدارو يا سيارا
كي ركبوه علـــــى الزرزورة = وليس قمجتو المحصورة
براح ينادي على الربع أركان = يا ليعتي خيالو ما عاد يبان
روحي يا الدنيا ما فيك أمان
آه يا سرجييـن = الدمع يسكب والقلب حزين
بيبان مغلوقين = ما يرحم من كان حزارا
روحو لدارو يا سيارا
أم الحنينة مــــــاذا عملــــــــت = بين القبور ماذا ناحت وبكـــات
بدموعها تشالي نعت الموجات = حيرت لي دليلي والحال يشيان
روحي يا الدنيا ما فيك أمان

كي حصروا لمدينة وتغلقوا البيبان
وهرب صالح على مجرح ودماغو عريان
كي حكمو الشاوش دارلو زوج حديدان
قالو توضى يا صالح واخرج للميدان
لو عرفتو هكذا يجرى لي ما نسكن البلدان
نبني خيمة على ولادي ونعاشر العربان
خلوني نشوف أولادي منيش هربان
مخنوق بمحرمة شعالة ودموعو ويدان
يا حمودة يا وليدي أتهل في الدار
ما تلوموشي عليا يا كبادي عادة باب نار
كي دخلو لدارو فياو بيت المال
ذهب وجوهر خدام مع الوصفان
قالوا صالح راح = وريولي قبرو يا سيادي = ونشوفو نرتاح
ويهبوا لرياح = وانقبل الخد ليمن آش من باي = يعوض صالح)


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى