فقدتُ عينى اليمنى فى حادث عبثى.
سألنى أصدقائى عن الرؤية بعين واحدة.
قلتُ : ربما تغيّرتْ الرؤية.. بينما الرؤى لم تتغير.
بعد شهر فقدتُ عينى اليسرى فى حادث أكثر عبثية.
سألنى أصدقائى عن علاقتى بالعالم المحسوس بالنظر، بعد أنْ فقدتُ البصر.
قلتُ : اختلفتْ الرؤية بينما الرؤى أكثر وضوحًا.
قبل أنْ أفقد البصر كنتُ أرى ولا أرى.
كنتُ أفتح عينىّ بالدهشة والفرح وأنا أرى القطة الأم ترقد مُستسلمة وصغارها يرضعون من أثدائها.
تكرّر المشهد وأنا أرى الكلبة الأم تقف مُنتصبة وصغارها يبحثون عن أثدائها، فأتخيل أنّ الصغار يسحبون أعصاب الأم وهم يمتصون لبنها.
فى ذاك اليوم اختلطتْ الدهشة بالفرح بسؤال بلا جواب: من أين للكلبة الأم بالطعام الذى يتحول إلى لبن للصغار؟ حيث كنتُ فى مكان صحراوى لا حياة فيه.
فى طفولتى وصباى كنتُ أبتهج وأنا أتأمل وجوه الحمير والجاموس والخرفان والطيور، ولا أعرف سببًا لبهجـتـى. أما البقرة فهى عشقى الأول مع الكائنات الحية.. أتأملها فيُخيّـل إلىّ أنها تتأملنى. أغوص في عينيها فأشعر بنظراتها داخلى. بدأ ذلك العشق وأنا أتأمل وجهها لحظة أنْ كانت أمى تحلب لبنها. تلمس أمى الضرع بكفيها برفق. عرفتُ منها أنّ ذاك اللمس الرفيق هـــو( التحنيـن ) سألتها: (يعنى إيه التحنين يا أمى؟) قالت: إحنا يا بنى بنسحب اللبن من البقره وهىّ واقفه.. يعنى بنسحب أعصابها مع لبنها.. يبقى أقل واجب نعمله إننا (نحنــّـن) ضرعها عشان نخفف وجعها.
وأنا فى أولى ثانوى تطوّرتْ علاقتى بالبقرة، رأيتها تجر( الساقية ) معصوبة العينيْن . سألتُ والدى عن السبب فقال (( البقره بتجر الساقيه.. والساقيه بتدور فى نفس المكان.. والبقره بتدور مع الساقيه.. يمكن ألف مره فى اليوم.. لو سيبنا عينين البقره مفتحه.. البقره حتشعر بالدوخه.. ومع كتر الدوران يمكن تنصاب بالجنون ))
وبعد أنْ أنهيتُ تعليمى وعملتُ فى أكثر من وظيفة عشتُ فى القاهرة، ولكننى كنتُ أحرص على الحج كل يوم جمعة إلى قريتى لأرى معشوقاتى من الكائنات الحية، التى تتكلم بلغات غير لغتنا. وأمُـتــّـع عينىّ بالفلاحات وهنّ يُساعدن أزواجهن فى الغيطان. وأخزّن فى عينىّ خضرة الحقول قبل الرحيل إلى القاهرة.
ذاك ما كنتُ أراه قبل وقوع الحادثتيْن العبثيتيْن اللتيْن تعرّضت لهما، وبسببهما فقدتُ بصرى. أما ما كنتُ أغض بصرى عنه فهو رؤية الدم: عندما كنتُ أشاهد فى التليفزيون ضحايا الحروب والدماء تــُـغطى وجوههم وصدورهم، وأشاهد أعضاءهم المبتورة، ورؤوسهم المُـنفصلة عن أجسادهم، كنتُ أغلق الجهاز. وأسرح بخيالى فيـُـخفــّـف عنى ما عشته ورأيته وسمعته فى طفولتى، حيث كانت أمى تمنعنى لأشاهدها وهى تذبح الطيور. وفى عيد الأضحى يُبعدنى أبى حتى لا أرى الجزار وهو يذبح الخروف.
وعندما وقفتُ مع صديق ليشترى فرخة من محل طيور حية ، سقطتْ عيناى (سهوًا) على الفرخة بعد ذبحها. رأيتها تنتفض فى برميل غويط . تعلو وتهبط عدة مرات إلى أنْ أتاها السكون الأبدى.
تذكــّـرتُ أمى وهى تذبح الفرخة، كنتُ أتوارى خلف الباب المُـغلق، كى لا ترانى، ولكننى كنتُ أسمع صوتها وهى تــُـخاطبها (( اللهم صبّرك على ما بلاكى ))
وكلــّـما تذكرتُ دعاء أمى، أتذكــر الفرخة فى دكان الجزار وهى تنتفض فى البرميل الغويط . فكرتُ أنْ أسأل التاجر: هل يدعو للفرخة بالصبر كما كان أهالى قريتى يفعلون؟ عندما تأملتُ وجهه تردّدتُ فى سؤاله.
أغض البصر عن الدم وأغض بصرى عن العنف. قبل الحادثتيْن العبثيتيْن اللتيْن تعرّضتُ لهما ، عرض التليفزيون تقريرًا مصورًا عن المُـدرس الذى يضرب تلاميذ الابتدائى بعصا غليظة. بعد رؤية الوجه البائس المُعذب الذليل والجسد المُرتعش المُنتفض للطفلة الأولى، أغلقتُ عينىّ واكتفيتُ بسماع صوت مراسلة البرنامج.
فى عتمتى الافتراضية تجسّد فى شاشة مخيلتى وجه المدرس الذى قبض على شعر الطفلة، ليتمكن من السيطرة عليها واخضاعها لتعذيبه. سألتُ نفسى: لماذا شهوة التلذذ بتعذيب طفلة بريئة؟ لماذا يخضعها لدرس فى الإذلال؟ أليس هو إنسان؟ ثم تولد سؤال أخير ضاعف من بؤسى: هل أنا ساذج لأسأل تلك الأسئلة البدهية؟ لم أنم ليلتها ووجه المدرس يتجسّد فى شاشة مخيلتى على شكل كائن خرافى جمع قبح العالم فى عينيه الناريتيْن.. وظلّ وجه الطفلة المذعورة يُـلاحقنى.
وإذا كان الدم والعنف هو القبح المادى، فإننى رفضتُ النظر أو التعامل مع القبح الذى يكتنز الثروات ويبنى القصور على جثث الأبرياء .
كلما تذكرتُ البقرة وهى تدور مُغمضة العينين فى الساقية، كلما آمنتُ بأنّ هذه المسكينة تعيش حالة من ( العتمة الافتراضية ) وأنا مثلها أعيش فى (عتمتى الافتراضية) الفلاح كان يخشى على البقرة من الجنون، وأنا أخشى على نفسى من اليأس والهزيمة.
سأل البعض هيلين كيلر، ماذا تختارين: الشفاء من البكم أم الشفاء من الطرش؟ قالت: أختار الابتعاد عن الحمقى. وسألها آخر: ماذا تــُـفضلين: الرؤية بعينيْن أم السماع أم النطق؟ أجابت: أختار الصديق قبل الطريق.
يزداد إيمانى ب ( العتمة الافتراضية ) كلما تذكرتُ حالى قبل الحادثتيْن العبثيتيْن، حيث كان يحلو لى أنْ أغمض عينىّ وأسبح فى الفضاء على أجنحة الخيال، فكنتُ أرى ما لا أراه بعينىّ المفتوحتيْن، كنتُ أرى إتساع الكون، وأجمع بين بشر من جنسيات مختلفة ومن دول تفصلها محيطات، أراهم وقد اختفتْ بينهم حواجز اللغة والدين والعرق. أراهم متضامنين متعاونين لخلق سعادة دائمة لكل إنسان فى أى مكان على كوكبنا.
فى ( العتمة الافتراضية ) أرى أكثر.. كنت أرى الشاعر الفارسى جلال الدين الرومى وأسمعه وهو يقول (( إن لم يكن لك قدم تسافر بها / فسافر فى نفسك . سافر إلى نفسك)) وكنتُ أرى الشاعر الفيلسوف ( أبو العلاء المعرى ) وأتخيله وهو يقرأ شعره ، والمفارقة أننى أحببتُ بيتيْن فى ( اللزوميات ) قبل أنْ أفقد بصرى، فى هذيْن البيتيْن فرّق بين البصر والبصيرة فقال ((وقد ادّعى بصرَ الغراب ، الخلدُ فى / ظلماءَ ليس غرابُها ببصير/ والمرء فيه بصيرةٌ مخبوءةٌ / ليستْ بغانية عن التبصر)) وتستمر أجنحة الخيال فى حمـلى، فتطير بى مُـتنقلة من بلد إلى بلد آخر، فأرى عباقرة المكفوفين على مستوى العالم الذين أناروا طريق المُبصرين، فأتأكد أنّ الخيال حقيقة لا يُـدركها البصر، وإنما هى من إبداع البصيرة. وعندما كنتُ أحكى لأصدقائى عن رحلتى على أجنحة الخيال، قال لى كثيرون (( إذا كنتَ تــُـحلــّـق على أجنحة الخيال.. فلماذا لا تكتب الرواية أو القصة أو الشعر؟)) كنتُ أبتسم وأقول لهم (( أنا طبيب أطفال.. ولا أملك موهبة الكتابة الأدبية)) وبعد أنْ فقدتُ بصرى، كانت خطيبتى وكان أصدقائى يقولون لى أنت ينطبق عليك ما قاله الشاعر نزار قبانى عن طه حســــين ، كنتُ أشعر بالخجل لتشبيهى بعميد الثقافة المصرية.. ولكنهم أصروا على ترتيل ما قاله نزار (( ارم نظارتيك / ما أنتَ بأعمى / إنما نحن جوقة العميان ))
سألنى أصدقائى عن الرؤية بعين واحدة.
قلتُ : ربما تغيّرتْ الرؤية.. بينما الرؤى لم تتغير.
بعد شهر فقدتُ عينى اليسرى فى حادث أكثر عبثية.
سألنى أصدقائى عن علاقتى بالعالم المحسوس بالنظر، بعد أنْ فقدتُ البصر.
قلتُ : اختلفتْ الرؤية بينما الرؤى أكثر وضوحًا.
قبل أنْ أفقد البصر كنتُ أرى ولا أرى.
كنتُ أفتح عينىّ بالدهشة والفرح وأنا أرى القطة الأم ترقد مُستسلمة وصغارها يرضعون من أثدائها.
تكرّر المشهد وأنا أرى الكلبة الأم تقف مُنتصبة وصغارها يبحثون عن أثدائها، فأتخيل أنّ الصغار يسحبون أعصاب الأم وهم يمتصون لبنها.
فى ذاك اليوم اختلطتْ الدهشة بالفرح بسؤال بلا جواب: من أين للكلبة الأم بالطعام الذى يتحول إلى لبن للصغار؟ حيث كنتُ فى مكان صحراوى لا حياة فيه.
فى طفولتى وصباى كنتُ أبتهج وأنا أتأمل وجوه الحمير والجاموس والخرفان والطيور، ولا أعرف سببًا لبهجـتـى. أما البقرة فهى عشقى الأول مع الكائنات الحية.. أتأملها فيُخيّـل إلىّ أنها تتأملنى. أغوص في عينيها فأشعر بنظراتها داخلى. بدأ ذلك العشق وأنا أتأمل وجهها لحظة أنْ كانت أمى تحلب لبنها. تلمس أمى الضرع بكفيها برفق. عرفتُ منها أنّ ذاك اللمس الرفيق هـــو( التحنيـن ) سألتها: (يعنى إيه التحنين يا أمى؟) قالت: إحنا يا بنى بنسحب اللبن من البقره وهىّ واقفه.. يعنى بنسحب أعصابها مع لبنها.. يبقى أقل واجب نعمله إننا (نحنــّـن) ضرعها عشان نخفف وجعها.
وأنا فى أولى ثانوى تطوّرتْ علاقتى بالبقرة، رأيتها تجر( الساقية ) معصوبة العينيْن . سألتُ والدى عن السبب فقال (( البقره بتجر الساقيه.. والساقيه بتدور فى نفس المكان.. والبقره بتدور مع الساقيه.. يمكن ألف مره فى اليوم.. لو سيبنا عينين البقره مفتحه.. البقره حتشعر بالدوخه.. ومع كتر الدوران يمكن تنصاب بالجنون ))
وبعد أنْ أنهيتُ تعليمى وعملتُ فى أكثر من وظيفة عشتُ فى القاهرة، ولكننى كنتُ أحرص على الحج كل يوم جمعة إلى قريتى لأرى معشوقاتى من الكائنات الحية، التى تتكلم بلغات غير لغتنا. وأمُـتــّـع عينىّ بالفلاحات وهنّ يُساعدن أزواجهن فى الغيطان. وأخزّن فى عينىّ خضرة الحقول قبل الرحيل إلى القاهرة.
ذاك ما كنتُ أراه قبل وقوع الحادثتيْن العبثيتيْن اللتيْن تعرّضت لهما، وبسببهما فقدتُ بصرى. أما ما كنتُ أغض بصرى عنه فهو رؤية الدم: عندما كنتُ أشاهد فى التليفزيون ضحايا الحروب والدماء تــُـغطى وجوههم وصدورهم، وأشاهد أعضاءهم المبتورة، ورؤوسهم المُـنفصلة عن أجسادهم، كنتُ أغلق الجهاز. وأسرح بخيالى فيـُـخفــّـف عنى ما عشته ورأيته وسمعته فى طفولتى، حيث كانت أمى تمنعنى لأشاهدها وهى تذبح الطيور. وفى عيد الأضحى يُبعدنى أبى حتى لا أرى الجزار وهو يذبح الخروف.
وعندما وقفتُ مع صديق ليشترى فرخة من محل طيور حية ، سقطتْ عيناى (سهوًا) على الفرخة بعد ذبحها. رأيتها تنتفض فى برميل غويط . تعلو وتهبط عدة مرات إلى أنْ أتاها السكون الأبدى.
تذكــّـرتُ أمى وهى تذبح الفرخة، كنتُ أتوارى خلف الباب المُـغلق، كى لا ترانى، ولكننى كنتُ أسمع صوتها وهى تــُـخاطبها (( اللهم صبّرك على ما بلاكى ))
وكلــّـما تذكرتُ دعاء أمى، أتذكــر الفرخة فى دكان الجزار وهى تنتفض فى البرميل الغويط . فكرتُ أنْ أسأل التاجر: هل يدعو للفرخة بالصبر كما كان أهالى قريتى يفعلون؟ عندما تأملتُ وجهه تردّدتُ فى سؤاله.
أغض البصر عن الدم وأغض بصرى عن العنف. قبل الحادثتيْن العبثيتيْن اللتيْن تعرّضتُ لهما ، عرض التليفزيون تقريرًا مصورًا عن المُـدرس الذى يضرب تلاميذ الابتدائى بعصا غليظة. بعد رؤية الوجه البائس المُعذب الذليل والجسد المُرتعش المُنتفض للطفلة الأولى، أغلقتُ عينىّ واكتفيتُ بسماع صوت مراسلة البرنامج.
فى عتمتى الافتراضية تجسّد فى شاشة مخيلتى وجه المدرس الذى قبض على شعر الطفلة، ليتمكن من السيطرة عليها واخضاعها لتعذيبه. سألتُ نفسى: لماذا شهوة التلذذ بتعذيب طفلة بريئة؟ لماذا يخضعها لدرس فى الإذلال؟ أليس هو إنسان؟ ثم تولد سؤال أخير ضاعف من بؤسى: هل أنا ساذج لأسأل تلك الأسئلة البدهية؟ لم أنم ليلتها ووجه المدرس يتجسّد فى شاشة مخيلتى على شكل كائن خرافى جمع قبح العالم فى عينيه الناريتيْن.. وظلّ وجه الطفلة المذعورة يُـلاحقنى.
وإذا كان الدم والعنف هو القبح المادى، فإننى رفضتُ النظر أو التعامل مع القبح الذى يكتنز الثروات ويبنى القصور على جثث الأبرياء .
كلما تذكرتُ البقرة وهى تدور مُغمضة العينين فى الساقية، كلما آمنتُ بأنّ هذه المسكينة تعيش حالة من ( العتمة الافتراضية ) وأنا مثلها أعيش فى (عتمتى الافتراضية) الفلاح كان يخشى على البقرة من الجنون، وأنا أخشى على نفسى من اليأس والهزيمة.
سأل البعض هيلين كيلر، ماذا تختارين: الشفاء من البكم أم الشفاء من الطرش؟ قالت: أختار الابتعاد عن الحمقى. وسألها آخر: ماذا تــُـفضلين: الرؤية بعينيْن أم السماع أم النطق؟ أجابت: أختار الصديق قبل الطريق.
يزداد إيمانى ب ( العتمة الافتراضية ) كلما تذكرتُ حالى قبل الحادثتيْن العبثيتيْن، حيث كان يحلو لى أنْ أغمض عينىّ وأسبح فى الفضاء على أجنحة الخيال، فكنتُ أرى ما لا أراه بعينىّ المفتوحتيْن، كنتُ أرى إتساع الكون، وأجمع بين بشر من جنسيات مختلفة ومن دول تفصلها محيطات، أراهم وقد اختفتْ بينهم حواجز اللغة والدين والعرق. أراهم متضامنين متعاونين لخلق سعادة دائمة لكل إنسان فى أى مكان على كوكبنا.
فى ( العتمة الافتراضية ) أرى أكثر.. كنت أرى الشاعر الفارسى جلال الدين الرومى وأسمعه وهو يقول (( إن لم يكن لك قدم تسافر بها / فسافر فى نفسك . سافر إلى نفسك)) وكنتُ أرى الشاعر الفيلسوف ( أبو العلاء المعرى ) وأتخيله وهو يقرأ شعره ، والمفارقة أننى أحببتُ بيتيْن فى ( اللزوميات ) قبل أنْ أفقد بصرى، فى هذيْن البيتيْن فرّق بين البصر والبصيرة فقال ((وقد ادّعى بصرَ الغراب ، الخلدُ فى / ظلماءَ ليس غرابُها ببصير/ والمرء فيه بصيرةٌ مخبوءةٌ / ليستْ بغانية عن التبصر)) وتستمر أجنحة الخيال فى حمـلى، فتطير بى مُـتنقلة من بلد إلى بلد آخر، فأرى عباقرة المكفوفين على مستوى العالم الذين أناروا طريق المُبصرين، فأتأكد أنّ الخيال حقيقة لا يُـدركها البصر، وإنما هى من إبداع البصيرة. وعندما كنتُ أحكى لأصدقائى عن رحلتى على أجنحة الخيال، قال لى كثيرون (( إذا كنتَ تــُـحلــّـق على أجنحة الخيال.. فلماذا لا تكتب الرواية أو القصة أو الشعر؟)) كنتُ أبتسم وأقول لهم (( أنا طبيب أطفال.. ولا أملك موهبة الكتابة الأدبية)) وبعد أنْ فقدتُ بصرى، كانت خطيبتى وكان أصدقائى يقولون لى أنت ينطبق عليك ما قاله الشاعر نزار قبانى عن طه حســــين ، كنتُ أشعر بالخجل لتشبيهى بعميد الثقافة المصرية.. ولكنهم أصروا على ترتيل ما قاله نزار (( ارم نظارتيك / ما أنتَ بأعمى / إنما نحن جوقة العميان ))
عتمة افتراضية - المجلة الثقافية الجزائرية
طلعت رضوان فقدتُ عينى اليمنى فى حادث عبثى. سألنى أصدقائى عن الرؤية بعين واحدة. قلتُ : ربما تغيّرتْ ا
thakafamag.com