الشاعرات الاندلسيات، حفصة بنت الحاج الركونية
عندما نتحدث عن الحرية و الإبداع فإننا نتحدث عن وجهين لعمله واحدة. الحرية اساس الفعل الانساني المبدع. فالانسان المقيد بالسلاسل والأغلال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في البيئة التي يعيش فيها يفقد العديد من الأمور المعنوية اهمها حريته التي من خلالها يستطيع التعبير عن نفسه باستخدام امكانياته وقدراته ومواهبه.
المثير للانتباه في كتابات الشاعرات الأندلسيات هو حجم الحرية التي نستشعرها في ابدعاتهن خاصة حين يكتبن عن الحب والغزل. لائحة اسماء الشاعرات الاندلسيات طويلة ساخذ منها الشاعرة حفصة بنت الحاج الركونية كنموذج. ولدت الشاعرة حفصة بنت الحاج الركونية سنة 1135م وتوفيت سنة 1191م.
وتعرف أيضاً باسم حفصة الركونية الأندلسية وهي شاعرة انفردت في عصرها بالتفوق في الأدب والظرف والحسن وسرعة الخاطر بالشعر.
تقول مخاطبة حبيبها ابي جعفر بن سعيد :
أزوركَ أم تزور فإنّ قلبي ... إلى ما تشتهي أبدًا يميلُ
وقد أمّلتُ أن تظمى وتضحى ... إذا وافى إليك بيَ المقيلُ
فعجّل بالجواب فما جميلٌ ... إباؤك عن بثينة يا جميلُ!لقد
كانت حفصة تغير على أبي جعفر بن سعيد غيرة تلافتة، ولم تكن تطيق أن تستأثر به امراة اخرى. وقد كتبت إليه في ذلك قائلة:
أغارُ عليكَ من عينيْ رقيبي ... ومنكَ ومن زمانك والمكانِ
ولو أنّي خبّأتُك في عيوني ... إلى يوم القيامة ما كفاني!
ظلت حفصة تُنشد في حبيبها أبي جعفر شعرًا غزلا رقيقًا الى ان ان قتله السلطان الموحدي الذي أخذ قراره بقتل أبي جعفر، وهو ما حدث في عام 559هــ، فلم تستوعب حفصة ما حدث، ولبست عليه السواد، وأعلنت الحداد، وشاع ذلك في غرناطة، ونصحها الأقربون بترك السواد، بل جاءها التهديد الصريح بالعقاب إن هي استمرت على هذا النوح والبكاء، فقالت:
هدّدوني من أجل لبس الحدادِ ... لحبيبٍ لي أردوْه بالحدادِ
رحم الله من يجودُ بدمعٍ ... أو ينوحُ على قتيل الأعادِ
وسقته بمثلِ جودِ يديْه ... حيث أضحى من البلادِ الغوادِ!
وبعد ان تحولت حياتها الى تعاسة وشقاء، قررت ترك غرناطة و الانتقال إلى مرّاكش. التقت بسلطان الدولة الموحدية وكبيرها، أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي مستجيرة بين يديه من ابنه سلطان الأندلس أبي سعيد:
فقالت :
يا سيّد الناس يا من يُؤمّل الناس رِفده
امنُن عليّ بطِرْس يكون للدَّهر عده
تخطُّ يُمناك فيه: الحمدُ لله وحده
فأمّنها الخليفة عبد المؤمن، وجعلها مؤدبة ومعلمة لبناته، وظلت على هذه الحال حتى وفاتها في المغرب سنة 580هـ وهي في الخمسين من عمرها دون أن تنسى أبا جعفر!
وفي حديث دار بيني وبين العلامة ومؤرخ مدينة مراكش الاستاذ احمد متفكر حول الشاعرة، والذي اشكره كثيرا على المعلومات والمراجع التي امدني بها، سألته هل يعلم قبرها في مدينة مراكش، فاخبرني انه غير معروف لكنها من المرجح ان تكون قد دفنت في مقبرة "باب الدباغ " لانها كانت المقبرة المخصصة لاهل الأندلس.
عندما نتحدث عن الحرية و الإبداع فإننا نتحدث عن وجهين لعمله واحدة. الحرية اساس الفعل الانساني المبدع. فالانسان المقيد بالسلاسل والأغلال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في البيئة التي يعيش فيها يفقد العديد من الأمور المعنوية اهمها حريته التي من خلالها يستطيع التعبير عن نفسه باستخدام امكانياته وقدراته ومواهبه.
المثير للانتباه في كتابات الشاعرات الأندلسيات هو حجم الحرية التي نستشعرها في ابدعاتهن خاصة حين يكتبن عن الحب والغزل. لائحة اسماء الشاعرات الاندلسيات طويلة ساخذ منها الشاعرة حفصة بنت الحاج الركونية كنموذج. ولدت الشاعرة حفصة بنت الحاج الركونية سنة 1135م وتوفيت سنة 1191م.
وتعرف أيضاً باسم حفصة الركونية الأندلسية وهي شاعرة انفردت في عصرها بالتفوق في الأدب والظرف والحسن وسرعة الخاطر بالشعر.
تقول مخاطبة حبيبها ابي جعفر بن سعيد :
أزوركَ أم تزور فإنّ قلبي ... إلى ما تشتهي أبدًا يميلُ
وقد أمّلتُ أن تظمى وتضحى ... إذا وافى إليك بيَ المقيلُ
فعجّل بالجواب فما جميلٌ ... إباؤك عن بثينة يا جميلُ!لقد
كانت حفصة تغير على أبي جعفر بن سعيد غيرة تلافتة، ولم تكن تطيق أن تستأثر به امراة اخرى. وقد كتبت إليه في ذلك قائلة:
أغارُ عليكَ من عينيْ رقيبي ... ومنكَ ومن زمانك والمكانِ
ولو أنّي خبّأتُك في عيوني ... إلى يوم القيامة ما كفاني!
ظلت حفصة تُنشد في حبيبها أبي جعفر شعرًا غزلا رقيقًا الى ان ان قتله السلطان الموحدي الذي أخذ قراره بقتل أبي جعفر، وهو ما حدث في عام 559هــ، فلم تستوعب حفصة ما حدث، ولبست عليه السواد، وأعلنت الحداد، وشاع ذلك في غرناطة، ونصحها الأقربون بترك السواد، بل جاءها التهديد الصريح بالعقاب إن هي استمرت على هذا النوح والبكاء، فقالت:
هدّدوني من أجل لبس الحدادِ ... لحبيبٍ لي أردوْه بالحدادِ
رحم الله من يجودُ بدمعٍ ... أو ينوحُ على قتيل الأعادِ
وسقته بمثلِ جودِ يديْه ... حيث أضحى من البلادِ الغوادِ!
وبعد ان تحولت حياتها الى تعاسة وشقاء، قررت ترك غرناطة و الانتقال إلى مرّاكش. التقت بسلطان الدولة الموحدية وكبيرها، أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي مستجيرة بين يديه من ابنه سلطان الأندلس أبي سعيد:
فقالت :
يا سيّد الناس يا من يُؤمّل الناس رِفده
امنُن عليّ بطِرْس يكون للدَّهر عده
تخطُّ يُمناك فيه: الحمدُ لله وحده
فأمّنها الخليفة عبد المؤمن، وجعلها مؤدبة ومعلمة لبناته، وظلت على هذه الحال حتى وفاتها في المغرب سنة 580هـ وهي في الخمسين من عمرها دون أن تنسى أبا جعفر!
وفي حديث دار بيني وبين العلامة ومؤرخ مدينة مراكش الاستاذ احمد متفكر حول الشاعرة، والذي اشكره كثيرا على المعلومات والمراجع التي امدني بها، سألته هل يعلم قبرها في مدينة مراكش، فاخبرني انه غير معروف لكنها من المرجح ان تكون قد دفنت في مقبرة "باب الدباغ " لانها كانت المقبرة المخصصة لاهل الأندلس.