جميعًا رأينا الله..
رأيناه منذ الساعة الأولى لنا في هذه الحياة، وكنا نضحك له، ونفتح ذراعينا إليه في الهواء.
وبمرور الوقت كان بيننا وبينه، لغة لا يعرفها الكبار من حولنا.
كان يمكث لساعات طويلة في جوارنا، يعلمنا بعض الأسماء والأشياء. يخلق لنا بضع فراشاتٍ أو كائنات، لتدور من حولنا، ويُضْحكنا بها. ويلبي لنا كل ما نطلبه، دون أن ينتبه لذلك أحد.
رأينا الله.. جميعا
في صورةٍ خاصة بكلٍّ منا.. هذه الصورة تظل على سطح ذاكرتنا، قريبة من أعيننا ومن قلوبنا، ونحن صغار. لكنَّ مع الأيام والسنين، وكلما كبرنا؛ ذهبت تلك الصورة إلى أبعد عمق في داخلنا.
وكنت - وأنا صغير- حين أتابع الكبار في صلواتهم وفي خشوعهم، وما تبدو عليه ملامحهم، أوقن أنهم يروْن الله.. يروْنَه الآن أمامهم، في صورته الخاصة بكل منهم، الصورة التي ترسخت في أعماق كل منهم منذ صغره.
وكنت أتساءل؛ وهل يرى الله كل هؤلاء..؟! هل يراهم جميعا في وقت واحد..؟!
وماذا عن الآخرين، في الأماكن الأخرى، وفي نفس الوقت.. ؟!
وماذا سيفعل الله مع مطالبهم الكثيرة، واحتياجاتهم الضرورية، ودعواتهم المُلحَّة التي لا تنتهي..؟! وأتصور أنه سيكون منشغلا جدا.. بالتأكيد إن متابعة كل هؤلاء المصلين، والاستماع إليهم وتلبية طلباتهم، واحتياجاتهم، أمر صعب ومرهق جدا.
كنتُ أشفق عليه في حينها، وأحاول أن يكون مطلبي واحد فقط، لمعرفتي بانشغاله بمطالب الكبارالكثيرة، وأظل أؤكد له أنني لست مثلهم، وإن مطلبي واحد وبسيط، ليحققه سريعا، كأن أطلب منه أن يجعل أبي يوافق على شراء كرة أو مجلة جديدة، أو أن يجعل رفيقتي تسرع في الخروج من بيتها لنبدأ اللعب معا..
وسواء كنا كبارًا أو صغارا، فإننا لا نستطيع العيش من دون الله.. ولن تكون حياتنا في راحةٍ في حالة عدم وجوده..
إننا في حاجة لمن نظل نطلب منه احتياجاتنا الصغيرة والكبيرة، دون أن يمَلَّ منا، أو يتملَّص منا.. إننا بحاجة إلى من يستمع لكل مطالبنا وشكوانا، وهو في نفس الوقت ليس باحتياج إلى شيء منا.
دمياط في 8/ 12/ 2017
رأيناه منذ الساعة الأولى لنا في هذه الحياة، وكنا نضحك له، ونفتح ذراعينا إليه في الهواء.
وبمرور الوقت كان بيننا وبينه، لغة لا يعرفها الكبار من حولنا.
كان يمكث لساعات طويلة في جوارنا، يعلمنا بعض الأسماء والأشياء. يخلق لنا بضع فراشاتٍ أو كائنات، لتدور من حولنا، ويُضْحكنا بها. ويلبي لنا كل ما نطلبه، دون أن ينتبه لذلك أحد.
رأينا الله.. جميعا
في صورةٍ خاصة بكلٍّ منا.. هذه الصورة تظل على سطح ذاكرتنا، قريبة من أعيننا ومن قلوبنا، ونحن صغار. لكنَّ مع الأيام والسنين، وكلما كبرنا؛ ذهبت تلك الصورة إلى أبعد عمق في داخلنا.
وكنت - وأنا صغير- حين أتابع الكبار في صلواتهم وفي خشوعهم، وما تبدو عليه ملامحهم، أوقن أنهم يروْن الله.. يروْنَه الآن أمامهم، في صورته الخاصة بكل منهم، الصورة التي ترسخت في أعماق كل منهم منذ صغره.
وكنت أتساءل؛ وهل يرى الله كل هؤلاء..؟! هل يراهم جميعا في وقت واحد..؟!
وماذا عن الآخرين، في الأماكن الأخرى، وفي نفس الوقت.. ؟!
وماذا سيفعل الله مع مطالبهم الكثيرة، واحتياجاتهم الضرورية، ودعواتهم المُلحَّة التي لا تنتهي..؟! وأتصور أنه سيكون منشغلا جدا.. بالتأكيد إن متابعة كل هؤلاء المصلين، والاستماع إليهم وتلبية طلباتهم، واحتياجاتهم، أمر صعب ومرهق جدا.
كنتُ أشفق عليه في حينها، وأحاول أن يكون مطلبي واحد فقط، لمعرفتي بانشغاله بمطالب الكبارالكثيرة، وأظل أؤكد له أنني لست مثلهم، وإن مطلبي واحد وبسيط، ليحققه سريعا، كأن أطلب منه أن يجعل أبي يوافق على شراء كرة أو مجلة جديدة، أو أن يجعل رفيقتي تسرع في الخروج من بيتها لنبدأ اللعب معا..
وسواء كنا كبارًا أو صغارا، فإننا لا نستطيع العيش من دون الله.. ولن تكون حياتنا في راحةٍ في حالة عدم وجوده..
إننا في حاجة لمن نظل نطلب منه احتياجاتنا الصغيرة والكبيرة، دون أن يمَلَّ منا، أو يتملَّص منا.. إننا بحاجة إلى من يستمع لكل مطالبنا وشكوانا، وهو في نفس الوقت ليس باحتياج إلى شيء منا.
دمياط في 8/ 12/ 2017
