جعفر ابن جدار - كم بين بارِي وبين بَمّا.. شعر

كم بين (بارِي) وبين (بَمّا ) = وبين (بَوْن) إلى (دَمّا)
من رَشأ أبيض التّراقي = أغيدَ ذي غُنَّة أحَمَّا
وطَفْلة رَخْصة المَدارِي = لَيست تُحَلّى ولا تُسمى
إلا بسِلْك من اللآلى = يُعْجِز من يُخرج المُعمَى
صُغرى وكُبرى إلى ثلاثِ = مثل التّعاليل أو أتَمَّا
وكم (ببَم) وأرض (بَمّ ) = وكَم (بِرَمّ) وأرْض (رَمّا)
من طَفلة بَضَة لَعوب = تلقاك بالحُسن مستتما
مُنهن رَيّا وكيف رَيّا = ريا إذا لاقت المَشَما
لو شمها طائر بَدوٍّ = لَخَرّ في التُرب أولَهَمّا
تَسحب ثوبين من خَلْوق = قد أفنيا زعفران قُمّا
كأنما جلّيا عليها = من طِيب ما باشرَا وشَما
فأَلفيا زعفران (قُم ) = فانغمسا فيه واستحمِّا
فهل تظن اسمها المريا = يفوح لا مرطها المدما
فهي نظير اسمها المُعلَّى = يفوح لامِرْطها المُدَمَّا
هيهاتَ يا أختَ آل (بَمِّ ) = غَلطت في الاسم والمُسمَّى
لو كان هذا وقيل سَمَ = ماتَ إذاً من يقول سَمّا
قد قلتُ إذ أقبلتْ تَهادى = كطَلعة البَدْر أو أتمّا
تُومي بأسْروعة وتُخْفي = بالبُرْد مثَل القِداح حُمّا
لو كنت ممن لكنت مِمّا = لكنّني قد كَبرتُ عَمّا
عاتبني الدهرُ في عِذاري = بأحرُف فارعويت لمّا
قُوّس ما كان مستقيماً = وأبيضّ ما كان مُدّلهمّا
وكيف تَصبو الدُّمى إلى مَنِ = كان أخاً ثم صار عَمّا
بي عنكِ يا أختَ أهل (بَمَ) = شُغْل بما قد دنا مُهِمّا
فلستُ من وجهك المُفدَّى = ولستُ من قَدّك المُحمّى
أذهلني عنك خوفُ يوم = يحيا له كل من ألمَّا
ما كسَبتْه يداي وَهْنا = خيراً وشرًّاً أصبت ثَما
تُحشر فيه الجنان زَفًّا = وتُحشر النَار فيه زَمّا
تقول هذي لَطالبيها = هَيتَ وهذي لهم هَلُمّا
نَفسيَ أولى بأنْ أذُمّا = مِن أمرها كل ما استُذمّا
يا نفسُ كم تُخدعين عَمّا = بلُبس داج وأكل لمّا
رعيت مِن ذي الحُطام مَرعى = جمعتِ أكلاً له وذَمّا
وَيحك فاستيقظي ليومٍ = يحيا له كم من أِرما
ألم تَرَيْ يُونس بن عَبْدال = أعْلى غَدا صامتاً فصُما
في حُفرة ما يُحير حَرفاً = قد دكّ من فوقها وطما
والمُزَنَيّ الذيَ إليه = نَعشو إذا دَهرُنا ادلهما
أخفى فؤادي له عَزائي = لكنْ زَفيري عليه نَمَا
كأنما خُوِّفا فخافا = أو حذَرا كاساهما فصما
أقبل سَهْم من الرَّزايا = فخَصَ أعلامنا وعَمَّا
دَكدك منّا ذُرَا جبال = شامخة في السماء شما
وَحصَنا دون مَنْ عليها = وزاد همًّا بنا وغما
قد قَرُب الموتُ يا بنَ أما = فبادر المَوت يا بن أما
واعلم بأنَّ من عصاك جهلا = مِن التُقى لم يُطعك هِمّا
هو الهُدى والرَّدى فإمَّا = أتيت آتى الردى وإما
ها أنذا فَاعتبر بحالي = في طَبق مُوصَد مُعَمَّى
قد أسكنتني الذُّنوب بيتاً = يخاله الإلف مُستحما
فهل إلى توبة سبيلٌ = تكون فيها الهموم هَمّا
فَنَشكر الله لا سواه = لعل نعماه أن تَتِمّا
(يا نفسً جِدّي ولا تَميلي = فأفضل البِرّ ما استُتمّا)
(أو ابحثي عن فُل بن فُل = تَرَيْه تحت التراب رِمّا)
(لبئس عَبْد يروح بَغْياَ = مع المَساوي تراه دَوْما)
(في غَمرة العَيش لا يُبالي = أحمده الجارُ أمْ أَذَمَّا)
(كم بين هذا وبين عبد = يغدو خميصَ الحشى هضمّا)
(يقطع آناءه صلاةً = ودهره بالصلاح صوْمَا)
إنّ بهذا الكلام نُصحاً = إن لم يوافِ القلوب صُمّا
يا رب لِي ألفُ ذَنب = إن تعفُ يا رب فاعفُ جَمّا
فأبْرِد بعفوٍ غليلَ قَلب = كأنّ فيه رسيسَ حُمَى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى