قد لا تخلو امة من الأمم من هوية ثقافية تحفظ لها موروثها الاجتماعي والديني واللغوي, حتى ان الهوية تتعدد إلى: هوية فريدة وهوية جماعية وهوية وطنية, فالهوية الفردية تمثل توجهات الفرد وأماله وطموحاته وطقوسه الدينية والاجتماعية, على اعتبار أنها نسق فرعي فاعل ضمن انساق منظومته الاجتماعية الفرعية الأخرى, التي تمثل مجتمعة النسق العام للهوية الثقافية للأمم والشعوب, والفاعلية تأتي من خلال تماهيها مع الأنساق سالفة الذكر, لتعد الهوية الفردية جواز عبور إلى الهوية الجماعية, من اجل تحقيق الذات ضمن النسق الأرحب, حتى إننا نجد هذين الهويتين يصبَّنَّ في بوتقة ثقافية واحدة, يمكننا توصيفها بالهوية الوطنية, الهوية المعبرة عن ذات الأمم الحيَّة التي من شأنها تنمية القدرات البشرية من ناحية الانتماء هذه المرة.
ولكي نحافظ على الهوية الوطنية, يجب الحرص على الهوية الفرعية ممثلة بهوية الفرد, اللبنة الأولى/ المؤسس الأول, لنواة تؤهل إلى الهوية الجماعية/ المجتمعية, فلا هوية من دونها, فالعادات والتقاليد والطقوس الدينية والأدب والفن, تعد نسقا فرعيا/ فرديا, تسرب إلى الجماعات ومن بعده إلى المجتمعات التي تكونت بفضل تنامي قدرات إفرادها معرفيا واقتصاديا, كي تتمكن من ترصين منظومتها.
فكما نعلم ان الإنسان البدائي مثلا, اجتهد في معرفة الأشياء/ الطبيعة, من حوله لحاجة الكشف عن سر ديمومة الحياة, بالإضافة إلى البحث عن القوت, لذا نجده في بحث دؤوب عمَّن يوفر له الأمان, مما يحيط به من مخاطر, محسوسة, يمكنه تلافيها كالجوع والبرد, أو غير محسوسة يقف حائرا أمامها كالخوف من الموت أوالشعور بالمرض, فأسس طقوسا خاصة بمنظومته الدينية, التي كانت عبارة عن شعائر ساذجة, اعتنقها وأسس لها مجتمعيا, فكانت تمثل هويته الثقافية آنذاك, وعلى الرغم من بساطتها وبدائيتها, لكنها هوية يمكن ان تقع تحت تصنيفنا الآنف, ممثلة بالهوية الفردية والهوية الجماعية, ومن ثم توسعت بعد حقب طويلة, ليؤسس للهوية القبيلة/ الوطنية حاليا, لغياب المنظومة الرسمية بمفهومها الحديث, وقتها, ومن الجدير بالذكر ان الهوية الثقافية للإنسان البدائي, كانت هوية راسخة على الرغم من بدائيتها, قد تُعلل بسذاجة العقل البشري/ الإنسان البدائي, إلا انه امن بموجد للكون- مهما كان هذا الموجد أولاً-, وللحاجة الماسة له ثانياً, لذا نجد الفرد/ الإنسان البدائي, هو من حقق ترسيخ الهوية, مع بساطة ما يحمل من مُعتقد.
وقد نجد العكس عند الأفراد والمجتمعات في عصرنا الحديث, فضياع الهوية أو تضييعها السمة الأبرز في ضوء ما يدور حولنا من انهيارات كبرى ضمن المؤسسة الأسرية الحاضن الفعلي للفرد, على اعتبار أنها نسقا فرعيا ينمو بجوار انساق اجتماعية ودينية قد تتنوع, لكنها لا تتقاطع فيما بينها, لما تحمله من ارث اجتماعي وثقافي واحد, مع حرصها على تنميته ضمن المنظومة المجتمعية الاشمل, بل ان الأسرة/ مجموعة الإفراد, تعمل على خلق هوية فرعية تحمل نسقا ضيق الرؤية, لا يمكنه ان يسلك طريقا إلى الأنساق الفرعية الأخرى, لانحساره بنفق فئوي منعزل, لا ينتمي لجذر ديني أو مجتمعي, مضاف إليه ما مر به الفرد من تسلخات من الداخل, ما احدث خرقا في المنظومة المجتمعية, جاء هذا من عدم استقرار المؤسسة الرسمية, لذا يمكننا عدَّ استقرارها من أسباب الشعور بالمواطنة, الذي بدوره يعمل على تصاعد في معدلات الانتماء إلى الهوية الوطنية, كونها النسق العام, الذي يوفر الأجواء المناسبة لتواشج الأنساق الفرعية التي هي عماد منظومته الوطنية, فالتقلبات السياسية والاقتصادية لها تأثيرها السلبي على نفسية الفرد, وما دام الفرد في اضطراب وتشتت, فان المنظومة المجتمعية في خطر داهم, والخطر متأتٍ هنا من الفرد, الذي يعتبر أهم البنى الفاعلة فيه, إذاً خلق الانتماء, يتوقف على إيكال الفرد مهمة البناء الحقيقي, ضمن فلك الوطن, فهو النواة لكلِّ فعل يمكننا من خلاله تحقيق نتائج ايجابية, وما دمنا ننمي الفرد, كونه المورد البشري الهام, يكون بمقدورنا تنمية الأسرة والمجتمع والوطن, بطاقات مؤمنة بالهوية الثقافية للأمة مع الحفاظ على إيمانها بهويتها الفرعية, لذا تبدو الهوية الثقافية في ضياع لما تمَّ ذكره, وقد تكون تحت طائلة التضييع ان تمَّ تجاهل أسباب تناميها كونها الممثل الحقيقي لتراث الأمة الديني والفكري والاجتماعي, فلا أمة أو شعب من دون هوية.
ولكي نحافظ على الهوية الوطنية, يجب الحرص على الهوية الفرعية ممثلة بهوية الفرد, اللبنة الأولى/ المؤسس الأول, لنواة تؤهل إلى الهوية الجماعية/ المجتمعية, فلا هوية من دونها, فالعادات والتقاليد والطقوس الدينية والأدب والفن, تعد نسقا فرعيا/ فرديا, تسرب إلى الجماعات ومن بعده إلى المجتمعات التي تكونت بفضل تنامي قدرات إفرادها معرفيا واقتصاديا, كي تتمكن من ترصين منظومتها.
فكما نعلم ان الإنسان البدائي مثلا, اجتهد في معرفة الأشياء/ الطبيعة, من حوله لحاجة الكشف عن سر ديمومة الحياة, بالإضافة إلى البحث عن القوت, لذا نجده في بحث دؤوب عمَّن يوفر له الأمان, مما يحيط به من مخاطر, محسوسة, يمكنه تلافيها كالجوع والبرد, أو غير محسوسة يقف حائرا أمامها كالخوف من الموت أوالشعور بالمرض, فأسس طقوسا خاصة بمنظومته الدينية, التي كانت عبارة عن شعائر ساذجة, اعتنقها وأسس لها مجتمعيا, فكانت تمثل هويته الثقافية آنذاك, وعلى الرغم من بساطتها وبدائيتها, لكنها هوية يمكن ان تقع تحت تصنيفنا الآنف, ممثلة بالهوية الفردية والهوية الجماعية, ومن ثم توسعت بعد حقب طويلة, ليؤسس للهوية القبيلة/ الوطنية حاليا, لغياب المنظومة الرسمية بمفهومها الحديث, وقتها, ومن الجدير بالذكر ان الهوية الثقافية للإنسان البدائي, كانت هوية راسخة على الرغم من بدائيتها, قد تُعلل بسذاجة العقل البشري/ الإنسان البدائي, إلا انه امن بموجد للكون- مهما كان هذا الموجد أولاً-, وللحاجة الماسة له ثانياً, لذا نجد الفرد/ الإنسان البدائي, هو من حقق ترسيخ الهوية, مع بساطة ما يحمل من مُعتقد.
وقد نجد العكس عند الأفراد والمجتمعات في عصرنا الحديث, فضياع الهوية أو تضييعها السمة الأبرز في ضوء ما يدور حولنا من انهيارات كبرى ضمن المؤسسة الأسرية الحاضن الفعلي للفرد, على اعتبار أنها نسقا فرعيا ينمو بجوار انساق اجتماعية ودينية قد تتنوع, لكنها لا تتقاطع فيما بينها, لما تحمله من ارث اجتماعي وثقافي واحد, مع حرصها على تنميته ضمن المنظومة المجتمعية الاشمل, بل ان الأسرة/ مجموعة الإفراد, تعمل على خلق هوية فرعية تحمل نسقا ضيق الرؤية, لا يمكنه ان يسلك طريقا إلى الأنساق الفرعية الأخرى, لانحساره بنفق فئوي منعزل, لا ينتمي لجذر ديني أو مجتمعي, مضاف إليه ما مر به الفرد من تسلخات من الداخل, ما احدث خرقا في المنظومة المجتمعية, جاء هذا من عدم استقرار المؤسسة الرسمية, لذا يمكننا عدَّ استقرارها من أسباب الشعور بالمواطنة, الذي بدوره يعمل على تصاعد في معدلات الانتماء إلى الهوية الوطنية, كونها النسق العام, الذي يوفر الأجواء المناسبة لتواشج الأنساق الفرعية التي هي عماد منظومته الوطنية, فالتقلبات السياسية والاقتصادية لها تأثيرها السلبي على نفسية الفرد, وما دام الفرد في اضطراب وتشتت, فان المنظومة المجتمعية في خطر داهم, والخطر متأتٍ هنا من الفرد, الذي يعتبر أهم البنى الفاعلة فيه, إذاً خلق الانتماء, يتوقف على إيكال الفرد مهمة البناء الحقيقي, ضمن فلك الوطن, فهو النواة لكلِّ فعل يمكننا من خلاله تحقيق نتائج ايجابية, وما دمنا ننمي الفرد, كونه المورد البشري الهام, يكون بمقدورنا تنمية الأسرة والمجتمع والوطن, بطاقات مؤمنة بالهوية الثقافية للأمة مع الحفاظ على إيمانها بهويتها الفرعية, لذا تبدو الهوية الثقافية في ضياع لما تمَّ ذكره, وقد تكون تحت طائلة التضييع ان تمَّ تجاهل أسباب تناميها كونها الممثل الحقيقي لتراث الأمة الديني والفكري والاجتماعي, فلا أمة أو شعب من دون هوية.