كل واحد فينا لديه اعتقادات غريبة وعجيبة يصدقها ويعتقد بها ، وما أكثر تلك الاعتقادات التي لاتمت للحقيقة بصلة ، ذات مرة واجهني شخص ما بتقييم سلبي ، فضحكت كثيراً حين عرفت أن سبب تحامله عليّ طيف منام !!
يعتقد أن تلك الرؤيا لها انعكاس لما تخفي الصدور ، لهذا حمّلها ما لا تحتمله ، وقيمني تقييماً مجحفاً لا أصل له سوى أضغاثُ أحلام ، ولكننا -كذلك - نحمل الكثير من الخرافات التي نعتقد أنها -ببداهة - يقينٌ لا يقبل المنازعة والنقاش ، أتخطر أن أناساً كانوا من حولي يربطون بين القط الأسود والجن ، فهل هذا الاعتقاد صحيح ؟!، ثم ما المقصود بالجن الذي تحدث عنه القرآن الكريم ، هل هم مخلوقات خفية شريرة أم إن تصورات المفسرين صورت لنا اعتقادات خيالية وبهداهم نحن سائرون ؟!
كنت مع زميل لي يستهزئ ويسخر من عُبّاد الأبقار ، وكان يصف لي تسابقهم على بول البقرة المقدسة بطريقة دراماتيكية لاذعة ، وشكك في عقولهم وسلامة أذهانهم ، ولكن ماذا إذا نقلنا لهم بعض اعتقاداتنا المضحكة ألن يسخروا هم منا بدورهم ؟! ، لماذا نستهزء بالآخرين على ما يعتقدون بينما الضحك حري بنا لما نحمل من اعتقدات خرافية تضحك الثكلى .
تقدم العلم وكشف عن كثير من الإلتباسات التي تناقض الحقيقة ، فإلى متى سنتشبث بتلك الاعتقادات الواهمة المخجلة؟! ، لا نحتاج أن نغرق في تعداد النماذج ، فكل نفس بما تعتقد بصيرة ، ولكن علينا مراجعة ما نعتقد به وتصحيح العالق بعقولنا حتى لا نكن يوماً ما مثارَ الضحك والتندر .