محمد حسن عبدالله - عن الاغتراب..

لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : عن الاغتراب !!
” .. ويمكن القول أيضا : إن جذور مفهوم الاغتراب تعود في جزء كبير منها إلى الفكر الوجودي خصوصا عن كيركيجارد – رائد الوجودية الأول – ففي كتابه “العصر الحالي” يتعرض لقضية اغتراب الإنسان الحديث من خلال نقده لضياع الفرد داخل الحشد، وفقدانه لتفرده وحريته، ويؤكد أن الإنسان الحديث عندما يضحي بحريته مقابل الطمأنينة الزائفة للجمهور، يفقد ذاته كإنسان، أي أن الإغتراب ضياع لذات الإنسان في داخل المجموع .. ”
” وتبع هيدجر كيركيجارد في مفهومه للاغتراب وعدائه للحشد، وأن وجود الإنسان في هذا الحشد وجود زائف، حيث يفقد الإنسان فيه حريته، واستقلاله، ويعيش على غرار الآخرين، ويقيس الأمور بمقاييسهم، وفي هذا إهدار لقيمة الإنسان الحقيقية … لذا فإن جان بول سارتر يتحدث عن الماهية التي تسبق الوجود، وأن الإنسان هو “ليس إلا ما يفعل الإنسان من نفسه” بمعنى أن الإنسان هو أولا وقبل كل شيء موجود، وكل شيء في الكون ما علق به ماهيته مرتبطة به فهو (الإنسان) بالفعل الوحيد الذي يمكنه أن يؤثر على هذه الماهية، بمعنى أن الإنسان حر أمام كل شيء، وبالتالي لا مفر أمامه من أن يتخذ قراره، فقدره دائماً أن يكون حراً .. “

2- المحارة :
– ظهر أمامي لأول مرة مصطلح “الاغتراب” كمفهوم ماركسي، بمعنى اغتراب العامل عن الآلة، وبالتالي اغترابه عن وسائل الإنتاج .
– أما دراسات هيجل عن الاغتراب، فقد تركزت في مفهومه على عملية واحدة يفقد فيها الإنسان جزءاً من ذاته في الوجود الخارجي .
– أما بالنسبة لإيريك فروم فإنه يقول : إن المقصود بالاغتراب : نمط من التجربة يعيش فيها الإنسان نفسه كغريب، ولم يعد الإنسان مركزاً لعالمه، وخالقاً لأفعاله، بل إن أفعاله، ونتائجها تصبح سادته الذين يطيعهم … وهو في هذا يسير على نهج ماركس الذي رد اغتراب الإنسان إلى الهيكل الاقتصادي السياسي المعاصر، وأن الاغتراب أثر تتركه الرأسمالية على الشخصية .
– أما إميل دوركايم فقد تناول الاغتراب في سياق تحليله لما سماه بظاهرة (الأنومي) أو تحلل المعايير، وينبغي إدراك أن موضوع الأنوميا هو الإنسان الداخلي، أما الاغتراب فعن الإنسان الخارجي ، أي الإنسان المتوافق مع باقي المعايير الاجتماعية .
– هذه الاقتباسات منقولة – غير مرتبة – من مقدمة كتاب عن “اغتراب الشخصية اليهودية في الأدب العبري الحديث” ، وما لفتني إليها : أنه – في سياق معين – حاولت تعقب مصطلح (الاغتراب) فوجدته في مقدمة هذا الكتاب أكثر شمولا وتنظيما ودقة، مع أن جوهر اهتمامه في الأدب العبري وليس في الاغتراب .

3- الهيــر :
– اللؤلؤة من كتاب:”اغتراب الشخصية اليهودية في الأدب العبري الحديث” – الدكتور أحمد حماد – الهيئة المصرية العامة للكتاب -2012– المقدمة ص7 إلى 10 .



بقلم: الأستاذ الدكتور محمد حسن عبد الله



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى