التشكيل بجميع اشكاله ومدارسه ابداع وخلق وابتكار لتلبية ذائقة مؤطرة لمفهوم الجمال الذي يختلف في مرجعيته الفلسفية حسب العديد من المتغيرات كالقارات والدول والحضارات ، وبذلك تعددت مرجعيته الفلسفية والفنية في تفكيرنا المعاصر ، و في اطار هذا التعدد وصل الوضع حاليا الى تغييب اية مرجعية فكرية وفلسفية للفن وتحريره من اي رابط كيفما كان. و الساحة المغربية لا تخرج عن اطار هذا النسق بل عرفت نشاط الحركة التشكيلية بشكل جد ملحوظ وبروز فىة شابة تسعى جاهدة الى تغيير المشهد الفني الوطني وتغنيه من حيث الحجم والكم والنوع ، ومن بين هذه الفعاليات التشكيلية الشابة نجد التشكيلية امنة فاتن الازهري . ونظرا لغنى تجربتها وانفتاحها على مجموعة من التجارب الغربية والاسيوية فاننا لن نقف عند مسارها الفني من حيث عدد المعارض الفردية والجماعية لانه غني عن التعريف بحكم تعدد معارضها الفردية على الصعيد الجهوية بولاية الدار البيضاء او على المستوى الوطني من حيث عدد المهرجانات الوطنية والدولية التي شاركت بها، بل سنقف عند تجربتها الفنية من حيث البناء التشكيلي لاعمالها وخصاىصها ، فمن تكون التشكيلية امنة فاتن الازهري ؟ ما هي خصاىص اعمالها؟ وكيف تعاملت مع الشان التشكيلي في اطار التحولات العامة التي يعرفها ؟
التشكيلية فاتن الازهري امنة من مواليد مدينة الدار البيضاء، اغنت تجربتها التشكيلية بين المبادىء الاولية التي تلقتها في محال التربية التشكيلية في مسارها التعليمي وبين نشأتها وانفتاحها على اهم المراكز الثقافية المحتضنة للتجارب تشكيلية حديثة ومختلفة المرجعيات الفكرية بمدينة الدار البيضاء وتاطيرها لمجموعة من الورشات التشكيلية لفاىدة الاطفال والشباب بمدينتها وخارجها.
من خلال دراسة مجموعة من اعمال التشكيلية امنة فاتن الازهري يتضح انها كانت اعمالا تندرج في اطار الاعمال التجريدية لكنها أقل تجريدية من اللوحات الغربية لمجموعة من الفنانين الذين تقاسمت معهم التجربة الفنية في العديد من الملتقيات العالمية والوطنية و التي في معظمها اصبحت تيماتها تنبع من "العالم المستقل" للفن. اعمال الفنانة هي مستوحاة من عالم الألوان والأشكال الصافية ومحيطها الاجتماعي وقضاياه الفكرية كالعلاقات اليومية للرجل والمراة ، ومجموعة من القضايا الحقوقية كالمساواة والعدالة الاجتماعية ..... لوحاتها في معظمها تتميز بالفضاء المتناغم الوانا ورموزا والخاضع لذاتية الفنانة وروحانيتها، محققة نوعا من التجريدية البسيطة العميقة في نفس الوقت ، والتي اطلق عليها فاسيلي كاندنسكي اسم " التجريدية الصافية".
وفي محاولة للقيام بدراسة مفصلة ودقيقة لاعمالها نجد ان الكتل اللونية باختلاف كثافتها وتنوع الوانها تغزو سطح اللوحة بحركات افقية وعمودية مصاحبة لمجموعة من الخطوط السميكة والرقيقة والمتصلة والمنكسرة في حركات متغيرة و راقصة ومتناغمة مع التوزيع اللوني للكتل بضربات للفرشاة احيانا هادىة واحيانا قوية تاركة في بعض الاحيان وراءها ملمسا جد املس وتارة اخرى نتوءات لونية مشكلة سطح خشن بتركيبات لونية متعددة ومنسجمة فيما بينها مشكلة بذلك مجموعة اعمال تكاد ان تكون بطاقات فخمة لحوار فكري عميق يهم كل من المراة والرجل على حد سواء على المستوى الفكري قبل ان تعالج المستوى الجمالي لها ، ويظهر ذلك جليا من حيث التسميات : لوحة السيدة ، لوحة السيد ولوحة السيد الارستقراطي .... مستحضرة بذلك فكرة المساواة والتكامل بين الجنسين في الان نفسه دون الغاء اي طرف للطرف الاخر لانها مؤمنة بمساواة حقوقية و بعدالة اجتماعية بخلفية فكرية واعية ومدركة لكل خطوة تقوم بها، مشكلة بذلك باقة اعمال هي جد نافذة الي اعماق المتلقي ومحملة بالطاقات الايجابية و الرغبات المتطلعة الواعية والمدركة ، وهي بذلك اقحمت المتلقي في مساءلة فكرية عميقة ومتعددة الابعاد والقراءات ، عاكسة الميراث الجسدي والرؤية المتبصرة مع الارتكاز علي خبرتها كفنانة مؤطرة لورشات فنية وطنيا ودوليا لانها لم تضيق الرؤية الفنية على المتلقي تاركة له مساحة واسعة للقراءة والتأويل وقابلة للتعدد والانفتاح والتقبل للاخر في الان نفسه ... الفنانة استطاعت ان توجهه المتلقي بطريقة ذكية نحو قراءة متعددة الاحتمالات ومفتوحة على العديد من التاويلات، فصاغت رموزها و مفاتيحها بخطوط ومستطيلات ودوائر و الوان متنوعة ، مما جعل اعمالها مفتوحة على العالم ولها لغة لونية ورمزية كونية عبر مشاركتها الدولية المتعددة. كما ساهم هذا الانفتاح الفكري للفنانة على التجارب الدولية في جعل اعمالها تتأثر بشخصية المتذوق وبمستوى التقدم الحضاري لبلده والاتجاهات السائدة والتقدم الحضاري عالميا ومنه التقدم العلمي التكنولوجي وما يتحقق له من ثورة في عالم الاتصالات، وما يحققه من الاضطلاع على النتاجات المبدعة الحديثة التي تقلل بدورها الفجوة الثقافية والمعرفية التي تنمي مستويات شخصية المتذوق وقد ظهر هذا في اعمالها بشكل جلي خصوصا بعد زيارتها للصين ومجموعة من دول جنوب شرق اسيا في السنتين الماضيتين . كما قامت بتفريغ انفعلاتها عن طريق الوسيط التشكيلي او ما يسمى بالأثر الفني: فجاءت جل لوحاتها تزخر بمكونات لونية واشكالاً هندسية مختلفة تمثل حركة الجسم وانفعالاته مع الفنون الاخرى كالموسيقى و الرقص وعلاقاته مع الاخر في الحياة اليومية، مما سهل عملية التذوق الفني والذي تم عن طريق أستجابة أنفعالية للعمل الفني بموضوعات اللوحة عن طريق المشاركة ( التجربة الجمالية).
عموما ان التشكيلية فاتن الازهري امنة هي ليست من الفنانين المقلدين الذين يكررون اعمال الاخرين او يستنسخونها بل هي من زمرة المبدعين الذين يبتكرون ويجتهدون في مزج الالوان وتناول القضايا الفنية ..... فهي تعمل على الجانب الفني الذي يعتمد على فكرة ترتكز على وعي إبداعي ثقافي تاريخي..... فهي صاحبة قدرات تحتاج لمتلقي قادر على استيعابها و تصنيفها.....
خيرة جليل
التشكيلية فاتن الازهري امنة من مواليد مدينة الدار البيضاء، اغنت تجربتها التشكيلية بين المبادىء الاولية التي تلقتها في محال التربية التشكيلية في مسارها التعليمي وبين نشأتها وانفتاحها على اهم المراكز الثقافية المحتضنة للتجارب تشكيلية حديثة ومختلفة المرجعيات الفكرية بمدينة الدار البيضاء وتاطيرها لمجموعة من الورشات التشكيلية لفاىدة الاطفال والشباب بمدينتها وخارجها.
من خلال دراسة مجموعة من اعمال التشكيلية امنة فاتن الازهري يتضح انها كانت اعمالا تندرج في اطار الاعمال التجريدية لكنها أقل تجريدية من اللوحات الغربية لمجموعة من الفنانين الذين تقاسمت معهم التجربة الفنية في العديد من الملتقيات العالمية والوطنية و التي في معظمها اصبحت تيماتها تنبع من "العالم المستقل" للفن. اعمال الفنانة هي مستوحاة من عالم الألوان والأشكال الصافية ومحيطها الاجتماعي وقضاياه الفكرية كالعلاقات اليومية للرجل والمراة ، ومجموعة من القضايا الحقوقية كالمساواة والعدالة الاجتماعية ..... لوحاتها في معظمها تتميز بالفضاء المتناغم الوانا ورموزا والخاضع لذاتية الفنانة وروحانيتها، محققة نوعا من التجريدية البسيطة العميقة في نفس الوقت ، والتي اطلق عليها فاسيلي كاندنسكي اسم " التجريدية الصافية".
وفي محاولة للقيام بدراسة مفصلة ودقيقة لاعمالها نجد ان الكتل اللونية باختلاف كثافتها وتنوع الوانها تغزو سطح اللوحة بحركات افقية وعمودية مصاحبة لمجموعة من الخطوط السميكة والرقيقة والمتصلة والمنكسرة في حركات متغيرة و راقصة ومتناغمة مع التوزيع اللوني للكتل بضربات للفرشاة احيانا هادىة واحيانا قوية تاركة في بعض الاحيان وراءها ملمسا جد املس وتارة اخرى نتوءات لونية مشكلة سطح خشن بتركيبات لونية متعددة ومنسجمة فيما بينها مشكلة بذلك مجموعة اعمال تكاد ان تكون بطاقات فخمة لحوار فكري عميق يهم كل من المراة والرجل على حد سواء على المستوى الفكري قبل ان تعالج المستوى الجمالي لها ، ويظهر ذلك جليا من حيث التسميات : لوحة السيدة ، لوحة السيد ولوحة السيد الارستقراطي .... مستحضرة بذلك فكرة المساواة والتكامل بين الجنسين في الان نفسه دون الغاء اي طرف للطرف الاخر لانها مؤمنة بمساواة حقوقية و بعدالة اجتماعية بخلفية فكرية واعية ومدركة لكل خطوة تقوم بها، مشكلة بذلك باقة اعمال هي جد نافذة الي اعماق المتلقي ومحملة بالطاقات الايجابية و الرغبات المتطلعة الواعية والمدركة ، وهي بذلك اقحمت المتلقي في مساءلة فكرية عميقة ومتعددة الابعاد والقراءات ، عاكسة الميراث الجسدي والرؤية المتبصرة مع الارتكاز علي خبرتها كفنانة مؤطرة لورشات فنية وطنيا ودوليا لانها لم تضيق الرؤية الفنية على المتلقي تاركة له مساحة واسعة للقراءة والتأويل وقابلة للتعدد والانفتاح والتقبل للاخر في الان نفسه ... الفنانة استطاعت ان توجهه المتلقي بطريقة ذكية نحو قراءة متعددة الاحتمالات ومفتوحة على العديد من التاويلات، فصاغت رموزها و مفاتيحها بخطوط ومستطيلات ودوائر و الوان متنوعة ، مما جعل اعمالها مفتوحة على العالم ولها لغة لونية ورمزية كونية عبر مشاركتها الدولية المتعددة. كما ساهم هذا الانفتاح الفكري للفنانة على التجارب الدولية في جعل اعمالها تتأثر بشخصية المتذوق وبمستوى التقدم الحضاري لبلده والاتجاهات السائدة والتقدم الحضاري عالميا ومنه التقدم العلمي التكنولوجي وما يتحقق له من ثورة في عالم الاتصالات، وما يحققه من الاضطلاع على النتاجات المبدعة الحديثة التي تقلل بدورها الفجوة الثقافية والمعرفية التي تنمي مستويات شخصية المتذوق وقد ظهر هذا في اعمالها بشكل جلي خصوصا بعد زيارتها للصين ومجموعة من دول جنوب شرق اسيا في السنتين الماضيتين . كما قامت بتفريغ انفعلاتها عن طريق الوسيط التشكيلي او ما يسمى بالأثر الفني: فجاءت جل لوحاتها تزخر بمكونات لونية واشكالاً هندسية مختلفة تمثل حركة الجسم وانفعالاته مع الفنون الاخرى كالموسيقى و الرقص وعلاقاته مع الاخر في الحياة اليومية، مما سهل عملية التذوق الفني والذي تم عن طريق أستجابة أنفعالية للعمل الفني بموضوعات اللوحة عن طريق المشاركة ( التجربة الجمالية).
عموما ان التشكيلية فاتن الازهري امنة هي ليست من الفنانين المقلدين الذين يكررون اعمال الاخرين او يستنسخونها بل هي من زمرة المبدعين الذين يبتكرون ويجتهدون في مزج الالوان وتناول القضايا الفنية ..... فهي تعمل على الجانب الفني الذي يعتمد على فكرة ترتكز على وعي إبداعي ثقافي تاريخي..... فهي صاحبة قدرات تحتاج لمتلقي قادر على استيعابها و تصنيفها.....
خيرة جليل