في الذكرى الثانية لرحيل أستاذة فاطمة أحمد إبراهيم ( توفيت صباح 12 أغسطس 2017م بالعاصمة الإنجليزية: لندن ) أعيد نشر سلسلة مقالات بعنوان: أُمّنَا .. فاطنة أو (الحقبة الفاطمية في تاريخ الدولة السودانية) .. فإلى الحلقة الأولى من هذه السلسلة :
"هي فرحة غمرت جوانح أمتي
شقت طريق ضيائها في مهجتي
لحناً جديداً ناعماً
لحناً قوياً عارماً
لحناً يسمى فاطمة "
د.مبارك خليفة
بمثابة مقدمة:
الكتابة عن الأستاذة المناضلة والمربية: فاطمة أحمد إبراهيم (فاطمة أحمد إبراهيم هي سياسية سودانية (1932–2017) وأول سيدة تنتخب كعضو برلمان في الشرق الأوسط في مايو 1965 ومن أشهر الناشطات في مجال حقوق الإنسان والمرأة والسياسة في السودان) وكانت عضوة باللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني لعدة دورات.)) (1)، الحديث عن أستاذة فاطمة هو من الصعوبة بمكان لكثرة العنوانين التي سطرتها الأستاذة في دفتر الحقبة التاريخية التي عاشت فيها ولعلي أسميها - إن جاز لي التعبير - الحقبة الفاطمية في تاريخ الدولة السودانية.
فاطنة تروي بعضاً من سيرتها الذاتية:
(( ولدتُ بمدينة الخرطوم، بمنزل جدي لامي الشيخ محمد احمد فضل ، الملاصق لمدرسة أبي جنزير الأولية للبنين وسط الخرطوم، وهي أول مدرسة للبنين بالسودان وكان جدي ناظرا لها، وقبل ذلك وخلال حقبة حكم المهدية، كان نائبا للقاضي، المرحوم محمد ابراهيم ، جدي لابي ، وبعد مجئ الاستعمار البريطاني، سافر جدي لامي إلى مدينة القطينة في منطقة النيل الابيض، واصبح اماما للمسجد لان الحكومة الاستعمارية فصلتهما من السلك القضائي، وفيما بعد ارسل ابنه احمد – والدي – لمواصلة تعليمه في كلية غردون بالخرطوم – وفي تلك الاثناء كانت العلاقة بين الاسرتين مستمرة إلى ان توجت بزواج والدي من امي ، بعد تخرجه معلما من كلية غردون – لقد قام جدي لامي بخطوة جريئة ، اذ ادخل امي واخواتها في مدرسة البنين التي يراسها ، لانه لم تكن هنالك مدرسة للبنات في مدينة الخرطوم – والمدرسة الوحيدة للبنات في السودان انذاك ، اسسها صديقه الشيخ بابكر بدري، بمدينة رفاعه – وقد تعرض جدي لهجوم عنيف من قبل اقربائه – ومعارفه – هذا وبعد ان اكملت والدتي واخواتها المدرسة الاولية مع الاولاد ، الحقهن والدهن بمدرسة الارسالية الانجليزية الوسطى للبنات بمدينة الخرطوم – وهكذا اصبحت امي اول سودانيةتتعلم اللغة الانجليزية – وطبعا تعرض والدها لهجوم شديد خاصة من الاهل – الامر الذي دفعه لاخراجها من المدرسة بعد اكمال المرحلة المتوسطة ولكن اختها الصغر ى – زينب – واصلت حتى الفصل الثاني من المرحلة الثانوية – ثم عينت مدرسة في نفس المدرسة – وهكذا نشأت في اسرة متعلمة ومتدينة من الناحيتين . -
((كانت لي شقيقتان، نفيسه الكبرى والتومه الاصغر، واربعة أشقاء، مرتضى وصلاح والرشيد والهادي، واثنان توفيا في سن الطفولة، كانت امي تحب القراءة، وتواظب ووالدي على قراءة الصحف ، وبالبيت مكتبة كبيرة عامرة بكتب مختلفة ودينية، وكان
النقاش يدور بينهما حول المسائل السياسية، ونحن نستمع لهما، وكانت والدتي تشجعنا على القراءة، ولا زلت اذكر صيحاتها كلما طال وقوفي امام المرآة، بقولها :"كفاية قيمتك ما في شعرك وتجميل وجهك ، قيمتك فيما بداخل راسك – احسن تملأية بالقراءة، والمعرفة" )). (2)
فاطنة برواية جريدة الشرق الأوسط:
((... وفاطمة أحمد إبراهيم، من مواليد الخرطوم 1932، وهي من أشهر النساء السياسيات والناشطات في القضايا العامة، وقضايا حقوق المرأة والطفولة، وهي أول امرأة سودانية وعربية تدخل البرلمان السوداني، وذلك بانتخابات ديمقراطية عام 1965،
بعد إطاحة حكم الفريق إبراهيم عبود في انتفاضة شعبية في أكتوبر1964.
(( وانضمت إبراهيم إلى الحزب الشيوعي السوداني عام 1952، ونالت عضوية اللجنة المركزية للحزب لعدد من الدورات.
((وصارت رئيسة للاتحاد النسائي السوداني عام 1956، كما تم اختيارها عام 1991 رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، وهي أول امرأة مسلمة وعربية يتم اختيارها لرئاسة الاتحاد.
((وحصلت عام 1993 على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومنحت الدكتوراه الفخرية من #جامعة_كاليفورنيا عام 1996 لجهودها في قضايا النساء، واستغلال الأطفال.
(( وللراحلة فاطمة أحمد إبراهيم عدد من المؤلفات منها (حصادنا خلال عشرين عاما، آن آوان التغيير ولكن، والمرأة العربية والتغيير الاجتماعي). " (3)
فاطنة .. السودانية المعجونة بماء الإنسانية:
إلتقى الإعلامي عمر الجزلي مع أستاذة فاطمة في برنامجه الأشهر ( أسماء في حياتنا ) في حديث الذكريات وتنقلت كاميرا البرنامج معها في زيارتها لمدرسة أمدرمان الثانوية التي درست بها ومنزلها بحي العباسية بأمدرمان وسجلت الحلقة في منزل شقيق زوجها دكتور الهادي الشيخ وكانت ملامحها وجهها تنطق بالتأثر وهي تدفع بجزءٍ من ذاكرتها وكثيراً من أجهشت بالبكاء وهي تسلم على أهل الحي والذين تناسوا وجود الكاميرا وعبروا من أمامها للسلام على أستاذة فاطمة (4). وشاهدي على عاطفتها المتقدة ما حكته لمقدمة برنامج رائدات ، روزان الضامن : (( روان الضامن: في ظل الحكم المدني بعد 1964 تم انتخابك كأول نائب في البرلمان السوداني كامرأة عام 1965 يعني وكان هذا حدث هام جدا في السودان كأول امرأة منتخبة في البرلمان ومستقلة أيضا يعني وكتبت قصائد عديدة يعني السودانيون يحبون الشعر.. فاطمة أحمد إبراهيم: الشعر نعم.. روان الضامن: بشكل خاص يعني أذكر منها يعني قصيدة في عام 1965 للدكتور مبارك الخليفة فرحة غمرت جوانح أمتي شقت طريق ضيائها في مهجتي لحنا جديدا ناعما لحنا قويا عارما لحنا يسمى فاطمة. يعني ماذا كانت مشاعرك في أول يوم للبرلمان وأن تدخلين فيه. فاطمة أحمد إبراهيم: والله كانت تجربة عظيمة وتجربة خطيرة في نفس الوقت أنا كنت رقم 3 في قائمة الأصوات يعني كانت مرتفعة جدا اللي صوتوا إلي ولذلك كانت ضربة قاسية لأعداء المرأة يعني أنه كمان يصوت لي هذا العدد خصوصا اللي صوتوا رجال وبعدين انتقاد للحكومة رهيب أي حاجة أنتقدها فدي حببت الناس اللي ما قادرين هم يقولوه بيجوا هم يسمعوني أنا بأنتقد الأشياء داخل البرلمان فعملت زيارة للجنوب رحت ملكال فأنا داخلة على المستشفى لقيت طفل صغير جنوبي بيرجف أنا ألف عشان ناويه أتبناه وبأخذه معي قال ليه كويس لفيت وين الطفل قال لي هرب فضلت أبكي وهاجمتهم هجوم لا هوادة فيه وحصل لي حالة نفسية فظيعة رفضت أمشي بعد الجولة لقيت امرأة قالت لي قابلة وأنا أرسلوني لك اسمهم الأناني المتمردين أرسلوني لك وقالوا لك عايزين يقابلوك في الغابة. روان الضامن: متمردين جنوبيين كانوا ضد الحكومة. فاطمة أحمد إبراهيم: ضد الحكومة. روان الضامن: نعم. فاطمة أحمد إبراهيم : مشيت للغابة يعني استقبلوني استقبال عظيم وقالوا لي إحنا اهتمينا لأنك أول شمالي يبكي علينا وتبقى من جواك لو كنت تكلمتِ زي ما نقول كذب لكن بدمعوك أنت بكيتِ لطفل مننا عشان كده نحن جاين نشكرك ونقول لك عشان نوريكِ باقي الماسي هنوديك قرية قريبة قلت لهم جدا والله ساقوني القرية أنا كدت يغمى علي من البكاء كالهياكل العظمية بعدين ساكنين في جحور لأن الطقس بارد جدا وما عندهم ما يغطي به أجسادهم أما قال لي بيسموه هو الكجور ده شيخهم أو رئيسهم القبلي بيؤمنوا به وأن هو قديس يعني عنده قداسة وبعدين لافف الجزء ده وهنا عاري يعني ضلعه أنا ممكن أحسبه ضلع فأنفجرت كمان بكاء اصله ما معقول فجاء طوالي وقالوا لي قال عايز يباركك قلت له جدا فدي كانت بالنسبة لي زيارة تاريخية)). (5)
أتوقف هنا وأواصل في الحلقة القادمة بإذن الله بداية بسرد حزء من نضالات أمنا فاطنة.
(1) فاطمة أحمد إبراهيم – موقع ويكبيديا.
فاطمة أحمد إبراهيم - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
(2) فاطمة أحمد إبراهيم – ويكبيديا ( مصدر سابق ).
(3) فاطمة أحمد .. رحيل أول برلمانية منتخبة في الشرق الأوسط – موقع اليوم 2
فاطمة أحمد.. رحيل أول برلمانية منتخبة في الشرق الأوسط
(4) حلقة توثيقية مع الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم - برنامج أسماء في حياتنا – تلفزيون السودان
(5) قناة الجزيرة – برنامج: رائدات - الحلقة السادسة - فاطمة أحمد إبراهيم
"هي فرحة غمرت جوانح أمتي
شقت طريق ضيائها في مهجتي
لحناً جديداً ناعماً
لحناً قوياً عارماً
لحناً يسمى فاطمة "
د.مبارك خليفة
بمثابة مقدمة:
الكتابة عن الأستاذة المناضلة والمربية: فاطمة أحمد إبراهيم (فاطمة أحمد إبراهيم هي سياسية سودانية (1932–2017) وأول سيدة تنتخب كعضو برلمان في الشرق الأوسط في مايو 1965 ومن أشهر الناشطات في مجال حقوق الإنسان والمرأة والسياسة في السودان) وكانت عضوة باللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني لعدة دورات.)) (1)، الحديث عن أستاذة فاطمة هو من الصعوبة بمكان لكثرة العنوانين التي سطرتها الأستاذة في دفتر الحقبة التاريخية التي عاشت فيها ولعلي أسميها - إن جاز لي التعبير - الحقبة الفاطمية في تاريخ الدولة السودانية.
فاطنة تروي بعضاً من سيرتها الذاتية:
(( ولدتُ بمدينة الخرطوم، بمنزل جدي لامي الشيخ محمد احمد فضل ، الملاصق لمدرسة أبي جنزير الأولية للبنين وسط الخرطوم، وهي أول مدرسة للبنين بالسودان وكان جدي ناظرا لها، وقبل ذلك وخلال حقبة حكم المهدية، كان نائبا للقاضي، المرحوم محمد ابراهيم ، جدي لابي ، وبعد مجئ الاستعمار البريطاني، سافر جدي لامي إلى مدينة القطينة في منطقة النيل الابيض، واصبح اماما للمسجد لان الحكومة الاستعمارية فصلتهما من السلك القضائي، وفيما بعد ارسل ابنه احمد – والدي – لمواصلة تعليمه في كلية غردون بالخرطوم – وفي تلك الاثناء كانت العلاقة بين الاسرتين مستمرة إلى ان توجت بزواج والدي من امي ، بعد تخرجه معلما من كلية غردون – لقد قام جدي لامي بخطوة جريئة ، اذ ادخل امي واخواتها في مدرسة البنين التي يراسها ، لانه لم تكن هنالك مدرسة للبنات في مدينة الخرطوم – والمدرسة الوحيدة للبنات في السودان انذاك ، اسسها صديقه الشيخ بابكر بدري، بمدينة رفاعه – وقد تعرض جدي لهجوم عنيف من قبل اقربائه – ومعارفه – هذا وبعد ان اكملت والدتي واخواتها المدرسة الاولية مع الاولاد ، الحقهن والدهن بمدرسة الارسالية الانجليزية الوسطى للبنات بمدينة الخرطوم – وهكذا اصبحت امي اول سودانيةتتعلم اللغة الانجليزية – وطبعا تعرض والدها لهجوم شديد خاصة من الاهل – الامر الذي دفعه لاخراجها من المدرسة بعد اكمال المرحلة المتوسطة ولكن اختها الصغر ى – زينب – واصلت حتى الفصل الثاني من المرحلة الثانوية – ثم عينت مدرسة في نفس المدرسة – وهكذا نشأت في اسرة متعلمة ومتدينة من الناحيتين . -
((كانت لي شقيقتان، نفيسه الكبرى والتومه الاصغر، واربعة أشقاء، مرتضى وصلاح والرشيد والهادي، واثنان توفيا في سن الطفولة، كانت امي تحب القراءة، وتواظب ووالدي على قراءة الصحف ، وبالبيت مكتبة كبيرة عامرة بكتب مختلفة ودينية، وكان
النقاش يدور بينهما حول المسائل السياسية، ونحن نستمع لهما، وكانت والدتي تشجعنا على القراءة، ولا زلت اذكر صيحاتها كلما طال وقوفي امام المرآة، بقولها :"كفاية قيمتك ما في شعرك وتجميل وجهك ، قيمتك فيما بداخل راسك – احسن تملأية بالقراءة، والمعرفة" )). (2)
فاطنة برواية جريدة الشرق الأوسط:
((... وفاطمة أحمد إبراهيم، من مواليد الخرطوم 1932، وهي من أشهر النساء السياسيات والناشطات في القضايا العامة، وقضايا حقوق المرأة والطفولة، وهي أول امرأة سودانية وعربية تدخل البرلمان السوداني، وذلك بانتخابات ديمقراطية عام 1965،
بعد إطاحة حكم الفريق إبراهيم عبود في انتفاضة شعبية في أكتوبر1964.
(( وانضمت إبراهيم إلى الحزب الشيوعي السوداني عام 1952، ونالت عضوية اللجنة المركزية للحزب لعدد من الدورات.
((وصارت رئيسة للاتحاد النسائي السوداني عام 1956، كما تم اختيارها عام 1991 رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، وهي أول امرأة مسلمة وعربية يتم اختيارها لرئاسة الاتحاد.
((وحصلت عام 1993 على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومنحت الدكتوراه الفخرية من #جامعة_كاليفورنيا عام 1996 لجهودها في قضايا النساء، واستغلال الأطفال.
(( وللراحلة فاطمة أحمد إبراهيم عدد من المؤلفات منها (حصادنا خلال عشرين عاما، آن آوان التغيير ولكن، والمرأة العربية والتغيير الاجتماعي). " (3)
فاطنة .. السودانية المعجونة بماء الإنسانية:
إلتقى الإعلامي عمر الجزلي مع أستاذة فاطمة في برنامجه الأشهر ( أسماء في حياتنا ) في حديث الذكريات وتنقلت كاميرا البرنامج معها في زيارتها لمدرسة أمدرمان الثانوية التي درست بها ومنزلها بحي العباسية بأمدرمان وسجلت الحلقة في منزل شقيق زوجها دكتور الهادي الشيخ وكانت ملامحها وجهها تنطق بالتأثر وهي تدفع بجزءٍ من ذاكرتها وكثيراً من أجهشت بالبكاء وهي تسلم على أهل الحي والذين تناسوا وجود الكاميرا وعبروا من أمامها للسلام على أستاذة فاطمة (4). وشاهدي على عاطفتها المتقدة ما حكته لمقدمة برنامج رائدات ، روزان الضامن : (( روان الضامن: في ظل الحكم المدني بعد 1964 تم انتخابك كأول نائب في البرلمان السوداني كامرأة عام 1965 يعني وكان هذا حدث هام جدا في السودان كأول امرأة منتخبة في البرلمان ومستقلة أيضا يعني وكتبت قصائد عديدة يعني السودانيون يحبون الشعر.. فاطمة أحمد إبراهيم: الشعر نعم.. روان الضامن: بشكل خاص يعني أذكر منها يعني قصيدة في عام 1965 للدكتور مبارك الخليفة فرحة غمرت جوانح أمتي شقت طريق ضيائها في مهجتي لحنا جديدا ناعما لحنا قويا عارما لحنا يسمى فاطمة. يعني ماذا كانت مشاعرك في أول يوم للبرلمان وأن تدخلين فيه. فاطمة أحمد إبراهيم: والله كانت تجربة عظيمة وتجربة خطيرة في نفس الوقت أنا كنت رقم 3 في قائمة الأصوات يعني كانت مرتفعة جدا اللي صوتوا إلي ولذلك كانت ضربة قاسية لأعداء المرأة يعني أنه كمان يصوت لي هذا العدد خصوصا اللي صوتوا رجال وبعدين انتقاد للحكومة رهيب أي حاجة أنتقدها فدي حببت الناس اللي ما قادرين هم يقولوه بيجوا هم يسمعوني أنا بأنتقد الأشياء داخل البرلمان فعملت زيارة للجنوب رحت ملكال فأنا داخلة على المستشفى لقيت طفل صغير جنوبي بيرجف أنا ألف عشان ناويه أتبناه وبأخذه معي قال ليه كويس لفيت وين الطفل قال لي هرب فضلت أبكي وهاجمتهم هجوم لا هوادة فيه وحصل لي حالة نفسية فظيعة رفضت أمشي بعد الجولة لقيت امرأة قالت لي قابلة وأنا أرسلوني لك اسمهم الأناني المتمردين أرسلوني لك وقالوا لك عايزين يقابلوك في الغابة. روان الضامن: متمردين جنوبيين كانوا ضد الحكومة. فاطمة أحمد إبراهيم: ضد الحكومة. روان الضامن: نعم. فاطمة أحمد إبراهيم : مشيت للغابة يعني استقبلوني استقبال عظيم وقالوا لي إحنا اهتمينا لأنك أول شمالي يبكي علينا وتبقى من جواك لو كنت تكلمتِ زي ما نقول كذب لكن بدمعوك أنت بكيتِ لطفل مننا عشان كده نحن جاين نشكرك ونقول لك عشان نوريكِ باقي الماسي هنوديك قرية قريبة قلت لهم جدا والله ساقوني القرية أنا كدت يغمى علي من البكاء كالهياكل العظمية بعدين ساكنين في جحور لأن الطقس بارد جدا وما عندهم ما يغطي به أجسادهم أما قال لي بيسموه هو الكجور ده شيخهم أو رئيسهم القبلي بيؤمنوا به وأن هو قديس يعني عنده قداسة وبعدين لافف الجزء ده وهنا عاري يعني ضلعه أنا ممكن أحسبه ضلع فأنفجرت كمان بكاء اصله ما معقول فجاء طوالي وقالوا لي قال عايز يباركك قلت له جدا فدي كانت بالنسبة لي زيارة تاريخية)). (5)
أتوقف هنا وأواصل في الحلقة القادمة بإذن الله بداية بسرد حزء من نضالات أمنا فاطنة.
(1) فاطمة أحمد إبراهيم – موقع ويكبيديا.
فاطمة أحمد إبراهيم - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
(2) فاطمة أحمد إبراهيم – ويكبيديا ( مصدر سابق ).
(3) فاطمة أحمد .. رحيل أول برلمانية منتخبة في الشرق الأوسط – موقع اليوم 2
فاطمة أحمد.. رحيل أول برلمانية منتخبة في الشرق الأوسط
(4) حلقة توثيقية مع الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم - برنامج أسماء في حياتنا – تلفزيون السودان
(5) قناة الجزيرة – برنامج: رائدات - الحلقة السادسة - فاطمة أحمد إبراهيم