أربع رسائل بين الدكتور عبد الجبار العلمي والروائية لينا كيلاني

رسالة الأستاذة لينا كيلاني

قرأت مقالك.. وأحيي فيك هذا الوفاء.. واعترافك بأن هناك أستاذ .. وذكرتني بأمي وهي تذكر دوما اساتذتها ممن تحمل لهم العرفان والوفاء.
اما المرحوم الاستاذ عبد الكريم غلاب فأغلب ظني انه كان من زملاء او اصدقاء (قمر) لأنني تذكرت انها كانت تتحدث عنه. دمت للادب والأدباء مثالا ونموذجا راقيا..
تحيتي العابقة بالود
لينا


***/

رسالة عبد الجبار العلمي إلى الأستاذة لينا كيلاني :

تحية طيبة وبعد ،

أشكرك بحرارة على قراءة المقال . أكيد أن الوالدة السيدة قمركيلاني ، تعرف الأستاذ عبدالكريم غلاب مدير جريدة "العلم " أيام كانت تنشر بها مقالاتها . أما الأستاذ عبدالجبار السحيمي ، فكان آنذاك رئيس تحريرها والساهر على " الملحق الثقتافي " الذي كان يصدر أسبوعياً بانتظام . وقد تحدثت في المقالة عن دوره ومكانته العلمية والأدبية .
كنت هذا اليوم بالشاطىء ، ولم أدخل الفايس إلا الآن ، لأفتح علبة البريد أساساً، فقد كنت منتظراً ردك ورأيك .
وتقبلي خالص تحيتي وحديقة ورد كاملة هدية لك بمناسبة عيد ميلادك ، مع تمنياتي لك بالعمر المديد والأيام السعيدة والإنتاج الأدبي الرفيع الذي تشتد الحاجة إليه بالقياس إلى أطفالنا أو إلينا قراء الرواية كما ورد في إحدى تدويناتك أن ثلاثية " الاختيار " هي القريبة إلى قلبك ، وهي فعلا رواية من روايات الخيال العلمي الرائعة في أدبنا العربي المعاصر . وختاماً تقبلي خالص محبتي وتقديري .

رأيت صورتيك منشورتين بمناسبة مرور سنة أخرى من حياتك المباركة إن شاء الله.


****


رد الأستاذة لينا كيلاني :

صباحك ورد وفل صديقي عبدالجبار..

أقدر جيداً هذا الوفاء منك نحو ذاكرة الوطن التي نحرص على صونها.. وأنت تذكّر بأسماء أعلام كان لهم دورهم الإيجابي في الفكر، والثقافة، كما في الصحافة. ولعلك من القلة الذين يحرصون على تعريف الأجيال بمن كان لهم السبق كما الأثر في تكوين الوجدان.. فتارة تنعش الذاكرة بأسماء لامعة من هؤلاء، وأخرى تعرّف فيها بفنون شعبية ترسخت عبر أجيال، كما تقف على الأعمال الأدبية التي وجدت لنفسها حيزاً لديك من الإقناع والاستحسان. كل هذا وأكثر يحتسب لك فيما تقوم به من دور للمثقف الذي يحس بضرورة الانتماء، ويعرف أن للهوية وجها يجب أن يظل ناصعاً، وظاهراً للعيان. فهل تستحق على هذا الدور فقط الثناء؟ بل إنه الشكر مراراً وتكراراً.. مع التقدير لكل جهودك في البحث، والمتابعة كأي باحث، ومثقف جاد. وفي كل مرة أطلع على ما تكتبه فإنني لا أخرج خالية من إضافة.. بل إنها الإضافة في كل مرة.. مع عميق الامتنان.
أما عن الصورتين المنشورتين ، فقد آثرت أن أعقد المقارنة بين صورة في عمر العشرينات وأخرى حديثة منذ أسابيع قريبة.
وتحية الود لك دوماً
لينـــــا


****


رسالة عبدالجبار العلمي إلى الكاتبة الروائية لينا كيلاني :

تحية صباحية عبقة ، وبعد

تلقيت رسالتك المفعمة بكلمات الشكر والتقدير الذي لا أجد نفسي أرقى إلى مستواها. وذلك من ذوقك وكرم أخلاقك وعراقة أصلك ومحتدك الشريف عملا وخلقا. حقا ما ذكرت ياصديقتي . لقد نشأنا على احترام أبائنا وأساتذتنا وكل من كان له فضل علينا من علم أو عون في مجال الدراسة والتحصيل . ولا يمكن أن أنسى فضل أساتذة تركوا أثرهم الطيب علينا أذكر منهم الأساتذة الدكتور أمجد الطرابلسي الذي كان وزيرا للثقافة والإرشاد القومي في سوريا على عهد الوحدة بين سوريا ومصر ، والدكتور صالح الأشتر و الدكتورة فوقية حسين من مصر والأساتذة المغاربة : الأستاذ الناقد أحمد اليبوري والأستاذ الناقد الروائي محمد برادة والأستاذ الشاعر إبراهيم السولامي والدكتور عباس الجراري والدكتور الشاعر محمد السرغيني والدكتور محمد المليحي ابن بلدتي الطيب البشوش والدكتور عبدالسلام الهراس رحمه الله و العلامة سيدي العابد الفاسي قيم خزانة القرويين بفاس رحمه الله والدكتور محمد خليل والدكتور سعيد الغزاوي الذي لن أنسى فضله ... وغيرهم ، وكذا كل من أتاح لنا نشر خربشاتنا في بعض المنابر الثقافية وأهمها " العلم " و " الاتحاد الاشتراكي " بملحقيهما الثقافي الجادين اللذين كتبا فيهما جل الكتاب والأدباء المغاربة الذين أضحى لها شأو في مجال الكتابة والإبداع في مختلف الأجناس الأدبية في المغرب . لا يمكن إلا أن نذكر الفضل لأصحابه . لقد سعدت بصدور روايتك الرائعة " الاختيار في كتابين قشيبين من حيث الطبع والإخراج . وهي طبعة ستتيح لمن لم يستمتع بها من القراء في طبعة روايات الهلال ، أن يطلع عليها في حلتها الجديدة التي خصصت الجزء الأول "ل مدينة الأذكياء " والجزء الثاني جمعت في الجز ء الثاني والثالث من الثلاثية بعنوان " جزيرة المسوخ" و" الاختيار : أو الانفجار " على التوالي .
إنها كما ذكرت لك ، حسب اطلاعي ، من أروع روايات أدب الخيال العلمي ، وهي وإن سبقتها أعمال لرواد هذا النوع الأدبي الصعب المراس ، كأعمال ناهد شريف ويوسف السباعي وتوفيق الحكيم في مصر ، وأحمد عبدالسلام البقالي ومحمد عزيز الحبابي في المغرب على سبيل المثال لا الحصر ، فإنها تتميز بخيال واسع ، وقدرة على استشراف آفاق المستقبل وما ستؤول إليه العلوم والتقنيات الحديثة والتجارب العلمية التي لا توقفها الموانع والحدود من تطور خطير فيه الكثير من السلبيات على حياة الإنسان على الأرض، خاصة وأن مايهم الدول المتقدمة علميا وتكنولوجيا وطبيا ، لا يهمها إلا خوض التجارب الخطيرة رغم تكلفتها في سباق حاد وتنافس على كسب قصب السبق في المجال صناعة آلات القتل والدمار أو في التلاعب الخطير بالجينات الوراثية وغيرها مما يسمح برواجه واطلاع الجمهور عليه. وما خفي كان أعظم .
مؤخرا - كما تعلمين - بلغنا عبر وسائل الإعلام المختلفة أن ثمة طائرات ذات حجم كبير من صنع أمريكي مجهزة بأحدث الأجهزة المتطورة في التصوير والقيام بعمليات التجسس وهي تسير بدون طيار وتخترق الأجواء دون أن تتمكن الرادارات على اكتشافها ، وقد سمعت من أحد الخبراء في أحد الفيديوهات أنها تطير على علو عشرين كيلومترا بعيدة عن الأرض ، وقد تمكنت إيران من اكتشاف اختراق مجالها الجوي ومن إسقاطها على بعد 14 كلم. وتتوفر أمريكا حسب المصرح به ثمانية منها ، وكل واحدة منها يقدر ثمنها بملايير الدولارات.
إن ما كتبه جول فيرن وويلز من الخيال العلمي تحقق بعضه بعد سنوات عديدة وبعضه لم يتحقق إلى حد الآن كالسفر إلى أعماق الكرة الأرضية مثلا .
أما في عصرنا الحالي فثمة تسارع رهيب في تحقق ما يتخيله أدباء الخيال العلمي ..
هذه ثرثرة أخرى أرجو أن لا ترهقك أو تؤخرك عن الخلود للراحة والنوم .
كتبت هذا الرد ليلة أمس في رسالة خاصة ، وأبعثه إليك نهارا لتقرئيه بدون عناء.

أخوك : عبدالجبار
31 غشت 2019 م .

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
رسائل الأدباء (ملف)
المشاهدات
658
آخر تحديث
أعلى