فنون بصرية خيرة جليل - التشكيلي هشام بوكرمة تجربة تشكيلية جادۃ لتفعيل الحركة التشكيلية بالساحة المغربية

كما سبقت الاشارۃ في العديد من مقالاتي السابقة فالتشكيل بجميع اشكاله ومدارسه ابداع وخلق وابتكار لتلبية ذائقة مؤطرة لمفهوم الجمال الذي يختلف في مرجعيته الفلسفية حسب العديد من المتغيرات كالقارات والدول والحضارات ، وبذلك تعددت مرجعيته الفلسفية والفنية في تفكيرنا المعاصر ، و في اطار هذا التعدد وصل الوضع حالٌٍيا الى تغييب اية مرجعية فكرية وفلسفية للفن وتحريره من اي رابط كيفما كان. و الساحة المغربية لا تخرج عن اطار هذا النسق الحركي بل عرفت نشاطا ملحوظا للحركة التشكيلية وبروز فئة شابة تسعى جاهدة الى تغيير المشهد الفني الوطني وإغنائه من حيث الحجم والكم والنوع ، ومن بين هذه الفئة التشكيلي هشام بوكرمة الذي خلق حركة فنية جادۃ بمدينة طنجة الى جانب العديد من زملائه التشكيليين والفاعلين الثقافيين.
فمن هو التشكيلي هشام بوكرمة كذات مبدعة ؟ وكيف تعامل مع التشكيل كحركة فنية جمالية تستهدف تهذيب ذوق الناشئة المغربية وتربيتها على الحس الجمالي؟ وما هي خصائص الاثر الفني لديه؟
ما يهمني من تجربة هشام بوكرمة فی مساره الفني الا تجربته الفنية في الممارسة الواقعية بغض النظر عن عدد المعارض التی شارك بها او التی أطرها ; هو تشكيلي مغربي عصامي التكوين دؤوب البحث والتكوين الذاتي المستمر . استطاع في فترۃ وجيزۃ ان يلفت الانظار بأعماله الجادۃ. اختار الابداع في معظم أعماله في اطار المدرسة الواقعية. فجاء اثره الفني غني المواضيع وخصب الذاكرۃ ومتعدد الروافد ما بين التراث الافريقي والامازيغي والعربي والاندلسي.... في معظم اعماله كتله اللونية وزعت بذكاء عفوي وتطغى عليها الالوان المتوسطية بما فيها الازرق الذي يغطي جدران معظم مدن الشمال عامة والذي أسر العديد من المبدعين العالميين وزوار المنطقة. فكانت لوحاته في معظمها تستمد مواضعها من البيئة المحيطة به وتؤثتها وجوه وبيوت وابواب من مدينة طنجة القصبة او جياد عربية واشجار وغابات. تعامله مع اللوحة في معظمها عفوي بحيث لا يسجن نفسه في اغلب اعماله داخل القياسات الاكاديمية ولا مع مستوی الرٶية او نقطۃ المركز لكنها كلها تاتي منسجمة الاحجام والاشكال ومتناغمة الالوان بشكل عفوی يعطي للوحات قوۃ جمالية تمكنها من استقطاب اهتمام المتلقي . مزجه للالوان يعكس درايته بتركيبة اللون وعلاقته بالضوء فتعامل بذكاء احترافي ناتج عن الممارسة اليومية وهذا التمكن جاء من خلال استفادته من العديد من الورشات الفنية وتأطيره للورشات الفنية الخاصة بالاطفال بالعديد من المراكز الثقافية بمدينة طنجة. لانه يؤمن ان التشكيل وسيلۃ فعالة لتغيير سلوك الأطفال والأفراد على حد سواء بقدر ما هو وسيلة فعالة للتنمية البشرية وتهذيب الذوق والاندماج مع المحيط والأقران.
عموما إن التشكيلي هشام بوكرمة استطاع بشكل عصامي ان يتبث من خلال تجربته الشخصية او في علاقاته المتعددۃ بورشات الاطفال ان التشكيل وسيلة فعالة لادماج الافراد في الحركة الابداعية والتنشيط الفني بالجهة كما یٶمن ان التشكيل قاطرة للتنمية الذاتية للصغار كما هو للكبار .......خيرة جليل

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
خيرة جليل
المشاهدات
817
آخر تحديث
أعلى