شكري بوترعة - لا أرض للسّاق المبتورة.. شعر

أنا....
لم أسئ يوما إلى
نجمة أو سحابة
لم أعكّر مزاج النّبات
فقط انشغلت بحزني كثيرا
وأقفلت باب الروح في وجه المباهج والصّبوات

أنا لم أسئ يوما
إلى حشرة
إلى عشبة في الحديقة
إلى ضيف الأحَد الثقيل

فقط
كنت أستدرج اللغة إلى سرير الليل
وأرمي برماح الشهوة
في المدفأة
والتي صعدت سلم الذكريات
"تغتسل بعسل دَوْعَن حزامها بحر العرب وخلخالها الموج"*
رمت بالجمرة في قاع الحذاء
علّمتني الطفولة بعد الأربعين

وسلّمتها مفاتيح القرى
فهل يضيء شجر الليل حديقتها
كما يضيء القطن جسد المرأة
التي تنسى أزرار شهوتها فوق الحصى

هل ارتبك المطر على شرفتها
هل ارتبك اللون في عينيها
لقد أينعت شمعة الميلاد
في غفلة من الريح
و كان البئر شحيحا على دلوها
و الماء طليقا في دناني
فهل كان علي أن أتنبأ بالماضي؟
وأعرف أن الصحراء لا تخون أحفادها
.... وأنّ ...
الذي كان في بطن أمي لست أنا
إنّما كان حطامي
أسمّي الدّود
سفينة تمخر عباب العمر
أسمي الستائر أجراسا من غبار
أعلّق عليها آثام الليل
أربّي السعال ليستأنس بي في الفراش
الحزن أخي في الرّضاع
الفرح أخي في الضّياع
والسّمك الغريب
يدخل النّهر من نوافذه
الماء ذئب
الفضاء ذئب
ولا أرض للساق المبتورة
أسمّي الروح
رمّانة تتشقّق في غصنها
لا وطن للسّاق المبتورة
لا حذاء ....

شكري بوترعة

أعلى