راشد حسين - كأسٌ على مصرعِ الشّعر.. شعر

أغلى كلاب الصّيدِ
في وطني
سياسيٌّ .. يغنّي:
"اللهُ أكبَرْ"..
أحلى الملابسِ فُصِّلَتْ
لتسيرَ
في نعليّ كيسنجرْ

فقدَتْ بكارَتَها دمَشقُ
ومكّةُ أصبَحَتْ حُبلى
بلا زوجٍ
تُعاشرُ نصفَ صعلوكٍ
معطّرْ

لا كلبَ في وطني
تعلّمَ أنَّ لونَ الدّمعِ
في القدسِ القديمةِ.. ليسَ أحمَرْ

لا كلبَ
شاهدَ كيفَ دمعُ بناتِها
خلّى دمَ الشّهداءِ أخضَرْ

وأتَتْ قصائدُنا
لترشَّ فوقَ الموتِ سُكَّرْ
وبكتْ قصائدُنا..
وصارَ الشّعُرُ بترولًا
ومُنكَرْ
هذي القصائدُ
سوفَ أذبحُها بقشِّ القمحِ
لا بلسانِ خنجَرْ

يا أيّها الشّعبُ الّذي مسحوهُ شعرًا
كُن على رقباتِهم نثرًا
لتذبَحَهم..
ويُرضعُكَ التّرابُ حليبَه
فتصيرُ أكبَرْ

لو حرّرَتْ أشعارُنا شيئًا
لحرّرَ شعرُنا العربيُّ
كُلَّ الأرضِ
إلّا القُدسَ
فاشرَبْني
لنَسْكَرْ...


نيو يورك 1974
أعلى