- لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : هوامش تراثية حول التلقي !
مما ينسب إلى بشار بن برد، قوله على لسان أحد ممدوحيه:
إذا ما غضبنا غضبة مضريةً .. هتكنا حجاب الشمس أو تُمطر الدما
إذا ما أعرنا سيداً من قبيلـة .. ذُرى منبــر صلـى علينا وسلما
وفي موضع آخر يقول مداعبا جاريته (ربابة):
ربابة ربة البيـتِ .. تصب الخل في الزيتِ
لها عشر دجاجاتٍ .. وديك حسـن الصوتِ
وقد أخذ على بشار هذا التفاوت الواسع في المستوى بين القولين، غير أنه دافع عن هذا الاختلاف بنوعية الغرض، ومستوى المتلقي، وضرورة الملاءمة بين هذه الأطراف، حتى قال : " لكلٍ وجهة وموضع، فالقول الأول جد، وهذا قلته في ربابة جاريتي، وأنا لا آكل البيض من السوق، وربابة لها عشر دجاجات وديك، فهي تجمع لي البيض، فهذا عندها من قولي أحسن من (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلِ) عندك !
2- المحارة :
- كما نرى : الشاعر القديم كان يبحث عن الملاءمة بين لغته وصوره، وامتداد تعبيره، ومضمون فكره، وبين المتلقي (المفترض) لهذا الشعر . وإذا كان بشار قد أتيح له – في نص الأغاني- من يناقشه ويكشف عن طويته، فإن هذا لم يكن ميسوراً في أغلب الحالات . ومن ثم يبقى أمر المخاطب أو المروي له، أو بلغة النقد الحديث ( المتلقي) معلقا بمستوى وعي الناقد، وقدرته على تفكيك النص الشعري ليكتشف وحدة الأداء ، أو اختلاف مستوياته حسب سياق المنظومة .
- إن تعليق مسؤولية الكشف عن التلقي على جهد الناقد يقطع بتحمله الكشف عن المخاطب (المتلقي)، وكيف أن هذا المتلقي قد " هندس" عقلية الشاعر ووجه خياله ودفعه إلى إيثار معجم خاص ليتوافق مع رؤيته .
- ويظل الناقد مسئولا عن التحليل والتأويل في الكشف عن مسار التلقي،و إذا كان هارولد بلوم يسك عبارة خلاصتها : المرء منا يقرأ ما يماثله! فإن الإمام الشافعي قال كشف عن الميول لدى النقاد، وأثرها في توجيه الخطاب . فهو القائل :
وعين الرضا عن كل عيب كليلةٌ ... كما أن عين السخط تبدي المساوي
- هناك حادث طريف جرى في مجلس رسول الله (ص) إذ قدم عليه الزبرقان بن بدر فسأل عنه عمرو بن الأهتم ، فمدح عمرو الزبرقان مدحا مقتصداً مما أغضب الزبرقان حتى قال مخاطبا الرسول : إنه ليعلم مني أكثر من هذا، ولكنه حسدني، وهنا استدرك عمرو منقلبا على قوله السابق بهجاء الزبرقان مما أظهر الكراهة على وجه الرسول، وقد لاحظ عمرو ذلك أوضح تناقض الحكمين بأن قال : والله يا رسول الله ما كذبت في الأولى، ولقد صدقت في الأخرى ، رضيت فقلت أحسن ما علمت ، وسخطت فقلت أقبح ما وجدت . فقال عليه الصلاة والسلام : إن من البيان لسحرا !!
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب : "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني – جزء 3 – دار الثقافة – بيروت – 1962 - ص60 . والمحارة من كتاب " مجمع الأمثال" للميداني – المجلد الأول – منشورات دار مكتبة الحياة – ط ثانية – ص15 .
1- اللؤلؤة : هوامش تراثية حول التلقي !
مما ينسب إلى بشار بن برد، قوله على لسان أحد ممدوحيه:
إذا ما غضبنا غضبة مضريةً .. هتكنا حجاب الشمس أو تُمطر الدما
إذا ما أعرنا سيداً من قبيلـة .. ذُرى منبــر صلـى علينا وسلما
وفي موضع آخر يقول مداعبا جاريته (ربابة):
ربابة ربة البيـتِ .. تصب الخل في الزيتِ
لها عشر دجاجاتٍ .. وديك حسـن الصوتِ
وقد أخذ على بشار هذا التفاوت الواسع في المستوى بين القولين، غير أنه دافع عن هذا الاختلاف بنوعية الغرض، ومستوى المتلقي، وضرورة الملاءمة بين هذه الأطراف، حتى قال : " لكلٍ وجهة وموضع، فالقول الأول جد، وهذا قلته في ربابة جاريتي، وأنا لا آكل البيض من السوق، وربابة لها عشر دجاجات وديك، فهي تجمع لي البيض، فهذا عندها من قولي أحسن من (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلِ) عندك !
2- المحارة :
- كما نرى : الشاعر القديم كان يبحث عن الملاءمة بين لغته وصوره، وامتداد تعبيره، ومضمون فكره، وبين المتلقي (المفترض) لهذا الشعر . وإذا كان بشار قد أتيح له – في نص الأغاني- من يناقشه ويكشف عن طويته، فإن هذا لم يكن ميسوراً في أغلب الحالات . ومن ثم يبقى أمر المخاطب أو المروي له، أو بلغة النقد الحديث ( المتلقي) معلقا بمستوى وعي الناقد، وقدرته على تفكيك النص الشعري ليكتشف وحدة الأداء ، أو اختلاف مستوياته حسب سياق المنظومة .
- إن تعليق مسؤولية الكشف عن التلقي على جهد الناقد يقطع بتحمله الكشف عن المخاطب (المتلقي)، وكيف أن هذا المتلقي قد " هندس" عقلية الشاعر ووجه خياله ودفعه إلى إيثار معجم خاص ليتوافق مع رؤيته .
- ويظل الناقد مسئولا عن التحليل والتأويل في الكشف عن مسار التلقي،و إذا كان هارولد بلوم يسك عبارة خلاصتها : المرء منا يقرأ ما يماثله! فإن الإمام الشافعي قال كشف عن الميول لدى النقاد، وأثرها في توجيه الخطاب . فهو القائل :
وعين الرضا عن كل عيب كليلةٌ ... كما أن عين السخط تبدي المساوي
- هناك حادث طريف جرى في مجلس رسول الله (ص) إذ قدم عليه الزبرقان بن بدر فسأل عنه عمرو بن الأهتم ، فمدح عمرو الزبرقان مدحا مقتصداً مما أغضب الزبرقان حتى قال مخاطبا الرسول : إنه ليعلم مني أكثر من هذا، ولكنه حسدني، وهنا استدرك عمرو منقلبا على قوله السابق بهجاء الزبرقان مما أظهر الكراهة على وجه الرسول، وقد لاحظ عمرو ذلك أوضح تناقض الحكمين بأن قال : والله يا رسول الله ما كذبت في الأولى، ولقد صدقت في الأخرى ، رضيت فقلت أحسن ما علمت ، وسخطت فقلت أقبح ما وجدت . فقال عليه الصلاة والسلام : إن من البيان لسحرا !!
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب : "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني – جزء 3 – دار الثقافة – بيروت – 1962 - ص60 . والمحارة من كتاب " مجمع الأمثال" للميداني – المجلد الأول – منشورات دار مكتبة الحياة – ط ثانية – ص15 .
أ.د. محمد حسن عبدالله
أ.د. محمد حسن عبدالله ist bei Facebook. Tritt Facebook bei, um dich mit أ.د. محمد حسن عبدالله und anderen Nutzern, die du kennst, zu vernetzen. Facebook gibt Menschen die Möglichkeit, Inhalte zu...
www.facebook.com