ألف ليلة و ليلة خاشع حقي – ألف ليلة وليلة خرافة أم حقيقة؟

جاء في (المجلة العربية) العدد: 392 السنة الرابعة والثلاثون، رمضان 1430هـ - سبتمبر 2009م تعليق على كتيب (مترجمو ألف ليلة وليلة) لخورخي لويس بورخيس، ص 127 ترجمة (سيلقانا) آخرهم، كتبه (مفيد فهد نبزو) يشيد بكتاب (ألف ليلة وليلة) ومترجميه ويخص بالإعجاب (سيلفانا الخوري) المترجمة للكتاب فيقول:
حقيقة إنه كتيب قيم لأنه يسلط الضوء على عمل تراثي من أهم السير الشعبية الأدبية العربية، هذه (الألف ليلة وليلة) التي ذاع صيتها وطارت شهرتها في العالم أجمع، ولذا حظيت بكل اهتمام وتقدير من العرب والمستعربين والمستشرقين والمترجمين المختصين بآداب الشعوب وروائع حكاياتها وسيرها وعظمة إبداعها ومبدعيها.. انتهى.
بداية أقول: يبدو أن الكاتب المعلق ليس لديه اطلاع على خلفيات الكتاب ولا على كاتبيه وتاريخ كتابته ومصدره لذلك فإني أعذره من هذا الجانب..!
وألومه لأنه قصر في ذلك ولم يتقص الكتاب كما ينبغي إذ كان عليه قبل أن يشيد بالكتاب ومترجميه أن يعلم مصدره وكاتبه أو كاتبيه والسبب الذي جعل المترجمين يقبلون عليه هذا الإقبال الشديد دون غيره من الكتب والروايات التي يحفل بها التاريخ العربي الإسلامي..!
وأنا هنا أريد أن أبين بعض جوانب كتاب (ألف ليلة وليلة) وأنه ليس الكتاب الشعبي والتراثي العربي الذي أشاد به هذه الإشادة، إنما هي أسطورة كاذبة ورواية باطلة (كما سيأتي معنا) دسها أعداء الإسلام ليشوهوا التاريخ الإسلامي بتشويه رموزه ورجالاته وفي مقدمتهم (هارون الرشيد) الذي كان رمزاً للجهاد في سبيل الله والبذل والعطاء وإقامة شعائر الإسلام من خلال مجالسه التي كانت حافلة بالعلماء والصلحاء، فنشر العلم وأقام العدل وجاهد في الله حتى أتاه اليقين.
وخلاصة الكتاب: إنه رواية مترجمة عن أصل فارسي لا صلة لها بالعرب وتاريخ الإسلام، وكان اسمه (الهزار أفسان) أي ألف خرافة.
لكن الإفرنج سموها (الليالي العربية) لأن العرب أخذوها عن الفرس في القرن الثالث الهجري، وقام بترجمتها عن العربية الكاتب الفرنسي (أنطون جالان) فانتشرت في أوروبا وترجمت عن (جالان) مراراً في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وما زالت على اليوم تصدرها ترجمات مصورة. فهي إذاً رواية فارسية الأصل، والذي يدل على أصلها الفارسي أسماء (شاه زمان وشهريار وشهرزاد).
ويطيب للناس حديث (ألف ليلة وليلة) وقراءتها ولاسيما العشاق منهم، لأنهم يرون فيها لذة نفوسهم وشهواتهم، كما يسمعون أجمل الغرائب والأخبار المتنوعة والمصادفات والاتفاقات المدهشة مع ما فيه من السفاهة والفساد، وفي هذا من الخطورة على الأجيال ما فيه، وعلى نفوس الشباب والفتيات من بائعي الهوى وبائعاته.
هذا هو سبب استهواء الكتاب واقتنائه وتمضية الليالي على قراءته، لا كما ذكرت (يا صاحبي) عن أنه كتاب قيم تراثي من أهم السير الشعبية الأدبية العربية..!
ويأتي في ثنايا سرد (رواية ألف ليلة وليلة) اسم (هارون الرشيد) بل هو أهم شخصية فيها حتى ظن بعضهم أنها كتبت بعد أيامه بزمن قصير.
وقد شوهت ألف ليلة وليلة صورة هارون الرشيد وأساءت إليه في كثير من قصصها في حين أن الرشيد كان رمزاً للعصر الذهبي في العصور الإسلامية والعصور الأوروبية أيضاً التي كانت تمر بعصور الظلام (العصور الوسطى) كما جاء في التاريخ.

http://www.arabicmagazine.com/Arabic/ArticleDetails.aspx?SecId=7&Id=791

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى