في اليوم الوطني للصحافة الجزائرية المصادف لـ: 22 أكتوبر 2019
(القطاع الخاص في حاجة إلى دفتر شروط)
في اليوم الوطني للصحافة المصادف لـ: 22 أكتوبر 2019 أوجه تحياتي للذين يناضلون من أجل الكلمة الحرة و تنوير الرأي العام، خاصة في هذا الظرف بالذات، تمر فيه الجزائر بمرحلة صعبة و حساسة ، في ظل استمرارية الحراك الشعبي و مطالبه برحيل النظام، و إصرار المؤسسة العسكرية على إجراء انتخابات رئاسية من أجل أمن و استقرار البلاد، والتصدي لدعاة الفتنة و مساعيهم في زرع البلبلة و دفع الجماهير إلى عصيان مدني، في هذه الفترة و كل المراحل الصعبة التي مرت بها الجزائر قبل و بعد أحداث أكتوبر 1988 التي مهدت للحرب الأهلية فيما سميت بالعشرية السوداء، لم تركن الصحافة الجزائرية بكل تخصصاتها إلى السلبية، بل ساهمت في محاربة الإرهاب و فقدت أبرز الأقلام دفاعا عن الجزائر و حماية مؤسساتها.
هي اليوم تساهم في التنمية و تواكب الأحداث، بحيث نقلت صوت الجماهير في مسيراتها السلمية بصدق و موضوعية، منذ انطلاق الحراك في 22 فبراير 2019 ، نقول ان الصحافي في الجزائر يدرك حجم المسؤولية التي تقع على عاتقه ، و يتحمل مشاق الرسالة التي حملها على كتفه، لأنه آمن بها إيمانا عميقا، و عشق المهنة رغم أنها محفوفة بالمخاطر و طريقها معبد بالأشواك، فقد تحمل الصحافي عناء السجون من أجل حرية الكلمة و الرأي، لكن..؟، في هذا اليوم بالذات وجب ان نقول كلمة و نتمنى أن يصل صداها للمسؤولين على القطاع ومدراء الصحف، نقول: إن العمل في ظروف صعبة جدا يفقدك التركيز، في ظل غياب إمكانيات العمل و التنقل إلى مكان ما لتغطية الحدث..بعض الصحافيين يعملون بالكريدي، و لما يتلقون تلك الملاليم في نهاية الشهر يسددون بها ديونهم، و هكذا..
أتكلم هنا عن العاملين في القطاع الخاص، الذين لا يتلقون راتبا محترما.. و لا يتوفر لديهم مكتبا يرسلون منه الأخبار، أو الذين مكاتبهم غير مجهزة بوسائل العمل ( الإنترنت و وسيلة اتصال)، ويجبرون على إرسال الأخبار من المقاهي الإلكترونية (السيبار) cyber cafe، من جيبهم الخاص، لا يعقل طبعا لصحفي يعمل في القطاع الخاص له أقدمية في العمل لا يصل راتبه إلى الحد القانوني الـ: smig ، و بالرغم من أنها إهانة لهم، لكنهم يقاومون بصمود، لأنهم أحبوا المهنة باعتبارها رسالة نبيلة، و لحبهم للمهنة وجدوا أنفسهم مستغلين و مضطهدين من قبل ربّ العمل، هم صامدون.
كانت السلطات المحلية في كل مناسبة من هذه المناسبات تكرم أصحاب مهنة المتاعب، لأنها ترى فيهم شريك فعال ، و هي مبادرة تثمنها الأسرة الإعلامية طبعا، لكن حبذا لو تستمع إلى نبضهم و مشاكلهم، لتقف على حجم معاناتهم و هم ينقلون الخبر بأمانة و يوصلون انشغالات المواطن بموضوعية، هي رسالة موجهة لنواب البرلمان لينقلوا معاناة الصحافيين و هم في الميدان، خاصة العاملين في القطاع الخاص، و هي رسالة إلى الوزارة الوصية لتعيد الإعتبار لهذه الفئة من خلال وضع دفتر شروط لرب العمل في القطاع الخاص حتى تكفل حقوق الصحافيين و تحميهم اجتماعيا.
علجية عيش
كاتبة و صحافية من الجزائر
(القطاع الخاص في حاجة إلى دفتر شروط)
في اليوم الوطني للصحافة المصادف لـ: 22 أكتوبر 2019 أوجه تحياتي للذين يناضلون من أجل الكلمة الحرة و تنوير الرأي العام، خاصة في هذا الظرف بالذات، تمر فيه الجزائر بمرحلة صعبة و حساسة ، في ظل استمرارية الحراك الشعبي و مطالبه برحيل النظام، و إصرار المؤسسة العسكرية على إجراء انتخابات رئاسية من أجل أمن و استقرار البلاد، والتصدي لدعاة الفتنة و مساعيهم في زرع البلبلة و دفع الجماهير إلى عصيان مدني، في هذه الفترة و كل المراحل الصعبة التي مرت بها الجزائر قبل و بعد أحداث أكتوبر 1988 التي مهدت للحرب الأهلية فيما سميت بالعشرية السوداء، لم تركن الصحافة الجزائرية بكل تخصصاتها إلى السلبية، بل ساهمت في محاربة الإرهاب و فقدت أبرز الأقلام دفاعا عن الجزائر و حماية مؤسساتها.
هي اليوم تساهم في التنمية و تواكب الأحداث، بحيث نقلت صوت الجماهير في مسيراتها السلمية بصدق و موضوعية، منذ انطلاق الحراك في 22 فبراير 2019 ، نقول ان الصحافي في الجزائر يدرك حجم المسؤولية التي تقع على عاتقه ، و يتحمل مشاق الرسالة التي حملها على كتفه، لأنه آمن بها إيمانا عميقا، و عشق المهنة رغم أنها محفوفة بالمخاطر و طريقها معبد بالأشواك، فقد تحمل الصحافي عناء السجون من أجل حرية الكلمة و الرأي، لكن..؟، في هذا اليوم بالذات وجب ان نقول كلمة و نتمنى أن يصل صداها للمسؤولين على القطاع ومدراء الصحف، نقول: إن العمل في ظروف صعبة جدا يفقدك التركيز، في ظل غياب إمكانيات العمل و التنقل إلى مكان ما لتغطية الحدث..بعض الصحافيين يعملون بالكريدي، و لما يتلقون تلك الملاليم في نهاية الشهر يسددون بها ديونهم، و هكذا..
أتكلم هنا عن العاملين في القطاع الخاص، الذين لا يتلقون راتبا محترما.. و لا يتوفر لديهم مكتبا يرسلون منه الأخبار، أو الذين مكاتبهم غير مجهزة بوسائل العمل ( الإنترنت و وسيلة اتصال)، ويجبرون على إرسال الأخبار من المقاهي الإلكترونية (السيبار) cyber cafe، من جيبهم الخاص، لا يعقل طبعا لصحفي يعمل في القطاع الخاص له أقدمية في العمل لا يصل راتبه إلى الحد القانوني الـ: smig ، و بالرغم من أنها إهانة لهم، لكنهم يقاومون بصمود، لأنهم أحبوا المهنة باعتبارها رسالة نبيلة، و لحبهم للمهنة وجدوا أنفسهم مستغلين و مضطهدين من قبل ربّ العمل، هم صامدون.
كانت السلطات المحلية في كل مناسبة من هذه المناسبات تكرم أصحاب مهنة المتاعب، لأنها ترى فيهم شريك فعال ، و هي مبادرة تثمنها الأسرة الإعلامية طبعا، لكن حبذا لو تستمع إلى نبضهم و مشاكلهم، لتقف على حجم معاناتهم و هم ينقلون الخبر بأمانة و يوصلون انشغالات المواطن بموضوعية، هي رسالة موجهة لنواب البرلمان لينقلوا معاناة الصحافيين و هم في الميدان، خاصة العاملين في القطاع الخاص، و هي رسالة إلى الوزارة الوصية لتعيد الإعتبار لهذه الفئة من خلال وضع دفتر شروط لرب العمل في القطاع الخاص حتى تكفل حقوق الصحافيين و تحميهم اجتماعيا.
علجية عيش
كاتبة و صحافية من الجزائر