من علامات و عوامل انحطاط الكتابة الإبداعية، هذا التّداول الإعلامي "الأعمى و السّطحي" و "الكسيح" لنصوص "أدبية" يستحي القارئ البصير أن يعدّها أكثر من كونها "محاولات كتابة". يحدث هذا في غياب كلّي لمنابر "متخصّصة" تسمح بالتناول المعرفي و التداول الموضوعي للنصوص و التجارب.
وظيفة "الدرس التقدي"، عمليا، هي توفير مقاربات، مناهج و أدوات دراسة و تحليل النص (الخطاب) الأدبي، و الكشف عن آليات إنتاجه و مواطن "الجمال" فيه بوصفه "فنّا".
لكن، لا يمكن لهذا الدرس أن يتجرّد من قيم الصدق و الأمانة العلمية ولا ان يعفى من واجب تحرّي الحيادية و الموضوعية و الصّدق و التعالي عن شبهات التعاطي المنحاز و الترويجي للنصوص التي قد لا تجد ما يبرر "تناولها" حتى كموضوع نقدي مستحقّ. و على العموم فان الغاية الأولى من وجود هذه الأدوات هي بالضبط تحقيق وظيفة هذا الدرس في إطار القيم التي أنتجته و جعلته ممكنا و بررت ضرورة وجوده.
ما معنى أن تتمّ، عبر الدّرس النقدي الأكاديمي، الإشادة و الاحتفاء، سنويا، بالكثير من النصوص الشّعرية و السّردية "المهزوزة" لغة و بنية و رؤية ؟ ما معنى هذا "الركام" الموسميّ من الأطروحات و الرسائل و هذه المداخلات التي توفّرها ملتقيات و دوريات ما يسمّى بالمخابر الأكاديمية ؟
ما معنى أن "يستحوذ" اسم شعري "متواضع جدا" على ثلث حصاد موسم أكاديمي كامل، من الأطروحات و الرسائل بإحدى جامعات شرق الوطن ؟ و الأرشيف أمامكم، و يمكنكم استنطاقه.
لماذا تسلك كل البحوث، المدججة، عادة، بالأدوات و المناهج الصارمة، ذلك المسلك الآمن، المسالم، المتخاذل، التمجيدي، المهادن، حيال نصّ أو عمل أدبي ما، كما لو انه يقول "الحقيقة" المطلقة و ما على الدرس النقدي سوى "تفسير" المقال ؟
ماذا يعني وجود "لوبيات" و "ميليشيا" تابعة لكتائب "الدرس النقدي" و فرق "مخابر تحليل الخطاب"، تكاد تنحصر مهمتها الأساس في الترويج لنصوص رديئة و تكريس أسماء متواضعة ؟ لماذا "تتهامس" هوامش الملتقيات الأدبية بهذه "الخطايا" و "الجرائم" و لا تجرؤ على مواجهتها ؟
إذا كان الدرس النقدي موضوعيا ومحايدا فعلا و يتحدث باسم العلم و المعرفة، فمن المفترض أن يكون "مجردا" من كل "ذاتية" و أنّ ما يقوله أو يخلص إليه ليس "موقفا شخصيا" من النص، و لا يعبر عن ذلك. بل هو صوت الأداة و المنهج و المقاربة ؟
و إذا كان ذاتيا و منخرطا و متورطا، فماذا يبرّر الزجّ بمناهج و أدوات الدرس النقدي، في معركة "وسخة" و"محسومة سلفا" و هل تعي هذه المليشيا أنها، بوعيها "الزيف"، تقوم "بتزييف الوعي" تماما، كما يفعل "إعلام العار" في منظومات الاستبداد ؟ ماذا بقي للنص الأدبي المبدع و الأصيل أن ينتظر من "عقل أكاديمي" متورّط في جرائم انتحال و سرقة ؟
ما معنى أن يتكفل قارئ أكاديمي واحد، كالدكتور محمد الأمين بحري، بترميم العذرية الأخلاقية لهذا الدرس، بتعرية نصوص سردية لكتاب مشهورين و مكرّسين و بشكل "مريب"، كـ "واسيني" و "الـزاوي" و "مستغانمي"، كاشفا عن الأعطاب الخطيرة التي تعانيها نصوص هؤلاء، لغة و بنية و رؤية ؟
لماذا يجد القارئ الأكاديمي حرجا كبيرا في وضع العمل الأدبي،" المهزوز" أصلا، أمام "حقيقته الأدبية" و لا يشعر بأي خجل و هو "يوظف" المنهج و المقاربة لإنقاذ هذا النص بالذات من "أثار الاهتزاز" التي يحملها كتشوهات و عاهات ؟ (يكفي أن أشير هنا إلى الاستعمال المفرط للمنهج السيميائي في البحوث الشعرية، بحثا عن شعريات هامشية (العتبة، العنوان، البياض) في نماذج و أعمال و نصوص هي ابعد ما تكون عن الشعر لكونها تفتقد إلى مبرر وجودها: الشّعرية النصيّة. و إني لأتساءل، مثلا: ماذا يبرر كل هذا الكم الهائل من البحوث و الأطروحات و الرسائل الموسمية التي تناول أعمال "متواضعة جدا" كنصوص عبد الله حمّادي، في جامعة قسنطينة و من طرف طلبتها ؟
أنا استعدي كل الجبهات و العصابات و المليشيات الثقافية و الأكاديمية، لأني أتحدث بصوت مرتفع ما يُهمس به في الملتقيات و أثير بكل صدق هذه القضايا "المزعجة" و أتلقى "يوميا" تهما بالحسد و الغرور و الغيرة.
عليّ، اخلاقيا، ان استثني بعض الاعمال البحثية الجادّة التي، للاسف الشديد، لا يمكنها محاربة كل هذه "الخيانات" الموصوفة.
وظيفة "الدرس التقدي"، عمليا، هي توفير مقاربات، مناهج و أدوات دراسة و تحليل النص (الخطاب) الأدبي، و الكشف عن آليات إنتاجه و مواطن "الجمال" فيه بوصفه "فنّا".
لكن، لا يمكن لهذا الدرس أن يتجرّد من قيم الصدق و الأمانة العلمية ولا ان يعفى من واجب تحرّي الحيادية و الموضوعية و الصّدق و التعالي عن شبهات التعاطي المنحاز و الترويجي للنصوص التي قد لا تجد ما يبرر "تناولها" حتى كموضوع نقدي مستحقّ. و على العموم فان الغاية الأولى من وجود هذه الأدوات هي بالضبط تحقيق وظيفة هذا الدرس في إطار القيم التي أنتجته و جعلته ممكنا و بررت ضرورة وجوده.
ما معنى أن تتمّ، عبر الدّرس النقدي الأكاديمي، الإشادة و الاحتفاء، سنويا، بالكثير من النصوص الشّعرية و السّردية "المهزوزة" لغة و بنية و رؤية ؟ ما معنى هذا "الركام" الموسميّ من الأطروحات و الرسائل و هذه المداخلات التي توفّرها ملتقيات و دوريات ما يسمّى بالمخابر الأكاديمية ؟
ما معنى أن "يستحوذ" اسم شعري "متواضع جدا" على ثلث حصاد موسم أكاديمي كامل، من الأطروحات و الرسائل بإحدى جامعات شرق الوطن ؟ و الأرشيف أمامكم، و يمكنكم استنطاقه.
لماذا تسلك كل البحوث، المدججة، عادة، بالأدوات و المناهج الصارمة، ذلك المسلك الآمن، المسالم، المتخاذل، التمجيدي، المهادن، حيال نصّ أو عمل أدبي ما، كما لو انه يقول "الحقيقة" المطلقة و ما على الدرس النقدي سوى "تفسير" المقال ؟
ماذا يعني وجود "لوبيات" و "ميليشيا" تابعة لكتائب "الدرس النقدي" و فرق "مخابر تحليل الخطاب"، تكاد تنحصر مهمتها الأساس في الترويج لنصوص رديئة و تكريس أسماء متواضعة ؟ لماذا "تتهامس" هوامش الملتقيات الأدبية بهذه "الخطايا" و "الجرائم" و لا تجرؤ على مواجهتها ؟
إذا كان الدرس النقدي موضوعيا ومحايدا فعلا و يتحدث باسم العلم و المعرفة، فمن المفترض أن يكون "مجردا" من كل "ذاتية" و أنّ ما يقوله أو يخلص إليه ليس "موقفا شخصيا" من النص، و لا يعبر عن ذلك. بل هو صوت الأداة و المنهج و المقاربة ؟
و إذا كان ذاتيا و منخرطا و متورطا، فماذا يبرّر الزجّ بمناهج و أدوات الدرس النقدي، في معركة "وسخة" و"محسومة سلفا" و هل تعي هذه المليشيا أنها، بوعيها "الزيف"، تقوم "بتزييف الوعي" تماما، كما يفعل "إعلام العار" في منظومات الاستبداد ؟ ماذا بقي للنص الأدبي المبدع و الأصيل أن ينتظر من "عقل أكاديمي" متورّط في جرائم انتحال و سرقة ؟
ما معنى أن يتكفل قارئ أكاديمي واحد، كالدكتور محمد الأمين بحري، بترميم العذرية الأخلاقية لهذا الدرس، بتعرية نصوص سردية لكتاب مشهورين و مكرّسين و بشكل "مريب"، كـ "واسيني" و "الـزاوي" و "مستغانمي"، كاشفا عن الأعطاب الخطيرة التي تعانيها نصوص هؤلاء، لغة و بنية و رؤية ؟
لماذا يجد القارئ الأكاديمي حرجا كبيرا في وضع العمل الأدبي،" المهزوز" أصلا، أمام "حقيقته الأدبية" و لا يشعر بأي خجل و هو "يوظف" المنهج و المقاربة لإنقاذ هذا النص بالذات من "أثار الاهتزاز" التي يحملها كتشوهات و عاهات ؟ (يكفي أن أشير هنا إلى الاستعمال المفرط للمنهج السيميائي في البحوث الشعرية، بحثا عن شعريات هامشية (العتبة، العنوان، البياض) في نماذج و أعمال و نصوص هي ابعد ما تكون عن الشعر لكونها تفتقد إلى مبرر وجودها: الشّعرية النصيّة. و إني لأتساءل، مثلا: ماذا يبرر كل هذا الكم الهائل من البحوث و الأطروحات و الرسائل الموسمية التي تناول أعمال "متواضعة جدا" كنصوص عبد الله حمّادي، في جامعة قسنطينة و من طرف طلبتها ؟
أنا استعدي كل الجبهات و العصابات و المليشيات الثقافية و الأكاديمية، لأني أتحدث بصوت مرتفع ما يُهمس به في الملتقيات و أثير بكل صدق هذه القضايا "المزعجة" و أتلقى "يوميا" تهما بالحسد و الغرور و الغيرة.
عليّ، اخلاقيا، ان استثني بعض الاعمال البحثية الجادّة التي، للاسف الشديد، لا يمكنها محاربة كل هذه "الخيانات" الموصوفة.