الكلب الذي ينبح علىّ
حين أدخل الشارع متأخرا
رغم أنه يعرفني جيدا من وقع خطوتي
ورائحة عرقي
فتنبح زوجته
وأبنائها السبعة
وكلبان آخران انضما لحراسة الشارع مؤخرا
أتقدم نحوه بقدم ثابتة
وأحييه بلغة الناس
فيهز ذيله
أُملّس على رأسه
وأستغل خلو الشارع من النسوة و العجائز و أولاد الجيران
الكلاب فقط و الآدميّ
أسأله فعلا عن أحواله، وكيف أمضى يومه
هل اكتسب أعداءً جدد
هل حظي بوجبة جيدة
هل آذاه العيال
وهل عطف عليه الرجل العجوز كعادته في الثالثة صباحا؟
ينتصب على قائمتيه الخلفيتين
ويستند عليّ
ولكنني مرهق
ولم أحظى بوجبة جيدة
ولم أتقبل أبدا العطف من أحد
وحين أفتح شقتي
لا أجد أُسرة صغيرة في انتظاري
تهز ذيولها في ألفة و فرح
أفهم ما يدور في رأسك
أُقدّر وقفتك في الشارع في هذا الليل
ولكن هل تفهم
بعِزْوتك الكبيرة
كم هو شاق صعود آخر درجتين من السلم
على ساقين فقط
في هذا الوقت كل ليلة؟
احمد سلامة الرشيدي
مصر
حين أدخل الشارع متأخرا
رغم أنه يعرفني جيدا من وقع خطوتي
ورائحة عرقي
فتنبح زوجته
وأبنائها السبعة
وكلبان آخران انضما لحراسة الشارع مؤخرا
أتقدم نحوه بقدم ثابتة
وأحييه بلغة الناس
فيهز ذيله
أُملّس على رأسه
وأستغل خلو الشارع من النسوة و العجائز و أولاد الجيران
الكلاب فقط و الآدميّ
أسأله فعلا عن أحواله، وكيف أمضى يومه
هل اكتسب أعداءً جدد
هل حظي بوجبة جيدة
هل آذاه العيال
وهل عطف عليه الرجل العجوز كعادته في الثالثة صباحا؟
ينتصب على قائمتيه الخلفيتين
ويستند عليّ
ولكنني مرهق
ولم أحظى بوجبة جيدة
ولم أتقبل أبدا العطف من أحد
وحين أفتح شقتي
لا أجد أُسرة صغيرة في انتظاري
تهز ذيولها في ألفة و فرح
أفهم ما يدور في رأسك
أُقدّر وقفتك في الشارع في هذا الليل
ولكن هل تفهم
بعِزْوتك الكبيرة
كم هو شاق صعود آخر درجتين من السلم
على ساقين فقط
في هذا الوقت كل ليلة؟
احمد سلامة الرشيدي
مصر